قصف مخيم جباليا.. محقق جرائم حرب سابق بـUN: يجب سؤال إسرائيل إن كانت ستضغط الزناد إن كان مواطنوها سيقتلون
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اغتال أحد كبار قادة حماس في غارة جوية على مخيم للاجئين في شمال قطاع غزة، ويقول شهود عيان إن العديد من المدنيين قتلوا.
ناقشت مذيعة CNN، باولا نيوتن، الغارة مع محقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة والخبير العسكري في منظمة PAX FOR PEACE، مارك غارلاسكو، وتطرقت إلى آثارها وما إن كانت تبريرات الجيش الإسرائيلي تتماثل مع قواعد الحرب الدولية.
وتعليقًا على ذلك، قال غارلاسكو إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن هذا الحق ليس غير محدود"، مضيفًا: "عليهم أن يتبعوا قوانين الحرب".
وأكد غارلاسكو أن هناك "شيئان مختلفان عليك أن تأخذهما في الاعتبار أساسًا. الأول هو أنه عليك دائمًا التمييز بين الأهداف العسكرية والأخرى المدنية. هذا يبدو واضحا جدا. أنت تريد استهداف الجانب العسكري فقط".
وتابع بالقول: "بعد ذلك، عليك أن تفعل ذلك بشكل متناسب. هذا يعني أن أي عمل عسكري تقوم به لا يمكن أن يفوقه الإضرار بالمدنيين"، قبل أن يضيف: "لذا، عندما ننظر إلى الضربة، هناك سؤالان تطرحهما إسرائيل على نفسها، الأول، هل يمكننا استهداف هذه المنطقة المكتظة بالسكان، مخيم جباليا للاجئين... بطريقة لا تؤدي إلى نشر الضرر بشكل واسع جدًا لدرجة أنها ستطوق المدنيين؟ وأيضًا، هل يمكننا أن نصل إلى ذلك القائد البارز وهل هذا القائد مهم جدًا لدرجة أن الضرر الذي سيلحق بالمدنيين والذي ستحدثه تلك الضربة سيكون مبررًا؟ هذا هو السؤال الذي يجب على المستهدفين أن يطرحوه على أنفسهم"، حسبما قال.
وفيما يتعلق بما إن كانت إسرائيل تطرح على نفسها هذه الأسئلة، قال غارلاسكو: "أعتقد أن إسرائيل تتصرف بسرعة وتراخ مع القانون. أعتقد أن تفسيرهم للأذى الذي يلحق بالمدنيين متساهل للغاية. إذا نظرت إلى الوقت الذي كنا نستهدف فيه خلال حرب العراق في عام 2003، كان لدينا رقم. وكان هذا الرقم 30 مدنيًا يقتلون في أي ضربة كنا سنشنها ضد صدام حسين. لذا، فإن قائد الجيش والحكومة العراقية كان يستحق 30 مدنياً. وبقدر ما قد يبدو ذلك مروعًا، كانت تلك هي الحسابات التي كانت موجودة".
وأشار الخبير العسكري إلى أنه "بالنظر إلى زعيم حماس - مهما كانت أهميته، والتفكير في أنه يستحق العشرات، إن لم يكن مئات المدنيين الذين قُتلوا، لا نعرف عدد الأشخاص تعرضوا للأذى في هذا الحدث، فإن ذلك يحير العقل تمامًا ويصعب علي فهم الأمر". وأضاف: "أعتقد أننا بحاجة إلى أن نسأل الإسرائيليين: إذا كنتم ستقومون بالضربة وكان المدنيون الإسرائيليون من سيُقتلون، فهل كنتم ستضغطون على الزناد؟".
وشدد غارلاسكو على أن "الشيء الأكثر أهمية هنا هو حماية المدنيين في إسرائيل وغزة. لا أعتقد أن الحملة الحالية تحقق ذلك. ما يتعين علينا القيام به هو تهدئة الأمور والتحرك بسرعة لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للأمر. لكنه أمر صعب للغاية في ظل الوضع الحالي".
وأردف قائلًا: "الضرر المدني الذي تم إحداثه - من الواضح أن حماس ارتكبت جرائم حرب، فالهجمات الصاروخية على إسرائيل هي جرائم حرب. لكن لا يمكن أن يكون الرد على نحو يدفع فيه المدنيون باستمرار ثمن هذه الضربات. وأخشى أننا سنستمر في رؤية أضرار جسيمة للمدنيين".
وأنهى تعليقه بالقول: "في غضون أسابيع فقط من هذه الحرب، شهدنا سقوط قنابل في غزة أكثر مما أسقطته الولايات المتحدة في ذروة الحرب في أفغانستان في أي عام"، على حد تعبيره.
نشر الأربعاء، 01 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أعتقد أن
إقرأ أيضاً:
اليمن.. جهوزية مُستمرّة والأيادي على الزناد
معتصم محمد الماخذي
يراقب اليمنيون -باهتمام بالغ- تنفيذَ الاتّفاق مع العدوّ الإسرائيلي في غزة، ولسان حالهم يقول: أيدينا على الزناد، وإن تحَرّكات اليمن تعتمد على مدى التزام كيان الاحتلال بالتنفيذ الكامل لبنود اتّفاق وقف إطلاق النار، وإنهم في جهوزية مُستمرّة وعبّروا عن استعدادهم للمشاركة من جديد في المعركة ضد الصهيوني المحتلّ إن هو نكث اتّفاقه مع غزة،
عبّر اليمنيون عن فرحتهم بالنصر التاريخي والإلهي، والذي حقّقته المقاومة، كما لو كانوا هم من سجَّلوا هذا الانتصار، نتيجة عدة اعتبارات، أولّها أن معركة “طوفان الأقصى” هي معركة الأُمَّــة كلها، والمقاومة بغزة بالخط الأمامي لهذه المعركة. ثانياً، لأنها أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمامات الدولية؛ إلى صدارة المشهد، بعد أن اعتبرها عرب التطبيع قضيةً هامشية لا تهمهم، وعملوا وفق استراتيجية التيئيس والإحباط والتطبيع مع العدوّ إلى حَــدّ التماهي وتقاطع المصالح معه، فجاء هذا الانتصار ليدفنَ تلك الاستراتيجيات، وليدفن خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، وليحطّم أُسطورة “الردع الإسرائيلي”، ويسلب الأمن والطمأنينة والنوم من قلوب الصهاينة وعيونهم، وليرسم معادلة ردع ورعب جديدة لها ما بعدها في طريق التحرير الشامل، بعد أن أعاد الأمل إلى الشعوب في أن في مقدورها أن تنتصرَ لخياراتها.
ذلك الموقف نابع من منطلق الإيمان بأهميّة توحيد الجبهات والساحات، وتوحيد الجهود والطاقات، في مواجهة التحديات التي تهدّد الأُمَّــة ككل. وكما شاهدنا موقفَ اليمن القوي والمساند للقضية الفلسطينية عسكريًّا وشعبيًّا بالخروج الكبير في كُـلّ الساحات اليمنية وكذا مساهمتهم المالية،
ونجزم بأنه لو تطلّب الأمر أكثر من ذَلك، لَمَا تردّد اليمن، لحظة واحدة، في المشاركة العسكرية البرية لو اتيحت له الفرصة والظروف المحيطة للوصول والقتال جنباً إلى جنب مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، لولا أن العدوّ الإسرائيلي رضخ باكراً تحت نيران المقاومة الفلسطينية، ومفاجآتها التي لم تكن في حساباته الأمنية والعسكرية. وكان العدوّ يخشى توسيع دائرة نيران المواجهة وتدخّل دول المحور، فجنح إلى السِّلم، واستجدى وساطاتٍ عربية ودولية لوقف إطلاق النار، فاضطرت معها المقاومةُ إلى الاستجابة لتلك الوساطات بعد أن فرضت اليمن قواعدَ اشتباك جديدة.
موقفٌ عملي ليس مُجَـرّد شعارات، فاليمنيون من أوائل الشعوب العربية، إن لم تكن الأكثرَ تفاعلاً وجدانيًّا وأخلاقياً وإنسانياً مع الشعب الفلسطيني، ومن دون مبالغة، إذ ظهر قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة، وأكّـد مجدّدًا ذلك الموقف، بقوله: “قلنا لإخوتنا في فلسطين في بداية الأحداث لستم وحدكم، الله معكم ونحن معكم حتى النصر، وأكّـد على الاستعداد والعمل باستمرار للجولات الآتية الحتمية في كُـلّ المجالات؛ مِن أجلِ أداء أقوى من هذه الجولة على كُـلّ المستويات”، في إشارة ربما إلى ضرب أهدافٍ عسكرية واسعة، وفق الطريقة التي تراها القواتُ المسلحة اليمنية ملائمةً في حال عاد العدوّ الإسرائيلي في عدوانه على الفلسطينيين،
ويجدر الإشارة إلى أنه في يوميات العدوان الإسرائيلي الأخير، نسي اليمنيون أنهم هم في واقع حصار أكثر قسوة، وكانت قلوبهم ووجدانهم مع الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة، لحظة بلحظة وخطوة بخطوة، وحظيت التطوراتُ على اهتمامات وسائل الإعلام اليمنية، وتمركزت في صدارة نشراتها الإخبارية، واستحوذت على تغطياتها على مدار الساعة، ليلاً ونهاراً، بل كانوا يعتبرون المعركة معركتهم، وهي كذلك معركة كُـلّ الأُمَّــة.
بل إنه لم يسبق لأحد في هذا العالم أن يتجرأ على قول “لا” بوجه أمريكا بل وأكثر من ذلك استهداف بوارجها وحاملات طائراتها بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات تلك البوارج التي أذلت العالم لكن التاريخ سجل هذه المواجهة أنها لم تذل اليمن وَلم تهز قيادته القرآنية الشجاعة أَو تضعف موقفَه البطولي التاريخي المناصر للشعب الفلسطيني المظلوم
والعاقبة للمتقين.