صفقوا لميسي ( ثماني ) مرات …
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
أمس الأول ، فاز ليو ميسي بالكرة الذهبية الثامنة، وهو فوز يقع خارج حدود المنطق والتاريخ، ليس لأن ميسي فاز بهذه الكرة ثماني مرات، وهو رقم لم يصل ولن يصل اليه لاعب كرة قدم بعد الف عام.. وليس لأن ميسي قد فاز بكأس العالم، وبالكرة الذهبية، وهو في سن السادسة والثلاثين.. ولا لأنه تقدم على لاعبين، هم اليوم في ذروة نجوميتهم وقوتهم وشبابهم، ولديهم سجل جيد في الموسم الكروي ٢٠٢٢ – ٢٢٠٣، مثل هالاند ومبابي وغيرهما.
وإذا بميسي يفاجئهم في مونديال الدوحة، ويحقق ما لم يحققه من قبل ..
وحين اختار ميسي نادي باريس سان جيرمان الذي يرأسه (المتخلف) ناصر الخليفي، فإن اختياره -وهذا متفق عليه- لم يكن صحيحاً، ولكن يبدو أن الظروف القاهرة قد دفعته للتعاقد مع هذا النادي دفعاً.. ولكن أيضاً، مهما كانت المبررات والظروف، فإن (أبا تياغو) قد ذهب الى (المكان) الخطأ دون شك..
وصدقاً، فإني لم أجد حتى هذه اللحظة من يقنعني، بمسوغات ومبررات الموقف العدائي الذي وقفته إدارة نادي سان جيرمان من ميسي، وكذلك جمهور النادي، وبعض اللاعبين (اللوگية)، أمثال (حكيمي)، ولا أعرف لماذا كانوا يعاملونه بطريقة واسلوب لا يليقان بكرامة وقدر أفضل لاعب كرة في التاريخ، حتى وصل الحال بالجمهور الفرنسي الى أن يقوم وبكل وقاحة بشتمه، على المدرجات، وعند بوابات الملعب الفرنسي .. ويرفعون اللافتات والصور المسيئة له، بدلاً من أن يفخروا ويتباهوا طول حياتهم بوجود لاعب (عظيم) مثل ميسي في صفوف ناديهم (الخردة) .
لقد كانوا يشتمونه – قبل وبعد كأس العالم- في الوقت الذي كان ميسي يسجل الأهداف ويصنع الفرص الذهبية، ويقدم الكرات لزملائه على أطباق من ذهب، وكانت النتيجة حصولهم على بطولة الدوري الفرنسي ..!
لذا كان من الطبيعي أن يغادر ميسي هذا النادي، ويتعاقد مع نادي أنتر ميامي الامريكي..
ولكن، رغم كل الظروف النفسية القاهرة التي مر بها (ليو)، والمشكلات التي تعرض لها، فأنه تمكن من قيادة منتخب الارجنتين ليفوز بكأس العالم، على الرغم من ان تشكيلة المنتخب الارجنتيني لا ترقى فنياً الى المستوى المتوسط في الترتيب الفني الكروي، ولولا وجود ميسي، لما فازت الارجنتين قطعاً بكأس العالم، ولا أصبحت بالمركز الاول في الجدول والترتيب الكروي العالمي. لذلك فإن ميسي بهذا الاعجاز، أصبح واحداً من الأعاجيب التي لن تتكرر، وحتماً سيذكر التاريخ بعد مئة جيل، أن فتى أرجنتيناً، نجح في اختراق قوانين الطبيعة والمنطق والمعقول، حين استطاع هذا الفتى المصاب بـ (نقص هرمون النمو)، من أن يصبح بطلاً للعالم، بل وأن يتحول بإصراره وقدراته الى بطل قومي لدى الشعب الأرجنتيني..
ولعل الشيء الذي أعجبني في ميسي أمس الاول، ليس فوزه بثماني كرات ذهبية، وهذا استحقاقه الطبيعي- فهو بطل العالم، والكرة الذهبية عادة تمنح لبطل العالم- لكنّ الذي أعجبني حقاً، هو تواضعه وشجاعته ووفاؤه وصراحته، حين ظهر في المؤتمر الصحفي الذي أقيم له بعد فوزه بالكرة الذهبية، بشكل فاجأ به الجميع.. لقد رأينا ميسي أمس الاول مقتدراً، ومتمكناً بآرائه وطروحاته الناضجة، إذ أين ميسي اليوم من ذلك ( الولد) الخجول، المتلعثم، الذي كان يهرب من التحدث الى الاعلام بعد نهاية كل مباراة، وأين هو اليوم من ذلك الفتى المرتبك الذي لا يستطيع ترتيب كلمتين على بعضهما ؟!
وإذا بنا نراه في هذا المؤتمر وهو يجيب على كل الاسئلة باقتدار ..
ولعل أكثر ما أعجبني انه لم يجامل الفرنسيين ولا ناديهم سان جيرمان، حتى حين سأله أحدهم- وهو يحاول احراجه- قائلاً:
هل تهدي الكرة الذهبية الى نادي باريس جيرمان؟
فقال ميسي بشكل قاطع: لا ..!
وقال ذلك رغم أنه يعلم أن الجريدة التي منحته الكرة الذهبية هي جريدة فرنسية، وأن الاحتفال يقام في عاصمة فرنسا، لكنه تجاوز ذلك كله ولم يأبه ابداً.. واعجبني ميسي كذلك في وطنيته العالية، وحبه لبلاده، فقد رأيناه يؤكد ويكرر بفخر اسم الارجنتين ومنتخبها، وهو يعلم أن منتخب الارجنتين بدونه لايسوى عفطة عنز..
وما أعجبني ايضاً، وفاؤه وصدقه، وكلامه الجميل عن نادي برشلونة رغم أن إدارة هذا النادي لم تكن وفية معه قط، إلا أنه تغزل بناديه الأول وكأنه عاشق يتغزل بمعشوقه، وأجزم، أن ميسي -لو كان عربياً- لألقى على الحاضرين بيت الشعر الذي قاله أبو تمام:
(نَقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِن الهَوى .. ما الحُبُّ إلا للحَبيبِ الأوَّلِ
كَمْ مَنزِلٍ في الأرضِ يألفُهُ الفَتى.. وحَنينُهُ أبداً لأوَّلِ مَنزِلِ)..!
لقد كان ميسي واضحاً، خصوصاً عندما تمنى أن يعود للبرشا مرة ثانية.. ولفرط حبه، فقد ذكر ليو اسم برشلونة ( 21 ) مرة، بينما لم يذكر باريس سان جيرمان، إلا مرة في جوابه عن سؤال صحفي .. كما لم يذكر ولا مرة واحدة اسم ناديه الحالي (انتر ميامي)، رغم أن مالك النادي ديفد بيكهام، كان حاضراً، بل هو الذي سلمه بنفسه الكرة الذهبية، لكن ميسي لم يجامله على حساب الحقيقة ..
ختاماً أقول: إن الجوائز العظيمة تعرف (أهلها )، ومستحقيها، لذلك هي تذهب اليهم بقدميها، وليسوا هم يسعون لها، ويقتلون أنفسهم من اجل نيلها، حتى لو داسوا بذلك على زملائهم ورفاقهم ..!
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الکرة الذهبیة سان جیرمان أن میسی
إقرأ أيضاً:
“يفوق البنتاجون 10 مرات”.. الصين تبني أكبر منشأة عسكرية في العالم
الجديد برس|
تعمل الصين مدار السنوات الماضية على إنشاء مجمع عسكري ضخم في الضواحي الغربية لبكين، تعتقد الاستخبارات الأمريكية أنه سيكون بمثابة مركز قيادة متقدم في أوقات الحرب.
بحسب صور الأقمار الصناعية التي نشرتها صحيفة فايننشال تايمز، يمتد المشروع على مساحة 1,500 فدان، ويقع على بعد 30 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة.
وتشير التحليلات إلى أن الحفر العميقة في الموقع قد تكون مخصصة لإنشاء مخابئ محصنة لحماية القادة العسكريين الصينيين خلال النزاعات، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب نووية، مما يثير قلق واشنطن حول الأهداف الاستراتيجية لهذا المجمع.
تحليل عسكري
يقول مسؤولون حاليون وسابقون في الولايات المتحدة بأن مجتمع الاستخبارات يراقب هذا المشروع عن كثب، مشيرين إلى أنه سيكون مركز القيادة العسكرية الأكبر عالميًا، حيث تبلغ مساحته عشرة أضعاف حجم البنتاجون.
استنادًا إلى تحليل الصور الجوية، بدأ البناء المكثف في الموقع منذ منتصف عام 2024. تقول ثلاثة مصادر مطلعة إن بعض محللي الاستخبارات أطلقوا على المشروع اسم “مدينة بكين العسكرية”، مما يعكس حجم المشروع وأهميته الاستراتيجية بالنسبة للصين.
القدرات العسكرية الصينية
تأتي هذا التطورات بالتزامن مع جهود جيش التحرير الشعبي الصيني لتحديث أسلحته وتعزيز قدراته العملياتية، خاصة مع اقتراب الذكرى المئوية لتأسيس الجيش في عام 2027.
ووفقًا لمصادر استخباراتية أمريكية، فقد أصدر الرئيس الصيني شي جين بينج توجيهات واضحة بتطوير القدرة على شن هجوم على تايوان بحلول ذلك العام.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الصين على توسيع ترسانتها النووية بشكل سريع وتحسين التكامل بين مختلف أفرع جيشها، حيث يعتبر الخبراء أن ضعف التنسيق بين أفرع الجيش الصيني من أبرز نقاط ضعفه مقارنة بالقوات المسلحة الأمريكية.
منظور استراتيجي
يقول دينيس وايلدر، الرئيس السابق لقسم تحليل الصين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إن إنشاء هذا المجمع العسكري الجديد، الذي يتضمن مركز قيادة محصن تحت الأرض، يعكس نية بكين في تطوير ليس فقط جيش تقليدي قوي، ولكن أيضًا قدرة متقدمة على خوض الحروب النووية.
ورغم عدم تعليق مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية على المشروع، إلا أن السفارة الصينية في واشنطن صرحت بأنها “غير مطلعة على التفاصيل”، مؤكدة في الوقت ذاته التزام الصين بسياسة دفاعية ذات طبيعة “سلمية”.
الأقمار الصناعية تكشف
يقول ريني بابيارز، وهو محلل سابق في وكالة الاستخبارات الجغرافية الأمريكية، أن الصور الجوية كشفت عن أكثر من 100 رافعة تعمل في موقع تبلغ مساحته حوالي 5 كيلومترات مربعة، مع وجود بنية تحتية تحت الأرض.
ويشير بابيارز، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس العمليات في مجموعة “ألسورس أناليسيس” المتخصصة في التحليل الجغرافي، إلى أن الصور تشير إلى وجود ممرات تحت الأرض تربط بين المنشآت المختلفة، مما يعزز الاعتقاد بأن الموقع سيكون بمثابة مركز قيادة محصن.
إجراءات مشددة في موقع البناء
تشير التقارير إلى أن الموقع يشهد نشاطًا إنشائيًا مكثفًا، على عكس الركود الذي يعاني منه القطاع العقاري الصيني نتيجة للأزمة العقارية المستمرة.
ولا توجد أي مؤشرات تدل على أن المشروع تجاري، إذ لا توجد صالات عرض عقارية كما هو معتاد في المشاريع التجارية، كما أن وسائل الإعلام الصينية لم تذكر أي معلومات رسمية حوله.
ورغم عدم وجود علامات واضحة على التواجد العسكري، فإن إجراءات الأمن الصارمة في الموقع لافتة للنظر. فقد وُضعت لافتات تحظر تحليق الطائرات المسيّرة والتقاط الصور، كما أن الحراس عند إحدى البوابات رفضوا الإفصاح عن أي تفاصيل حول المشروع.
وعند مدخل آخر، أكّد أحد المشرفين على البناء أن الدخول محظور، بينما أشار صاحب متجر قريب إلى أن الموقع يُعتبر “منطقة عسكرية”.
بديل لمقر القيادة
بحسب مسؤول استخباراتي أمريكي سابق، فإن مقر القيادة الحالي للجيش الصيني في وسط بكين حديث نسبيًا، لكنه لا يتمتع بالمواصفات اللازمة ليكون مركز قيادة قتالي محصنًا.
يوضح المصدر أن المركز القيادي الرئيسي المؤمّن للصين حاليًا يقع في “التلال الغربية”، شمال شرق الموقع الجديد، وقد تم بناؤه خلال الحرب الباردة. لكن الحجم الهائل للمنشأة الجديدة وتصميمها المدفون جزئيًا تحت الأرض يشير إلى أنها ستصبح المقر القيادي الأساسي خلال فترات الحرب.
ويضيف أن القيادة الصينية قد ترى في هذه المنشأة وسيلة لتعزيز الحماية ضد الأسلحة الأمريكية الخارقة للتحصينات، وحتى ضد الضربات النووية، بالإضافة إلى تحسين الاتصالات الآمنة وتوسيع القدرات العسكرية الصينية.
تحليلات الخبراء حول المشروع
يؤكد أحد الباحثين المتخصصين في الشؤون الصينية، والذي اطّلع على صور الأقمار الصناعية، أن الموقع يحمل جميع السمات المميزة لمنشأة عسكرية حساسة، من ضمنها الخرسانة المسلحة بشدة والأنفاق العميقة تحت الأرض.
ويقول الباحث: “باعتبار أن هذه المنشأة أكبر من البنتاجون بعشرة أضعاف، فهي تتناسب مع طموحات شي جين بينغ في تجاوز الولايات المتحدة عسكريًا. هذا الحصن ليس له إلا غرض واحد، وهو أن يكون ملجأً قياديًا في حالات الطوارئ للجيش الصيني المتزايد تعقيدًا وقدرةً”.
ردود الفعل المحلية والتكهنات داخل الصين
يتزامن بناء هذا الموقع مع خطط إعادة تطوير الضواحي الغربية لبكين على مدار عدة سنوات. لكن التكهنات داخل الصين حول أسباب إزالة المنازل في منطقة “تشينغ لونغ هو” تتزايد، حيث تساءل بعض المستخدمين على منصة “بايدو تشيدا” عن احتمال بناء “البنتاجون الصيني” هناك.
من جهة أخرى، أكد مصدران مقربان من وزارة الدفاع التايوانية أن الجيش الصيني يبدو بالفعل في صدد إنشاء مركز قيادة جديد، رغم أن بعض الخبراء يرون أن الموقع قد لا يكون مثالياً لإنشاء منشآت تحت الأرض بسبب طبيعة التربة في المنطقة.
يقول الباحث التايواني هسو ين-تشي، من مجلس الدراسات الاستراتيجية والألعاب الحربية، أن المساحة الشاسعة للموقع تشير إلى أنه ليس مجرد معسكر تدريب أو مقر إداري، بل على الأرجح منشأة عسكرية استراتيجية واسعة النطاق.