باكستان تجبر آلاف الأفغان على العودة للعيش تحت حكم طالبان
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
هرع آلاف الأفغان غير المسجلين في قوائم اللاجئين في باكستان إلى الحدود، حيث يواجهون موعدًا نهائيًا يجبرهم إما على مغادرة البلاد أو ترحيلهم، وفقا لما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وفر آلاف المواطنين الأفغان إلى باكستان في الأشهر التي أعقبت سيطرة طالبان على حكم البلاد في أغسطس 2021، خوفا من ملاحقتهم أو قتلهم أو اعتقالهم.
ويعيش حاليا أكثر من مليوني أفغاني غير شرعي في باكستان، من بينهم 600 ألف فروا بعد سيطرة طالبان على بلادهم، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.
وكان مسؤولون في إسلام آباد قد قالوا في وقت سابق، إن "الأفغان الذين يعيشون في البلاد بشكل غير شرعي، سيواجهون الاعتقال والترحيل بعد انقضاء يوم الثلاثاء".
وتركت هذه الحملة معبري توركام وشامان الحدوديين، في الجانبين الشمالي والغربي من الحدود المشتركة بين البلدين، مفتوحين بعد الساعة الرابعة مساءً، في تاريخ الموعد النهائي، للسماح لأولئك الذين يرغبون في المغادرة من هاتين النقطتين".
وقال مسؤولون باكستانيون إن "أكثر من 200 ألف أفغاني غادروا البلاد منذ بدء الحملة الأمنية" في مطلع أكتوبر الماضي، وقد أكدت وكالات الأمم المتحدة أيضا هذه الزيادة الحادة.
وقالت باكستان إن عمليات الترحيل ستتم بطريقة "تدريجية ومنظمة".
انتقادات دولية
وتؤثر هذه الخطوة على آلاف الأفغان الذين ينتظرون حصولهم على طلبات اللجوء الخاصة بهم من طرف الوكالات الدولية ذات الاختصاص.
وينتظر الآلاف الذين فروا من البلاد بعد أغسطس 2021 أيضًا نقلهم إلى الولايات المتحدة، بموجب برنامج خاص للاجئين، حيث تتطلب قواعد التقديم في الولايات المتحدة منهم الانتقال إلى دولة ثالثة لمعالجة قضاياهم.
وتمارس العديد من سفارات الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في إسلام آباد، إلى جانب وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ضغوطاً مع مسؤولين في الحكومة الباكستانية على أعلى المستويات، للحصول على إعفاء من الترحيل لآلاف الأفغان الذين ينتظرون إعادة توطينهم في الدول الغربية، وفق الصحيفة.
وأوضح دبلوماسي أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن "أولوية واشنطن هي تسهيل إعادة التوطين والنقل الآمن والفعال لأكثر من 25 ألف أفغاني مؤهلين للانتقال إلى الولايات المتحدة".
وأثارت الحملة الباكستانية انتقادات واسعة النطاق من وكالات الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان.
وطلب مسؤولون في السفارات الغربية والأمم المتحدة من باكستان، "إيجاد طريقة للتعرف على آلاف المهاجرين غير الشرعيين وحمايتهم، لمنع تعرضهم للاضطهاد على يد حركة طالبان".
وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في باكستان، قيصر خان أفريدي: "نطلب من الحكومة وضع نظام وآلية شاملين، لإدارة وتسجيل الأشخاص المعرضين لخطر الاضطهاد المباشر إذا أُجبروا على العودة".
وأردف: "لا يستطيعون الرجوع، لا يمكنهم العودة إلى أفغانستان لأن حريتهم أو حياتهم قد تكون في خطر".
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت باكستان قد وافقت على قبول مقترحات الأمم المتحدة والسفارات الأخرى.
وتأتي الحملة التي تشنها باكستان وسط توتر في العلاقات بينها وبين حكام طالبان المجاورة.
وتتهم إسلام آباد حكومة طالبان بغض الطرف عن المسلحين المتحالفين مع الحركة الأصولية، حيث يجدون ملاذا في أفغانستان بما يساعدهم على حرية الحركة ذهابا وإيابا عبر الحدود المشتركة بين البلدين، التي يبلغ طولها 2611 كيلومترا، لشن هجمات في باكستان.
وفي المقابل، اعتادت حركة طالبان أن تنفي هذه الاتهامات.
وتعد أفغانستان أيضًا واحدة من أكثر الدول فقراً اقتصاديًا في العالم، فقد عانت من أزمات إنسانية حادة متتالية، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي منعتهن حركة طالبان من الحصول على التعليم بعد الصف السادس، ومن ولوج من معظم الأماكن العامة والوظائف.
وهناك أيضًا قيود على وسائل الإعلام والناشطين ومنظمات المجتمع المدني، حيث تعرضت البلاد الواقعة تحت حكم طالبان للجفاف والزلازل، حيث يخشى الملايين من موسم الشتاء المقبل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة آلاف الأفغان فی باکستان
إقرأ أيضاً:
واشنطن تفرض عقوبات على الجنائية الدولية.. تجميد أصول ومنع دخول البلاد
وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس مرسوما يقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لاتهامها بـ"مباشرة إجراءات قضائية لا أساس لها ضد الولايات المتحدة وحليفتها المقرّبة إسرائيل".
لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل من أعضاء المحكمة، وهي هيئة دائمة مكلفة مقاضاة ومحاكمة أفراد متهمين بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
ويحظر النص الذي نشره البيت الأبيض دخول مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها وعناصرها إلى الولايات المتحدة، وكذلك أقرب أفراد عائلاتهم وكل من قدم مساعدة في تحقيقات المحكمة.
كما يلحظ المرسوم تجميد أصول جميع هؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة.
وبحسب نص المرسوم الذي نشره البيت الأبيض، فإن المحكمة الجنائية الدولية "باشرت إجراءات غير قانونية وعارية عن الأساس بحق أمريكا وإسرائيل"، في إشارة إلى تحقيقات فتحتها المحكمة في جرائم ضد الإنسانية، تستهدف جنودا أمريكيين في أفغانستان وعسكريين إسرائيليين في قطاع غزة.
ترحيب إسرائيلي
وأشادت إسرائيل بخطوة ترامب، واصفة المحكمة بـ"اللاأخلاقية".
وشكر رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ترامب لفرضه عقوبات على المحكمة بسبب إصدارها أوامر اعتقال بحقه ووزير دفاعه السابق يؤاف غالانت.
ونقل مكتب نتنياهو في بيان، عن نتنياهو قوله: "شكرًا لك، الرئيس ترامب، على الأمر التنفيذي الجريء الذي أصدرته ضد المحكمة الجنائية الدولية".
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على إكس "أشيد بقوة بالأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس ترامب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية المزعومة" معتبرا أن قرارات الهيئة "لاأخلاقية وعارية عن أي أساس قانوني".
امتعاض دولي
في المقابل، حذر رئيس المجلس الأوروبي بأن هذه العقوبات قد تهدّد استقلالية الهيئة.
وكتب أنتونيو كوستا على إكس أن "فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية يهدّد استقلالية المحكمة ويقوّض المنظومة القضائية الجنائية الدولية بنطاقها الواسع".
وأعربت هولندا التي تستضيف مقر الجنائية الدولية عن "أسفها" بعد إعلان المرسوم.
وأكد وزير الخارجية كاسبار فيلدكمب عبر منصة إكس أن "عمل المحكمة أساسي من أجل المعركة ضد الإفلات من العقاب".
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، الجمعة، إن قرار ترامب يمثل "بطشا بالقانون الدولي وتكريسا لشريعة الغاب".
وأضاف في بيان إن "قرار ترامب فرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية يمثل بطشا بالقانون الدولي وتكريسا لشريعة الغاب التي تضع إسرائيل وحكامها فوق كل القوانين والأعراف الدولية".