تترقب الأسواق المحلية في اليمن تطورات الأحداث الساخنة في المنطقة مع تصاعد حدة الحرب الإسرائيلية على غزة، وسط مخاوف من توسع رقعة المعارك لتشمل دولاً أخرى، وانعكاسات ذلك على الأسواق الدولية والإمدادات التجارية، وتحويلات المغتربين والتمويلات الدولية.

 

ويعاني اليمن من تبعات كارثية للحرب التي شهدتها البلاد منذ عام 2015، وما سببته من أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم، وفق تصنيف الأمم المتحدة.

 

كذلك يعتبر اليمن من أكثر الدول المعرضة للصدمات مع كل أزمة طارئة، بالنظر إلى اعتماده كلياً على الاستيراد لتوفير جميع احتياجاته بنسبة تتعدى 90%، إذ لا تزال البلاد تعاني حتى الآن صدمة الحرب الروسية في أوكرانيا على المستويات كافة، الغذائية والتجارية والتمويلية، فيما يتوقع مراقبون أن يكون اليمن من أكثر الدول التي قد تتأثر بتبعات الحرب الإسرائيلية على غزة.

 

الباحث الاقتصادي رشيد الحداد، يقول لـ"العربي الجديد": "أدت الحرب البشعة على قطاع غزة إلى ركود تجاري على المستوى المحلي والعربي، وخلال الفترة الماضية لاحظنا تراجع التحويلات المالية الخارجية لليمن، أكان من المغتربين، أم المنظمات الدولية".

 

مع ذلك، يتوقع الحداد أن يكون هناك ردّود فعل شعبية عربية تتمثل بمقاطعة المنتجات الخاصة بالشركات الأجنبية التي أيدت حكوماتها العدوان على قطاع غزة. فالشارع اليمني والعربي، وفق حديثه، متوقد وساخط كثيراً، وسيكون لهذه الجرائم تبعات على الشركات الأجنبية ومنتجاتها في السوق العربي على المدى القصير والمتوسط.

 

ويوضح التاجر عبد الودود ناصر لـ"العربي الجديد"، أن اليمن يعاني ظروفاً كارثية للحرب في البلاد وما أحدثته من انقسام واسع ومكلف لا يسمح بالتنبه لمخاطر الأحداث والأزمات الطارئة، كما هو حاصل حالياً مع الأحداث المتصاعدة في المنطقة والحرب الإسرائيلية على غزة.

 

رصد "العربي الجديد" حملة ميدانية واسعة دشنتها الجهات المعنية في صنعاء الأسبوع الماضي لضبط الأفران والمخابز المخالفة للسعر الجديد للخبز، ومدى التزام نقاط البيع السعر الجديد المحدد بمبلغ 400 ريال للكيلو غرام، إضافة إلى البيع بالميزان، وألا يقل حجم القرص الواحد عن 50 غراماً.

 

الباحث الاقتصادي جمال راوح، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن هناك تأثيرات وتبعات تعاني منها الأسواق المحلية في اليمن تظهر في هذا التوجس الذي يطغى عليها مع بروز بعض التحديات والصعوبات في تأمين مخزون كافٍ من الغذاء والسلع والمواد الأساسية والاستهلاكية.

 

ويشير إلى أن البلاد قادمة على أزمة تجارية واقتصادية وغذائية واسعة مع الارتفاع المتوقع لتكاليف النقل التجاري، ورسوم التأمين ومعاييره التي ستتبعها شركات ومؤسسات وصناديق إعادة التأمين بسبب الأحداث المتصاعدة، وتأثير ذلك في اليمن بدرجة رئيسية، في الوقت الذي كانت فيه البلاد تتفاوض مع منظمات أممية لخفض الأقساط التأمينية وعودتها إلى وضعيتها السابقة كما كانت عليه قبل اندلاع الحرب في عام 2015.

 

كانت الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة النقل في مرحلة مفاوضات مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإنشاء صندوق ضمانة لتخفيض أقساط التأمين البحري على السفن القادمة إلى الموانئ اليمنية، وذلك بغرض إلغاء أقساط التأمين الإضافي ضد مخاطر الحرب، وعقد صفقة تجارية لخفض الأقساط التأمينية وعودتها إلى وضعيتها السابقة.

 

ويعتبر البنك الدولي أن عدم القدرة على تحمّل التكاليف بسبب تضخم الأسعار، يمثل عائقاً رئيسياً أمام الاستهلاك اليومي للغذاء في اليمن، بالرغم من عدم توافر بعض المواد الغذائية بشكل منتظم، مثل الفواكه والخضروات الطازجة، إلا أن القدرة على تحمّل تكاليف الغذاء تظل المشكلة الرئيسية لدى أغلب الأسر اليمنية.

 

يرجع البنك الدولي في تقرير صادر في وقت سابق من هذا العام 2023، أسباب ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل حاد يتجاوز ما يستطيع اليمنيون تحمّل نفقاته بحسب دخلهم، حتى عند التوفيق بين أعمال متعددة، من قبل بعض المواطنين، إلا أنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة سلة الغذاء التي كانوا يشترونها قبل الصراع.

 

في السياق، تعاني مناطق الحكومة اليمنية من تبعات انقسام عملة الريال إلى منطقتين، حيث استمر في الانخفاض بهذه المناطق، بينما ظل مستقراً نسبياً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

 

ولعب انخفاض قيمة العملة دوراً رئيسياً في الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، إذ زاد متوسط تكلفة الأغذية الأساسية كثيراً، حسب تحليل عوامل التضخم الذي أجراه البنك الدولي، ما رفع تكلفة المعيشة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اقتصاد حرب غزة اقتصاد الحوثي الحرب الإسرائیلیة العربی الجدید فی الیمن

إقرأ أيضاً:

سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق

بغداد اليوم - بغداد

أكد القيادي في الإطار التنسيقي عصام الكريطي، اليوم الاربعاء (25 كانون الأول 2024)، أن المشهد السوري لا يمكن تقييمه خلال أيام، فيما بيّن أن هناك سبعة أسباب تستدعي القلق، أبرزها، مخيم الهول وتأثيره على أمن العراق.

وقال الكريطي لـ"بغداد اليوم"، إن "الواقع السوري الحقيقي في متغيراته لا ينقل بدقة وهناك اشبه بالفيتو الذي يحاول تغطية حقائق مؤلمة تجري، خاصة للاقليات، من قتل ونهب للممتلكات ونسمع صرخات استغاثة تطلق من منطقة إلى أخرى".

وأضاف، أنه "لا يمكن تقييم المشهد السوري خلال ايام ونعتقد أن الاشهر المقبلة ستكون صعبة ونأمل ان يقرر الشعب ما يريده دون أي ضغوط وأن تراعى حقوق كل المكونات لكن في الوقت الراهن هناك 7 أسباب تدفعنا للقلق وهو مصير مخيم الهول الذي يشكل قنبلة بشرية خطيرة على أمن العراق ودول الجوار وإبعاد الصراعات القائمة في دمشق في ظل اقطاب متنافسة امريكية – تركية وحتى خليجية وكيف سيكون شكل التعامل مع الاقليات ومقدساتهم".

وأشار الى أن "أمن سوريا يهمنا اذا ما عرف بأن هناك أكثر من 600 كم من الحدود معها ناهيك عن الروابط الاخرى"، لافتا الى أن "سوريا أمام تحديات كبيرة، ولكن نأمل أن تحقن الدماء وأن تأخذ النخب السورية الوطنية مسارها في رسم مستقبل هذه البلاد دون الخضوع لأي إرادة خارجية".

مع استمرار الأزمة السياسية والعسكرية في سوريا، وبعد أكثر من عقد من الحرب والدمار في البلاد، تبرز دعوات الى الشعب السوري بضرورة أن يستفيد من دروس الثورات التي اجتاحت المنطقة، مثل تونس التي تمكنت من الانتقال إلى الديمقراطية بشكل سلس، لكن ليبيا انفجرت فيها الأوضاع الأمنية وتفككت الدولة، الامر الذي يوجب التفكير في المستقبل السياسي والاجتماعي لسوريا بعد حكم الأسد.

مقالات مشابهة

  • مصر.. رجل أعمال شهير يشير إلى أسوأ أزمة تواجه البلاد
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • حظر تجوال في حمص على خلفية الأحداث التي أعقبت أنباء عن حرق مقام الخصيبي
  • سوريا.. ضبابية المشهد طاغية ومخيم الهول أحد الأسباب الـ 7 التي تستدعي القلق
  • “واشنطن بوست”: القوات الأمريكية قد تبقى في العراق لفترة أطول من المتفق عليها بسبب أحداث سوريا
  • أزمة لصناع المحتوى.. يوتيوب تشن حملة على الفيديوهات التي تحمل عناوين مثيرة للانتباه
  • الأنروا: استشهاد طفل في غزة يوميا بسبب الحرب الإسرائيلية
  • تحقيق للوموند: أزمة عميقة تضرب النظام الدولي بسبب حرب غزة
  • الربيع العربي.. الأحداث والتحديات
  • حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة