حماس ليست إرهابيّة .. هل تغير الموقف التركيّ من الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بعدَ موقفٍ أقربَ للحياد في بدايات معركة "طوفان الأقصى" عرَّضها لبعض الانتقادات، صدَرتْ عن تركيا- في الأيام القليلة الماضية- تصريحاتٌ مختلفة وذاتُ سقف مرتفع، لا سيّما على لسان الرئيس أردوغان، ما يُوحي بتغيّر ما في موقف أنقرة من المعركة، وعلى وجه التّحديد من دولة الاحتلال.
الحياد:مع السّاعات والأيّام الأولى لمعركة "طوفان الأقصى"- التي بدأتها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة "حماس"- صدرت عن المسؤولين الأتراك مواقف مفاجِئة، إذ كانت مختلفة عن مواقفهم في المواجهات السابقة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
ركّزت التصريحاتُ التي صدرت عن الرئيس أردوغان، ووزير الخارجيّة هاكان فيدان، والنّاطق باسم الحزب الحاكم عمر جليك وغيرهم من المسؤولين، على شجْب "استهداف المدنيين"، والمطالبة بـ "إطلاق سراح الرهائن فورًا وبدون شروط"، مع ما لمصطلح "الرهائن" من دلالات مختلفة عن "الأسرى". في هذه التصريحات، دعا المسؤولون الأتراك "جميع الأطراف" للهدوء والحكمة والعودة للحوار والمسار السياسيّ، مع التركيز على ضرورة تحقيق فكرة حلّ الدولتين كمخرج وحيد للمواجهة الحالية، ما عدّه البعض مساواة ضمنية بين الجانبَين.
تزامن ذلك مع غياب أيّ خبر عن لقاءات تمّت بين القيادة التركية وقيادات من حركة "حماس" خلال الأيام الأولى. ورغم أن كلا الطرفَين نفيا صحّة تقارير "إسرائيلية"، ادّعت أنّ أنقرة طلبت من قيادات الحركة الفلسطينية مغادرة أراضيها، إلا أنَّ الأخيرِين ظهروا في لقاءات إعلاميّة من العاصمة القطريّة وليس إسطنبول.
ولأيام طويلة، تكرّر على ألسنة السياسيين، وفي وسائل الإعلام التركية، مديحٌ لـ "وقوف تركيا على الحياد"، وعدم دعمِها أيًا من الطرفَين واستعدادها للعبِ دور الوسيط للتوصّل لاتّفاق سلام. كما أنّ تركيا، شأنها شأن الدول العربية والمسلمة التي لها علاقات دبلوماسيّة مع "إسرائيل"، لم تسحب سفيرَها هناك للتشاور، ولا استدعاء سفير الاحتلال للاحتجاج، فسبق قرار وزارة الخارجيّة "الإسرائيلية" بسحب سفرائها في هذه الدول تحسبًا لردّات الفعل الشعبية بعد قصف المستشفى الأهلي في غزة.
هذا الاختلافُ الكبير في موقف تركيا عنه في مواجهات وعدوانات سابقة على غزّة يمكن ردُّه لثلاثة أسباب رئيسة: استمرار أنقرة في مسار التقارب مع دول المنطقة، وعدم رغبتها في تصدير موقف متقدم عليها بحيث يعود عليها – كما حصل سابقًا – بالسلب، وبالتالي مراعاتها أن يكون موقفها متناغمًا مع الدول العربية المؤثّرة، وحرصها على استمرار العَلاقات مع "إسرائيل"؛ رغبةً في التعاون في ملفّ الغاز الطبيعيّ في شرق المتوسط، وتجنّبها أيَّ توترات كبيرة مع الولايات المتحدة الأميركيّة في هذه المرحلة التي يمكن أن تنهي صفقة مقاتلات "إف16″، وتنعكس على ملفّات أخرى.
ثَمّة تطور ملحوظ في خطاب أنقرة الرسمي بخصوص العدوان على قطاع غزة، وتحديدًا التأكيد على فكرة أن "حماس" ليست منظمة إرهابية في مصادمة للموقف الموحد لدولة الاحتلال وداعميه الغربيين
تغيّر الخطاب:تعرّض هذا الموقفُ التركيّ لبعض الانتقادات، من باب أنّ فيه تراجعًا عن مواقف تركيا نفسِها في محطّات أقلّ حدّة ودموية من قِبل الاحتلال، وكذلك عدم تناسبه مع حجم المأساة في قطاع غزة وجرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال، فضلًا عن عدم تناغمه مع نبض الشارع التركي الذي انتفض دعمًا لغزة وفلسطين، ولا سيما بعد مجزرة المُستشفى الأهلي.
مع الأيام، حدثت متغيراتٌ مهمة زادت من حرَج الموقف التركي الرسمي، مثل تكشّفِ مستوى الكذب والتزوير في مجريات يوم السابع من أكتوبر وحصيلته، وإيغال حكومة الحرب "الإسرائيلية" في دماء سكّان غزّة، وكل مقومات الحياة فيها، وعدم اكتراثها بأيّ انتقادات أو مناشدات إقليميّة ودوليّة تتعلّق باستهداف المدنيّين والبنى التحتية، والدعم الأميركيّ المفتوح بما في ذلك إرسالُ حاملات الطائرات للمتوسط، وهو ما أقلقَ أنقرة وأزعجها، ومستوى الرفض الشعبيّ، في تركيا، للممارساتِ "الإسرائيلية"، وتنظيم عدّة أحزاب سياسية معارضة مِهرجانات جماهيرية حاشدة داعمة للشعب الفلسطينيّ ومقاومته بسقف خطاب أعلى بكثير من سقف الحكومة.
بالتّزامن مع هذه المتغيّرات، وتأثرًا بها فيما يبدو، ارتفعت نبرةُ التّصريحات الرسميّة التركيّة في الأيّام القليلة الأخيرة. ففي كلمة له أمام كتلة حزبه البرلمانية يوم الرابع والعشرين من الشهر الجاري، قال أردوغان: إنَّ بلاده لا تعدّ "حماس" منظمة إرهابيّة وإنما "حركة تحرّر وطنيّ تناضل لحماية مواطنيها وأرضها"، مؤكّدًا على أنّ تركيا لا يسعها الصمت إزاء ما يحصل، وأنّها ستفعل كل ما بوسعها سياسيًا وإنسانيًا وعسكريًا إن اقتضى الأمر، فيما بدا إحالةً على فكرة الدول الضامنة التي تطرحُها أنقرة مؤخرًا.
كما نظّم حزب العدالة والتنمية الحاكم يوم السبت الفائت مظاهرة حاشدة في إسطنبول؛ دعمًا للفلسطينيين، ورفضًا لجرائم الاحتلال، وقد حفلت كلمة أردوغان خلالها بانتقادات حادّة لـ "إسرائيل"، مثل وصفها بأنّها "دولة إرهاب" والتهديد بإعلانها "مجرمة حرب أمام العالم". ردة الفعل على خطاب أردوغان أتت من وزير الخارجية "الإسرائيلي" الذي أعلن عن سحب الطاقم الدبلوماسي من تركيا لإعادة النظر في العَلاقات بين الجانبَين على حدّ تعبيره.
عمليًا:إضافةً لما سبق من مفردات الخطاب، أعلن الرئيس التركي أنه ألغى زيارة مفترضة له لـ "إسرائيل"، وكانت وسائل إعلام تركية قالت سابقًا: إن أنقرة أوقفت محادثات التعاون بشأن ملف الغاز. وبالتالي، يمكن القول: إن المتغير في موقف تركيا حتى اللحظة محصور إلى حد كبير بالخطاب ومفرداته ونبرته، ولم يتجاوز ذلك للمساحات العمليّة. فزيارةُ أردوغان كان يفترض بها أن تكون بعد زيارة نتنياهو لأنقرة، وهما غير متوقعتَين في ظلّ الحرب الحالية، كما أنَّ إلغاء أو تجميد المحادثات بشأن الغاز مرحليًا تحصيل حاصل، ما يقلل كثيرًا من أثره كوسيلة ضغط أو حتى إشارة احتجاج.
ولذلك، يمكن القول: إنّ المِهرجان الشعبي الحاشد الذي دعا له حزب العدالة والتنمية وتحدّث فيه أردوغان، ورغم أهميته الرمزية ولغته الداعمة، كان موجّهًا للداخل أكثر من الخارج، ويمكن الافتراض أنّه مدفوع بشكل أساسي بالحرج من موقف الشعب، وشرائح من النخب، فضلًا عن بعض أحزاب المعارضة، حيث بدت جميعها متقدمةً على الموقف الرسميّ للدولة والحكومة والحزب الحاكم، وهو أمر له حساسيته مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في البلاد. في الأصل، فإنَّ دعوة رئيس دولة أو حزب حاكم لمِهرجان خطابي بدت مستهجنة نوعًا ما وإشارة ضمنية على عدم توقّع خطوات عملية كبيرة، فضلًا عن أنها أتت متأخّرة جدًا وتحديدًا بعد ثلاثة أسابيع كاملة من بدء العدوان على قطاع غزة.
هذه التطورات المرتبطة بالخطاب، ترافق معها لقاء لوزير الخارجية مع قيادات حركة "حماس" في الدوحة واتصال هاتفي بين أردوغان ورئيس الأخيرة إسماعيل هنية، شمل التصريح التركي عنهما التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار، وإطلاق مسار سياسي، وكذلك "إطلاق سراح الرهائن".
بينما- وبالنظر لما تملكه تركيا من إمكانات وأدوات وبالعودة لمواقفها السابقة- ثَمّة طموح بأن يكون لها مواقف عملية أكثر وضوحًا وقدرة على التأثير، مثل خطوات مرتبطة بالعلاقات الثنائية كسحب السفير من تل أبيب للتشاور أو لمدّة أطول، ومنها ما يمكن أن يشكل ضغطًا مثل التعاون الاقتصادي، وخصوصًا ملف الطاقة، ومنها ما يلي الدور التركي مع أطراف ثالثة مثل منظمة التعاون الإسلامي وعدد من الدول الأخرى؛ سعيًا لقرارات عملية ومواقف حقيقية يمكن أن تساهم في ردع الاحتلال عن جرائمه، فضلًا عن الضغط باتجاه تأمين إدخال المساعدات لقطاع غزة بالوتيرة والكميات المطلوبة، وإشارات إيجابية ممكنة على مستوى العلاقات مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي المقدمة منها حركة "حماس".
في الخلاصة، ثَمّة تطور ملحوظ في خطاب أنقرة الرسمي بخصوص العدوان على قطاع غزة، وتحديدًا التأكيد على فكرة أن "حماس" ليست منظمة إرهابية في مصادمة للموقف الموحد لدولة الاحتلال وداعميه الغربيين، وكذلك حدة الانتقادات الموجهة لـ "إسرائيل" بمفردات تذكر بمواقف تركيا وخطابات أردوغان قبل سنوات. بينما، وعلى المستوى العملي، ما زال الموقف التركي بعيدًا جدًا عن التوقعات والطموح حتى بمنظور السياسية الواقعية والخطوات الممكنة دبلوماسيًا وسياسيًا، وهو ما يمكن لأنقرة أن تفعله، والأفضل أن تسعى له دون إبطاء قبل أن تداهمها التطورات الميدانية في غزة والإقليم، والسياسية في المِنطقة والعالم.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة فضل ا عن
إقرأ أيضاً:
كيف علق البرغوثي على التظاهرات في غزة ؟
#سواليف
تظاهر #فلسطينيون الثلاثاء الماضي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع #غزة للمطالبة بوقف #الحرب على غزة، وذلك بعدما عاد #الجيش_الإسرائيلي لشن غارات جوية كثيفة مصحوبة بقصف مدفعي تركز على المناطق الشمالية، بالتزامن مع مطالبته الأهالي الصامدين فيها بالإخلاء مجددا.
وتلت #المظاهرة دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي لتكرار التجمعات في عدة مناطق بقطاع غزة، لكنها تحولت للمطالبة بتخلي حركة #حماس عن إدارة غزة والانسحاب من القطاع، مما أدى لردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، ومشكك في أهدافها.
الإجابات عن الأسئلة التالية تشرح التطورات الميدانية للحراك الأخير في الشارع الغزي، وتسرد تفاصيلها، وانعكاسها على الساحة الداخلية.
مقالات ذات صلةلماذا انطلقت التظاهرة في شمال غزة؟
دأبت قوات الاحتلال الإسرائيلي على إصدار أوامر إخلاء جديدة لأهالي شمالي القطاع، مما يضع الأهالي تحت الضغط وفي حيرة من أمرهم، إذا ما سيضطرون للنزوح أو البقاء، وذلك بعد معاناة طويلة من مرارة #النزوح، وإجبارهم على ترك منازلهم منذ بداية الحرب.
وبسبب هذه الأوضاع المأساوية ومنع إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع وانسداد الأفق السياسي، تحول تجمع عدد من ساكني بلدة بيت لاهيا لمظاهرة تطالب بـ”وقف الحرب على غزة”، ورفعوا شعارات كتب عليها “أوقفوا الحرب”، “نرفض نحن نموت”، “دماء أطفالنا ليست رخيصة”.
كيف جاءت الدعوات لتكرار #المظاهرات؟
مع انتشار صور ومقاطع مصورة للمظاهرة التي خرجت في بيت لاهيا، ذهب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى تفسيرات متعددة، فبعضهم يقرؤها بأنها مطالب وطنية طبيعية يريدها الجميع، تتمثل في وقف حرب الإبادة على قطاع غزة، وآخرون فسروها بأنها مطالبة لحركة حماس بالتخلي عن إدارة غزة والسماح بإعادة ترتيب الأوضاع في القطاع بما يؤدي إلى إنهاء الحرب.
واستغل الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين تلك المشاهد والاختلافات التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، ودعا لتجدد المظاهرات ضد حركة حماس، وحدد ساعة انطلاقها، وأماكن تجمعها في مختلف محافظات قطاع غزة. وسارع فلسطينيون يقيمون بالخارج إلى نشر دعوات التظاهر في الوقت ذاته وأماكن التجمعات ذاتها التي حددها الصحفي الإسرائيلي.
وأثار ذلك كثيرا من علامات الاستفهام بين الهدف الذي يريدون تحقيقه، وكيف حاول البعض استثمار المظاهرة، وإخراجها عن سياقها الطبيعي لتحقيق أجندة أخرى.
ما العلاقة بين الداعين للتظاهر ضد #حماس والحراكات السابقة؟
تعود مطالبات النشطاء الذين يقيمون خارج الأراضي الفلسطينية للتظاهر ضد حركة حماس إلى عام 2018، حين دعوا وقتها لحراك تحت عنوان “بدنا نعيش”، مطالبين بإنهاء مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، التي تعود أساسا للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتكررت الدعوات ذاتها في سنوات لاحقة من الأشخاص ذاتهم للخروج إلى الشارع، لكن وجود القائمين على التجييش للحراك خارج قطاع غزة، وانخراط وسائل إعلام تابعة للسلطة الفلسطينية وحركة فتح بالدعوة للحراك أفرغه من مضمونه.
ما أبرز ردود الفعل الفلسطينية؟
وتعليقا على ذلك، قال أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور #مصطفى_البرغوثي: “ما الذي يجب على حماس أن تفعله؟ حماس تقول إنها مستعدة لوقف الحرب مقابل صفقة تبادل أسرى يتمّ بموجبها اخراج بعض الأسرى الفلسطينيين”، مشيرا إلى وجود (15) ألف أسير فلسطيني لدى سلطات الاحتلال لا أحد يذكرهم ولا يذكر ما يتعرضون له من تعذيب وحشي.
وأضاف البرغوثي: “حماس تقول أيضا إنها مستعدة لأن تكون خارج الحكم، وأن لا تشارك في أي حكومة قادمة، فما الذي يمكن أن يُطلب منها أكثر من ذلك؟”.
وتابع البرغوثي: “السؤال الآخر المهم؛ هل حماس تحكم الضفة الغربية؟ أليس الذي يجري في جنين وطولكرم ونابلس هو تطهير عرقي؟ نحن الآن في الضفة الغربية نتعرض لهجوم مستمر، إلى جانب وجود (1000) حاجز عسكري تمنع الناس من التنقل، وتمنع أهل الضفة من الوصول إلى القدس”.
ولفت البرغوثي إلى أن نتنياهو لا يريد حماس ولا فتح ولا منظمة التحرير ولا أي كيان وطني فلسطيني موحد، فالقضية بالنسبة لنتنياهو في رفض الاقرار بحقّ الفلسطينيين وليست حماس أو فتح أو غيرها.
وشدد البرغوثي على حقّ الفلسطينيين في أن يبقوا في وطنهم وأن يقاوموا العدوان ويناضلوا من أجل حريتهم.
ومن جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم إن “من حق الناس جميعا أن تصرخ من شدة الألم، وأن ترفع صوتها عاليا ضد العدوان على شعبنا والخذلان من أمتنا، وشعبنا سواء من خرج أو من لم يخرج للشارع، فنحن منهم وهم منا”.
واستنكر نعيم -في منشور على موقع فيسبوك- استغلال هذه الأوضاع الإنسانية المأساوية، سواء لتمرير أجندات سياسية مشبوهة، أو إسقاط المسؤولية عن المجرم المعتدي وهو الاحتلال وجيشه.
وأصدرت الجبهة الداخلية في قطاع غزة بيانا قالت فيه إن “المطالب المشروعة لا تبرر التساوق مع الاحتلال وأهدافه الخبيثة، فليس فلسطينيا من يخون دماء الشهداء ويقف في صف العدو الذي يذبح أطفالنا ونساءنا، ومن يستجب لدعوات مجرمي الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، فقد تساوق مع الاحتلال ضد شعبه، وخان دماء الشهداء والتضحيات الجسام”.
من جانبها، دعت فصائل العمل الوطني والإسلامي -في بيان لها- إلى “اليقظة والحذر، والانتباه من كل محاولة لحرف مسار الحراك الجماهيري الغاضب، واستغلال معاناة الفلسطينيين ووجعهم لتهديد التماسك الوطني، ومحاولة دق إسفين بين أبناء الشعب الواحد والتحريض ضد المقاومة، والدفع بكرة اللهب للساحة الداخلية”.