صحيفة أثير:
2024-10-03@17:22:22 GMT

غزّة؛ اختبارٌ للضمير العربي

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

غزّة؛ اختبارٌ للضمير العربي

أثير- عبدالله العريمي

يالله كم يحتاج إنسان هذا العصر إلى استئصال الحواجز الفاصلة بينه وإنسانيته، وهدم مستوطنات الخوف والخنوع والاستسلام للذل التي أقيمت في روحه، وكم نحتاج إلى كم هائل من ابتذال وبذاءة المفردات حتى تكون بمقاس ضمير العالم، وحتى نصف بها هذه الهزيمة العربية.

لأمريكا يعود كل هذا الأمر لكن هراوتها ليست إسرائيل؛ فإسرائيل أكثر تفاهة من أن تكون كذلك، لكنه الصمت العربي الذي يفتح الصدور العربية وينبش القبور، إنه القاتل الحقيقي، هو من يقتل الأجنة في بطون أمهاتهم وحارق النساء ومُطلق شذاذ الآفاق وأخلاط اليهود، إن غرف الاجتماعات العربية والدولية باردة كثلاجات الموتى لولا دفء بعض الضمائر التي تناهض هذه الوحشية وتطالب بمحاكمة هذه العصابة التي أسرفت في القتل وارتكبت أبشع جرائم الحروب ومارست أسوأ صور الإنسانية، لولا ذلك وانتباه ضمير الشعوب لاكتملت شهادة وفاة العرب الممهورة بالختم الأمريكي.

إن حقول العنب والقمح والتين والبيارات في غزة أصبحت كلها مقابر تتسكع حولها بنات آوى، والعالم يتفرج وقد صدق خرافة ميثاق حقوق الإنسان، إننا مصابون بحالة التباس غير عادية فلا ندري هل نبكي على أنفسنا ونحن نرى كل هذا الاعتداء على حرمة الإنسان أم نفرح لأن فلسطين هي الملاكُ الحارس لآخر ما تبقى في خيمة العربي من مطالب المروءة وتكاليف الشجاعة.

غزة اليوم تعلمنا كيف نقدس الكرامة والكبرياء، وتصحح أخطاءنا في كتاب الحياة، غزة اختبار الضمير العربي الذي أصبح وعاء للإهانة بشكل معلوم ومستهلك جدا، غزة وحدها من يجابه هذه العداوة السرية والمعلنة، وحدها من يجعل الحياة ممكنة ويرشُّ رذاذ الأمل، وحق لها ذلك، لأنها التأكيد الأوحد على أن الغياب حياة والموت انتصار، وأن العطور العربية متفسخة الرائحة، غزة وضوح النهايات وغموض البداية والتباسها، إنهم يموتون نيابة عنا وينتصرون نيابة عنا، فكيف لنا أن نتحرر من كل هذا الذنب ونفرغ القلب مما فاض فيه من الإثم، كم من غراب سوف يحتاج هذا العالم ليعلمه كيف يواري سوءة أخيه، وماذا سنفعل مع إخوة انشغلنا عنهم بخطب فارغة وتركناهم يبذرون بذور الأمل ويصعدون وحدهم حتى أعلى مستويات الكرامة والحياة، كيف سيقف الصامتون في محكمة التاريخ وكيف سيقدمون اعتذارهم للشهداء في حضرة ملك الملوك، كيف يمكنهم متابعة الحياة وهم يختلسون النظر إلى عيوبهم صباح مساء، إنه إغواء الخطيئة الذي يستدرجهم إلى هاوية الذل والامتهان، أما غزة فقد تخففت من تلك الأعباء وتركتنا نقدّس فعلها البطولي الذي يذكرنا دائما بسر الحياة.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

المؤتمر العربي العام يدعو لفتح الأجواء العربية لمرور الصواريخ ضد العدو الصهيوني

الجديد برس:

دعا المؤتمر العربي العام، يوم الأربعاء، إلى فتح كل الأجواء العربية لمرور الصواريخ العربية والإسلامية الموجهة إلى مواقع العدو الصهيوني وتجمعاته العسكرية، وذلك في إطار الضغط عليه لوقف العدوان على فلسطين ولبنان، واعتبار أي اعتراض لها بمثابة المشاركة في هذا العدوان.

وأكد البيان الصادر عن المؤتمر، الذي يضم “المؤتمر القومي العربي” و”المؤتمر القومي الإسلامي” و”المؤتمر العام للأحزاب العربية”، “مؤسسة القدس الدولية”، و”الجبهة العربية التقدمية”، أن “هذا التطور المهم والمتوقع في مستوى المواجهات مع الاحتلال كان متوقعاً بعد الاغتيال المجرم لسماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، مع إخوانه في مجزرة حارة حريك قبل أيام. ويعتبر هذا التطور ضرورة تقتضي ارتقاء في مستوى الرد العربي والإسلامي والأممي على العدوان الصهيوني المستمر منذ عام ضد غزة وعموم فلسطين، والذي يأتي كاستكمال لعدوان متواصل على الأمة، حيث ما زالت غاراته مستمرة حتى اليوم على لبنان وسورية”.

كما حيّا المؤتمر العربي “كل قوى المقاومة العربية والإسلامية الممتدة من غزة إلى طهران، مروراً بلبنان وسورية والعراق واليمن، ولا سيما في فلسطين”، وأعرب أيضاً عن تحياته لـ “أرواح الشهداء الأبطال في فلسطين ولبنان”، داعياً بالشفاء للجرحى وإطلاق سراح الأسرى والأسرى والمعتقلين.

ودعا المؤتمر إلى “قيام تحركات شعبية واسعة في كل الأقطار العربية والإسلامية لدعم المقاومة وإدانة العدوان الصهيوني وداعميه في واشنطن وعواصم الغرب الاستعماري”، وفتح كل الأجواء العربية لمرور الصواريخ الموجهة إلى مواقع العدو، وذلك للضغط عليه لوقف عدوانه على فلسطين ولبنان. واعتبر أن أي اعتراض عليها يُعد مشاركة في العدوان.

كما اعتبر أن الرد الإيراني على التوحش الصهيوني حق طبيعي للجمهورية الإسلامية في إيران، وفقاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية، معتبراً ذلك رداً على انتهاك الكيان لسيادة الجمهورية الإسلامية بعد اغتيال العدو الصهيوني المجاهد الكبير الحاج إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في العاصمة الإيرانية.

كما تناول البيان عملية الإسناد اليمنية التي تقوم بها قوات صنعاء، عبر إطلاق الصواريخ التي قال: إنها “اخترقت كل وسائل الدفاع الجوي الصهيوني والأمريكي والغربي وبعض العربي”، بالإضافة إلى “الصواريخ العراقية التي أكدت وحدة ساحات المقاومة بشكل عام”.

وأكد المؤتمر على أهمية دعم قوى المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن على كل المستويات في مواجهتها لقوات الاحتلال الصهيوني، واحتراماً لحق هذه المقاومة في استخدام جميع الوسائل الممكنة لوقف العدوان على غزة، والذي تم اتخاذ قرارات دولية بشأنه لوقفه، سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو كافة المنظمات الدولية التي ندّدت بالعدوان ودعت إلى وقفه فوراً.

وأشار المؤتمر إلى أن “المقاومة العربية والإسلامية من خلال انخراطها في مواجهة العدو إنما تنفذ القرارات الدولية التي تحول واشنطن دون تنفيذها.” ودعا إلى “قيام تحالف عربي إسلامي وأممي لعزل الكيان الصهيوني دولياً، وإلغاء جميع اتفاقات التطبيع معه، والعمل على طرده من الأمم المتحدة وكل المؤسسات والمنظمات الدولية، مع السعي لتنقية العلاقات بين الأقطار العربية والإسلامية وداخل كل منها، والدعوة إلى تجاوز العصبيات الضيقة والحساسيات المريضة، وكل المحاولات التي تهدف إلى تفتيت مجتمعاتنا العربية والإسلامية لخدمة مصالح الأعداء ومخططاتهم”.

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • العربي القطري يهزم البطائح الإماراتي في بطولة الأندية العربية لكرة السلة
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • صندوق النقد العربي: الإمارات تستحوذ على 47.3% من شركات الصرافة العربية
  • المؤتمر العربي العام يدعو لفتح الأجواء العربية لمرور الصواريخ ضد العدو الصهيوني
  • المؤتمر العربي” يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية والإسلامية أمام قوى المقاومة
  • المؤتمر العربي يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية أمام قوى المقاومة
  • «النقد العربي»: توقعات بزيادة نمو الاقتصادات العربية إلى 4.5% في العام المقبل
  • «صندوق النقد العربي»: يجب تعزيز قدرة اقتصاد الدول العربية لمواجهة الصدمات
  • أبو الغيط: صندوق النقد العربي شريكا مهما للحكومات العربية في تعزيز الاستقرار