أكد سفير دولة الإمارات لدى المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، أن ‎دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية ترتبطان بعلاقات استراتيجية متجذرة، وصلت إلى مستويات متميزة بفضل الروابط الأخوية التي تجمع القيادتين الحكيمتين، من خلال توجيهات رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأخيه عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني.

وقال في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن العلاقة الأصيلة التي تربط البلدين تأسست على التعاون والاحترام المتبادل وتجسدت في الإنجازات والانسجام في كثير من الرؤى والمواقف، لاسيما وأن الأردن كان من أوائل الدول التي اعترفت بقيام دولة الإمارات وساهم بفاعليّة في وضع اللبنات الأولى في مسيرة التنمية والتقدم والنهضة الشاملة، بالمقابل ساهمت الإمارات في مسيرة الازدهار والريادة الأردنية، ومن صورها حضور المبادرات والمشاريع والاستثمارات الإماراتية بقوة على الساحة الأردنية.

‎وأضاف أن البلدين يحرصان على تبادل الخبرات في المجالات كافة، ومنها على سبيل المثال نقل التجربة الإماراتية إلى الأردن في مجال الحكومة الإلكترونية، خصوصاً المبادرة التي أقرها مجلس الوزراء في الإمارات بالتعاون مع الحكومة الأردنية لدعم مشروع "الحوكمة والحكومة الذكية"، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لتطوير أداء الجهاز الحكومي وتحسين الخدمات، وتقديم العديد من المبادرات في هذا الإطار من أبرزها مبادرة تأهيل مليون مبرمج أردني، وتصميم وبناء مركز المسرعات الحكومية في مقر رئاسة الوزراء الأردنية، والذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة العربية خارج دولة الإمارات.

آفاق جديدة

وحول الشراكة الإماراتية الأردنية ودورها في دعم أهدافهما التنموية، قال الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تطوراً كبيراً منذ عقود ونسعى باستمرار لتعزيز وزيادة الاستثمارات بين البلدين من خلال التنسيق مع الجهات المعنية كافة، ودعوة المزيد من الشركات والمستثمرين الإماراتيين للاستثمار وإقامة مشاريع كبرى في الأردن، لافتاً إلى أن البيئة الاستثمارية في الأردن إيجابية ومحفزة.

وأضاف أنه يوجد تنسيق وتعاون دائم بين البلدين في مجالات البنية التحتية وتبادل الخبرات والمعلومات في عدة مجالات، وهذا من شأنه فتح آفاق جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية بشكل يخدم مصالح الطرفين، وذلك من خلال مواكبة ما يشهده العالم من انفتاح اقتصادي كبير ومتنامي.

وأشار إلى العديد من الاتفاقيات المهمة ومذكرات التفاهم الثنائية التي تمثل علامة بارزة في التعاون الإستراتيجي الشامل بين البلدين، منها ما نشهده اليوم على الصعيد الاقتصادي في ميناء العقبة جنوب الأردن مثل تدشين محطة السفن السياحية، إضافة إلى المشاريع الاستثمارية والاقتصادية الأخرى المتعلقة بتطوير منطقة مرسى زايد، والمشاريع المتعلقة بالبنى التحتية والمرافق السياحية الأخرى، ونظام رقمي متقدم لمنظومة الموانئ وتطوير وتحديث ميناء متعدد الأغراض، وتطوير مطار الملك حسين الدولي في مدينة العقبة.

وتابع :"وقعت الإمارات والأردن ومصر على الشراكة الصناعية التكاملية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في 5 مجالات صناعية واعدة تشمل الزراعة والأغذية والأسمدة، والأدوية، والمنسوجات، والمعادن، والبتروكيماويات وخصصت لذلك أبوظبي القابضة ADQ صندوقاً استثمارياً بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في المشاريع المنبثقة عن هذه الشراكة".

مشاريع واستثمارات

وقال إن‎ الامارات تحرص على تعزيز التعاون مع الأردن في مجال الطاقة المتجددة وتسريع الانتقال في قطاع الطاقة، حيث تعد الأردن من الدول السبّاقة للاستثمار في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتحظى بتصنيف استثماري وموقع إستراتيجي مميز.

وأشار إلى أن ‎ شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" نفذت مع وزارة الطاقة الأردنية في هذا المجال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وكانت مشاريع "مصدر" قد بدأت في الأردن عام 2015 مع مشروع محطة الطفيلة لطاقة الرياح كأول مشروع تجاري لطاقة الرياح على مستوى المرافق في الشرق الأوسط، ويسهم بنسبة 3 في المائة من القدرة الإجمالية للطاقة في الأردن، بالإضافة إلى مشروع محطة "بينونة" للطاقة الشمسية وتعد أكبر مشروع مستقل للطاقة الشمسية في الأردن.

وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أكد الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان أن الإمارات تعد من بين أبرز الدول التي تتمتع بحجم تبادل تجاري كبير مع الأردن سنوياً، فضلاً عن وجود مشاريع واستثمارات ضخمة تزيد قيمتها حالياً عن 20 مليار دولار، تشمل العديد من القطاعات مثل: الطاقة والتكنولوجيا والمجالات العسكرية والسياحة والتعليم والنقل والمياه والزراعة والصناعة والبنى التحتية.

COP28

وعن التعاون في العمل المناخي، قال الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان إن‎ استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف "COP28" العام الجاري، تؤكد مكانتها العالمية المتميزة في مجال العمل المناخي، ومساهماتها الملموسة في قيادة الجهود العالمية للحد من تأثيرات التغيرات المناخية على الشعوب، ونتطلع بالكثير من الأمل إلى هذا المؤتمر الذي نأمل أن يحرز تقدماً ملموساً بشأن العمل المناخي العالمي وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية، ليكون قمة تنفيذ وليست مقترحات.

‎وقال إن مشاركة الأردن في مؤتمر الأطراف COP28 تأتي باهتمام بالغ ومن أعلى المستويات من قبل الملك عبدالله الثاني، وهو ما تعكسه العلاقات المتينة بين قيادتي البلدين، فهذه المشاركة المهمة والفعالة لم تقتصر فقط على التواجد والحضور الأردني الواسع في المؤتمر بل كان الدعم الأردني واضحاً قبل انعقاد المؤتمر، ونوه بتصريحات رئيس وزراء الأردن الدكتور بشر الخصاونة، خلال حفل تدشين محطة بينونة للطاقة الشمسية شرقي عمان في شهر فبراير (شباط) 2023 ، حيث أكد على أن استضافة دولة الامارات لمؤتمر COP28 يأتي عن جدارة واستحقاق، نتيجة النظرة الاستشرافية للقيادة ممثلة برئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومن خلال الجهود والبصمات الواضحة في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الحرارية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات دولة الإمارات بین البلدین فی الأردن العدید من من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

الإمارات تدين نشر حسابات إسرائيلية خرائط مزعومة "لإسرائيل التاريخية" تضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن وسوريا ولبنان

أدانت دولة الإمارات، بأشد العبارات نشر حسابات إسرائيلية خرائط مزعومة "لإسرائيل التاريخية" تضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن وسوريا ولبنان.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • خليفة بن طحنون بن محمد يُقدم واجب العزاء في وفاة عبدالله أمين الشرفاء
  • خليفة بن طحنون بن محمد يُقدِّم واجب العزاء في وفاة عبدالله أمين الشرفاء
  • سوريا والأردن يوافقان على النقل البري للركاب بين البلدين بشكل محدود
  • الإمارات تدين نشر حسابات إسرائيلية خرائط مزعومة "لإسرائيل التاريخية" تضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن وسوريا ولبنان
  • الإمارات والأردن تقودان جهود "منافاتف" لتعزيز مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
  • نهيان بن مبارك: الإمارات حريصة على دعم قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية
  • نهيان بن مبارك يحضر احتفالات الكنيسة الأرثوذكسية المصرية في أبوظبي بعيد الميلاد
  • حكام الإمارات يعزون ملك الأردن في وفاة الأميرة ماجدة رعد
  • حكام الإمارات يعزون ملك الأردن بعد وفاة الأميرة ماجدة رعد
  • السفير الرحبي: زيارة الدكتور بدر عبد العاطي إلى مسقط تؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين