لماذا وصفت غزة بـبنت الأجيال؟.. تعرف على أبرز مسمياتها
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
"من أقدم المدن التي عرفها التاريخ، إنها ليست بنت قرن من القرون، أو وليدة عصر من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها، ورفيقة العصور الفائتة كلها، من اليوم الذي سطر التاريخ فيه صحائفه الأولى إلى يومنا هذا". بهذه الكلمات، تحدث المؤرخ الفلسطيني المقدسيّ عارف العارف، عن مدينة غزة، في كتاب صدر عام 1943، جمع فيه خلاصة ما ورد عن هذه المدينة الساحلية في المؤلفات العربية والإنجليزية والفرنسية والتركية.
وفي كتاب أقدم صدر عام 1907 للحاخام الأمريكي مارتن ماير عن غزة، وصفها المستشرق الأمريكي ريتشارد غوتهيل في مقدمته قائلاً بأنها "مدينة مثيرة للمهتم بدراسة التاريخ".
وأوضح غوتهيل أهميتها الاستراتيجية قائلاً إنها "نقطة التقاء للقوافل التي كانت تنقل بضائع جنوب الجزيرة العربية والشرق الأقصى إلى البحر الأبيض المتوسط، ومركز توزيع هذه البضائع إلى سوريا وآسيا الصغرى وأوروبا، وهي كذلك همزة الوصل بين فلسطين ومصر".
من المثير للاهتمام، أن موسوعة "معجم البلدان" للأديب والرحالة ياقوت الحمويّ، ذكرت ثلاث بلدات عُرفت بهذا الاسم في المنطقة، الأولى "جزيرة العرب" التي تحدث عنها "الأخطل" في شعره.
والثانية بلد بـ "إفريقيّة" وهو الاسم القديم لتونس، يقول الحموي إن بينها وبين القيروان مسيرة ثلاثة أيام، تنزلها القوافل المتجهة إلى الجزائر.
أما غزة الأشهر عبر التاريخ فيصف الحموي موقعها بأنها "مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، وهي من نواحي فلسطين غربي عسقلان".
منذ قديم الزمن والعرب يطلقون عليها "غزة"، وفي العصر الإسلامي أطلِق عليها "غزة هاشم" في إشارة إلى جد نبي الإسلام "هاشم بن عبد مناف" الذي توفي فيها، وهي التي ولد فيها "الإمام الشافعي" مؤسس المذهب الإسلامي الشهير، الذي قال عنها:
وإني لمشتاق إلى أرض غزة * وإن خانني بعد التفرقِ كتماني
أما في اللغة العبرية فيطلق عليها "عزة" بالعين أو بالهمزة بدلاً من الغين.
ويقول العارف في كتابه "تاريخ غزة" إن الكنعانيين كانوا يطلقون عليها "هزاتي"، أما المصريون القدماء فكانوا يسمونها "غازاتو" أو "غاداتو".
وقد جاء في المعجم اليوناني أنها سميت عبر العصور بأسماء مختلفة، منها "إيوني" و"مينووا" و "قسطنديا"، كما أطلق عليها الصليبيون "غادريس"
يقول يوسابيوس القيصري الذي أطلق عليه "أبو التاريخ الكنسي"، وقد عاش في القرن الرابع بعد الميلاد، إن "غزة" تعني العِزة والمَنَعة والقوة. وانضم إليه في ذلك، بحسب "العارف"، السير وليام سميث في قاموس العهد القديم الذي صدر عام 1863.
وأرجع الفريق السبب في ذلك إلى الحروب الكثيرة التي دارت رحاها في المدينة وحولها، والتي صمدت غزة خلالها، وهو المعنى الذي يميل إليه المؤرخ الفلسطيني.
أما صفرونيوس صاحب قاموس العهد الجديد الذي صدر عام 1910، فيقول إن "غازا" كلمة فارسية تعني الكنز الملكي، وهو معنى لا يبتعد كثيراً عمن يقول إن "غزة" كلمة يونانية تعني الثروة أو الخزينة.
ويُقال إن ملكاً من ملوك الفرس دفن ثروته فيها وغاب عنها، ثم رجع إليها فوجدها على حالتها. وقيل إن تلك الرواية تكررت في عهد الرومان.
وفي المعاجم العربية، يقال "غزَّ فلان بفلان" أي اختصه من بين أصحابه، وهو المعنى الذي أورده الحموي في معجمه وهو يتحدث عن مدينة غزة، ويشرح "العارف" المعنى قائلاً إن ذلك يعني أن الذين بنوا غزة، اختصوها من بين المواقع الأخرى على البحر المتوسط.
كما ذكر ياقوت الحموي أن "غزة" كان اسم زوجة "صور" الذي بنى مدينة صور الفينيقية التي تقع في لبنان حالياً.
من بنى غزة؟
ويقول عالم الآثار الإنجليزي السير فلندرس بتري إن غزة القديمة أنشئت قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام، فوق التل المعروف بـ "تل العجول"، وإن سكانها تركوها بسبب الملاريا التي اجتاحتها في ذلك الوقت.
وعلى بعد ثلاثة أميال، حط سكانها رحالهم و أنشأوا غزة الجديدة الموجودة في موقعها الحالي. ويقال إن ذلك حدث في عهد الهكسوس الذين سيطروا على هذه المنطقة قبل ألفي عام من ميلاد المسيح.
وهناك من ينفي هذه الرواية ويقول إن غزة ما زالت حتى اليوم في موقعها القديم، وإن "تل العجول" كانت ميناء غزة التجاري. وهناك من قال إن غزة القديمة خربت على يد الإسكندر الأكبر، وإن غزة الحديثة ليست ببعيدة عنها كما قال السير بتري.
ويقول "العارف" في كتابه إن "المعينيين" الذين يقال إنهم أقدم شعب عربي حمل لواء الحضارة في الألفية الأولى قبل الميلاد، هم أقدم من ارتاد مدينة "غزة"، وأسسوها كمركز يحملون إليه بضائعهم.
وتنبع أهمية "غزة" لدى العرب من كونها تربط بين مصر والهند، فكانت الطريق التجاري الأفضل لهم مقارنة بالملاحة في البحر الأحمر، ومن هنا تأسست مدينة غزة واكتسبت شهرتها التاريخية.
وكانت التجارة تبدأ من جنوب بلاد العرب في اليمن، التي يجتمع فيها تجارة البلاد وتجارة الهند، ثم تسير شمالاً إلى مكة ويثرب "المدينة المنورة حالياً" والبتراء، قبل أن تتفرع إلى فرعين؛ أحدهما في غزة على البحر المتوسط، وثانيهما في طريق الصحراء إلى تيماء ودمشق وتدمر.
ومن هنا استنتج مؤرخون أن مملكة معين وسبأ أولى الممالك العربية التي أسست مدينة غزة. كما كان "العويون" و "العناقيون" الذين يقال إنهم الفلسطينيون القدماء، وجاء ذكرهم في أسفار العهد القديم، هم أول من استوطن غزة، بحسب "العارف".
كما استوطنها "الديانيون" أحفاد النبي إبراهيم، و"الآدوميون" وهي قبائل بدوية كانت تقطن جنوب الأردن، و"العموريون" و"الكنعانيون" الذين اختُلف في أصلهم.
يذكر كتاب "تاريخ غزة" أن سفر التكوين ذكر المدينة باعتبارها من أقدم مدن العالم، سكنها الكنعاني من نسل حام بن نوح، وفي رواية أخرى أنها كانت قائمة عندما احتلها الكنعانيون وأخذوها من العموريين.
وقد ذكر المؤرخ ابن خلدون عن ابن جرير أن الكنعانيين من العرب البائدة، وأنهم يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة.
ويرى البعض أن الكنعانيين أتوا من "خليج العجم" المعروف حالياً بالخليج العربي، والبعض قال إنهم جاءوا من البحر الأحمر، ويقدر المؤرخون أنهم عاشوا في هذه المنطقة قبل 5 آلاف عام.
ويعتقد السير بتري أن قسماً كبيراً من سور المدينة الذي عُثر على بقاياه أنشئ في عهد الكنعانيين، وأن المنقبين لم يعثروا على حجارة ضخمة بهذا الحجم بعد الكنعانيين.
كما عُثر في الطرف الجنوبي من تل العجول على أطلال مدينة كنعانية كانت على ما يبدو تحت احتلال الهكسوس. وعُثر كذلك على مقابر يعود بعضها إلى العصر البرونزي قبل الميلاد بـ4000 عام.
ويقول "العارف" إن الكنعانيين هم "أول من عرف زراعة الزيتون على هذه الأرض، وصناعة النسيج والفخار والتعدين، واخترعوا الحروف الهجائية، وسنوا الشرائع والقوانين، فأخذ عنهم بنو إسرائيل الكثير من سننهم وشرائعهم وأفكارهم ومبادئهم حتى حضارتهم".
وقد وقعت غزة عبر تاريخها القديم تحت سيطرة قدماء المصريين والبابليين والآشوريين واليونان والفرس والرومان.
وقد وصف المؤرخ الفلسطيني عارف العارف تاريخ غزة بـ"المجيد"؛ لأنها "صمدت لنوائب الزمان بجميع أنواعها، وطوارئ الحدثان بجميع ألوانها، حتى أنه لم يبق فاتح من الفاتحين أو غاز من الغزاة المتقدمين والمتأخرين الذين كانت لهم صلة بالشرق، إلا ونازلته، فإما أن يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعته".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: مدینة غزة صدر عام إن غزة قال إن
إقرأ أيضاً:
أوقاف قنا تعتمد خطة الأمسيات الدينية بمناسبة الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي
اعتمد محمد زكي يونس وكيل وزارة الأوقاف بقنا، خطة الأمسيات الدينية التي ستعقد خلال فترة الاحتفالات بمولد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي بمدينة قنا بداية من ٣ وحتى ١٤ فبراير القادم.
وأشار وكيل الوزارة إلى أن كل أمسية تضم قارئا ومبتهلا وإماما وخطيبا وجدولها كالآتي: يوم الأحد الموافق 3/2/2025 ستكون أول أمسية بإدارة نجع حمادي شمال محافظة قنا وتضم محمد مصطفى سليمان إماما وخطيبا ومتحدثا، ومحمد مغربي إبراهيم إماما وخطيبا ومتحدثا، وأشرف محمد محمود قارئا ومبتهلا، ويوم الاثنين بإدارة قوص جنوب قنا وتضم عبد الحميد أحمد نور إماما وخطيبا ومتحدثا، وبهاء لقمان محمد إماما وخطيبا ومتحدثا، ومحمد سليمان قارئا ومبتهلا، ويوم الثلاثاء تنطلق الأمسيات بإدارة قنا وتضم الطاهر عبد الصبور إماما ومتحدثا، وأحمد عبد الرازق إماما وخطيبا ومتحدثا ومحمد سيف الدين قارئا ومبتهلا
ويوم الأربعاء بإدارة قوص وتضم أحمد عبد الفتاح متحدثا وخطيبا، وحسام سعيد خطيبا وإماما، ومحمد إبراهيم القوصي قارئا ومبتهلا، ويوم الخميس بإدارة دشنا وتضم محمد السيد متحدثا وخطيبا، وشاذلي سيد إماما ومتحدثا، وعبد السلام إبراهيم قارئا مبتهلا.
ويوم الأحد العاشر من شعبان بإدارة قنا وتضم محمد حمدان متحدثا وإماما، ومحمد عبد الحميد خطيبا ومتحدثا، ومحمود حسن قارئا ومبتهلا، ويوم الإثنين في الحادي عشر من شعبان وتضم خلف سيد متحدثا، وعبد الله حارس خطيبا والدكتور محمد محمود عبد الرازق إماما وخطيبا ومتحدثا ومحمد عبد الحميد مبتهلا، وويوم الأربعاء الثالث عشر من شهر شعبان تضم: أحمد عبد الحافظ، وحجازي محمد فارس
وعلاء أحمد محمود.
هذا وستقيم مديرية أوقاف قنا احتفالا ضخما حاشد بمناسبة ليلة النصف من شهر شعبان الموافقة لاحتفالات مولد سيدي عبد الرحيم القنائي وذلك في ساحة مسجده العامر بمدينة قنا.