غزة : تحذيرات من “احتمال ارتكاب خطأ” وواشنطن تكافح لسد الثغرة!
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
شمسان بوست / RT
يحذر عدد متزايد من الخبراء من خطورة توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب التطورات الأخيرة حول غزة، مشيرين إلى أن ما يجري هذه المرة، ينذر بحرب مدمرة واسعة.
وفي هذا السياق، يتطرق الصحفي أليكسي خومياكوف إلى دخول الحوثيين في اليمن على خط الحرب الدائرة في قطاع غزة بإعلانهم بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل وإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة ضدها.
خومياكوف، أشار إلى احتمال استهداف مفاعل إسرائيل النووي في ديمونة، لافتا إلى أن محللين حذروا بالفعل من “أن مفاعلا نوويا بقوة 24 ميغاوات يقع على أراضي المركز. وأن مثل هذه الضربة ستؤدي إلى كارثة”.
وكانت وكالة أنباء سبأ التابعة للحوثيين قد ذكرت في 30 أكتوبر أن “الإعلام العبري تحدث بوضوح عن مخاوف كيانه الهشّ من إشعال حركة “أنصار الله” جبهة اليمن، واللحاق بركب الطوفان المبارك: (سقوط صاروخ يمني واحد على إيلات سيتسبب بكارثة حقيقية لإسرائيل)، ولم يخفِ هذا الكيان الهشّ مخاوفه من وصول الصواريخ اليمنية إلى مفاعل (ديمونة) النووي”.
في هذا الخضم المتسارع من التطورات، يرى الصحفي المتخصص في الشؤون العسكرية يوري بودولياكا أن العالم يشهد الآن في فلسطين ما وصفه بـ “التدمير النهائي للأسس والقواعد القديمة. إن المجتمع الدولي يدخل في (عالم بلا قواعد) يجب أن يتعايش فيه الجميع بطريقة ما، بما في ذلك إسرائيل”.
أما أندريه كلينتسيفيتش، رئيس مركز دراسة النزاعات العسكرية والسياسية، فيرى بشكل محدد أن الأمريكيين فيما يجري يخططون “لإعادة توزيع كبيرة لمناطق النفوذ في الشرق الأوسط، لأن اقتصادهم في حالة تدهور، والتصنيفات الجيوسياسية تتراجع باستمرار. لإخافة دول النفط في الخليج .. والشرق الأوسط ، التي تتجرأ على التحول من البترودولار إلى اليوان الصيني.. ستحتاج الولايات المتحدة إلى حرب مظفرة جديدة، يمكن أن تسمح لها بجعل هذه البلدان تتراجع في التنمية وتكون مواردها في المتناول”.
كلينتسيفيتش يمضي في شرح موقفه قائلا: “إذا نظرنا إلى الوضع الجيوسياسي، يمكننا أن نفهم أن أمريكا الآن تعاني (عذاب الإمبراطوريات). طبعت وطرحت على مدى السنوات الثلاث الماضية 80 ٪ من المعروض النقدي. هذا الأمر يخبرنا بأن الولايات المتحدة تغلق بشكل عاجل الثغرات في ميزانيتها الخاصة من خلال طباعة الدولارات على نطاق واسع، والاقتصاد الأمريكي ببساطة غير قادر على تلبية مستوى إنفاق واشنطن”.
لكن حين “تبدأ الدول في جميع أنحاء العالم في التخلي عن السندات الحكومية الأمريكية على نطاق واسع، كما تفعل الصين، وتتحول المملكة العربية السعودية والدول الغنية بالنفط الأخرى من البترودولار إلى العملات الوطنية يصبح الدولار، في الواقع، غير ضروري لأي أحد”.
الخبير يرى أن “عملية إزالة الدولرة هذه جارية الآن بنشاط في بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، حيث تم التخلي عن الدولار. انخفضت حصة العملة الأمريكية إلى 20 ٪ في الحسابات العالمية”.
الولايات المتحدة، بحسب كلينتسيفيتش، ترغب في “استعادة النظام من خلال البدء بـ(حرب صغيرة منتصرة)، ستدرك في أعقابها جميع الدول مرة أخرى أن أمريكا هي حقا رائدة عالمية ومهيمنة. لهذا السبب يريدون تدمير إيران، ويظهرون للعالم كله كيف يتعاملون مع أولئك الذين يقررون الذهاب ضدهم”.
ويصل الخبير إلى أن الأمريكيين سيسعون “في المرحلة الأولى من الحرب مع إيران، إلى تعطيل نظام الدفاع الجوي للعدو بأكمله، وبعد ذلك خلال غارة ضخمة، سيتم تدمير جميع البنية التحتية والمنشآت العسكرية الإيرانية. بعد ذلك، ستعود القاذفات الأمريكية، التي تغطيها المقاتلات، بهدوء إلى قواعدها”.
وفي تعليق على مثل هذه التطورات الافتراضية، يقول كلينتسيفيتش إن إيران فعلا “تمتلك تقنية عسكرية عالية جدا. اسمحوا لي أن أذكركم بأن طهران تعرضت بالفعل للقصف عدة مرات في الماضي، لكن لديها الآن بالتأكيد الفرصة للرد على العدوان الأمريكي”.
جيفري مارتيني، كبير الباحثين في مركز أبحاث “راند” يرى بالمثل وجود “خطر كبير لتصعيد العلاقات الأمريكية الإيرانية بسبب عواقب الحرب بين إسرائيل وحماس”.
جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، بدوره يشدد على أن الوضع الحالي يختلف عن موجات الهجمات السابقة، ما يزيد من “احتمال حدوث خطأ ما”.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
أثارت المخاوف.. صحيفة “واشنطن بوست” تنشر أهم تفاصيل إعادة هيكلة وزارة الخارجية الأمريكية
الولايات المتحدة – كشف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، امس الثلاثاء، عن خطة لإعادة تنظيم وزارة الخارجية بشكل كبير، قائلا إن إعادة التصميم من شأنه أن يساهم في تصحيح آثار عقود من التضخم والبيروقراطية.
وتتزامن التغييرات المقترحة للمؤسسة الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية مع جهود إدارة ترامب لإعادة توجيه الولايات المتحدة على الساحة العالمية لتتماشى مع أجندة الرئيس “أمريكا أولا” مع خفض التكاليف وتقليص عدد الموظفين.
وتستهدف هذه الخطة بعض برامج حقوق الإنسان، وأخرى تعنى بجرائم الحرب والديمقراطية، وفقا لوثائق داخلية اطلعت عليها صحيفة “واشنطن بوست”.
وفي إطار الخطة، سيقدم كبار المسؤولين مسارا لخفض أعداد الموظفين في الولايات المتحدة بنسبة 15% مما قد يؤثر على مئات الوظائف.
وذكرت الوثيقة أنه سيتم إنشاء مكتب جديد للتهديدات الناشئة للتركيز على الأمن السيبراني وانتشار الذكاء الاصطناعي، من بين مجالات أخرى، ويمثل المكتب الجديد المقترح تركيزا نادرا على توسيع قدرات الوزارة.
وصباح الثلاثاء، أرسلت وزارة الخارجية خطط إعادة تنظيمها إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، اللتين تشرفان على الوزارة.
وأعرب مشرعون من كلا الحزبين عن مخاوفهم بشأن تغييرات جوهرية في البرامج والوكالات التي أقرّها الكونغرس والتي أشارت إدارة ترامب إلى رغبتها في إعادة هيكلتها أو إلغائها تماما.
وتشمل هذه الخطة إلغاء 132 مكتبا و700 وظيفة، وفقا لمساعد في الكونغرس اطلع على الوثائق وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المقترح.
وسيتم نقل أو “إعادة تنظيم” العديد من الوظائف الأخرى مع أن هذه التغييرات لم تشرح بوضوح، وتركت أسئلة عالقة حول كيفية تأثير التغيير المقترح على سير الأمور.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين، قال نائب وزير الخارجية كريس لاندو إن التنفيذ سيقوده فريق عمل داخلي سيضع “خططا مدروسة” بشأن اعتماد التغييرات بحلول الأول من يوليو.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال روبيو: “سيتم دمج الوظائف الخاصة بكل منطقة لزيادة الكفاءة، وسيتم إزالة المكاتب الزائدة عن الحاجة، وستتوقف البرامج غير القانونية التي لا تتوافق مع المصالح الوطنية الأساسية لأمريكا عن الوجود”، ولم يحدد أيا منها.
وفي أروقة الوزارة دارت تكهنات لأسابيع حول احتمالية تخفيضات كبيرة في عدد الموظفين وتغييرات جذرية في أولويات المؤسسة.
وفي محادثات جماعية ورسائل خاصة، تداول مسؤولون حاليون وسابقون لقطات شاشة لوثائق وتكهنات أخرى على أمل فهم ما سيحدث لاحقا وعدد الوظائف التي قد تتأثر.
ونوهت الصحيفة بأن “بعض الدبلوماسيين والمسؤولين الذين يشعرون بالقلق إزاء حجم الإصلاحات، أبدوا ارتياحهم هذا الشهر عندما علموا أن بيت ماروكو المسؤول الرفيع الذي قاد تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بالتعاون مع خدمة (DOGE) التابعة للملياردير إيلون ماسك، قد غادر الوزارة بعد تقارير عن خلافات مع روبيو”.
وتابعت بالقول: “مع ذلك، كان من الواضح منذ فترة طويلة أن إدارة ترامب تخطط لإجراء تغييرات كبيرة، وتقليصات ملحوظة في وزارة الخارجية، فلم يكن السؤال ما إذا كانت التخفيضات ستحدث بل مدى حجمها”.
وعرضت وثيقة يزعم أنها مسودة لأمر تنفيذي تم تداولها على نطاق واسع، بين المسؤولين الحاليين والسابقين خلال عطلة نهاية الأسبوع، خطة أكثر راديكالية تتضمن العديد من التغييرات الكبرى من بينها إغلاق مكتب الشؤون الأفريقية، وإلغاء العديد من المراكز المنتشرة في القارة.
في المقابل، نأى الوزير روبيو بنفسه عن تلك الوثيقة ووصفها بأنها “خدعة” و”أخبار كاذبة”.
المصدر: “واشنطن بوست”