استغلال إيران لحرب غزة وضغطها على الأردن
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
إيران لم تعد تكتفي بوجودها العسكري في الجنوب السوري للضغط على الأردن وتهريب المخدرات عبره، هناك ميليشيات عراقية تابعة لـ"الحرس الثوري" تسعى إلى وقف تزويد الأردن بأي نفط عراقي بأسعار مخفضة.
تستغل إيران حرب غزة من أجل تعزيز مواقعها في المنطقة العربية
تستغل إيران حرب غزة من أجل تعزيز مواقعها في المنطقة العربية، بدءاً بالعراق وصولاً إلى اليمن، مروراً بسوريا ولبنان.
لم تتردد إيران في استخدام ورقة حرب غزة وعلاقتها القوية، حتى لا نقول العضوية، بـ حماس.. ليست حماس سوى استثمار من بين استثمارات إيران في نشر فوضى السلاح حيث استطاعت.
كان لافتاً في الأيام القليلة الماضية الضغوط الإيرانية التي تمارس على الأردن عبر العراق وعبر جماعة الإخوان المسلمين في داخل المملكة.. لم تعد إيران تكتفي بوجودها العسكري في الجنوب السوري للضغط على الأردن وتهريب المخدرات عبره والسلاح إليه. هناك ميليشيات عراقية تابعة لـ "الحرس الثوري" تسعى إلى وقف تزويد الأردن بأي نفط عراقي بأسعار مخفضة بموجب اتفاقات رسمية بين الجانبين.. نجحت هذه الميليشيات في وقف حركة نقل النفط العراقي إلى الأردن طوال يومين.. بعثت بالرسالة الإيرانيّة المطلوب إرسالها إلى عمّان.
غالباً ما يهاجم نواب وقيادات في الفصائل المسلحة العراقية، بما في ذلك التيار الصدري، مشروع تصدير النفط إلى الأردن بحجة علاقة المملكة مع إسرائيل، لكن خبراء في الاقتصاد يرون أن السبب الحقيقي لموقف هذه الميليشيات التابعة لإيران يعود إلى تطوير العلاقات الاقتصادية للعراق مع الأردن والمملكة العربية السعودية.. تخشى الميليشيات المذهبية العراقية من أن ينعكس ذلك سلباً على إيران التي شهدت تراجعاً في حجم التجارة بينها وبين العراق خلال الأشهر الماضية.
ما حدث على الأرض، واستمر يومين، هو تجمع للمئات من أنصار الفصائل المسلحة الموالية لإيران، بما فيها حركة "النجباء" و"كتائب حزب الله" و"كتائب سيد الشهداء" و"عصائب أهل الحق"، عند الحدود العراقية – الأردنية قرب منفذ طريبيل الحدودي.. تجمع أنصار الميليشيات مدة يومين بحجة التنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة، مؤكدين استمرار الاعتصام حتى رفع الحصار عن القطاع، وأظهرت مقاطع مصورة معتصمين يقطعون بأجسادهم طريق ناقلات النفط، ويقول أحدهم "لن نسمح بمرور قطرة نفط واحدة إلى الدولة المطبّعة مع الكيان الصهيوني".
كان يمكن تصديق مثل هذا النوع من الكلام الذي لا علاقة له بالواقع لو كان لمثل هذه الميليشيات وجود لولا الدعم الإيراني الذي يعود إلى ثمانينات القرن الماضي.. هذه ميليشيات شاركت في الحرب العراقية – الإيرانية إلى جانب "الجمهوريّة الإسلامية" وليس إلى جانب العراق.. صحيح أن موضوع كيف بدأت هذه الحرب التي استمرت ثماني سنوات لا يزال موضع أخذ وردّ، لكن الصحيح أيضاً أن هذه الميليشيات، التي عادت إلى بغداد على دبابة أمريكية، لا يمكن أن تكون سوى أداة إيرانية أخرى.
تُستخدم هذه الميليشيات في الداخل العراقي لضرب أي حكومة تسعى إلى إيجاد نوع من الاستقلالية العراقية تجاه "الجمهوريّة الإسلامية" وتأكيد العلاقات ذات الجذور التاريخية والطبيعية بين العراق ومحيطه العربي.. ترفض هذه الميليشيات أي حكومة عراقية تعبّر عن وجود نوع من الانتماء للعراق، بما في ذلك بين الشيعة العرب في بلاد الرافدين.. تعارض أي حكومة تسعى إلى علاقات حسن جوار ذات طبيعة متوازنة بين بغداد وطهران وتمارس أيضاً انفتاحاً على دول الخليج العربي والأردن.
من الواضح، أن اللعبة الإيرانيّة مكشوفة إلى حد كبير.. المهم تسجيل نقاط أخرى في المنطقة في سياق مشروع توسعي ليس معروفاً ما هي نظرة الولايات المتحدة إليه.. هل تعي الإدارة الأمريكية الحالية خطورة هذا المشروع أم ترضخ للرغبة الإيرانية في عقد صفقة معها؟
مثل هذا السؤال يطرح نفسه بحدة في ضوء الحرب الدائرة في غزة من جهة واختيار إيران، بين خيارات أخرى، الضغط على الأردن من جهة أخرى.. تفعل ذلك من منطلق أن الأردن حلقة ضعيفة، من وجهة نظر طهران، بسبب هياج بعض مواطني المملكة من الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.. هؤلاء يريدون الدخول في مزايدات لا طائل منها رافضين الاعتراف بالدور الأردني في دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وإبقاء هذه القضية حية.. هؤلاء المزايدون لا يفهمون أنهم بتنظيم تظاهرة في عمان تطالب بإلغاء اتفاق السلام الأردني – الإسرائيلي إنما يضعون أنفسهم في خدمة اليمين الإسرائيلي.. اتفاق وادي عربة حمى الأردن ووضع حداً لأي تفكير إسرائيلي في وطن بديل للفلسطينيين.
هؤلاء المزايدون في الأردن الذين يرفضون الاعتراف بالدور الأردني في إيجاد نوع من الاستقرار الإقليمي يشاركون، من حيث يدرون أو لا يدرون، في اللعبة الإيرانية التي تصب في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية بعد الانتهاء من المتاجرة بها.
لا بد من امتلاك شجاعة قول ما يجب قوله في هذه الأيام التي تمر فيها المنطقة كلها في مخاض بعدما كرست حرب غزة، الغريبة من نوعها، وجود خارطة سياسية جديدة في المنطقة.. ستتبلور في ضوء هذه الخارطة السياسية، التي غيرت بين ما غيرت إسرائيل نفسها والعلاقة بين الدولة العبرية وبين الولايات المتحدة.. ستكون هناك خارطة جغرافية مختلفة قد يكون فيها مكان لدولة فلسطينية.. من يستطيع ضمان قيام مثل هذه الدولة المسالمة غير المجتمع العربي، خصوصاً الأردن ودول الخليج، والمجتمع الدولي.. بعيداً عن المشروع التوسعي الإيراني؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران الحرس الثوري الإيراني الأردن هذه المیلیشیات على الأردن فی المنطقة تسعى إلى حرب غزة
إقرأ أيضاً:
طلب مناقشة حول سياسة الحكومة في تطوير الثروة المعدنية على طاولة الشيوخ.. غدا
يستكمل مجلس الشيوخ خلال جلسته العامة غدا الاثنين، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، مناقشة طلبى مناقشة عامة، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن تطوير واستغلال ثروة مصر التعدينية.
وأشار النائب جلال أبو الدهب فى طلب المناقشة المقدم منه وأكثر من عشرين عضوا من الأعضاء إلى أن مصر تمتلك العديد من الكنوز المدفونة، ولا تزال في انتظار من يستخرجها حتى الآن، لافتا الى ان الذهب من ضمن الموارد التي لم تأخذ حقها في التنقيب بشكل جدى داخل الأراضي المصرية، بل إن المناجم الموجودة بها العديد من المشاكل وهناك ٩٤% من مساحة مصر الصحراوية غنية بالموارد التعدينية المتنوعة والمكنزة بباطن الأرض والمختلفة من حيث النوع والكم وأماكن التوزيع، إلا أن القليل منها مستغل.
وقال إن هناك أكثر من 39 خامة من المعادن تدخل في الكثير من الصناعات وإذا تم توظيفها واستغلالها ستوفر العملات الصعبة وتؤدى إلى زيادة التصدير وتحد من الاستيراد، مضيفا “تتسم الثروة التعدينية في مصر بوجودها على سطح الأرض، أو بما يعرف لدى الجيولوجيين ب open book وهو أجود الوضعيات الجيولوجية للثروات، بالإضافة الى وجودها بأماكن قريبة من الطرق الرئيسية والموانىء، مما يسهل عملية النقل للتصدير”.
وأشار إلى امتلاك مصر الكثير من المعادن التي تتنوع من حيث النوع والكم وأماكن التوزيع، مضيفا تنقسم الثروات المعدنية بمصر إلى أنواع أساسية، وفقا لرؤية مصر الإستراتيجية ٢٠٣٠، وهى خامات الطاقة مثل الخامات الكربونية والمشعة والخامات الفلزية مثل الخامات الحديدية وغير الحديدية والمعادن النفيسة والخامات اللافلزية مثل خامات الصناعات الكيميائية والأسمدة كالفوسفات وخامات الحراريات والسيراميك وخامات مواد البناء والرصف وأحجار الزينة والأحجار الكريمة وشبه الكريمة.
وقال النائب إن تنمية الثروة المعدنية في مصر أمرًا هامًا حتى تضحى أحد عناصر الدخل القومي؛ لافتا الى ضرورة العمل المخطط لتحقيقه انطلاقا من أن الثروة المعدنية في أي من دول العالم هي أحد الدعامات الأساسية التي ترتكز عليها في تطوير صناعاتها وتنمية اقتصادها وإن عمليات استغلال هذه الثروات يجب أن تكون مبنية على أسس علمية ومدروسة وفق مجموعة من الإجراءات والتدابير الحاكمة لعمليات البحث والاستكشاف عن هذه الخامات واستخدام أفضل الطرق لاستخراجها واستغلالها بطريقة اقتصادية.
ودعا النائب لاستيضاح سياسات الحكومة بشأن تطوير واستغلال ثروة مصر التعدينية وبصفة خاصة خطط تطوير المناجم والمحاجر.
أما طلب المناقشة فهو مقدم من النائبة نهى احمد زكى بشان استيضاح سياسات الحكومة نحو تعظيم استغلال ثروات مصر المعدنية بالشكل الأمثل والرشيد".
وقالت النائبة فى طلب المناقشة إن مصر لديها لعديد من المميزات والثروات، فمصر بموقعها الفريد بين ثلاث قارات، إلى جانب العديد من الثروات الطبيعية، والتي من بينها الثروة المعدنية ذات الأهمية الاقتصادية العظيمة؛ مؤهلة بحسن استغلال تلك المزايا والثروات أن تحقق تنمية حقيقية شاملة نصبو إليها.
واستطردت قائلة مع اتجاه الدولة المصرية نحو التنمية لبناء الجمهورية الجديدة فإن تنمية وحسن استغلال الثروات الطبيعية يعد أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية خاصة وأن مصر تزخر بثروة معدنية متنوعة يصنف بعضها على أنه نفيس ونادر تقام عليه العديد من الصناعات المتطورة، الأمر الذي يستلزم العمل على حسن استغلال تلك الثروة وتنميتها وإكسابها قيمة مضافة بما يعظم الدخل القومي ومن ثم تحقيق تنمية الاقتصاد المصري.
ولفتت إلى تمتع مصر بثروة معدنية هائلة ومتنوعة؛ تختلف في خواصها ، حيث تشمل خامات الطاقة التي تشتمل على المواد البترولية كالبترول والغاز الطبيعي، وخامات الطاقة الصلبة والتي من أهمها: الخامات الكربونية؛ كالفحم، والخامات المشعة؛ كاليورانيوم والذي يستخدم في إنتاج الطاقة النووية مشيرة الى ان خامات الطاقة من بترول وغاز طبيعي هي المحرك الرئيسي للصناعة والدافع لكافة الأنشطة الاقتصادية، وبالتالي فإن العمل على جذب الاستثمارات في أنشطة قطاع البترول وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في كافة مراحل أنشطة القطاع من بحث واستكشاف، ونقل وتخزين وتغيير، وإضفاء القيمة المضافة من خلال صناعة البتروكيماويات يعد أمراً حيوياً يسعى له قطاع البترول منذ سنوات.
وأشارت إلى أن الثروة المعدنية في مصر تشمل أيضا خامات متنوعة أخرى لها أهمية اقتصادية كبيرة مثل الحديد الذي يعد عصب الصناعات الثقيلة كصناعة السيارات والقطارات والنحاس الذي يستخدم في صناعة الأسلاك الكهربائية والمجوهرات والمبادلات الحرارية، والزنك الذي يستخدم في صناعة بطاريات الليثيوم والأجهزة الإلكترونية، الألواح الشمسية، والطلاءات المضادة للتآكل وغيرها، والرصاص الذي يستخدم في صناعة البطاريات، والأعمال الكهربائية، والأعمال البنائية، والرمال السوداء التي تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة تكتسب أهمية اقتصادية كبيرة حيث تدخل في صناعات استراتيجية هامة من بينها صناعة هياكل الطائرات والسيارات، وكذلك الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية المتنوعة، ورمال السيليكا التي تستخدم في صناعة جميع أنواع الكريستال والإلكترونيات والخلايا الضوئية. وهناك أيضاً المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة والبلاتين إضافة إلى ما سبق تتمتع مصر بخامات الصناعات الكيميائية والأسمدة خامات الحراريات والسيراميك، خامات مواد البناء والرصف، علاوة على ثروة محجرية كبيرة.
وتابعت النائبة أنه في ظل توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالعمل على تعظيم استغلال الثروة المعدنية المصرية؛ نطالب الحكومة إلقاء الضوء على سياساتها واستراتيجيتها المتعلقة بإدارة الثروة المعدنية في مصر على مستوى تنمية خامات الطاقة المتمثلة في البترول والغاز الطبيعي وجذب الاستثمارات في مجال البحث والإنتاج وتعظيم القيمة المضافة لتلك الثروة ، وأيضاً على مستوى الخامات المعدنية الأخرى وسبل تنميتها وتطويرها بما يحقق التنمية الصناعية.
وطالبت النائبة الحكومة، بايضاح استراتيجيتها المتعلقة بتطوير الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وتحويلها من هيئة خدمية إلى هيئة اقتصادية وبيان المدى الزمني اللازم لتحقيق ذلك بما يكفل تطوير هذا القطاع الهام لتعظيم استغلال ثروات مصر المعدنية وبما يضمن حقوق الأجيال القادمة.