سواليف:
2024-07-11@06:13:54 GMT

من البصرة وبغداد إلى غزة أيضا

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

من البصرة وبغداد إلى غزة أيضا

من #البصرة و #بغداد إلى #غزة أيضا – #ماهر_أبوطير

زرت البصرة وبغداد في السنة الأولى من عملي الصحفي، كان ذلك عام 1993، والحصار تم فرضه على العراق، بقرار أميركي أولا، والزيارة كانت مؤلمة وطنياً ومعنوياً وإنسانياً.

السبب في ذلك بسيط، إذ إن زيارات مستشفيات البصرة وبغداد، ورؤية الضحايا من الأبرياء بسبب الحصار، وتركهم مرضى، وتعمد التنكيل بهم، إضافة إلى ضحايا القصف على العراق في فترات مختلفة، بما في ذلك ملجأ العامرية الذي دخلته ورأيت على جدرانه آثار اللحم البشري الملتصق بعد قصف الملجأ، إضافة إلى تدمير البنية التحتية من محطات اتصالات، والكهرباء، والمصانع، والمعامل، والمنشآت النفطية، ومخازن للحبوب، ومخاون المواد التموينية، والأسواق المركزية، ومحطات ضخ المياه، والمنازل، والتعليم، وتدمير الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

هذا يعني أن عواصم العالم الأبيض بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول ثانية، لم يعترضوا على الانتقام من المدنيين العراقيين بذريعة اسقاط نظام صدام حسين، ولا تعرف كيف يمكن تبرير قتل شعب أعزل، لمعاقبة سلطة الحكم فيه، والكل يدرك أن الحكم لم يسقط بسبب العقوبات، فيما دفع العراقيون الابرياء الثمن فرادى، في وصفة أميركية باتت معروفة.
تذكرت الوصفة الأميركية التي تم تطبيقها ضد العراقيين الأبرياء، وأنا استمع لسياسي يقول إن الولايات المتحدة لا يمكن ان تقبل كل الذي تفعله إسرائيل في قطاع غزة، الى ما لانهاية، والرد عليه كان سهلا، لكننا نعيد التذكير علنا، ان الوصفة الأميركية هي التي يتم تطبيقها في فلسطين، على يد الإسرائيليين، أي الانتقام من الأبرياء، بذريعة معاقبة السلطة الحاكمة في غزة، على ذات طريقة معاقبة العراقيين بذريعة السلطة الحاكمة في بغداد.
ولان المقارنة هنا بين الحالتين لا تصح تماما لاعتبارات كثيرة، لكن المشترك ان حرق الأبرياء من المدنيين أمر تجيزه الدول القوية، برغم أنه يتعارض أساسا مع كل القيم التي يتم الحديث عنها ليل نهار، حول حقوق الإنسان، وغير ذلك، وهي قيم بات واضحا أنه يتم استعمالها عند الحاجة فقط لابتزاز الانظمة شرق أوسطية، وليس دفاعا عن أحد من أهل هذه المنطقة.
عشرات المستشفيات في العراق انهارت تحت وطأة الحرب والحصار، وآلاف العراقيين الأبرياء خسروا أرواحهم في ظروف ليسوا على صلة بها أصلا، ونرى في غزة ضرر الحصار منذ 16 سنة، كذات النموذج العراقي ذات يوم، وكيف يتم تدمير المستشفيات، وآخرها المعمداني والاندونيسي، وقتل الابرياء بواسطة الغارات، وقصف جوار هذه المستشفيات، والتذرع بوجود مخاون سلاح وقواعد تحت المستشفيات، وهي ذرائع لا يصدقها أحد، لاننا أمام مذابح تقع على الأبرياء، ودول كثيرة تتفرج، وتعطي الفرصة والوقت لإسرائيل لإكمال مشروعها وتطلق نداءات الاستغاثة، والمطالبة بإرسال قوافل الطعام والدواء، لإطعام الضحايا قبل موتهم.
مجزرة المستشفى المعمداني التي أدت إلى رحيل المئات، لم تحرك أحدا، ولا مجزرة المستشفى الاندونيسي، ولا مخيم جباليا، وبقية المخيمات والأحياء، وهكذا نقف أمام نهاية التاريخ، حين يتم قتل آلاف الأطفال الأبرياء الصغار والمواليد الجدد، في معركة تعلن فيها إسرائيل استهدافها لتنظيمات عسكرية، لكنها في الطريق تكشف وجهها البشع، مع بشاعات الراعي الأصلي، التي رأيناها في العراق الحبيب، ودول ثانية، حين يكون الدم العربي رخيصا، بلا قيمة.
هذه السياسات الأميركية تجعل أكثر الناس اعتدالا يفقدون عقلهم، وتجعل أكثر الناس دعوة للتقارب والتفاهم بين الأمم والحضارات، يقفون في مقامات السذاجة، لأن الوصفة الأميركية التي تم تطبيقها في العراق، هي ذات الوصفة التي تطبقها إسرائيل دوما، ونراها في غزة، أي أن تذبح الأبرياء للانتقام من سلطتهم المدنية أو العسكرية، كما في حالتي العراق وفلسطين معا.

مقالات ذات صلة حروب غزة العسكرية..اوسع حلقات الصراع الحضاري في العالم. 2023/10/31

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: البصرة بغداد غزة

إقرأ أيضاً:

هل نكافئ الذين رقصوا فوق جثثنا ؟

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

هل من المعقول ان تصبح ذاكرتنا الوطنية معطوبة ومعطلة بين ليلة وضحاها إلى الدرجة التي صرنا فيها ننسى احتفالات أهالي السلط في المملكة الأردنية بجريمة ابنهم (رائد منصور البنا) الذي كان يقود شاحنة كبيرة معبئة بالمتفجرات وسط مدينة الحلة، ليزهق ارواح 150 عراقيا، ويجرح أكثر من 200 نهار يوم 28 / 2 / 2005 ؟. .
كان اهلنا يحتشدون امام مركز طبي للبحث عن مصدر عيش، والتفتيش عن وظيفة يعولون منها أسرهم. فقتلهم هذا الإنتحاري الأردني بدم بارد، ولم يبق منه إلا ذراعاه الملتصقتان بمقود السيارة. ثم واصلت الأردن مسلسل القبح عندما سمحت لعائلته باقامة عرسها الراقص تعبيرا عن فرحتهم الغامرة بمقتل حشد من العراقيين، بينما كان والده يقف في مقدمة ديوان العشيرة بمنطقة الجدعة الوسطى، وسط مدينة السلط، يتقبل التهاني بنجاح ابنه في تنفيذ مهمته الإنتحارية. .
لم يتردد تنظيم (الزرقاوي) عن إعلان مسؤوليته بتفجير الحلة، متفاخرا بمسؤوليته عن المذبحة، بينما كان الاردني (ابو محمد المقدسي) يواصل دعواته لقتل المزيد من اهلنا، ولم تمض على مجزرة الحلة بضعة أيام حتى قام اردني آخر بتفجير ابشع من السابق داخل مجلس عزاء لاستاذ جامعي من مدينة الموصل، فقتل 50 ونحو 80 جريحا من العراقيين. .
في تلك الحقبة بالذات كان ملك الاردن عبد الله الثاني يحذر العرب من قيام هلال شيعي اصولي في المنطقة. وربما سمعتم تصريحاته التي اطلقها قبل بضعة ايام في لقاء عشائري تعهد فيه باستعداده للدفاع عن القبائل العراقية في الرطبة والفلوجة وعموم مدن الرمادي، في تدخل سافر وصريح بشؤوننا الداخلية. .
وهكذا ظلت الاردن تمول وترسل الينا شياطين الموت والكراهية، من أمثال: (ابو انس الشامي)، و (رائد خريسات)، و (ابو عبد الرحمن الشامي). .
كان منفذ مجزرة بابل من خريجي جامعة مؤتة جنوب الاردن، يقيم في امريكا، ومن تلاميذ السفيه المصري: (وجدي غنيم). .
كانت صدمة كبيرة لكل العراقيين عندما كانوا يتابعون احتفالات ابناء عشيرة الجدعة الأردنية، وتوزيعهم الحلوى والنذور لروح اينهم الهالك، بينما احتفلت بعض القنوات الأردنية بتلك المناسبة الدموية تضامنا مع عشيرة المجرم. .
لكن الصدمة الأكبر عندما نرى تهافت بعض قادة العراق نحو ترحيل نفط البصرة إلى الحاقدين علينا، ومكافأتهم على مسلسل الجرائم التي ارتكبوها ضدنا. .
ما هكذا يا عراق تورد الإبل. . .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • المياه الآسنة تنهي حياة طفل في البصرة
  • حركة حماس تدعو لمسيرات غضب في كل مدن العالم لوقف الإبادة بغزة
  • البصرة تعطل الدوام الرسمي الاحد المقبل
  • مصرع شخص وإصابة آخر بحادث سير في البصرة
  • هل نكافئ الذين رقصوا فوق جثثنا ؟
  • بلد عربي يشعر بـ«صيف جحيم».. درجات الحرارة تصل إلى 50 وعطلة رسمية
  • حريق يطال أحد البساتين في البصرة
  • في عيد الصحافة العراقية
  • كتلة الرعب الطائر.. 75% من أيام العراقيين مغبرة في اليوم العالمي لمكافحة العواصف الترابية
  • السوداني “يوعد”أهل البصرة بتحسين خدماتها