هل لا يزال القرار 1701 قادرًا على حماية لبنان؟
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
مع دخول العدو الإسرائيلي مرحلة الغزو البرّي لغزة، وما يمكن أن ينتج عن هذه المغامرة من ارتدادات على الواقع اللبناني، يكاد لا يخلو أي تصريح أو موقف دولي وعربي ومحلي من التذكير بالقرار الدولي الرقم 1701. وهذا ما يسمعه المسؤولون الذين يتواصلون مع الخارج للحؤول دون استدراج لبنان إلى حرب قد تذكرّ العالم، من حيث آثارها، بمدينة ستالينغراد إبان الحرب العالمية الثانية.
وفي انتظار ما سيعلنه الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في أول إطلالة له بعد "طوفان الأقصى"، في ضوء آخر المستجدات في غزة، تتكثّف الاتصالات المحلية والدولية والإقليمية لتجنيب لبنان ما لا طاقة له على تحمّل نتائج الحرب، التي باتت على قاب قوسين أو أدنى، مع التذكير بأن القرار 1701 هو الملجأ الأخير للبنان الرسمي، مع العلم أن هذا القرار الصادر عن مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١١ آب ٢٠٠٦، أتى من حيث الترتيب العددي السابع بعد ستة قرارات هي: 425 (1978)،426 (1978)، 520 (1982)، 1655 (2006)، 1680 ( 2006)، 1697 (2006). وما جاء في هذا القرار وفي ما سبقه من قرارات أممية، أعرب فيه مجلس الأمن عن "بالغ قلقه إزاء استمرار تصعيد الأعمال القتالية في لبنان وفي إسرائيل"، وأكد على "ضرورة إنهاء العنف"، وإدراكًا منه لمسؤولياته في المساعدة على تأمين وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأجل للصراع، رأى "أن الحالة في لبنان تشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين".
لذلك قرر الدعوة إلى "وقف تام للأعمال القتالية، يستند بصورة خاصة إلى وقف حزب الله الفوري لجميع الهجمات، ووقف إسرائيل الفوري لجميع العمليات العسكرية الهجومية"، وأكد " أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على كل الأراضي اللبنانية وفق أحكام القرار ١٥٥٩ (٢٠٠٤) والقرار ١٦٨٠ (٢٠٠٦)، والأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، وأن تمارس كامل سيادتها، حتى لا تكون هناك أي أسلحة دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطة حكومة لبنان". ودعا "إسرائيل ولبنان إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأجل استنادا إلى المبادئ والعناصر التالية:
- الاحترام التام للخط الأزرق من جانب كلا الطرفين؛
- اتخاذ ترتيبات أمنية لمنع استئناف الأعمال القتالية، بما في ذلك إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة بخلاف ما يخص حكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وفق ما أذنت به الفقرة ١١، ويُنشر في هذه المنطقة؛
- التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف والقرارين ١٥٥٩ (٢٠٠٤) و١٦٨٠(٢٠٠٦) التي تطالب بنزع سلاح كل الجماعات المسلحة في لبنان، حتى لا تكون هناك أي أسلحة أو سلطة في لبنان عدا ما يخص الدولة اللبنانية، عملا بما قرره مجلس الوزراء اللبناني المؤرخ ٢٧ تموز ٢٠٠٦؛
- منع وجود قوات أجنبية في لبنان دون موافقة حكومته؛
منع مبيعات أو إمدادات الأسلحة والمعدات ذات الصلة إلى لبنان عدا ما تأذن به حكومته؛
- تزويد الأمم المتحدة بكل الخرائط المتبقية للألغام الأرضية في لبنان الموجودة بحوزة إسرائيل؛
وفي نهاية القرار أعاد مجلس الأمن التأكيد على "أهمية وضرورة تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، استنادا إلى جميع قراراته ذات الصلة بما في ذلك قراراته ٢٤٢ (١٩٦٧) المؤرخ ٢٢ تشرين الثاني ١٩٦٧ و٣٣٨ (١٩٧٣) المؤرخ ٢٢ تشرين الأول ١٩٧٣ و١٥١٥ (٢٠٠٣) المؤرخ ١٩ تشرين الثاني ٢٠٠٣.
وفي الانتظار فإن أنظار العالم شاخصة إلى ما يمكن أن يعلنه نصرالله، ي ضوء المستجدّات في قطاع غزة، مع توالي أصداء ما تحقّقه حركة "حماس" من بطولات في مواجهة جيش العدو في عدوانه البرّي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حکومة لبنان هذا القرار ذات الصلة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: إسرائيل لجأت لأساليب معيبة وقنابل ضخمة بغزة وأهملت حماية المدنيين
كشف تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن إسرائيل أضعفت نظام ضمانات كان يهدف إلى حماية المدنيين في الحرب المستمرة على قطاع غزة، واستخدمت قنابل ضخمة بدلا من ذخائر أصغر وأكثر دقة، واعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف وتقييم خطر وقوع إصابات بين المدنيين في غزة.
وذكرت الصحيفة أن التحقيق استند إلى مقابلات مع أكثر من 100 جندي ومسؤول إسرائيلي وعشرات من ضحايا الغارات الإسرائيلية وخبراء في قواعد النزاعات المسلحة.
وخلص التحقيق إلى أن إسرائيل اعتمدت أساليب "معيبة" لتحديد الأهداف وتقييم خطر وقوع إصابات بين المدنيين في غزة، وفشلت في تقييم الأذى الذي يلحق بالمدنيين بعد القصف أو معاقبة الضباط على المخالفات.
وأكد أن إسرائيل قللت بشكل كبير استخدام الطلقات التحذيرية التي تمنح المدنيين وقتا للفرار، واستخدمت قنابل تزن ألف كيلوغرام عندما كان بإمكانها استخدام ذخائر أصغر أو أكثر دقة.
هجوم دون رادعوذكر التحقيق أن إسرائيل أطلقت نحو 30 ألف قذيفة على غزة في الأسابيع السبعة الأولى من الحرب، ونقلت عن 5 ضباط إسرائيليين قولهم إن المزاج السائد داخل الجيش بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان "مهاجمة العدو دون رادع".
وذكر الضباط أن القيادة أصدرت أمرا بعد 7 ساعات من هجوم أكتوبر/تشرين الأول جعل الطلقات التحذيرية خيارا، كما سمحت بتعريض ما يصل إلى 500 مدني في غزة للخطر يوميا.
إعلانواعترف ضابطان إسرائيليان بأن نقص مجموعات التوجيه أجبر الطيارين على الاعتماد على قنابل أقل دقة، ودفعهم إلى الاعتماد على قنابل قديمة قد تفشل في الانفجار.
ووفقا للتحقيق، تم تشجيع العديد من ضباط الاستخبارات على اقتراح عدد معين من الأهداف كل يوم.
وأكد أن إسرائيل تجاهلت تحذيرات داخلية وأميركية بشأن كل تلك الإخفاقات.
وردا على النتائج التي توصل إليها تحقيق نيويورك تايمز قال الجيش الإسرائيلي إن قواعد الاشتباك تغيرت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنه أكد أنه يلتزم بـ"القانون بشكل مستمر"، وأوضح أن "التغييرات تمت في سياق صراع غير مسبوق في ظل حجم هجوم حماس".