جولة باسيل... هل تقضي على حظوظ القائد؟
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
تتكثّف الإتّصالات الداخليّة من أجل حلّ مشكلة الشغور في قيادة الجيش، في الوقت الذي لا يزال العديد من الفرقاء السياسيين، يعتبرون أنّ العماد جوزاف عون يبقى من أبرز المرشّحين الوسطيين لرئاسة الجمهوريّة. وفي موازاة ذلك، تحرّك رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل، الأسبوع الماضي، وزار بعض القيادات السياسيّة، حيث جرى التطرّق لموضوع المؤسسة العسكريّة، وأمورٍ أخرى.
لكن بحسب مراقبين، يعمل باسيل على إبعاد قائد الجيش عن موقعه، وهو يرفض التمديد له، ما يُشكّل إنتهاكاً لحقوق الطائفة المارونيّة، وتشدّداً مسيحيّاً من قبل "القوّات"والكتائب بشكل خاصّ للإبقاء عليه في مركزه.
ويقول المراقبون إنّ تخوّف باسيل من التمديد لقائد الجيش يأتي من خشيته في أنّ يبقى الأخير من ضمن المعادلة السياسيّة، وهو يُريد أنّ يُنهي ليس فقط ترشيحه، وإنّما دوره في المؤسسة العسكريّة أيضاً. ويعتقد رئيس "التيّار" أنّه، بإبعاد جوزاف عون عن قيادة الجيش، يكون قد أنهى حظوظه الرئاسيّة، وأزال إسمه من التداول السياسيّ والخارجيّ.
في المقابل، كان "الثنائيّ الشيعيّ" من أكثر المتحمّسين للتمديد لعون، لكن ما أعلنه النائب السابق وليد جنبلاط، من أنّ مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا أبلغه أنّ حارة حريك لا تُريد "حشر باسيل"، خلط الأوراق، وقد لا يسير به "الحزب"، بعدما جال رئيس "الوطنيّ الحرّ" على القيادات السياسيّة، وقام بالتسويق لدعم "المقاومة"، إنّ حصلت أيّ حرب مع إسرائيل.
ويرى المراقبون في هذا السياق، أنّ "حزب الله" لا يُريد أنّ يضغط على باسيل أكثر، فهو مستمرّ بدعم رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، وكانت علاقته متوتّرة جدّاً مع ميرنا الشالوحي، ونجح مُؤخّراً في إصلاح ما خرّبته الرئاسة بينهما، وخصوصاً وأنّ البلاد على شفير حربٍ مع إسرائيل، و"المقاومة" بحاجة ماسة للتأييد من قبل الشارع المسيحيّ، كما كان الحال عليه في العام 2006.
وفي موقف معاكس، فإنّ بعض الأفرقاء يرون أنّ وصول الشغور إلى الجيش، يُهدّد المؤسسة وأمن البلاد، في حين، يرزح لبنان تحت وطأة أزمة النزوح من جهّة، وإمكانيّة الدخول في الصراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ من جهّة ثانيّة. إلى ذلك، فإنّ الكثيرين لا يزالون يعتبرون أنّ جوزاف عون هو المرشّح الوسطيّ الأوفر حظاً، لأنّ بعض أعضاء نادي الدول الخمس المعنيّة بلبنان، يُحبّذون وصوله إلى بعبدا.
ومن شأنّ تحرّك باسيل ضدّ التمديد لقائد الجيش، أنّ يدفع أفرقاء مسيحيين آخرين إلى التمسّك بإطالة ولاية عون على رأس المؤسسة العسكريّة. ويوضح مراقبون في هذا الإطار، أنّ العديد يُفرّقون بين إبقاء عون في موقعه، وبين انتخابه لرئاسة الجمهوريّة. لكن خلاف باسيل مع قائد الجيش، هو الذي يدفعه إلى رفض التمديد، وانتخابه في الوقت عينه.
ويلفت المراقبون إلى أنّ رفض "حزب الله" التمديد لعون، مقابل تأييد باسيل لـ"المقاومة" في حال اندلعت الحرب مع العدوّ الإسرائيليّ، قد يكون بمثابة صفقة جديدة بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، من خلال عدم تعطيل رئيس "التيّار" لجلسات الإنتخاب، إنّ توفّرت الظروف لوصول فرنجيّة إلى بعبدا، علماً أنّ باسيل أعلن في آخر مقابلة تلفزيونيّة معه، أتت بعد أيّامٍ قليلة من إجتماعه مع رئيس "المردة"، أنّ موقفه تجاه الأخير لم يتغيّر، وهو لن يقترع له. ويُضيف المراقبون أنّ الثمن الذي قد يكون أعطاه "الحزب" لباسيل، هو إسناد قيادة الجيش إلى فريق "الوطنيّ الحرّ"، وخصوصاً وأنّ الضاحية الجنوبيّة لم تقتنع بعد بضرورة إنتخاب مرشّحٍ وسطيّ.
ومن دون شكّ وفق مراقبين، سيكون التمديد لجوزاف عون موضع جدل في الأيّام المقبلة، وقائد الجيش لن ينتهي دوره بسهولة، طالما أنّه يحظى بتأييد داخلي واسع وطالما ان دولاً خارجيّة تقف خلفه بقوّة لإيصاله إلى بعبدا. ويتخوّف المراقبون أنّ يبلغ الشغور موقع قيادة الجيش، لأنّ الإنقسامات السياسيّة على حالها ووصلت إلى المؤسسة العسكريّة، وهذا ما ظهر واضحاً خلال جولة باسيل السياسيّة الأخيرة، وإعلان وليد جنبلاط عن عدم حماسة "حزب الله" خلافاً لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، بالتمديد لعون.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قیادة الجیش السیاسی ة حزب الله
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يبدأ جولة تفقدية بعدد من المشروعات التنموية بالعاشر من رمضان
توجه اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى مدينة العاشر من رمضان؛ وذلك لتفقد عدد من المشروعات التنموية والخدمية والسكنية.
ويستهل رئيس الوزراء جولته بافتتاح أعمال تطوير وتوسعة مصنع قنديل للصلب، ويرافقه خلال جولته الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
وفور وصوله لمدينة العاشر من رمضان، أكد رئيس مجلس الوزراء أن جولته اليوم تأتي في إطار استكمال سلسلة الجولات التفقدية لعدد من المشروعات الصناعية والتنموية والسكنية التي تخدم المواطنين في جميع المناطق على مستوى الجمهورية، إيمانا من الدولة المصرية بضرورة بذل قصارى الجهود الممكنة؛ للنهوض بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في جميع المجالات؛ من أجل تحسين جودة الحياة لهم.
وأوضح أن الحكومة تضع تحسين حياة المواطن المصري على رأس أولوياتها، كما تضع في مخططاتها المستقبلية مواصلة العمل على تحسين سبل العيش وتوفير الخدمات الأساسية بأعلى جودة، مع التركيز على الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة في الدولة.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة ماضية في جهودها لدفع قطاع الصناعة بقوة، انطلاقا من أهميته كأحد القطاعات المهمة التي نعول عليها حاليا لتعزيز النمو الاقتصادي، وذلك من خلال توفير فرص حقيقية واعدة للتوسع في المناطق الصناعية، تنفيذًا لخطة الدولة للنهوض بالصناعة المصرية، التي تركز على إنشاء مصانع جديدة لتلبية أكبر قدر ممكن من احتياجات السوق المحلية، في إطار سياسة توطين الصناعة وتوفير مستلزمات الإنتاج محليًا، وذلك تماشيا مع الأهمية القصوى التي توليها الدولة لملف توطين الصناعة، وتعزيز الإنتاج بجودة عالية وأسعار تنافسية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بالقطاع الخاص، وتسعى لتوفير مناخ عمل مناسب له، بما يعزز قدرته على النمو والتطور وزيادة استثماراته، ولذا فالحكومة تسعى ــ بكل جدية ــ إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، وتشجيعه على التوسع في استثماراته وتهيئة الفرص المتاحة لذلك، مؤكدا استمرار الجولات التفقدية للمصانع والمشروعات الصناعية؛ من أجل تذليل الصعاب، وأية عوائق تحول دون التوسع في تلك المشروعات.