الحرب على غزة تثير 5 مخاوف في مصر
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
تواجه مصر 5 مخاوف مرتبطة باستمرار الحرب على غزة، وأوضحت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مطالب بالتعامل مع قضايا تشمل مواقف بدو سيناء والمخاوف من عودة الإخوان المسلمين.
وأوضحت صحيفة إيكونوميست البريطانية أن قضية بدو سيناء عادت للسطح بالتزامن مع الأحداث في غزة، "في ظل شائعات عن إعادة توطين بعض الفلسطينيين في سيناء في مقابل الإعفاء من مبلغ كبير من الديون"، وذكرت أن الأرقام المتداولة تتحدث عن شطب بين 20 مليار و30 مليار دولار، من 162.
وفي حين يقول مسؤولون مصريون "إن التهجير خط أحمر لا يمكن شراؤه بالمال"، ويصر السيسي على أنه سيقاوم "تصفية القضية الفلسطينية"، تقول الصحيفة البريطانية إن البدو يصرون على أن الحقائق على الأرض تحكي قصة مختلفة.
وتؤكد أن البدو يقولون إن أراضيهم حوّلت إلى منطقة عسكرية مغلقة، مع تهجير حوالي 50 ألف ساكن من منطقة تمتد على غلاف بعمق 13 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل، وطوّقت بجدران إسمنتية ونقاط تفتيش عسكرية.
ونقلت عن نشطاء من البدو قولهم إنه تم إنشاء مدينة رفح الجديدة لاستيعاب تدفق الفلسطينيين، ومُنع المصريون والبدو من العيش هناك، ويقول أحد الناشطين المحليين "تقوم الحكومة باعتقال أي شخص يحاول العودة، لبدو سيناء حق في العودة أيضا كما للفلسطينيين".
عودة الإخوانوأشارت الصحيفة إلى أن التخوف الثاني يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين التي أطاح بها السيسي من الحكم قبل 10 سنوات، وقالت إن "مصداقية حماس، وهي فرع من جماعة الإخوان المسلمين، تعانق السحاب الآن في الدول العربية بعد أن اخترقت دفاعات إسرائيل واجتاحت مدنها"، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية وأسفرت عن مقتل مئات الإسرائيليين وأسر نحو 200 منهم.
واعتبرت الصحيفة أن السيسي قلق من أن يتسبب أي تدفق للفلسطينيين من غزة في وجود العديد من أعضاء حماس بينهم ممن "سيجلبون معهم أيديولوجيتهم".
وأشارت إلى أن الرئيس المصري "حذر بالفعل من أن مخيمات اللاجئين الجديدة في سيناء يمكن أن تكون بمثابة قاعدة لهجمات جهادية على إسرائيل"، ونقلت عن محللين قولهم إن الأوضاع قد "تنشط الحركات الجهادية والإسلامية.. مما يعيد تنشيط مفاهيم مقاومة الظالمين، بمن فيهم السيسي".
ونقلت عن أحمد عبودة، المستشار في شؤون مصر في مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية، قوله "يمكن لجماعة الإخوان المسلمين أن تستعيد شرعيتها".
شبح المظاهراتوترى الإيكونوميست أن التخوف الثالث يتعلق بعودة المظاهرات إلى الشارع، فبعد عقد من الهدوء، أعادت القضية الفلسطينية بعض المصريين إلى شوارع القاهرة. وسط مخاوف من أن تتحول الاحتجاجات من أجل الفلسطينيين إلى مظاهرات ضد النظام.
وقالت الصحيفة إنه بعد صلاة الجمعة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحولت هتافات "فلسطين حرة" إلى صرخات من أجل "رغيف الخبز". وتجاوز المتظاهرون أعدادا كبيرة من رجال الشرطة لدخول ميدان التحرير، قلب الثورة المصرية في عام 2011.
مخاوف اقتصاديةرابع هذه المخاوف، وفق تقرير "إيكونوميست"، يتعلق بالتأثيرات المحتملة على الاقتصاد المصري، إذ حذر صندوق النقد الدولي من أن الحرب قد تثير قلق المستثمرين الأجانب وخفّض توقعات النمو في البلاد.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن السياحة كانت مزدهرة، لكن الحركة الجوية إلى مصر في أكتوبر/تشرين الأول انخفضت بمقدار الربع عن العام الماضي، في حين يستمر تراجع الجنيه أمام الدولار في تعاملات السوق السوداء.
تلاشي صورة القائد القويواختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن السيسي ورغم أنه وصف القضية الفلسطينية بأنها "القضية الأكثر أهمية في منطقتنا"، وحذر من أن الحرب قد تعرض السلام القائم بين مصر وإسرائيل للخطر، فإن اكتفاءه بمشاهدة الحرب على غزة، قد يؤدي إلى إضعاف صورته كقائد قوي.
وقالت إن موقع مصر في المنطقة يبدو ضعيفا، فقطر تقود المفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى، والإمارات تعرض دور مصر للخطر باعتبارها المحاور الرئيسي للعالم العربي مع إسرائيل، وأكدت أن مصر فقدت الكثير من ثقلها الدبلوماسي، مشيرة إلى قمة "السلام" التي نظمتها في 21 أكتوبر/تشرين الأول لم تسفر عن شيء، بعد رفض الغربيين لدعوات وقف إطلاق النار.
في المقابل، تقول الصحيفة إن البعض لا يزال يعتقد أن مصر يمكن أن تلعب دورا، ويشير دبلوماسيون غربيون إلى أنه مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على شمال غزة قد تتولى الدول العربية، بما في ذلك مصر، المسؤولية عن الأزمة الإنسانية في الجنوب على المدى المتوسط.
ويناقش الدبلوماسيون أيضا إمكانية تمويل دول الخليج لمجموعة من وكالات الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام بقيادة مصر، لملء الفراغ الذي قد يخلفه انهيار حكم حماس. "ولكن يبدو أن مصر ليست في عجلة من أمرها للانجرار إلى مستنقع غزة في الوقت الذي تواجه فيه الكثير من المشاكل في الداخل"، وفق تقرير "إيكونوميست".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإخوان المسلمین إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قلقة للغاية بشأن حملة الحرب الهجينة الروسية ضد الغرب، وسط مخاوف من تصعيدها بعد استخدام أوكرانيا للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع ضد أهداف داخل روسيا، بعد أن رفعت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن القيود على استخدامها، بحسب ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتشتمل استراتيجية الحرب الهجينة التى تتبناها روسيا على مزيج من العمليات التخريبية ضد البنية التحتية الرئيسية، والهجمات الإلكترونية، والتدخل فى الانتخابات، إلى جانب وسائل سرية لتقويض الدول الغربية، ما يؤدى إلى زعزعة التضامن مع أوكرانيا.
وقد حلت "الحرب الهجينة" محل الحرب الباردة بعدما تبنت موسكو عقيدة جديدة فى السياسة الخارجية تصنف الغرب كـ"تهديد وجودي" لها، ويجب "مواجهته".
ووعدت روسيا برد "مناسب" على السياسة الجديدة، وقامت بتغيير عقيدتها النووية فى الأيام الأخيرة. ومع ذلك، يعتقد المسئولون الغربيون أن زخم الرد الروسى قد لا يأتى فى ساحة المعركة فى أوكرانيا ولكن فى أماكن أخرى من العالم.
ويمكن أن تشمل الهجمات الهجينة المحتملة قائمة واسعة من الخيارات، بما فى ذلك توسيع روسيا حملتها للتخريب والاغتيالات فى أوروبا أو زيادة تسليح خصوم الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندى والهادئ، وفقا لمسئولين مطلعين على المناقشات حول رد روسى محتمل.
وناقش الوزراء الأوروبيون الحرب الروسية الأوكرانية غير المتكافئة خلال اجتماع فى بروكسيل يوم الثلاثاء الماضي، حيث اتهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة، روسيا فى بيان مشترك بـ"مهاجمة هيكل الأمن الأوروبى بشكل منهجي".
فى حديثه فى العاصمة الأمريكية واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: "بشكل عام، نحن قلقون للغاية بشأن الحرب الهجينة التى تشنها روسيا فى كل من أوروبا وحول العالم، ونحن على تنسيق وثيق مع حلفائنا الأوروبيين وغيرهم من الحلفاء والشركاء حول العالم".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا قد تختار تأجيل مزيد من التصعيد قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والذى هدد بقطع المساعدات عن أوكرانيا والتوسط فى اتفاق سلام من المتوقع بشدة أن يكون فى صالح روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن مسئولين أمريكيين وأوكرانيين، أن الهجوم الأوكرانى الأول بالصواريخ بعيدة المدى الأمريكية ضرب مستودعا للذخيرة فى منطقة بريانسك الروسية، وتقع المنطقة شمال غرب منطقة كورسك التى تشهد توغلا أوكرانيا منذ أوائل أغسطس الماضي.
ولم يؤكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بشكل مباشر هجوم بريانسك، لكنه قال إن بلاده لديها صواريخ بعيدة المدى أمريكية الصنع، مضيفا: "أصبح لدى أوكرانيا قدرات بعيدة المدى، وسنستخدمها".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن خمسة من الصواريخ أسقطت وتضرر آخر. وأضافت الوزارة أن حطام الصواريخ تسبب فى اندلاع حريق فى منشأة عسكرية لم تذكر اسمها. بينما قال مسئول أمريكي، فى تصريحات نشرتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية، إنه تم اعتراض صاروخين فقط.
ووعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، برد "مناسب" على الاستخدام الأول للصواريخ بعيدة المدى الأمريكية الصنع، والتى قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، عنها فى وقت سابق، إنها ستكون بمثابة دخول واشنطن وحلفائها فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى صراع مباشر مع روسيا.
وقامت روسيا بتعديلات على العقيدة النووية الخاصة بها. ولكن قلل المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى من شأن هذا القرار، قائلا إن المراجعة كانت مخططة لأسابيع وأنه "لا يوجد تغييرات كبيرة فى الموقف النووى لروسيا، لذلك لم نر أى سبب لتعديل موقفنا النووى أو عقيدتنا ردا على روسيا".
وقال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر، إنه لن تردعه العقيدة الجديدة لروسيا عن دعم أوكرانيا. وأضاف، فى تصريحات للصحفيين خلال قمة مجموعة العشرين فى البرازيل، إنه: "هناك خطابا غير مسئول من روسيا وهذا لن يردع دعمنا لأوكرانيا".
ووراء الكواليس، ناقش المسئولون الأمريكيون والأوروبيون أيضا إمكانية تصعيد روسيا لحملة متنامية من الهجمات على البنية التحتية الأمريكية والأوروبية التى تصاعدت بشكل كبير منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا عام ٢٠٢٢، بحسب ما ذكرت "الجارديان".
وفى البيان المشترك، قال وزراء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى إن الهجمات الهجينة الروسية "تتصاعد" وأنها "غير مسبوقة فى تنوعها وحجمها، ما يخلق مخاطر أمنية كبيرة".
لذلك فمن المتوقع، أن تزود بريطانيا، أوكرانيا بصواريخ "ستورم شادو" البريطانية، لاستخدامها ضد أهداف داخل روسيا، خاصة بعد موافقة الولايات المتحدة على استخدام صواريخها بعيدة المدى ضد أهداف فى الأراضى الروسية.
وبينما تعهدت موسكو بالانتقام، أشار بعض المحللين إلى أن خيارات روسيا فى ساحة المعركة محدودة، ومن غير المرجح أن تلجأ البلاد إلى الخيار النووي.