روجر ووترز يغني لفلسطين في حفل البرازيل.. ويطالب بوقف الإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
لا يمكن لشخص عاقل ذو تفكير حر أن يقف داعمًا للاحتلال الإسرائيلي، لاسيما بعدما شهد العالم المجازر والإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، وكان من بين هؤلاء العقلاء النجم البريطاني روجر ووترز.
اقرأ ايضاًرغم التهديدات التي يتعرض لها ووترز لدعمه القضية الفلسطينية، وإلصاق تهمة "معاداة السامية به"، إلًّا أنه مستمر بمهاجمة نازية الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته في تهجير أهالي غزة إلى صحراء سيناء.
وفي الحفل الذي أحياه في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، عرض روجر على الشاشات المثبتة على خشبة المسرح عبارة "أوقفوا الإبادة الجماعية"، أثناء غنائية Lay Down Jerusalem مصابحًا ذلك بالعزف على الغيتار.
View this post on InstagramA post shared by Roger Waters (@rogerwaters)
وشارك روجر الفيديو عبر حسابه في "إنستغرام"، وكتب: "من أجل حب الله! أوقفوا قتل الأطفال".
اقرأ ايضاًوتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع منشوره، فكتب أحدهم: "من أهم الأمور التي يجب على الفنان أن يعرفها هو مدى تأثير فنه ونفسه على المجتمع والعالم، ولم أرى في هذا العالم المعاصر من يفعل هذا مثلك..أنت دائمًا تدرك مسؤوليتك، وتدرك تأثيرك، وصوتك. أنت تستخدمهم دائمًا بشكل صحيح، وخاصة فلسطين، لم أرك أبدًا تدير رأسك بعيدًا عما يحدث هناك. شكرًا لك".
روجر ووترز يفضح الاحتلال الإسرائيليوفي وقت سابق، فضح ووترز الكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، متحدثًا عن تجربته لدى زيارته الأراضي المقدسة عام 2006، مُشيرًا إلى أنهم عاملوه باحتقار رغم أنه يحمل الجواز البريطاني.
الموسيقار البريطاني روجر ووترز يفضح الكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
أكثر نقطة لفتت نظري عندما زار فلسطين قال: لقد عاملوني بطريقة سيئة وأنا أحمل الجواز البريطاني فتخيلوا كيف يعاملون الفلسطينيين!
هذا الفيديو يستحق النشر في كل مكان لفضح هذا الكيان اللقيط pic.twitter.com/Wlqp6KJwXu
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ روجر ووترز غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
الإبادة المستمرة خلف القضبان.. قراءة في يوم الأسير الفلسطيني 2025م
في السابع عشر من أبريل من كل عام، يقف الشعب الفلسطيني وأحرار العالم لإحياء “يوم الأسير الفلسطيني”، باعتباره محطة كفاحية تمثل نضال الأسرى وصمودهم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويعد هذا اليوم أيضًا مناسبة لتسليط الضوء على واحدة من أبشع الجرائم المستمرة في العصر الحديث والمتمثلة في جريمة الاعتقال السياسي الممنهج والإبادة الصامتة خلف القضبان. ولكن في عام 2025، يأتي هذا اليوم وسط واقع مأسوي يتجاوز الوصف، حيث تحوّلت الزنازين إلى مسالخ بشرية، وغرف التحقيق إلى ساحات للإعدام غير المعلن، بينما تواصل العدالة الدولية غيابها تحت ركام الصمت والتواطؤ.
منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر 2023م، استُشهد 63 أسيرًا داخل المعتقلات، بينهم 40 من قطاع غزة، في ظل تعتيم إعلامي كامل ورفض سلطات الاحتلال الكشف عن هوياتهم أو تسليم جثامينهم. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي دليل قاطع على اعتماد الاحتلال سياسة القتل البطيء، خارج ساحة المعركة، داخل جدران يُفترض أن تحكمها القوانين الدولية التي تحوّلت إلى مسارح للموت الممنهج.
الجرائم التي تُرتكب بحق الأسرى ليست مجرد تجاوزات فردية، بل هي جزء من منظومة تعذيب متكاملة: ضرب وحشي، صعق بالكهرباء، تجويع متعمد، حرمان من المياه والعلاج، اعتداءات على النساء، الأطفال، المرضى، وكبار السن، وإذلال مستمر، لم تقتصر منظومة الاحتلال الإسرائيلي على سجونها المعروفة فحسب، بل أعادت تفعيل معسكرات سرية مثل “سديه تيمان” و”عناتوت” و”عوفر” كمراكز تعذيب بعيدة عن أي رقابة، حيث تُمارس فيها أبشع انتهاكات حقوق الإنسان.
اليوم، ووفقًا لمؤسسات الأسرى، يتجاوز عدد الأسرى 9900، ولا يشمل ذلك المئات من معتقلي غزة الذين تعرضوا للاختفاء القسري. من بينهم 29 أسيرة، من ضمنهن طفلة، وحوالي 400 طفل دون 18 عامًا، كما ارتفع عدد المعتقلين الإداريين إلى أكثر من 3498، اذين يُحتجزون دون تهمة أو محاكمة، استنادًا إلى ما يُسمّى “الملفات السرية”، في تحدٍ سافر لقواعد العدالة. بالإضافة إلى ذلك، تم تصنيف 1747 أسيرًا كـ”مقاتلين غير شرعيين”، وهو ما يسقط عنهم الحماية القانونية.
وفي ذات الوقت، تصاعدت أعداد الأسرى المرضى والجرحى، حيث تُستخدم الأمراض كأداة للتعذيب الجماعي، بعد أن تحوّلت السجون إلى بؤر للأوبئة نتيجة الإهمال في النظافة، ومنع الاستحمام، والتكدس، وغياب الرعاية الطبية. الجرب والجلديات ما هي إلا أمثلة صارخة على هذه الجرائم.
رغم هذه الظروف المأساوية، تبقى مقاومة الأسرى الفلسطينيين رمزًا حيًا للإرادة والكرامة، فبالرغم من قسوة المعاناة والتعذيب، لا يزال الأسرى يشعلون جذوة الأمل والمقاومة، متحولين إلى مشاعل للحرية، إنهم يعيشون يوميًا في مواجهة الموت، ويثبتون أن العدالة ستحقق في النهاية.
إن العالم اليوم يتفرج على هذه المعاناة، متخيلين أن صمتهم قد يحميهم من تبعات الحقائق المؤلمة التي تحدث خلف القضبان، ولكن، في الواقع، يصبح هذا الصمت مشاركة في الجريمة، وجزءًا من التحمل غير المبرر للعذابات المستمرة.
إن استمرار معاناة الأسرى الفلسطينيين ليس مسألة محلية أو إقليمية فحسب، بل يمثل قضية إنسانية تتطلب من المجتمع الدولي أن يتجاوز حدود الصمت والتواطؤ. على المؤسسات الدولية أن تتحرك ليس فقط عبر البيانات والشجب، بل بفرض عقوبات حقيقية على الاحتلال، ومحاكمة مسؤولي الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية.
إن الصمت عن هذا الوضع يعني التواطؤ في إبادة شعب بأسره، واستمرار مأساته في ظل الاحتلال. لكن الأسرى الفلسطينيين ليسوا مجرد أرقام أو أسماء في قوائم، بل هم رموز للكرامة والنضال، هم المعركة الحية من أجل الحرية في وجه الظلم. وعليه، يبقى يوم الأسير الفلسطيني، في عام 2025م وما بعده، دعوة لإعادة إحياء الأمل بأن العدالة ستُنتصر، وأن صوت الأسرى سيظل مدويًا حتى تتحقق الحرية.