إذا أردت أن تعرف ميزان القوة الحقيقي بين الجيش والمليشيا فانظر إلى المفاوضات، سيرها ونتائجها. إذا استطاعت المليشيا الحصول على مكاسب من خلال التفاوض فهذا مؤشر على تقدمها العسكري وضعف الجيش؛ والعكس صحيح، أي إذا لم تحصل المليشيا على أي مكاسب بالتفاوض وتمسك الجيش بمواقفه فهذا يدل على أن ما تقوم به المليشيا الآن ما هو إلا محاولات فاشلة لخلق ضجيج إعلامي بعد فشلها في معركة الاستيلاء على السلطة.

.

بالتوازي مع ذلك سنرى خطوات الجيش العسكرية القادمة. أتوقع كنس المليشيا من الخرطوم على الأقل، هذا إن لم تقبل بالخروج من تلقاء نفسها والتجمع في معسكرات كما يطالب الجيش.

مع التصعيد الذي قامت به المليشيا في دارفور وضغط الراي العام على قيادة الجيش سيحدث عكس ما تريد المليشيا وحلفاءها وسيجد الجيش صعوبة كبيرة في تقديم أي تنازل للمليشيا.

فلو جرت المفاوضات في جو هادئ بدون تصعيد وخسائر ربما كان الشعب السوداني سيتفهم التنازلات التي يقدمها الجيش على أنها تنازلات من موقع قوة ولهدف أسمى، ولكن بعد الخسائر التي مني بها الجيش في دارفور سيكون من الصعب عليه إقناع عساكره وجماهير الشعب بأنه يقدم تنازلات من أجل السلام، سيُفهم الأمر على أنه انهزام وخيانة.

ولذلك، مع تصعيد المليشيا عسكرياً وإعلامياً فهي قد وضعت الجيش مجدداً من حيث لم ترد أمام خيارات أكثر تشدداً وحسماً، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة أمام الجيش لإثبات وجوده وضمان تماسكه وضمان الالتفاف والسند الشعبي حوله. والأيام بيننا.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع

أعلنت القوات المسلحة السودانية، أن “القوة المشتركة” بسطت سيطرتها على منطقة الزرق بولاية شمال دارفور التي تتخذها قوات الدعم السريع قاعدة عسكرية استراتيجية، وسيطرت على عدد من المركبات القتالية وكمية من مواد تموين القتال.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد كتب الصحفي السوداني المعروف عبد الرؤوف طه علي, متحدثاً عن أهمية قاعدة الزرق بالنسبة لقوات الدعم السريع.

وقال عبد الرؤوف, في تدوينة شاركها العشرات من حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: (أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش،هي مركز تشوينهم العملياتي ومقر تجمع استنفارهم القبلي).

وتابع بحسب ما نقل عنه محرر موقع النيلين: (إضافة إلى ذلك فإن الزرق هي القاعدة التي حشدت منها المليشيا المدرعات لمهاجمة الخرطوم في 12ابريل من العام المنصرم ، قطعا فان السيطرة على الزرق تعني بداية النهاية لانهيار المليشيا).

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتوغل وسط الخرطوم بحري ويقترب من سلاح الإشارة
  • معارك عنيفة قرب الخرطوم والنائب العام يتعهد بمحاكمة الدعم السريع
  • استعادة الجيش قاعدة الزُرق بدارفور تحول إستراتيجي بالحرب
  • قائد الجيش الأوغندي يهدد بغزو الخرطوم
  • مثلما انتقل الجيش في ولايات الوسط من الدفاع للهجوم دارفور الآن تشهد نفس التحول
  • بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع
  • الجيش والقوة المشتركة يسيطران على قاعدة الزرق في شمال دارفور
  • تحرير الخرطوم قد يكون دراميا؛ لأن انهيار المليشيا سيتسارع مع مرور الوقت
  • الجيش السوداني يُعلن السيطرة على قاعدة"الزرق" شمال دارفور
  • تخيل! هناك من يصور انتصار المليشيا في الفاشر كأنه خلاص لباقي السودان