أبوظبي في الأول من نوفمبر / وام / أعلنت وزارة التربية والتعليم عن شراكة استراتيجية مع شركة إيه أس آي (ASI) ، لإنشاء منصة المعلّم الافتراضي (AI Tutor)، وذلك باعتبارها إحدى الشركات الناشئة الرائدة والمبتكرة في مجال تكنولوجيا التعليم والتي نجحت بالفعل في تطوير حلول تعليمية تستند على تقنيات الذكاء الاصطناعي.


ويأتي هذا التعاون في إطار التزام الوزارة بتطوير النظام التعليمي في الدولة ليواكب احتياجات المستقبل ويؤهل الطلبة للتعامل مع تحدياته، وذلك تحقيقاً لمبادرتها التي أعلنت عنها خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات والهادفة لتضمين الذكاء الاصطناعي في المنظومة التعليمية، إذ تتبع الوزارة نهجاً استباقياً لاستشراف التطورات ومواكبة أحدث التقنيات في القطاع التعليمي، وتوظيفها بما يساهم في تطوير العملية التعليمية.
و قال معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية و التعليم إن التعليم هو طريق المجتمعات لبناء مستقبل أفضل، لذلك نحرص في الوزارة على مواصلة العمل للارتقاء بمقومات قطاع التعليم في المستقبل من خلال تسخير أبرز التقنيات الحديثة في العملية التعليمية مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، وترسيخ ثقافة الابتكار ضمن المنظومة التعليمية، فضلاً عن توفير خيارات وموارد تعليمية رقمية تلبي احتياجات جميع الطلبة.
وأضاف معاليه : "تسعى وزارة التربية والتعليم إلى مواكبة التغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم في مختلف القطاعات وفي مقدمتها التعليم، إذ كان لهذا القطاع نصيباً كبيراً من هذا التطور مع ظهور مفهوم المعلّم الافتراضي الذي سيلعب دوراً كبيراً في تكامل الأدوار بين المعلم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وفي هذا الإطار، تأتي شراكتنا الاستراتيجية مع شركة "إيه أس آي"، لإنشاء منصة المعلّم الافتراضي بما يعكس التزامنا بمواكبة أحدث الحلول التعليمية المبتكرة القائمة على الذكاء الاصطناعي، والاستفادة منها لاستشراف مستقبل القطاع التعليمي".
من جانبه قال قدوس باتيفادا الرئيس التنفيذي لشركة "إيه أس آي": "تتمثل مهمتنا في شركة "إيه أس آي" في رسم ملامح جديدة للتعليم ووضع أفضل الفرص التعليمية في متناول مختلف الطلاب من جميع أنحاء العالم، وتأتي شراكتنا مع وزارة التربية والتعليم كخطوة استراتيجية نحو تحقيق هذا الهدف، كما تفتح المجال أمامي لتقديم الأفضل للدولة الذي نشأت وتعلمت فيها".
وأوضح أنه من خلال إنشاء منصة موحدة تجمع بين مساعد المعلم المدعوم بالذكاء الاصطناعي وقدرات وزارة التربية والتعليم، سنكون أكثر قدرة على تمكين ملايين الطلاب فهذه الشراكة ستساعدنا على إثراء تجربة التعلم المصممة لتناسب احتياجات التعلم الفريدة لكل طالب لسرد قصص نجاح ملهمة حول العالم، ويسعدنا التعاون مع دولة الإمارات ونتطلع قدماً لوضع بصمة جلية معاً لاستشراف مستقبل التعليم".
وبموجب هذه الشراكة، ستقوم وزارة التربية والتعليم بتقديم الدعم والتعاون اللازمين لتنفيذ البرنامج التجريبي لمنصة المعلم الافتراضي بنجاح، وتسهيل الوصول إلى المحتوى التعليمي ذات الصلة، وإرشادات المناهج الدراسية والبيانات المطلوبة لمواءمة منصة المعلم الافتراضي مع المنهاج الدراسي في الدولة.
وستعمل شركة "إيه أس آي" على تطوير وتخصيص المنصة ومواءمتها مع المنهج الوزاري للدولة، وضمان امتثال المنصة للوائح خصوصية البيانات وأمنها في الدولة. وستتولى الشركة بالتعاون مع الوزارة مسؤولية توظيف منصة المعلم الافتراضي.
يشار إلى أن خطة تنفيذ المشروع تتم على مراحل منظمة بدءاً من المرحلة التطويرية وصولاً إلى مرحلة الإطلاق التجريبي في شهر ديسمبر 2023.

دينا عمر/ أحمد جمال

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: وزارة التربیة والتعلیم الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي

بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟

الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.

المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.

وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».

وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.

ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!

مقالات مشابهة

  • النيابة الإدارية تحيل 8 عاملين بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية للمحاكمة
  • وفاة وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور "فضل أبو غانم"
  • وزيرة التربية والتعليم: الإمارات نموذج عالمي رائد في رعاية الطفولة
  • التربية والتعليم تحدد شروط وإجراءات التكليف بوظيفة “مدير ومعاون مدير” ‏في المدارس
  • رابط وطريقة الحصول على التقييمات الأسبوعية عبر موقع وزارة التربية والتعليم
  • وزارة التربية تصدر قراراً بخصوص شهادات التعليم الأساسي والإعدادي ‏والثانوي الصادرة عن الحكومة المؤقتة
  • رابط تقييمات «التربية والتعليم» الفصل الدراسي الثاني 2025 لجميع الصفوف
  • OpenAI تكشف عن أدوات جديدة لإنشاء وكلاء الذكاء الاصطناعي
  • "التربية والتعليم" تصدر بيان.. عاجل
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي