خليفة بن محمد: الإمارات والأردن ترتبطان بعلاقات استراتيجية متجذّرة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أكد سفير دولة الإمارات لدى المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، أن دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية ترتبطان بعلاقات استراتيجية متجذرة، وصلت إلى مستويات متميزة بفضل الروابط الأخوية التي تجمع القيادتين الحكيمتين، من خلال توجيهات رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأخيه عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني.
وقال في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن العلاقة الأصيلة التي تربط البلدين تأسست على التعاون والاحترام المتبادل وتجسدت في الإنجازات والانسجام في كثير من الرؤى والمواقف، لاسيما وأن الأردن كان من أوائل الدول التي اعترفت بقيام دولة الإمارات وساهم بفاعليّة في وضع اللبنات الأولى في مسيرة التنمية والتقدم والنهضة الشاملة، بالمقابل ساهمت الإمارات في مسيرة الازدهار والريادة الأردنية، ومن صورها حضور المبادرات والمشاريع والاستثمارات الإماراتية بقوة على الساحة الأردنية.
وأضاف أن البلدين يحرصان على تبادل الخبرات في المجالات كافة، ومنها على سبيل المثال نقل التجربة الإماراتية إلى الأردن في مجال الحكومة الإلكترونية، خصوصاً المبادرة التي أقرها مجلس الوزراء في الإمارات بالتعاون مع الحكومة الأردنية لدعم مشروع "الحوكمة والحكومة الذكية"، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لتطوير أداء الجهاز الحكومي وتحسين الخدمات، وتقديم العديد من المبادرات في هذا الإطار من أبرزها مبادرة تأهيل مليون مبرمج أردني، وتصميم وبناء مركز المسرعات الحكومية في مقر رئاسة الوزراء الأردنية، والذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة العربية خارج دولة الإمارات.
آفاق جديدةوحول الشراكة الإماراتية الأردنية ودورها في دعم أهدافهما التنموية، قال الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تطوراً كبيراً منذ عقود ونسعى باستمرار لتعزيز وزيادة الاستثمارات بين البلدين من خلال التنسيق مع الجهات المعنية كافة، ودعوة المزيد من الشركات والمستثمرين الإماراتيين للاستثمار وإقامة مشاريع كبرى في الأردن، لافتاً إلى أن البيئة الاستثمارية في الأردن إيجابية ومحفزة.
وأضاف أنه يوجد تنسيق وتعاون دائم بين البلدين في مجالات البنية التحتية وتبادل الخبرات والمعلومات في عدة مجالات، وهذا من شأنه فتح آفاق جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية بشكل يخدم مصالح الطرفين، وذلك من خلال مواكبة ما يشهده العالم من انفتاح اقتصادي كبير ومتنامي.
وأشار إلى العديد من الاتفاقيات المهمة ومذكرات التفاهم الثنائية التي تمثل علامة بارزة في التعاون الإستراتيجي الشامل بين البلدين، منها ما نشهده اليوم على الصعيد الاقتصادي في ميناء العقبة جنوب الأردن مثل تدشين محطة السفن السياحية، إضافة إلى المشاريع الاستثمارية والاقتصادية الأخرى المتعلقة بتطوير منطقة مرسى زايد، والمشاريع المتعلقة بالبنى التحتية والمرافق السياحية الأخرى، ونظام رقمي متقدم لمنظومة الموانئ وتطوير وتحديث ميناء متعدد الأغراض، وتطوير مطار الملك حسين الدولي في مدينة العقبة.
وتابع :"وقعت الإمارات والأردن ومصر على الشراكة الصناعية التكاملية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في 5 مجالات صناعية واعدة تشمل الزراعة والأغذية والأسمدة، والأدوية، والمنسوجات، والمعادن، والبتروكيماويات وخصصت لذلك أبوظبي القابضة ADQ صندوقاً استثمارياً بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمار في المشاريع المنبثقة عن هذه الشراكة".
مشاريع واستثماراتوقال إن الامارات تحرص على تعزيز التعاون مع الأردن في مجال الطاقة المتجددة وتسريع الانتقال في قطاع الطاقة، حيث تعد الأردن من الدول السبّاقة للاستثمار في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتحظى بتصنيف استثماري وموقع إستراتيجي مميز.
وأشار إلى أن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" نفذت مع وزارة الطاقة الأردنية في هذا المجال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وكانت مشاريع "مصدر" قد بدأت في الأردن عام 2015 مع مشروع محطة الطفيلة لطاقة الرياح كأول مشروع تجاري لطاقة الرياح على مستوى المرافق في الشرق الأوسط، ويسهم بنسبة 3 في المائة من القدرة الإجمالية للطاقة في الأردن، بالإضافة إلى مشروع محطة "بينونة" للطاقة الشمسية وتعد أكبر مشروع مستقل للطاقة الشمسية في الأردن.
وحول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أكد الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان أن الإمارات تعد من بين أبرز الدول التي تتمتع بحجم تبادل تجاري كبير مع الأردن سنوياً، فضلاً عن وجود مشاريع واستثمارات ضخمة تزيد قيمتها حالياً عن 20 مليار دولار، تشمل العديد من القطاعات مثل: الطاقة والتكنولوجيا والمجالات العسكرية والسياحة والتعليم والنقل والمياه والزراعة والصناعة والبنى التحتية.
COP28وعن التعاون في العمل المناخي، قال الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان إن استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف "COP28" العام الجاري، تؤكد مكانتها العالمية المتميزة في مجال العمل المناخي، ومساهماتها الملموسة في قيادة الجهود العالمية للحد من تأثيرات التغيرات المناخية على الشعوب، ونتطلع بالكثير من الأمل إلى هذا المؤتمر الذي نأمل أن يحرز تقدماً ملموساً بشأن العمل المناخي العالمي وإعطاء دفعة كبيرة للجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية، ليكون قمة تنفيذ وليست مقترحات.
وقال إن مشاركة الأردن في مؤتمر الأطراف COP28 تأتي باهتمام بالغ ومن أعلى المستويات من قبل الملك عبدالله الثاني، وهو ما تعكسه العلاقات المتينة بين قيادتي البلدين، فهذه المشاركة المهمة والفعالة لم تقتصر فقط على التواجد والحضور الأردني الواسع في المؤتمر بل كان الدعم الأردني واضحاً قبل انعقاد المؤتمر، ونوه بتصريحات رئيس وزراء الأردن الدكتور بشر الخصاونة، خلال حفل تدشين محطة بينونة للطاقة الشمسية شرقي عمان في شهر فبراير (شباط) 2023 ، حيث أكد على أن استضافة دولة الامارات لمؤتمر COP28 يأتي عن جدارة واستحقاق، نتيجة النظرة الاستشرافية للقيادة ممثلة برئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومن خلال الجهود والبصمات الواضحة في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الحرارية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات دولة الإمارات بین البلدین فی الأردن العدید من من خلال فی مجال
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: القائد الناجح يتحلى بالنزاهة والشفافية والمرجعية الأخلاقية
افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، صباح أمس، النسخة الثانية عشرة من فعاليات مؤتمر «معهد المديرين العالمي في دولة الإمارات لعام 2025»، الذي يعقد تحت شعار«القيادة من أجل التميز والابتكار في الأعمال»، بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين الحكوميين، وقادة الأعمال، وصناع السياسات، والخبراء والأكاديميين من مختلف دول العالم.
شهدت الجلسة الافتتاحية، في فندق الحبتور بالاس بدبي، حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم، الفريق محمد أحمد المري مدير عام الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، واللواء سهيل سعيد الخييلي مدير عام الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، وسنجاي سودهير سفير جمهورية الهند لدى دولة الإمارات، وعبدالله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد، ورجل الأعمال خلف بن أحمد الحبتور، إلى جانب نخبة من رجال الأعمال، وأعضاء مجالس الإدارة، وصنّاع القرار في قطاعات الابتكار والحوكمة.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، رحب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، بالمشاركين والحضور في مؤتمر الإمارات العالمي لعام 2025، الذي يركّز هذا العام على القيادة من أجل الابتكار والتميّز في قطاع الأعمال، وتوجه بالشكر لمعهد المديرين في الهند على تنظيم هذا الحدث السنوي المهم، مؤكداً دعمه الكامل لمضمون هذا المؤتمر، الذي يعكس الروابط العميقة والمتنامية بين القطاع الخاص والحكومات والشعوب في كل من الهند ودولة الإمارات.
وقال: أستمد قدراً كبيراً من الأمل والاعتزاز من هذه العلاقة الخاصة بين بلدينا، وكما يتجلى من خلال هذا الحضور، فإن هناك عدداً كبيراً من الأفراد المخلصين الذين يشكّلون جزءاً فاعلاً في هذه العلاقة، وكلنا نضطلع بدور حيوي في تعزيزها وديمومتها. وأوضح أن المؤتمر هذا العام يركز على الحاجة العالمية إلى قيادات قوية وفعالة وموثوقة في قطاع الأعمال، وقال إن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من إلمام بسيط بآليات العمل المؤسسي لإدراك مدى أهمية القيادة الحكيمة في كافة المستويات، من أعضاء مجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين إلى الإداريين الآخرين، وكذلك لفهم التبعات الوخيمة الناتجة عن القيادة غير الرشيدة أو غير الكفؤة.
وأكد أن القيم التي تُعد ركيزة للقيادة الناجحة هي قيم راسخة لا تتغير، وقال إن القائد الناجح لا بد أن يتحلى بالنزاهة، والشفافية، والدافع الذاتي، والمرجعية الأخلاقية السليمة، بالإضافة إلى الشعور الصادق بالمسؤولية تجاه من يتأثرون بقراراته، كما يجب على القادة أن ينظروا بتمعن إلى واقع مؤسساتهم، وأن ينصتوا بإمعان لما يقوله الموظفون والجمهور عنهم. وأضاف أن القادة يتحملون مسؤولية وضع المعايير، والاضطلاع بدور القدوة، وترسيخ ثقافة المساءلة، وعليهم التمتع بالقدرة على استشراف فرص التغيير، وتعبئة الموارد لتحقيقه، وأن يكونوا قادرين على إقناع الآخرين بتبنّي رؤيتهم المستقبلية.
واستطرد: إذا كانت هذه الصفات معروفة ومتفقاً عليها، فلماذا نطالع بشكل شبه يومي أخباراً عن إخفاقات بارزة في القيادة المؤسسية؟! يمكننا أن نستخلص بعض الدروس من خلال تأمل تلك الإخفاقات، والتي تكشف لنا عن أربعة عناصر رئيسية يجب أن تتوافر لدى أي قائد أعمال ناجح:
أولاً، لا بد أن يكون القائد على دراية بثقافة وبيئة الأعمال التي يتحرك فيها، وثانياً، يجب على القائد أن يمتلك القدرة على تقبّل الواقع، إلى جانب وعيه الدائم بالحاجة إلى التغيير، وثالثاً، ينبغي أن يدرك القادة دورهم في إثراء المجتمعات التي يعملون ضمنها، فالقضايا الاجتماعية تؤثر في بيئة الأعمال، والممارسات المسؤولة اجتماعياً تُسهم في تحسين الأداء المؤسسي وجعل العالم أكثر إنصافاً، ورابعاً، لا بد أن يتسم القائد برؤية عالمية، وإدراك لكيفية ترابط مؤسسته ودولته ومنطقته مع السياق العالمي. وقال: من وحي هذا المؤتمر، فإن القيادة ضرورية لتعزيز الحوار بين الأعمال في الهند والإمارات، وإدراك أن النجاح المستقبلي المشترك يقوم على الابتكار وإنتاج المعرفة والتقنيات والأنظمة الحديثة.
واختتم كلمته قائلاً: في دولة الإمارات، تزخر تجربتنا بنماذج رائدة في القيادة القوية والرؤية السديدة، ولعل أكبر حظوظنا هي أننا نُقاد من قبل زعماء يتمتعون بالحكمة والرؤية الاستراتيجية، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يقدّمان نموذجاً قيادياً متفرداً يقوم على استشراف المستقبل وصياغة ملامحه.
وقال إن دولة الإمارات أصبحت اليوم دولة رائدة، تنعم بالأمن والاستقرار والازدهار، وتنظر إلى المستقبل بثقة وأمل، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يحمل اليوم روح المستقبل مستقبل المؤسسات، ومستقبل العلاقة بين الهند ودولة الإمارات، ومن ثم مستقبل الاقتصاد العالمي. وخلال الحفل، قام الشيخ نهيان بن مبارك بمنح زمالة معهد المديرين المتميزة لعام 2025 إلى كل من: الفريق محمد أحمد المري مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، وعبدالله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد، وذلك تكريماً لإسهاماتهما القيادية المتميزة في مجالات الحوكمة والخدمة العامة. ويُعد هذا المؤتمر ثمرة التعاون بين معهد المديرين الهند، ومجموعة تريستار الإمارات، ويستقطب أكثر من 500 مشارك من كبار القادة التنفيذيين، وأعضاء مجالس الإدارة، وصنّاع السياسات، والخبراء، لمناقشة محاور حيوية تحت شعار «مجالس الإدارة في عالم سريع التغير.. استراتيجيات مبتكرة للمرونة والاستدامة».
كما تميزت الجلسة الافتتاحية بمداخلات من شخصيات بارزة، من بينهم: الفريق سوريندر ناث، رئيس معهد المديرين الهند، ونيهال فورا، الرئيس التنفيذي لشركة الإيداع المركزي للأوراق المالية (CDSL)، وكيمبل ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة طيران الهند، ويوجين ماين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة تريستار، والقاضي ريتو راج أواثي، نائب رئيس معهد المديرين، والسفير سنجاي سودهير، سفير جمهورية الهند لدى دولة الإمارات. ويمتد المؤتمر على مدار أربعة أيام، تتخللها جلسات نقاش متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحوكمة البيئية والاجتماعية، والتغير المناخي، والرأسمالية الأخلاقية، وتنوع المجالس، والاضطرابات الجيوسياسية، كما يشهد المؤتمر تنظيم منتدى التعاون والاستثمار الهندي الإماراتي في القنصلية العامة للهند بدبي، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الثنائية.
وشهدت فعاليات المؤتمر أيضاً تكريم الفائزين بجوائز «الطاووس الذهبي» لعام 2025، احتفاء بالتميز المؤسسي في مجالات الحوكمة، والقيادة، والاستدامة، والابتكار.
ويُعد مؤتمر تريستار معهد المديرين العالمي 2025، علامة بارزة في أجندة الحوكمة الدولية، ويجسد التزاماً مشتركاً بين الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز القيادة الأخلاقية، وتطوير نماذج الأعمال المستدامة، ودفع عجلة النمو الشامل في عالم مترابط. (وام)