الرئاسة: حراك ضائع في الوقت الضائع
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
كتبت" نداء الوطن": على قاعدة «اللهم إني حاولت»، سعى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحريك المياه الرئاسية الراكدة، لعلّه بذلك يتجاوز مطبّ استحقاق بلوغ قائد الجيش العماد جوزاف عون السنّ القانونية، وهو كأس مرّة يحاول ميقاتي العمل لعدم تجرّعها، إذ هو بالكاد يتمكّن من تسيير أعمال حكومته ،فكيف له أن يحافظ على استقرار المؤسسة العسكرية وثباتها الهشّ إذا ما بلغ موعد العاشر من كانون الثاني المقبل من دون التمديد لقائد الجيش أو تعيين قائد بديل أو رئيس للأركان أو القبول بتخريجة تكليف العضو المتفرّغ في المجلس العسكري اللواء بيار صعب؟!
هكذا، اعتقد أنّ الضغط باتجاه تسريع عقارب الرئاسة قد يساعده على تجاوز هذه المعضلة، ولذا سعى إلى جسّ نبض المسؤولين في الدوحة، لكنّ القطريين الذين بدوا في مرحلة ما قبل الحرب على غزّة، الأكثر حماسة لإنجاز الاستحقاق، بعد إخفاق الفرنسيين، أصيبوا بدورهم بـSyndrome «الصداع اللبناني» جرّاء الخلافات المتشعّبة والمملّة التي تعقّد الرئاسة وتجعل إنجازها مهمة مستحيلة.
ويرى المطلعون أنّه حتى لو لم تنته الحرب كما يشتهي «حزب الله» فإنّ احتمال تهريب الرئاسة في الوقت الضائع، غير ممكن أبداً وغير منطقي، ولن يفعلها «الحزب»... إلّا إذا قرر باسيل أن يصوّت لرئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية.ولكن وفق المعطيات، فإنّ ثبات عاملين أساسيين في محلّهما، يحول دون إتمام الرئاسة: أوّلهما تمسّك «حزب الله» بترشيح فرنجية وهذا ما أبلغه من جديد مسؤولون في «الحزب» لبعض سائليهم. وثانيهما رفض باسيل هذا الخيار هذا ما ردّده صراحة، لا بل هو صارح بعض من التقاهم خلال الأيام الأخيرة بالقول إنّه حتى «حزب الله» لم يعد يفاتحه بالأمر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
المعارضة تتمسك بالمحاولة في الرئاسة ولو فشلت
كتب شربل البيسري في «الجمهورية »: يشير مصدر من المعارضة المكوّنة من «القوات اللبنانية « ،» الكتائب « ،» تجدّد « ،» كتلة التغييريِّين الثلاثية »، وبعض المستقلين، إلى أنّ هذه الدعوة كان يتلهّفها هؤلاء في ظل اهتزاز وضعية «حزب الله » داخلياً على وقع اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله وقياديِّي الحزب وهجومَي «البيجر » و"اللاسلكي .»
ويُعتقد أنّ بحسب أحد المقرّبين من الحزبَين المسيحيَّين في المعارضة، أنّ «الحزب » لم يَعُد قادراً على فرض مرشحه، على الرغم من عدم تغيُّر القواعد الحسابية لتوزّع الأصوات داخل أروقة ساحة النجمة.
وبما أنّ لا أحد من الطرفين يمتلك أغلبية واضحة ب 65 صوتاً لإيصال مرشحه إلى كرسيّ بعبدا، إّ لّا أنّ المعارضين يَرون في اللحظة الحالية «بادرة لشقّ الحائط الذي بُنِيَ بين الطرفين » على مدى عامَين ونيّف من عمر هذا المجلس.
ويضيف المصدر: «من الصعب الوصول إلى اسم وسطي حتى مع إعادة طرح أسماء تمّ التداول بها سابقاً .»
وتؤشر المعلومات إلى أسباب صعوبة حسم اسم قد يجمع المعارضة ب «التيار الوطني الحر » و «الحزب التقدّمي الاشتراكي » والسنّة الباقين، مع حركة «أمل »، إلى أنّ «انشغال«حزب الله » حالياً بصَدّ الهجوم البري الإسرائيلي لاحتلال جنوب لبنان وعدم انتخابه بحجم الملف أميناً عاماً جديداً ليخلف نصرالله حتى اليوم، لن يسمحا له بفتح ملف الرئاسي، لأنّه قد يخاطر أكثر ممّا تسمح له الظروف في وضع شديد الحساسية .»
إّ لّا أنّ المعلومات الواردة من كواليس المعارضة تعتقد بأنّ «دعوة الرئيس بري للالتقاء على انتخاب رئيس، هي بادرة مهمّة وفرصة ثمينة، لا شكّ في أنّها مدعومة فرنسياً، على الرغم من أنّ المهمات الفرنسية باتت وكأنّها شكلية لا يمكن أن تُحدِث تأثيراً ولا خرقاً. لكن يجب أن نرى كمعارضة أنّ هذه البادرة من الرئيس بري، قدتشكّل مفترق طرق مستقبلياً لفتح الملف بأسرع وقتٍ ممكن ومن دون العودة إلى تعنّت الطرفين بمرشحيهم .»
ويستفيض المصدر بالشرح، بأنّ هذه الخطوة الصادرة من عين التينة «علينا تلقّفها والقيام بكل المشاورات ومحاولات التوصّل إلى اسم، للمصلحة الوطنية العليا أولاً، ولأنّ محور الممانعة لن يتراجع كل يوم لإعطاء مثل هذه المبادرات في ملفات حساسة بهذا الحجم .»
على وقع هذه المعطيات، لم تنفِ المصادر المعارضة سعيها إلى محاولة طرح أسماء، لكن أولاً تعتقد أنّه يجب عليها وضع إطار لبلورة صورة الرئاسة «ممّا سيأخذ وقتاً طويلاً... نأمل أّ لّا يطول عن فترة تعيين أمين عامٍ جديد لحزب الله، لأنّ البلد لا يحتمل غياب الرئيس في زمن الحرب .» غير أنّ مراجع بارزة لا ترى أي إمكانية في طرح الاستحقاق الرئاسي جدّياً في ظل العدوان الإسرائيلي الحالي على لبنان.