عملية قرطاج.. الضربة الخاطئة التي برر بها نتنياهو قتل الفلسطينيين
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
قالت صحيفة "ليبراسيون" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برر الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين في غزة باستذكاره ما سميت "عملية قرطاج" التي نفذها الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت خطأ "مأساويا" قتل فيه عشرات الأطفال.
ومن خلال المقارنة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و"النازيين" من جهة، وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى، روى نتنياهو قصة ضربة خاطئة حدثت خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال نتنياهو إن "القوات الجوية البريطانية كان مقررا أن تقصفت مقر الغستابو (المخابرات الألمانية) في كوبنهاغن عام 1944، وكان هدفا مشروعا تماما، لكن الطيارين البريطانيين أخطؤوا الهدف، وبدلا من مقر الغستابو، أطلقوا النار على مستشفى للأطفال.
وأضاف نتنياهو "أعتقد أن 84 طفلا قد ماتوا حرقا. إنها ليست جريمة حرب، ولا تُلام عليها بريطانيا. لقد كان عملا مشروعا من أعمال الحرب، لكن كانت له عواقب مأساوية. ولم يقل للحلفاء وقتها لا توقفوا حربكم على النازيين بسبب هذه العواقب المأساوية".
وتابع "لقد قطعوا كل هذا الطريق لأنهم كانوا يعلمون أن مستقبل حضارتنا كان على المحك.. حسنا، أقول لكم الآن مستقبل حضارتنا على المحك. يجب أن ننتصر في هذه الحرب، وسنفعل ذلك من خلال تقليل الخسائر البشرية بين المدنيين".
الحدث المأساوي
وصححت الصحيفة هذه الحقيقة التاريخية المعروفة والموثقة، موضحة أن "عملية قرطاج" التي تم تنفيذها في 21 مارس/آذار 1945 لا في عام 1944 كما زعم نتنياهو، وكان هدفها الأول مقر الغستابو في كوبنهاغن، لكن حدثا غير متوقع، وصفه سلاح الجو الملكي بأنه "حادث مؤسف" ووصفته الصحافة الدانماركية بأنه "خطأ كارثي"، أدى إلى إحراق مدرسة فرنسية كاثوليكية لا "مستشفى للأطفال" كما ادعى نتنياهو أيضا.
والحدث -كما تقول الصحيفة- هو أن طائرة حربية كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا، ارتطمت بمبنى وفقا لسلاح الجو الملكي أو عمود كهرباء وفقا لروايات أخرى، ففقدت قدرتها على الطيران، وتحطمت بعد اصطدامها بالمدرسة الفرنسية "جان دارك"، فقامت طائرات أخرى من موجات قتالية تالية، ضللها الدخان المنبعث من المدرسة المحروقة، باستهدافها وقصفها، وكانت الحصيلة مقتل 120 مدنيا، بينهم 86 طفلا.
وحسب الصحيفة، اعتمد نتنياهو قصة تاريخية حقيقية أدى فيها خطأ فني إلى "أضرار جانبية" فادحة للغاية، مبررا مقتل المدنيين في غزة بأن حماس تستخدمهم "دروعا بشرية".
وقال "يجب ألا يموت أي مدني. وما على حماس إلا أن تسمح لهم بالدخول إلى المنطقة الآمنة التي أنشأناها في جنوب شرق قطاع غزة. لكن حماس تمنعهم من الذهاب إلى هناك، وتبقيهم في مناطق النزاع. لذا أعتقد أن سؤالك يجب أن يُطرح على حماس".
ونبهت الصحيفة في الختام إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها نتنياهو إلى هذه القصة، فقد تحدث عنها عندما كان ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة في البرنامج الأميركي "على خط النار" "Firing Line"، محاولا إثبات أن خطأ عملية قرطاج ليس "إرهابا"، كما ذكرها في كتاب صدر عام 1997 بعنوان "مكافحة الإرهاب".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تقارير: إسرائيل تلوح باستئناف الحرب على غزة خلال 10 أيام
تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة تعثرًا كبيرًا، نتيجة خلافات جوهرية حول مفهوم "نهاية الحرب"، ما يعيق التوصل إلى اتفاق نهائي.
وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، فإن المفاوضات لا تزال عالقة بسبب إصرار إسرائيل على صفقة جزئية تركز على استعادة الأسرى دون تقديم التزامات واضحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار أو انسحاب كامل من القطاع.
في المقابل، تطالب حماس بصفقة شاملة تشمل وقفًا تامًا للعدوان، انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة.
جمود في مفاوضات إسرائيل وحماس بسبب عدم الاتفاق على شروط إنهاء الحرب
احتجاجات واسعة.. آلاف الأمريكيين يتظاهرون ضد ترامب: أوقفوا تسليح إسرائيل
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بأنه أصدر تعليمات للجيش بزيادة الضغط على حماس، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل القتال حتى تحقيق النصر وتحرير الأسرى المحتجزين، دون الخضوع لمطالب حماس.
في هذا السياق، أفادت تقارير بأن إسرائيل تلوح باستئناف الحرب على غزة خلال 10 أيام إذا لم تواصل حماس الإفراج عن المحتجزين، مما يزيد من تعقيد الوضع ويهدد بانهيار المفاوضات الجارية.
يأتي هذا في ظل استمرار الجهود الدولية، خاصة من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة، للتوسط بين الطرفين والتوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ومع ذلك، فإن الخلافات حول "نهاية الحرب" تظل العقبة الرئيسية أمام تحقيق تقدم في هذه المفاوضات.