إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لاستعادة الرهائن في غزة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بينما تقيم عائلات الرهائن الذين اختطفتهم حماس وقفات احتجاجية متوترة، للإعراب عن مخاوفها من إمكانية أن تؤدي الهجمات البرية الإسرائيلية في غزة بحياة أحبائها، تلقت إسرائيل خبراً ساراً نادراً يوم الثلاثاء: أنقذ الجنود الإسرائيليون سراً شابة عمرها 19 عاماً.
إسرائيل تواجه وضعاً غير مسبوق ولا توجد حلول سهلة
لم يقدم الجيش الإسرائيلي سوى القليل من التفاصيل حول العملية على طول حدود غزة لتحرير الجندية أوري مجيديش، التي ظل إطلاق سراحها طي الكتمان حتى بدأت الأنباء تتوالى عن حصول ذلك بعد مداهمة ليلية قبل يومين.
تسلط محنة الرهائن الضوء على المعضلة غير العادية التي تواجه إسرائيل، في سعيها لتحقيق هدفها العسكري المتمثل في تدمير حماس، بينما تحاول تحرير الرجال والنساء والأطفال المحتجزين في مواقع يُحتمل أن تكون منتشرة في جميع أنحاء غزة.
فشل أمني وسياسي وعسكريالتقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعائلات الرهائن، وأصر على أن هذين الهدفين لا يتعارضان.. وقال للعائلات يوم الأحد: "إذا لم يكن هناك ضغط عسكري على حماس، فلن يحصل أي تقدم".. وأضاف: "الهدف من العملية العسكرية، من بين أمور أخرى، زيادة فرصة إعادة ناسنا".
Israel has said its two military goals are to destroy Hamas and free the 240 hostages held in locations likely scattered around Gaza. Israel’s defense minister met with families of the victims, and insisted those two goals were not incompatible. https://t.co/qJMcd8Wxc2
— The New York Times (@nytimes) October 31, 2023حسب الصحيفة نفسها، يبدو أن حماس تدرك أيضاً الكابوس الذي يواجه إسرائيل، فتمارس الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لحملها على تقديم تنازلات، بما في ذلك وقف القتال.. يوم الثلاثاء، وبعد أن ذكرت وسائل إعلامية أنه تم إطلاق سراح مجيديش، أصدرت حماس شريط فيديو لثلاث رهائن إسرائيليات.
انتقدت إحدى النساء، دانييل ألوني (44 عاماً)، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وهي في حالة غضب وضغط شديد.. وقالت: "كان من المفترض أن تحررنا جميعنا، لقد التزمت بتحريرنا جميعنا، ولكننا بدلاً من ذلك نحمل فشلك السياسي والأمني والعسكري والدبلوماسي"، وصف نتنياهو فيديو حماس بأنه "حرب نفسية قاسية".
لا حلول سهلةأضافت الصحيفة أن حماس مستعدة لمعركة دموية طويلة، وقد حول مقاتلوها غزة إلى متاهة من الأنفاق المليئة بالأسلحة والغذاء، ويتم إخفاء بعض الرهائن في الأنفاق، ومن المحتمل أن يكون الكثير منها مفخخاً.
Gifting ???? this article @nytimes free via my sub on the hostages v the new ground incursion into Gaza. RT/QT for max exposure. https://t.co/6t2fRnjGnm
— Victoria Brownworth (@VABVOX) October 31, 2023بعد قصف غزة وشعبها بالمدفعية والقنابل، تحرك الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة.. وحتى كتابة التقرير، تقدم إلى ضواحي مدينة غزة لكنه لم يدخل معقل حماس.. ومن المتوقع حدوث قتال عنيف في المناطق الحضرية عندما يفعل ذلك.
وقال الرئيس السابق لخلية استعادة الرهائن التي يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالي روب سال، إن إسرائيل تواجه وضعاً غير مسبوق وإنه "لا توجد حلول سهلة".. ومضى قائلاً: "أعتقد أن الإسرائيليين يتبعون المسار الصحيح.. لا يمكنك السماح للرهائن بإملاء ما تفعله، والاستمرار في ممارسة الكثير من الضغوط على حماس هو على الأرجح أفضل وسيلة لاستعادتهم.. حماس لن تحرر رهائن من موقع قوة".
لا انهياراتقال اللفتنانت جنرال مارك شوارتز، القائد المتقاعد للعمليات الخاصة الذي عمل سابقاً كمنسق أمني أمريكي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، إن إسرائيل قامت على الأرجح بدمج قوات كوماندوز داخل وحداتها البرية المتقدمة حتى يتمكنوا من التصرف بسرعة إذا تلقوا معلومات استخبارية جديدة عن مواقع الرهائن.
ورسم ضباط كبار سابقون ممن خدموا في جولات قتالية شرق أوسطية صورة قاتمة لمحاولة استعادة الرهائن، أكان من خلال المفاوضات أو الإنقاذ العسكري، مع توغل القوات الإسرائيلية في مواقع أعمق داخل غزة.
وقال الرئيس المتقاعد لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية الجنرال ريتشارد كلارك إن الظروف في غزة المتمثلة في العدد الكبير من الرهائن والمعلومات الاستخبارية النادرة عن مواقعهم الدقيقة واستعدادات حماس الدفاعية جعلت أي عملية لاستعادة الرهائن "متحدية للغاية".
وقال الرئيس المتقاعد للقيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال كينيث ماكنزي جونيور: "سيكون إخراج الرهائن أمراً صعباً للغاية"، وتابع: "ستحاول حماس خلق معضلات للإسرائيليين –بوضعهم قرب مراكز القيادة ومواقع إطلاق الصواريخ ومستودعات الذخيرة– طالما استطاعوا ذلك".
وتوقع الجنرالات الثلاثة معركة طويلة قد تستغرق أشهراً.. وقال الجنرال شوارتز: "لا أعتقد أن حماس سوف تنهار.. إنهم يريدون قتل جنود إسرائيليين، وأتوقع أن يكون هناك قتال وحشي".
أولويةقال نائب رئيس الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي والذي ساعد في إنقاذ رواد المهرجان الموسيقي يوم 7 أكتوبر يائير غولان، إن الرهائن يجب أن يكونوا أولوية بينما تشن إسرائيل الحرب ضد حماس.
وتابع موضحاً: "عليك أن تقاتل من أجل إطلاق سراح الرهائن -عدم القيام بذلك يعني كسر الثقة من جانب القيادة، والعقد الأساسي بين الحكومة والشعب.. يحتاج المواطن الإسرائيلي، في أي مكان من العالم، إلى معرفة أن لديه موطناً".
يعتقد غولان، كغيره من المحللين والمسؤولين العسكريين السابقين، أن الدبلوماسية ستلعب دوراً هاماً في تأمين إطلاق سراح الرهائن.. وقد تم بالفعل إطلاق سراح أربعة رهائن بينما تحاول الولايات المتحدة وقطر التوسط في صفقات معقدة.
ورقة مساومةلا تزال هناك عقبات بارزة، فقد طلبت حماس وقف إطلاق للنار لكن إسرائيل رفضت.. وهناك أيضاً قضايا شائكة تتعلق بنقل إمدادات الإغاثة وما إذا كان بعض الرهائن يعاملون كأفراد عسكريين لا كمدنيين، وفق شخص مطلع على المفاوضات.
يقول مسؤولون أمريكيون إن الإسرائيليين لا يعرفون مكان وجود جميع الرهائن في وقت معين.. وأضافوا أنهم محتجزون في أماكن مختلفة، ليس من قبل حماس فحسب، بل من قبل جماعات أخرى بما فيها حركة الجهاد الإسلامي.
وقال الرئيس السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي شين بيت، يعقوب بيري، إن حماس لا تتفاوض بجدية وإنها تحاول فقط كسب الوقت وتأخير الهجوم البري، وأضاف: "إنهم يعلمون أن قضايا الرهائن مسألة حساسة للغاية.. إنهم يحاولون الاستفادة من الوضع السياسي.. إنهم يتعاملون مع الرهائن كورقة مساومة".
وقال مسؤولون أمريكيون إن الأولوية تبقى السعي إلى إطلاق سراح الرهائن من خلال قنوات دبلوماسية، بدلاً من شن غارة كوماندوز شديدة الخطورة في البيئة الحضرية المكتظة في غزة.
وقال مسؤول أمريكي كبير آخر إن وجود الرهائن فرض بعض القيود على التخطيط العسكري الإسرائيلي، ما أدى إلى استبعاد خيارات مثل إغراق أجزاء من الشبكة الواسعة من الأنفاق تحت الأرض حيث يتم احتجاز العديد من الرهائن.. لكن المسؤول أشار إلى أنه في حالة مقتل أي رهائن، سواء على يد الخاطفين أو من خلال الضربات الإسرائيلية، تفقد حماس نفوذها.
نصيحة أمريكيةأدت العمليات البرية الإسرائيلية الموسعة إلى تعقيد الجهود الرامية لإطلاق سراح الرهائن.. لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن التوغلات المحدودة، على الأقل في البداية، تتماشى مع النصيحة التي نقلها وزير الدفاع لويد أوستن إلى نظرائه الإسرائيليين في الأيام الأخيرة، للتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها الرهائن والمدنيون في القطاع.
بنتيجة ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل تأخذ سلامة الرهائن في الاعتبار أكثر مما كان خلال التخطيط الأولي للغزو، مع الاعتراف بأنهم ما زالوا في خطر جسيم.
وفي الأسبوع الماضي، طالبت عائلات الرهائن في اجتماع مع نتانياهو بأن تأخذ الحكومة سلامة الرهائن في الاعتبار عند النظر في العمليات العسكرية.
وقالت ميراف ليشيم جونين، والدة إحدى الرهائن، رومي (23 عاماً): "هذا صعب للغاية بالنسبة إلينا.. لقد مرت ثلاثة أسابيع منذ أن عرفنا ما حدث لأحبائنا"، وأضافت: "لقد سمعنا كلنا عن دخول الدبابات، ونحن جميعاً قلقون"، في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية الموسعة.
معلومات قيّمة وثمن باهظمع تدهور الأوضاع في غزة، قد يكون لدى الجيش الإسرائيلي المزيد من الفرص لتأمين إطلاق سراح الرهائن، كما أضافت نيويورك تايمز.
إن بيان الحكومة يوم، الثلاثاء، الذي أعلن عن إطلاق سراح مجيديش تم إعداده من قبل الجيش الإسرائيلي والشين بيت (الشاباك)، الذي يفترض أن يكون لديه مجموعة واسعة من المصادر البشرية في غزة لمساعدته على تتبع أنشطة حماس.
تفاجأ الشين بيت بهجمات 7 أكتوبر، لكن الأخبار عن إنقاذ مجيديش قد تكون مؤشراً إلى أن جهاز الأمن قد استعاد توازنه جزئياً على الأقل.
يقوم الشين بيت باستجواب مقاتلي حماس الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر، وقد يكون لدى بعضهم معلومات قيّمة حول الأمكنة التي هدفت الجماعة إلى إخفاء الرهائن فيها أو تفاصيل مهمة أخرى.. وقد جعلت إسرائيل بعض هذه الاستجوابات علنية.
وقال بيري، رئيس الشين بيت السابق، إن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الإسرائيلي سيفعلان كل ما هو ضروري لاستعادة الرهائن، وأضاف: "إسرائيل مستعدة لدفع ثمن باهظ جداً لإعادتهم جميعاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إطلاق سراح الرهائن الجیش الإسرائیلی وقال الرئیس الرهائن فی أن یکون فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: مستعدون لوقف إطلاق النار وعلى ترامب الضغط على إسرائيل
أبدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، الجمعة، استعدادها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، داعية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "للضغط" على إسرائيل.
وقال باسم نعيم العضو في المكتب السياسي للحركة إن "حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في حال قُدم عرض يقضي بوقف إطلاق النار على أن تلتزم به دولة الاحتلال".
وفي حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، دعا نعيم "الإدارة الأمريكية وترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان والحرب على غزة والمنطقة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
في وقت سابق، قالت الحركة تعليقا على نتائج الانتخابات الأمريكية، إن على ترامب التعلم من أخطاء بايدن.
وتابع القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، بأن خسارة الحزب الديمقراطي هي الثمن الطبيعي لموقف قيادته "الإجرامي" تجاه غزة.
وأضاف أبو زهري أن فوز ترامب بالمنصب "يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات".
وقالت الحركة في بيان لها، إن موقفها من الإدارة الأمريكية الجديدة "يعتمد على مواقفها وسلوكها العملي تجاه شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة".
في وقت سابق، نفت الدوحة أن تكون انسحبت من جهود الوساطة، بين حركة المقاومة الإسلامية حماس، والاحتلال، للوصول إلى تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، مؤكدة أن الجهود معلقة لحين إظهار جدية أطراف التفاوض في الوصول إلى اتفاق.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في بيان "إن التقارير المتداولة حول انسحاب دولة قطر من الوساطة بشأن وقف إطلاق النار في غزة ليست دقيقة، مشيرا إلى أن قطر أخطرت الأطراف قبل أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق، بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع".
وأكد الأنصاري أن "دولة قطر لن تقبل أن تكون الوساطة سببا في ابتزازها، إذ شهدنا منذ انهيار الهدنة الأولى وصفقة تبادل النساء والأطفال تلاعبا، خصوصا في التراجع من التزامات تم الاتفاق عليها من خلال الوساطة، واستغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة".