لطالما كانت دولة الإمارات من الدول السبّاقة والرائدة في دعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو الدعم السياسي في المحافل الدولية على مر السنين، والشواهد كثيرة على ما قدمته الإمارات من مساعدات إنسانية ومالية وموارد لدعم البنية التحتية، والتعليم، والرعاية الصحية، ومشاريع التنمية في الأراضي الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أثنى الكاتب والمحلل السياسي المصري أحمد رفعت، على الدور الإماراتي في فلسطين طوال السنوات الماضية، الذي اتخذ عدة أشكال تشمل الدعم المالي، والإنساني، بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية في مجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها من الجمعيات والمحافل الدولية، إضافة إلى جهودها في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومشاريع إعادة الإعمار في الضفة الغربية وغزة.

وقال رفعت: "على المستويين الإقليمي والدولي سعت الإمارات جاهدة إلى لعب دور دبلوماسي نشط في تسليط الضوء على القضايا الفلسطينية والدعوة لحل عادل وشامل للصراع، إلى جانب دورها الإنساني الذي لا يخفى على أحد".

نهج متعدد

وأضاف: "بالنظر إلى موقف الإمارات من القضية الفلسطينية، يمكن القول إن الدولة تسعى إلى تبني نهج متعدد الأبعاد، من ناحية، تواصل الإمارات تقديم المساعدات الإنسانية ودعم مشاريع التنمية التي تفيد الشعب الفلسطيني مباشرة، ومن ناحية أخرى تسعى من خلال علاقاتها الدولية، بما في ذلك العلاقات مع إسرائيل، إلى لعب دور في تشكيل السياسة الإقليمية بما يخدم الاستقرار والتنمية في المنطقة، ودفع عملية السلام. قدماً إلى الأمام".

وتابع الكاتب والمحلل السياسي المصري حديثه بالقول إن "موقف دولة الإمارات من القضية الفلسطينية هو مزيج من الدعم الإنساني والمالي المستمر، مع محاولة لعب دور بناء في السياسة من خلال علاقاتها الدبلوماسية والاستراتيجية مع مختلف دول العالم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الإمارات من

إقرأ أيضاً:

ندوة الإفتاء الدولية.. مستشار الرئاسة الفلسطينية: سيظل الأقصى حاملًا لآمالنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقى الدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني، في افتتاح أعمال الندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية، كلمةً بارزة عبَّر فيها عن تقديره لجهود دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، معربًا عن شُكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، على تنظيم هذه الفعالية التي تفتح الأُفق للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة. كما وجَّه تحياته للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ونقل معالي الدكتور الهبَّاش في كلمته شكرَ الشعب الفلسطيني وقيادته لمصر، لما تقدِّمه من دعمٍ مستمر وثابت للقضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها السياسية الثابتة أو من خلال دعمها الشعبي والعلمي، مؤكدًا أن مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها. وقال: "إن دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان، هو مصدر قوة وصمود لنا في وجه المحاولات المستمرة لتدمير ما تبقى من هويتنا الوطنية والدينية."

وواصل الهباش حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، مستعرضًا وضع المنطقة العربية التي تشهد صراعاتٍ مستمرةً، والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني. وذكَّر الحضورَ بحديثين نبويين شريفين يقدمان وصفًا دقيقًا لواقع الأمة الإسلامية؛ الأول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، مبيِّنًا التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها. أما الحديث الثاني فكان عن فقدان العلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء." مستعرضًا بذلك أهمية دَور العلماء في حفظ القيم والثوابت الإسلامية في وجه محاولات تحريف الوعي.

وأشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات مستمرة لانتزاع هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني وإجبار الشعب على الاستسلام. وقال: "إن الاحتلال يسعى من خلال قتل الأطفال، وتدمير المساجد والمستشفيات، وتخريب المنشآت، إلى زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام. لكنهم، رغم كل ما يمارس عليهم من ظلم، لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم."

وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني، كما هو الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه ولن يغادرها، وأنه سيظل يدافع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: "كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله."

وفيما يتعلق بالتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جانب الكيان الصهيوني، أشار الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن "إسرائيل" يجب أن تبقى قائمة لـ 100 عام، مضيفًا: "لكن هذا الأمل الذي يراوده بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة".

وأكمل الهباش متحدثًا عن التحدي الثاني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وهو التحدي الداخلي المتعلق بالوعي، حيث أشار إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية، وزرع أفكار تدفع إلى الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هناك جهودًا مكثفة من قِبل بعض القوى الخارجية لاستغلال الفكر الإسلامي وتحريفه لصالح مصالح الاحتلال، من خلال حملات إعلامية وفكرية تسعى إلى غزو العقول وتضليل الشباب العربي والفلسطيني، وخلق حالة من الإحباط والتنازل عن الحقوق. وقال: "إن محاولات تغيير الوعي الفلسطيني تندرج ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى تدمير فكرة المقاومة والتمسك بالأرض."

وأكد الهباش أنَّ هذه المحاولات يجب أن تواجَه بتعزيز الوعي الديني والسياسي، وتربية الأجيال القادمة على فهم تاريخهم ومقدساتهم، وعلى أن فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، وأن الطريق الوحيد هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.

وفي ختام كلمته، أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يترقب إلا وعد الله بالنصر، مؤكدًا: "نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. وإننا ننتظر وعد الله في النصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله، لنحقق وعده سبحانه."

وتوجه الدكتور الهباش بالدعاء إلى الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمين من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف، وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.

مقالات مشابهة

  • محمد فراج: ترامب وإدارة بايدن نهج متشابه تجاه القضية الفلسطينية
  • تصفية القضية الفلسطينية الهدف الاستراتيجي لبلطجة الكيان
  • تعاون مصري هندي لدعم المشروعات التراثية
  • برلماني أيرلندي: القضية الفلسطينية هي ما دفعني للانخراط في السياسة
  • حلمي النمنم: أحداث 7 أكتوبر لم تكن في صالح القضية الفلسطينية
  • ندوة الإفتاء الدولية.. مستشار الرئاسة الفلسطينية: سيظل الأقصى حاملًا لآمالنا
  • وداعا القبطان.. نبيل الحلفاوي عشق نسر الأهلي وساند القضية الفلسطينية
  • لتطوير الثقافة الموسيقية..تأسيس الأوركسترا الوطنية للإمارات
  • ضياء داود: موقف مصر من القضية الفلسطينية والأحداث في المنطقة تاريخي وواضح
  • نصير يدعو البرلمانات العربية للتحرك المشترك لدعم القضية الفلسطينية