من بينها نشر قوات دولية.. 3 خيارات في صلب محادثات أميركية إسرائيلية بشأن ما بعد حماس
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
ذكرت وكالة "بلومبيرغ"، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل "تبحثان خططا لمستقبل قطاع غزة بعد إنهاء حكم حركة حماس"، وتحديدا تلك المتعلقة بـ"وجود قوات دولية أو متعددة الجنسيات".
ونقلت الوكالة الأميركية عن مصادر مطلعة لم تكشف عن هويتها قولها، إن هناك "فكرة لتشكيل قوة متعددة الجنسيات، قد تضم قوات أميركية، إذا نجح الجيش الإسرائيلي في إنهاء سيطرة حماس على القطاع".
وتحكم حركة حماس المصنفة على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، غزة منذ عام 2007.
وقطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، عبارة عن شريط ساحلي مطل على البحر المتوسط، ولديه حدود برية مع إسرائيل من جهة الشمال ومصر من جهة الجنوب.
وقالت المصادر لـ "بلومبيرغ" إن "المحادثات الأميركية الإسرائيلية تأتي مدفوعة بالحاجة الملحة للتوصل إلى خطة لمستقبل غزة الآن، بعد أن بدأ التوغل البري للجيش الإسرائيلي".
وبحسب الوكالة، فإن "الخيار الثاني" لمستقبل غزة الذي تدرسه الدولتان، يتمثل في "إنشاء قوة حفظ سلام على غرار تلك التي تشرف على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل المبرمة عام 1979".
أما الخيار الثالث، حسب بلومبيرغ، فيقضي بـ"وضع قطاع غزة تحت إشراف مؤقت للأمم المتحدة".
وشددت المصادر على أن المحادثات "لا تزال في مرحلة مبكرة ويمكن أن يتغير الكثير".
في اتصال مع الرئيس الإسرائيلي.. بلينكن يشدد على "تخفيف الضرر عن المدنيين" قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن الوزير أنتوني بلينكن، جدد التأكيد في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتزوغ على دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب وفقا للقانون الإنساني الدولي.وردا على هذه التقارير، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، لوكالة "بلومبيرغ"، إن "إرسال قوات أميركية إلى غزة كجزء من قوة حفظ السلام ليس أمرا قيد النظر أو قيد المناقشة". ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الخطط.
وتأتي هذه التقارير الإعلامية في وقت يستعد فيه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لزيارة إسرائيل، الجمعة، في إطار جولة شرق أوسطية جديدة، مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس يومها الخامس والعشرين.
والثلاثاء، تحدث بلينكن عن مستقبل قطاع غزة بعد حكم حماس، قائلا إن واشنطن ودولا وأخرى تدرس "مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة".
وقال بلينكن خلال جلسة استماع للجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، إن "الوضع الراهن الذي تتولى فيه حماس المسؤولية" في القطاع المكتظ بالسكان "لا يمكن أن يستمر، لكن إسرائيل لا تريد إدارة غزة أيضا".
وأضاف أن "الأمر الذي سيكون أكثر منطقية في مرحلة ما، هو وجود سلطة فلسطينية فعالة ومتجددة" تتولى حكم غزة، لكن السؤال المطروح هو "ما إذا كان تحقيق ذلك ممكنا".
وتابع بلينكن: "إذا لم نتمكن من ذلك، فهناك ترتيبات مؤقتة غير ذلك، قد تشمل عددا من الدول الأخرى في المنطقة. وقد تشمل وكالات دولية تساعد في توفير الأمن والحكم".
وتخوض إسرائيل معارك في غزة بعد توغلها البري داخل القطاع، تحت غطاء الضربات الجوية، وذلك ردا على الهجمات التي شنتها حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والتي أسفرت عم مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من المدنين ومن بينهم نساء وأطفال.
منجانبها، ترد إسرائيل على الهجوم بشن غارات متواصلة وتوغل بري في القطاع الفلسطيني، مما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 8500 شخص، معظمهم من المدنيين، ومن بينهم نساء وأطفال.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
بعد فصلها جبهة لبنان عن غزة.. إسرائيل تسعى لضمانات أميركية
تسعى إسرائيل للحصول على ضمانات أميركية توفر لها حرية الرد على أي انتهاكات مزعومة من قِبَل حزب الله بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار معه، وذلك بعد أن تمكنت من فصل جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة.
هذا ما خلص له تقرير نشرته صحيفة هآرتس، لمحللها العسكري الأبرز عاموس هرئيل، الذي أشار فيه إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تواجه معضلة في قضية حشد جنود الاحتياط على الجبهة اللبنانية، وتسعى إلى إنهاء الحرب من خلال التوصل إلى اتفاق طويل الأمد.
التدخل الأميركيبدأ هرئيل تقريره بالإشارة إلى جولات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، مشيرا إلى أنه رغم تصريحات سابقة له لن يعود إلى المنطقة إلا إذا كانت هناك فرصة حقيقية للتوصل لاتفاق، فإنه عاود نشاطه بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وأجرى مؤخرا محادثات في لبنان، ثم انتقل إلى إسرائيل، حيث أكد في حديثه أن "80% من المشاكل" قد تم حلها في الطريق إلى اتفاق.
وأشار هرئيل إلى أن "إسرائيل ترى في هذا التدخل الأميركي فرصة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، وفي مقدمتها وقف القتال على الجبهة الشمالية مع حزب الله، ما يتيح لها التركيز على التصعيد المستمر في قطاع غزة".
ويؤكد في هذا السياق أن المحادثات تركز على مسألة الإشراف الأميركي على تنفيذ الاتفاق وضمان حق إسرائيل في الرد على أي انتهاكات من قبل حزب الله، متسائلا ما إذا كان المبعوث الأميركي سيستطيع إقناع إسرائيل وحزب الله بالالتزام بشروط اتفاقية تكون مقبولة لكلا الطرفين.
ويسلط المحلل العسكري الضوء على ما أسماه التغير الملحوظ في مواقف حزب الله بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله، ويقول إن "حزب الله، الذي كان يرفض أي فصل بين جبهتي لبنان وغزة، أصبح أكثر استعدادا للموافقة على اتفاق منفصل في لبنان"، مستشهدا بهذا الخصوص بالخطاب الذي ألقاه الأمين العام الجديد للحزب، نعيم قاسم، وأبدى فيه موافقة الحزب على اقتراح الوساطة الأميركية"، معربا عن أن "كل شيء يعتمد الآن على إسرائيل".
خسائر كبيرةويرى أن هذا التغيير في موقف حزب الله يعكس الضغوط التي يواجهها نتيجة الخسائر الكبيرة التي تكبدها في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، مستندا في ذلك إلى تقارير لجيش الاحتلال أشارت إلى أن الحزب فقد نسبة كبيرة من قوته العسكرية وقياداته البارزة في الأشهر الأخيرة.
ومع ذلك، فإن هرئيل يعتبر أن التقييمات في إسرائيل لا تزال حذرة، مشددا على أن الموقف الإسرائيلي هو أن "أي اتفاق يتم الوصول إليه سيقود إلى فصل فعلي بين الجبهتين العسكرية في لبنان وغزة، وهو ما يعتبر أمرا حيويا لضمان الأمن الداخلي لإسرائيل، وتقليص التهديدات التي تواجهها من عدة جبهات في الوقت ذاته".
ورغم ذلك، يؤكد التقرير أن الواقع العسكري لا يزال معقدا، إذ "يواصل حزب الله إطلاق مئات الصواريخ والطائرات دون طيار على الأراضي الإسرائيلية، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة شديدة، رغم سيطرته على جزء من الأراضي في جنوب لبنان".
ويشير أيضا إلى أنه ووفقا للتقييمات الإسرائيلية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، فإن إسرائيل قد تضطر إلى توسيع هجومها إلى مناطق أخرى، وهو ما قد يتطلب تعبئة واسعة النطاق للقوات الاحتياطية.
كما يلفت الانتباه إلى الضغوط الداخلية في إسرائيل لإنهاء القتال في لبنان بأسرع وقت ممكن، ويقول "حتى اليمين المتطرف في الحكومة لا يبدو متحمسا للانخراط في حرب طويلة الأمد في الجنوب اللبناني، مما يعكس رغبة قوية في العودة إلى التركيز على القتال في غزة".
الدور الإيرانيوبالنظر إلى الموقف الإيراني، يرى هرئيل أن إيران، التي تدعم حزب الله في لبنان، يواجه اقتصادها ضغوطا بسبب العقوبات الدولية، وتسعى إلى تخفيف هذه الضغوط عبر تسوية حول البرنامج النووي، مشيرا إلى أنها "قد تضغط على حزب الله لوقف تصعيد المواجهات العسكرية مع إسرائيل، وذلك ضمن محاولات طهران لتجنب تصعيد أكبر قد يؤدي إلى تهديدات عسكرية ضدها".
ويعتبر أن "دور إيران لا يقتصر على دعم حزب الله فقط، بل يشمل أيضا حسابات دقيقة حول كيفية الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية، بما في ذلك العودة إلى المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وتخفيف العقوبات المفروضة عليها".
ويختم التقرير بالإشارة إلى استمرار نتنياهو في ألاعيبه، فيقول "يتم التلميح إلى أن الاتفاق في لبنان سيسمح بنقل الضغط إلى غزة ويعزز صفقة الرهائن. لكن المصادر المهتمة بقضية المختطفين تشكك في حقيقة هذه الأمور".
ويقول إن تلك المصادر ترى أن "نتنياهو يلعب مرة أخرى على الوقت، ويحاول بالأساس استيعاب الضغوط من أهالي المختطفين والحركات الاحتجاجية، دون التوصل إلى اتفاق يتطلب تنازلات ويؤدي إلى أزمة مع شركائه من المتطرفين اليمينيين".