مصدر في حزب الله للجزيرة نت: العدو الإسرائيلي أصبح شبه أعمى
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
جنوب لبنان – بعد المواجهات المتفرقة التي اندلعت بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بدا واضحا منذ البداية سعي الحزب إلى القضاء على الشبكة الإلكترونية الإسرائيلية المزروعة على طول الحدود الجنوبية اللبنانية.
من أجل ذلك، عمد الحزب إلى ضرب المواقع التي تحمل أجهزة مراقبة وتجسس متنوّعة المهام، بالصواريخ الموجهة والقذائف المباشرة وغير المباشرة، بهدف تعمية المراقبة الإسرائيلية، وضمان التنقل والحركة بشكل آمن.
في هذا السياق، أكد مصدر في المقاومة أن حجم الضرر الذي ألحقته بمنظومة التجسس والاستطلاع والمراقبة الإسرائيلية كبير جدا، مضيفا "أمضى الاحتلال سنوات طويلة لتركيب وتطوير هذه المنظومة لتأمين الرقابة والحماية الكاملة على طول الحدود مع لبنان، أما اليوم وبعد هذا الاستهداف المركز، فقد أصبح شبه أعمى، ومعظم المواقع الإسرائيلية المخصصة للتجسس سواء بالصورة أو بالصوت، تم استهدافها بشكل مباشر".
وفي حديثه للجزيرة نت، لفت المصدر ذاته إلى أن الاحتلال يعمل جاهدا لإعادة هذه الأجهزة وخاصة كاميرات المراقبة، ويستعين بوسائل بدائية لرفعها، ومن ثم يعيد إنزالها خوفا من استهدافها مجددا، وهو بحاجة إلى فترة زمنية طويلة لإعادة ترميم ما تم استهدافه، ولأجل ذلك بدأ يعتمد بشكل كبير على المسيّرات، من أجل التعويض عن ما خسره في الأيام الماضية، والمقاومة ستتعاطى معها بالطريقة المناسبة.
وأشار المصدر إلى أن "تدمير هذه المنظومة أراح المقاومين، خاصة لناحية التنقل ونصب الكمائن واستهداف المواقع الإسرائيلية".
ولفت العميد محمد عطوي، الخبير لدى المحاكم اللبنانية في مجال الاتصال والمعلوماتية، إلى أن المواقع الإسرائيلية المنتشرة على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية على مسافة تقدر من 80 إلى 100 كيلومتر، مزودة بأبراج يتراوح عددها من 10 إلى 15 برجا للمراقبة، وتتضمن أجهزة رصد واستطلاع وتتبّع واتصالات وتقنيات رقمية متطورة جدا.
وفي حديثه للجزيرة نت، ذكر العميد عطوي عددا من هذه الوسائل، منها كاميرات التصوير التي تكشف الطرقات العامة، وتستطيع أن تكشف وتراقب ما يجري داخل المنازل الواقعة على مقربة من الشريط الحدودي.
وتحدث عطوي عن وجود أجهزة الاستشعار التي تعمل بواسطة الحرارة أو الليزر، وتستطيع أن تكشف وترصد وتتعقب أي كائن حي يقترب من مداها، فتراقبه وتعطي صورة عنه لغرفة المراقبة، التي بدورها تتصل بغرفة العمليات في الأراضي المحتلّة، موضحا أن هذه الأجهزة تستطيع أن تكشف المقاومين ونشاطهم في المنطقة الحدودية.
ووفقا للخبير ذاته تشكل هذه الأجهزة "خطورة فائقة، ليس على المنطقة الحدودية فحسب، بل على كل لبنان".
وأوضح أن أبراج المراقبة على الحدود وبواسطة أجهزتها التجسسية، تستطيع أن تتصل بشبكات الاتصالات التابعة للدولة اللبنانية، من الشبكة الثابتة الأرضية، إلى شبكات الهواتف الخلوية في لبنان، وتستطيع أن تدخل من خلال عملائها إلى هذه الشبكات، وأن تجمع المعلومات عن المواطنين، من أرقام هواتفهم إلى عناوين سكنهم، و"توظّفها في نشاطها على الساحة اللبنانية من اغتيالات أو أحداث أمنية، تزرع من خلالها الفتنة داخل المجتمع اللبناني"، بحسب تحليله.
في السياق ذاته، لفت الخبير الإستراتيجي علي حميّة إلى أهمية هذه الأجهزة على سير المعركة، مؤكدا أنها "أهم من طائرات الاستطلاع والأقمار الاصطناعية، لأنها ترصد وتتتبع وتكشف أي حركة تحدث في مداها، وعلى مدار الساعة".
وفي حديثه للجزيرة نت، أكد حميّة أن استهداف المقاومة لهذه المراكز ذات الأبراج يهدف إلى "تعمية العدو"، وأوضح أن العدو لا قدرة له على الاستطلاع والمراقبة والرصد، ولا على التسجيل التلفزيوني أو الراداري، ولا المراقبة بالمكثف الضوئي والمكثف الحراري ولا العمل بالترددات المرتفعة والمنخفضة، ولا الإنذار المبكر ولا التشويش، ما يعني أن العدو أصبح شبه أعمى، حسب تعبيره.
وذكر حمية أن هذه الأجهزة عندما كانت تعمل بشكل طبيعي أول أيام المواجهات، "لم نكن نرى طائرات استطلاع، أما بعد خروج معظمها عن الخدمة، فبات الإسرائيلي يعتمد عليها بشكل كبير، إلا أنها لا تجرؤ على التحليق على مسافات قريبة، لأنها تتعرض للاستهداف"، مستشهدا بما تمت معاينته عندما أطلقت المقاومة صاروخ دفاع جوي باتجاه طائرة مسيّرة على بعد 40 كيلومترا. الأمر الذي فسره حميّة بكون المقاومة بدأت تظهر قدراتها في الدفاع الجوي.
وأضاف المتحدث ذاته "نحن نعيش حالة حرب، ولم ندخل الحرب الفعلية بعد، واستهداف نقاط المراقبة هو بمثابة العملية التمهيدية للدخول إلى منطقة الجليل في حال اندلاع الحرب"، وخلص الخبير الإستراتيجي إلى القول " بهذا التكتيك تكون المقاومة قد قصّرت وأضعفت رؤية العدو، مما يمكن المقاتل من التقدم إلى نقاط قريبة من أماكن وجود العدو دون أن يشعر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه الأجهزة للجزیرة نت حزب الله
إقرأ أيضاً:
توسّع احتلالي في الجنوب رهن مزاج العدو.. حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
واصل العدو الاسرائيلي امس انتهاكاته لوقف اطلاق النار في الجنوب، بالتعرض للمواطنين الجنوبيين وخرق السيادة اللبنانية، اضافة الى توسيع نطاق احتلاله لبعض المناطق في تخوم القرى.ويشكل واقع الإخلال الإسرائيلي باتفاق وقف النار والمعركة الديبلوماسية التي يخوضها العهد لحمل إسرائيل على إنهاء واقع احتلالها لخمس مواقع حدودية، الأولوية الأساسية خصوصاً في ظل تصاعد الأخطار التي ترتبها خطوات احتلالية إضافية لإسرائيل في سوريا بما يثير الخشية اللبنانية من تفلّت الدولة العبرية من أي ضغوط دولية لا سيما منها أميركية لردعها عن السياسات الاحتلالية والتصعيدية.
وكتبت" الاخبار": على طول البلدات الحدودية المنكوبة، تعود الحياة ببطء فيما يبدو أن هناك قراراً دولياً بتأخير العودة. في المقابل، تتوسّع المناطق المحتلة والعازلة على طول الحدود وآخرها في أطراف رميش، حيث توغّلت قوة إسرائيلية إلى عمق نحو 300 متر وقطعت عدداً من الأشجار ونفّذت أعمال تجريف بالقرب من مركز اليونيفل، وشقّت طريقاً من وادي سعسع باتجاه تلة حرمون.
وكتبت" اللواء": حسب مصادر متابعة، فإن هذا التوسع الاحتلالي يُعقّد اكثر لاحقاً مهمة لبنان بالتفاوض مع الكيان الاسرائيلي، وبعد ان كان الحديث قبل سنتين يدورحول 13 نقطة قديمة محتلة تحفّظ عليها لبنان في العام 2006، اصبح التفاوض اصعب مع الاحتلال مع اضافة التلال الخمس المحتلة والتوغل اليومي لقوات الاحتلال في اراضٍ جنوبية حدودية يقيم فيها نقاطاً ثابتة تضاف الى المناطق والنقاط الاخرى المحتلة. ولعل الكيان الاسرائيلي يقوم بتوسيع احتلاله ليس لأسباب امنية فقط، بل من اجل تحسين شروط تفاوضه لاحقاً وفرض شروط جديدة على لبنان.
واشارت مصادر مطلعة على موقف حزب الله ل" الديار" الى ان وقوف الحزب راهنا خلف الدولة لتحرير الارض لا يعني اطلاقا تسليم السلاح والاستسلام، لافتة الى ان «الحزب قالها اكثر من مرة وابلغ المعنيين بذلك لجهة ان ما يقوم به لبنان الرسمي حتى الساعة غير كاف لدحر الاحتلال، ولذلك ستبقي المقاومة يدها على الزناد للتدخل بالوقت المناسب لوضع حد للعربدة الاسرائيلية».
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري «أن الحكومة غير قادرة على إخراج إسرائيل بالقوة العسكرية من بلادنا».وقال متري على ما نُقِلَ عنه في حديث تلفزيوني : لا نملك حالياً إلّا تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا.
وأضاف: نسعى أن تكون الدولة صاحبة قراري الحرب والسلم، وأن يكون الجيش اللبناني مسؤولاً عن تأمين الحدود والدفاع عن السيادة!
موقف سلام
وأعلن رئيس الحكومة نواف سلام لـ"النهار" تعليقاً على أصداء جولته في الجنوب الأسبوع الماضي أن الخطوة الأولى التي قرر اتخاذها بعد نيل الحكومة الثقة هو أن يتوجه إلى الجنوب مع عدد من الوزراء "للتواصل مع أهلنا لنقول ولنثبت لهم أن الدولة تقف إلى جانبهم وأنها تلتزم إعمار بلداتهم. وأريد أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يعنيهم الأمر. وأردنا أن نقول للجيش أيضاً أن أمن الجنوب وسلامته هي من مسؤولياته. ونحييه على عملية الانتشار التي نفذها حيث يقوم بالواجبات المطلوبة منه وسط ظروف صعبة".
وفي موضوع النقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، قال سلام إنه وصل إلى أقرب نقطة من هذه النقاط في الخيام "لنؤكد أن لا استقرار مستداماً إذا لم تنسحب إسرائيل انسحاباً كاملاً منها أي الى خطوط (اتفاقية) الهدنة عام 1949 المعترف بها دولياً. وأن استمرار وجودها في هذه النقاط وعدم انسحابها هو اعتداء على السيادة اللبنانية والـ1701 زائد تهديدها لتفاهم وقف اطلاق النار".