غزة – شهدت ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، أعنف موجة اشتباكات بين القوات الإسرائيلية المتوغلة بعدة محاور في قطاع غزة ومقاتلي الفصائل الفلسطينية المسلحة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 9 من جنوده خلال هذه المعارك في تطور وصفته تل أبيب بـ “الضربة القاسية والمؤلمة”.

وأفاد مراسل الأناضول نقلا عن شهود عيان، بأن معارك اندلعت بين قوات الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين واستمرت منذ عصر أمس الثلاثاء، حتى صباح الأربعاء، في محيط منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.

وجرى خلال ساعات الليل قصفا إسرائيليا عنيفا لمحيط منطقة التوغل في “الكرامة” وإطلاق الطائرات الإسرائيلية قنابل إنارة بكثافة في سماء الموقع نفسه.

وحولت قنابل الإنارة ليل مدينة غزة إلى نهار في محاولة إسرائيلية لكشف حركة المقاتلين الفلسطينيين.

كما سمعت أصوات إطلاق قذائف ونيران أسلحة رشاشة ثقيلة متبادلة في المنطقة منذ مساء أمس الثلاثاء، وحتى صباح الأربعاء.

الاشتباكات اندلعت أيضا في محور توغل القوات الإسرائيلية ببلدة بيت حانون (شمال شرق)، حسب الشهود.

وتتوغل القوات الإسرائيلية في محور شمال القطاع وصولا إلى منطقة “الكرامة” على تخوم مدينة غزة من الجهة الشمالية الغربية، وببلدة بيت حانون من الجانب الشمالي الشرقي.

وهذه المناطق عبارة عن أراض زراعية خالية من السكان، أو مناطق سكنية كانت قد دمرتها الطائرات والمدفعية والبوارج الحربية الإسرائيلية خلال الأيام الماضية من الحرب المتواصلة منذ 26 يوما.

من جانبها، كشفت الفصائل الفلسطينية، امس الثلاثاء، عن اشتباكات ومواجهات مستمرة بين مقاتليها وقوات الجيش الإسرائيلي، في عدة محاور شمال قطاع غزة.

وقالت الفصائل في سلسلة بيانات مقتضبة، نشرتها منصاتها الإعلامية، إن مقاتليها “أجهزوا على قوة صهيونية في بيت حانون واستهدفوا جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة”.

ووفقا لبيانات الفصائل مساء الثلاثاء، فإن منطقة شمال غرب غزة ومعبر “بيت حانون” (إيرز) شهدت، عدة مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

كما كشفت الفصائل أن الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في شمال غرب غزة أسفرت عن “استهداف آليتين بقذيفتي الياسين 105، واشتعال النيران فيهما والإجهاز على أحد الجنود من نقطة صفر”.

وأشارت إلى تدمير مقاتليها آلية إسرائيلية شرق معبر “إيرز” بعبوة ناسفة وقذيفتي الياسين 105، إضافة إلى “فتح النار من أحد الكمائن باتجاه الآليات المتوغلة غرب التوام، شمال القطاع، واستهداف 3 آليات صهيونية بقذائف الياسين 105”.

وفي المنطقة ذاتها، أعلنت الفصائل الثلاثاء، الإجهاز على قوة إسرائيلية داخل مبنى شمال شرقي القطاع.

وقالت في بيان مقتضب: “مجاهدو الفصائل يُجهِزون على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى كمن المجاهدون داخله في بيت حانون، ويستهدفون جرافة وآلية كانتا تؤمنان القوة الراجلة”.

وصباح الأربعاء، أعلنت الفصائل استهداف آلية إسرائيلية “توغلت” شرق حي الزيتون في مدينة غزة.

وقالت الفصائل في بيان مقتضب اطلعت عليه الأناضول: “دمرنا آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة الياسين 105″، مشيرة إلى أن “النيران اشتعلت في الآلية”.

بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، مقتل 12 من جنوده في معارك شمالي القطاع، ليرتفع عددهم منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 329.

وحسب ما أفادت صحف عبرية من بينها “يديعوت أحرونوت” و”معاريف” و”جيروزاليم بوست”: “سمح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بنشر أسماء تسعة مقاتلين قتلوا في معارك قطاع غزة، في اليوم الأخير (أمس الثلاثاء)، بالإضافة إلى ذلك أصيب أربعة جنود بجروح خطيرة”.

وقالت “يديعوت أحرونوت”، إن سبعة عناصر من كتيبة الصبار التابعة للواء جفعاتي قتلوا “جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أصاب ناقلة جنود مدرعة من طراز NMR، ومقاتلين اثنين من الكتيبة مدرعات 77 في المعارك شمال قطاع غزة”.

وقالت صحيفة معاريف: “قُتل تسعة من مقاتلي (لواء) جفعاتي في هجوم صاروخي مضاد للدبابات في غزة”، دون مزيد من التفاصيل.

كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 4 جنود بجروح خطيرة، وقال إن “جنديين من الكتيبة 77 وثالثا من كتيبة تسابار وجنديا آخر من كتيبة روتم أصيبوا بجروح خطيرة”، بحسب “جيروزاليم بوست”.

وعلق وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، على ذلك قائلا، إن “مقتل جنود الجيش في المعارك مع مقاتلي حركة حماس في غزة، يشكل ضربة قاسية ومؤلمة”.

وأضاف غالانت في بيان: “سقوط مقاتلي الجيش الإسرائيلي في المعارك ضد إرهابيي حماس في غزة يشكل ضربة قاسية ومؤلمة، قلوبنا وأفكارنا مع عائلاتهم العزيزة”.

وتابع: “الإنجازات الكبيرة التي حققها القتال العنيف في أعماق قطاع غزة تفرض ثمنا باهظا للأسف، ونحن مستعدون وجاهزون لحملة طويلة ومعقدة تتطلب الشجاعة والتصميم والمثابرة، سننتصر”.

وفي محور الجنوب، اندلعت مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في منطقة حي الزيتون جنوبي شرق مدينة غزة، وفق ما ذكر شهود عيان للأناضول.

ويمكن مشاهدة أعمدة دخان أسود تتصاعد من منطقة التوغل في حي الزيتون نتيجة للمعارك الدائرة هناك.

وما زالت القوات الإسرائيلية تتواجد في منطقة شارع “10” بحي الزيتون وتحاول التوغل غربا باتجاه شاطئ البحر لفصل شمال القطاع عن جنوبه.

ومساء الثلاثاء، قدم الناطق الرسمي لفصائل المقاومة حصيلة جديدة للاشتباكات والمعارك التي تخوضها الكتائب ضد القوات الإسرائيلية منذ بدء توغلها البري في غزة.

وقال الناطق في خطاب متلفز بثته قناة “الأقصى” الفضائية، إن “المقاومة تصدت للقوات الإسرائيلية في جميع المحاور ونفذت عمليات وتسللا خلف خطوط العدو، وخاضت معها مواجهات ضارية ومباشرة”.

وأضاف “تمكن مجاهدونا من الالتحام مع قوات العدو في كل نقاط التقدم وتدمير 22 آلية عسكرية حتى الآن بقذائف الياسين المضادة للدروع، كما تمكنوا أيضا من قتل وإصابة عدد كبير من جنود العدو خلال الاشتباكات”.

ولفت إلى أن “العدو بدأ مناورات برية في عدة محاور في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة بعد أكثر من 20 يوما من التمهيد الناري”.

وذكر الناطق أن “جيش الاحتلال توغل بريا بعد اعتماد سياسة الأرض المحروقة وإحداث دمار كبير من خلال قصف بري وجوي وبحري”.

والثلاثاء، قالت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، إن الآليات العسكرية الإسرائيلية “عمقت توغلها” داخل شمال ووسط القطاع.

وقال متحدث الوزارة، إياد البزم، في تصريح للأناضول، إن “آليات الاحتلال موجودة في شارع صلاح الدين (شرق) على أطراف مدينة غزة، وتحاول الوصول إلى شارع الرشيد (غرب)”.

وأضاف أن “قوات الاحتلال دخلت أيضا إلى القطاع من منطقة شمال الغرب، وآلياتها موجودة حاليا بمنطقة الكرامة شمال مدينة غزة”.

وأشار البزم إلى أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي أبادت مناطق سكنية كاملة شمال غرب قطاع غزة”، لافتا إلى أن “قوات الاحتلال تسعى إلى فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة، وقتل إجمالا أكثر من 8525 فلسطينيا بينهم 3542 طفلا و2187 سيدة، وأصاب نحو 21543، كما قتل 126 فلسطينيا واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، حسب مصادر فلسطينية رسمية.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی حی الزیتون الیاسین 105 مدینة غزة بیت حانون قطاع غزة شمال غرب إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الفصائل ترد على انباء خروج قياداتها الى ايران بعد التهديدات الإسرائيلية: الموساد يقف خلفها

بغداد اليوم - بغداد 

رد مصدر مقرب من فصائل المقاومة العراقية، اليوم الخميس (21 تشرين الثاني 2024)، على انباء خروج 9 من قيادات الفصائل الى العاصمة الإيرانية طهران بعد التهديدات الإسرائيلية بضرب العراق.

وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" الفصائل لا تولي أي أهمية للشائعات التي تروج لها شبكات الحرب النفسية التي يقودها الموساد الصهيوني واذرعه في المنطقة وهي تنفق ملايين الدولارات من اجل الترويج لأكاذيب وافتراءات".

وأضاف، أن" الانباء التي تتناقلها بعض المنصات والمواقع عن خروج 9 من قيادات الفصائل العراقية الى طهران غير دقيقة، والقيادات مستمرة في اداء واجباتها ضمن مسارات مقاومة الكيان الصهيوني ".

وأشار المصدر الى، أن" الفصائل العراقية جزء من محور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة اجندة الكيان الصهيوني وقيادات الفصائل تدرك خطورة الموقف الحالي وهي مستمرة في أداء واجباتها، مؤكدا أن ما يطلق من شائعات وخلط للأوراق ما هو الا اجندة صهيونية برعاية أمريكية معروفة الدوافع والراي العام لن تنطلي عليه هذه الأكاذيب".

وأعلنت مواقع عربية وإسرائيلية يوم السبت الماضي،  خروج عدد من قادة الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من طهران، من العراق والتوجه نحو إيران بعد تهديدات عن عزم إسرائيل تصفيتهم.

ووفقا لموقع "العين الإخبارية" فأن" القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أبلغ قادة تلك الفصائل وبعضهم قيادات في الإطار الشيعي التنسيقي (الحزب الحاكم) بضرورة الخروج من العراق، وفق مؤشرات وتهديدات على عزم إسرائيل استهداف قادة تلك الفصائل المسلحة.

ووفق المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن "الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي كان أول الشخصيات التي غادرت العراق واستقرت في مدينة مشهد شمال شرق إيران، وقد ظهر في خطبة صلاة الجمعة الماضية بطهران في الصف الأول، وهي الصلاة التي أداها المرشد علي خامنئي".

وأضاف المصدر أن "زعيم جماعة حركة كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي خرج هو الآخر من العراق عبر المنافذ البرية باتجاه إيران"، مبينا أن الولائي خرج مساء اليوم عبر منفذ مهران الحدودي بين إيران والعراق.

وتابع المصدر أن "زعيم منظمة بدر والقيادي في الإطار الشيعي هادي العامري هو الآخر خرج الجمعة الماضية من مطار النجف الدولي باتجاه طهران، بعدما زار محافظة كربلاء المقدسة لدى الشيعة وقام بزيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه أبوالفضل العباس".

وأشار المصدر العراقي إلى أن "قائد كتائب الإمام علي شبل الزيدي هو الآخر خرج من بغداد باتجاه العراق الجمعة عبر منفذ المنذرية، الذي يربط محافظة ديالى العراقية مع محافظة كرمنشاه غرب إيران".

ويؤكد المصدر أن "زعيم كتائب حزب الله أبوحسين الحميداوي موجود في العاصمة طهران منذ قرابة ثمانية أيام، تحسباً لهجمات إسرائيلية"، منوهاً أن "زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي مستقر في محافظة قم وسط إيران منذ فترة طويلة".

وتعد كتائب حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء من الجهات التي تشن هجمات بالطائرات المسيرة على إسرائيل وكذلك القوات الأمريكية، وهي تنشر بيانات تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق".

ويرى مراقبون أن استمرار الهجمات من قبل الفصائل العراقية تحرج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمام الولايات المتحدة التي تعمل على ضبط تحركات إسرائيل تجاه العراق.

وقبل حوال أسبوع تلقى السوداني رسالة أمريكية تطالبه بضبط تحركات تلك الفصائل، وإلا فإن الولايات المتحدة ربما لا تستطيع إقناع إسرائيل بعدم توجيه ضربات على مواقع عسكرية للفصائل والحشد الشعبي.

ويتابع المصدر حديثه أن "السوداني طلب من زعيم تيار الحكمة الوطني المعتدل عمار الحكيم، التدخل لإقناع الفصائل بعدم التصعيد لتجنب الانخراط في صراع مشابه لحرب لبنان وغزة".

فيما يقول مصدر في كتائب حزب الله العراقية لـ"العين الإخبارية" "لقد اتخذنا كافة الإجراءات الاحترازية لحماية المواقع العسكرية في عموم العراق تحسباً لهجمات معادية"، منوهاً "الفصائل عززت التنسيق والتعاون فيما بينها لمواجهة الضربات المحتملة على العراق".

وأوضح "لقد أبلغنا السوداني أن الفصائل المقاومة تعتبر أي عدوان على العراق يعني نقض الهدنة مع القوات الأمريكية الموجودة في العراق، وسوف نقوم بهجمات غير مسبوقة على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا".

 

 

 

مقالات مشابهة

  • عن توغل الجيش الإسرائيلي.. ماذا كشف رئيس بلدية ديرميماس؟
  • شهداء في قصف منازل مأهولة وسط وجنوب القطاع.. واستهداف جديد لمشفى كمال عدوان
  • "القسام" و"حزب الله" يواصلان استهداف القوات الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لـ "الجهاد" في قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال 5 من قيادات ونشطاء حماس شمال قطاع غزة
  • للمرة الثالثة اليوم.. الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء إلى سكان الجنوب
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
  • الفصائل ترد على انباء خروج قياداتها الى ايران بعد التهديدات الإسرائيلية: الموساد يقف خلفها
  • الجيش الإسرائيلي يواصل اجتياح جنين لليوم الثاني
  • بين الاتهامات الإسرائيلية وموقف بغداد: هل يتجه العراق إلى مواجهة دولية؟