عشية إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى التقاعد في العاشر من كانون الأول المقبل، يتصاعد السجال السياسي بين رافضي التمديد له (رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية)، ومؤيّديه الذين يمثّلهم النائب السابق وليد جنبلاط، وانضمّ إليهم أمس رسمياً حزب القوات اللبنانية الذي تقدمت كتلته النيابية باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لإتاحة استمرار قيادة الجيش.

فيما أكدت كتل نيابية أخرى، من بينها الكتائب ونواب في المعارضة، أنها ستحضر أي جلسة تشريعية يدعو اليها رئيس مجلس النوب نبيه بري وستصوّت للتمديد.
وفيما بقي ثنائي حزب الله وحركة أمل حتى الآن خارج السجال، سئل بري مساء امس رأيه في اقتراح القانون المعجل المكرر الذي تقدمت به كتلة حزب القوات اللبنانية، فأجاب: «أنا لا اشرّع à la carte، ولا بحسب مزاجهم. ساعة يريدون، هم مع التشريع، وساعة لا يريدون، يقاطعون المجلس. أعرف ما عليّ فعله ولا احد يمليه عليّ. لا موعد الجلسة ولا جدول اعمالها».

وكتبت" النهار": شكل تقديم " تكتل الجمهورية القوية" باقتراح قانون للتمديد لرتبة عماد "بما يبعد اي خضات عن المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الدقيق" مفاجأة حملت دلالاتها لجهة توفير التغطية المسيحية للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون والالتفاف حول محاولة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الحؤول دون هذا التمديد. وجاءت خطوة "القوات اللبنانية" هذه غداة اعلان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط ان حزب الله ايضا يمانع في التمديد لقائد الجيش مسايرة لباسيل. في المقابل أكد النائب جورج عدوان لدى إعلانه عن اقتراح التمديد ان "المصلحة الوطنية تقتضي التصرف بشكل استثنائي لذا تقدم تكتل "الجمهورية القوية" باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لاتاحة استمرار قيادة الجيش لأن أي اختلال في المؤسسة العسكرية يهدد أمن لبنان القومي". وأوضح ان "اقتراحنا مساره الهيئة العامة مباشرةً في جلسة ببند وحيد لحفظ المصلحة الوطنية العليا ونتمنى أن تتم الدعوة الى جلسة في الأيّام المقبلة على أبعد تقدير للتصويت على الاقتراح".

وكتبت" الاخبار": دأبت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا على الطلب من كل من تلتقيهم الذهاب إلى خيار التمديد حتى لا ينسحب الفراغ في رئاسة الجمهورية على قيادة الجيش، خصوصاً أن لا اتفاق على تعيين رئيس للأركان. وتؤكد معلومات «الأخبار» أن قطر ليست بعيدة عن هذا الحراك.
وتأتي هذه المستجدات، بعد أسبوعين من الاتصالات لم يكن باسيل بعيداً عنها، وهو ما كشفه جنبلاط في مقابلته أول من أمس، مشيراً إلى أنه طرح على باسيل فكرة التمديد لقيادة الجيش، لكن الجواب «أتى من ميلة حزب الله بأنه لا يريد حشر باسيل»، علماً أن الحزب، بحسب مطّلعين، «لا يزال ينأى بنفسه عن السجال، ولم تتبلغ أي جهة رسمية منه موقفاً حاسماً في هذا الشأن، لا رئيس الحكومة ولا جنبلاط ولا باسيل، وهو لا يزال يدرس الموضوع». ويقول هؤلاء إن «حزب الله، في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، ليس بإمكانه مقاربة ملف قيادة الجيش انطلاقاً من مصالح حلفائه أو أصدقائه أو ربطاً بملف رئاسة الجمهورية التي يبدو أن الفراغ فيها سيكون طويلاً، بل إن مقاربته للتمديد أو التعيينات ستكون متصلة بمصلحة المؤسسة العسكرية وما تتطلبه الساحة الداخلية من تحصين في حال حصول أيّ تطور»، علماً أن «الخيارات الأخرى لا تزال قيد البحث ولا تزال مطروحة على الطاولة بقوة».
وتقول مصادر مطلعة إن الأمور باتت أسهل بعدما أعلن حزب القوات موقفه المؤيد، وبالتالي لن تكون هناك مشكلة ميثاقية بأن هناك فريقاً في البلد يفرض على المسيحيين تعييناً في الموقع الماروني الأول بعد الرئاسة. كما أن فكرة التمديد من داخل مجلس النواب صارت الخيار الأسهل، إذ إن خروج القرار من الحكومة دونه عقبات كثيرة، أبرزها يتعلق بموقع وزير الدفاع موريس سليم، الذي يعترض على استكمال التعيينات، إضافة إلى رغبة باسيل في تعيين قائد جديد للجيش واستكمال التعيينات العسكرية إنما وفق صيغة الإجماع، أي أن يتخذ القرار بتصويت كل الوزراء وليس بالغالبية، لتكريس هذا المبدأ لاحقاً وانسحابه على كل القرارات، وهو ما لن توافق عليه القوى الحكومية الأخرى، إلا إذا جرى الاتفاق على تسوية تشمل التعيينات كافة ولا سيّما تعيين قائد جديد للجيش.

وكتبت" نداء الوطن":قاربت أوساط نيابية مواكبة ملفي قيادة الجيش والانتخابات الرئاسية ما يجري نيابياً، فأشارت الى أنّ «لدى فريق الممانعة موضوع واحد، هو الحرب. وهو يعلّق كل شيء على إنتهائها.وقالت: «لو فرضنا أنّ «حزب الله» سيسمح الآن بإجراء انتخابات رئاسية، فهو سيفعل ذلك فقط كي يوصل مرشحه (سليمان فرنجية) الى قصر بعبدا». وسألت: «هل في لحظة حرب، حيث تحتشد أذرع إيران، وتصل أساطيل أميركية الى المنطقة، وتستنفر المملكة العربية السعودية، يمكن القبول بأن تصبح الشرعية في لبنان في يد ايران؟».وأضافت الأوساط: «في هذا الظرف الاستثنائي والخطير، هناك موضوع قيادة الجيش التي هي آخر جوهرة تحمي استقرار اللبنانيين. لذلك ممنوع التلاعب بها، كي لا يدخل لبنان في الفوضى التي يحاول تفاديها، من أجل ذلك يجب أن تحافظ المؤسسة على هرميتها وتماسكها ووحدتها وقيادتها». وختمت: «من هنا تبرز الضرورة القصوى للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في جلسة الضرورات القصوى والأمن القومي، وببند واحد هو التمديد للقائد، لأنّ الجيش هو الضمان لمنع الفوضى في مرحلة خطيرة وشغور رئاسي متمادٍ».

وكتبت" البناء": يحظى هذا القانون بتأييد رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وتكتل اللقاء الديمقراطي والنائب السابق وليد جنبلاط ودعم أكثر من كتلة نيابية، في المقابل لم يحسم حزب الله موقفه حتى الساعة مع اتجاه لرفض التمديد تضامناً مع رئيس التيار جبران باسيل، وهو أي الحزب لا مانع لديه من التمديد للقائد الحالي بحال حصل توافق عليه بين الكتل النيابية كما لا مانع لديه من تعيين رئيس للأركان يتولى قيادة الجيش بعد نهاية العماد عون، وتؤكد مصادر التيار الوطني الحر لـ»البناء» رفضه التمديد لدواعٍ دستورية وقانونية وسياسية، مشيرة الى أن الكتلة لن تحضر جلسة تعديل القانون، معتبرة أن موقف القوات هو «نكاية» بالتيار فقط لا غير.إلا أن مصادر سياسية تشير لـ»البناء» الى وجود إرادة داخلية وخارجية للتمديد للقائد الحالي، أولاً لتجنب الفراغ في القيادة ما يؤثر على الأمن القومي بظل خطر الحرب على لبنان، وثانياً ضغط أميركي للتمديد لعون لأسباب سياسية لها علاقة ببقائه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، مرجحة أن تطلب نائبة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف خلال زيارتها الى لبنان التمديد للعماد عون.

وأوضحت مصادر نيابية معارضة لـ«اللواء» أن الكتل المعارضة ستتابع موضوع التمديد لقائد الجيش بكثير من الاهتمام وإن عددا من النواب يظهرون في الإعلام للحديث عن اقتراح القانون الذي تقدمت به كتلة الجمهورية القوية بشأن هذا الملف، مشيرة إلى أن المهم هو ان يدخل الاقتراح حيِّز التنفيذ فلا يسقط أو يجمد كما غيره من اقتراحات القوانين، على أن هؤلاء النواب يدخلون في مواجهة جديدة تحت هذا العنوان بعدما أدركوا أن تحالف حزب الله التيار الوطني الحر يقف بوجه التمديد. ورأت أن هناك من يعتبر أن الملف ليس مستعجلا، الأمر الذي دفع بكتل المعارضة إلى التحرك تفاديا للأسوأ، داعية إلى انتظار المواقف التي ترد تباعا.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر قیادة الجیش لقائد الجیش حزب الله

إقرأ أيضاً:

رئيس الطاقة في «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» لـ «الاتحاد»: التحول الرقمي يزيد الطلب على الطاقة بالإمارات


حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
يتزايد الطلب على الكهرباء في دولة الإمارات في ظل التحول نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات التي تعتمد على الكهرباء مثل نمو المركبات الكهربائية والتحول الرقمي في القطاع الصناعي، بحسب ماڤي زينجوني، الرئيس التنفيذي للطاقة في شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا»
وقالت زينجوني لـ «الاتحاد» على هامش مشاركتها في «أدبيك 2024» بأبوظبي، إن مشهد الطاقة العالمي يمر بتحول جوهري نتيجة للطلب المتزايد على الكهرباء حول العالم حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية، وزيادة استهلاك الكهرباء بنسبة 4% في عام 2024، وهي الوتيرة الأسرع منذ عام 2007، باستثناء فترات التعافي بعد الأزمة المالية العالمية وجائحة كوفيد-19.

ماڤي زينجوني

 

نهج شامل
وترى زينجوني، أن الاستثمار في طاقة الغاز لا يتعارض مع أهداف خفض الكربون على المدى الطويل، حيث إن، التقدم الحاصل في تقنيات التقاط الكربون، والتقاط الكربون من الهواء مباشرة، واستخدام الهيدروجين وقوداً، من شأنه تمكين توربينات الغاز من العمل في نهاية الأمر في تكوينات منخفضة الكربون أو حتى خالية من الكربون.
وقالت إن، أكثر من 120 توربين غاز من إنتاج شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» سجلوا اليوم أكثر من 8.5 مليون ساعة عمل بوقود يتراوح فيه محتوى الهيدروجين من 5% (حسب الحجم) إلى 100%، منوهة أنه مع نضج هذه التقنيات بشكل أكبر، وتوافر أحجام الهيدروجين الأخضر بطريقة تنافسية، يمكن أن يساهم الغاز في مزيج الطاقة بشكل أكثر استدامة.
وأضافت: رغم أن البعض قد يخشى أن يؤدي التقارب بين ارتفاع الطلب وزيادة التركيز على أمن الطاقة إلى إبطاء عملية التحول في قطاع الطاقة، إلا أنني أرى الأمر يبدو أكثر تفاؤلاً، إذ تمثل دورة النمو القوية للطلب على الطاقة فرصة غير مسبوقة، وأضافت أن التطورات المتسارعة كشفت أن أفضل الابتكارات هي تلك التي لم يتم اختراعها بعد، لكن الواقع هو أننا نمتلك بالفعل التقنيات اللازمة لتلبية الطلب على الطاقة، ومواصلة مسارنا لخفض الكربون من المنظومة في الوقت نفسه.
ودللت على ذلك بأنه يمكن من خلال التحول من الفحم إلى الغاز الطبيعي، المساعدة على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تزيد على 60%، فضلاً عن توفير القدرة على توليد الطاقة القابلة للتوزيع والتوسع الذي تتطلبه الصناعة، بما يشمل مراكز البيانات.
وأكدت أن الطاقة التي تعمل بالغاز تظل ضرورية باعتبارها عامل استقرار ودعم للطاقة المتجددة، حيث توفر الموثوقية والمرونة اللازمتين لتثبيت استقرار الشبكات التي تعتمد بشكل متزايد على مصادر الطاقة المتجددة والتي قد تكون متذبذبة في بعض الأحيان، منبهة أن شبكة الكهرباء، فهي عبارة عن بنية تحتية عمرها قرن من الزمان ولكنها في الوقت ذاته تشكل الأساس نحو نظام معقد سريع التطور لا يتوسع فحسب، بل يستفيد أيضاً من الأدوات الرقمية الجديدة ومنها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لتشغيلها بذكاء وكفاءة، بما يساعد على ضمان توفير طاقة موثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة للجميع.


طاقة نووية
وعن أهمية دور الطاقة النووية، أفادت زينجوني، بأن دور الطاقة النووية، ولاسيما المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، أصبح يكتسب زخماً متزايداً كمصدر للطاقة الأساسية الخالية من الكربون.
وقالت، إنه في العام الماضي، خلال مؤتمر الأطراف COP28 الذي استضافته الإمارات، تعهد 22 من زعماء العالم بمضاعفة القدرة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050، ومن المرجح أن تلعب المفاعلات المعيارية الصغيرة دوراً فعالاً في تحقيق هذا الهدف، متوقعة أن تمثل هذه المفاعلات ركيزة أساسية لمزيج الطاقة في المستقبل، حيث توفر كهرباء موثوقة وخالية من الكربون لتكملة مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة، ولافتة في الوقت ذاته إلى أن الأسابيع الماضية شهدت كيف تدعم شركات ومراكز البيانات العملاقة الطاقة النووية في خططها على المدى الطويل.
واختتمت زينجوني، بالتأكيد على أن وضع استراتيجية شاملة أمر ضروري لمواصلة التقدم على كلتا الجبهتين المتمثلتين في تزويد العالم بالكهرباء وإزالة الكربون منه، فضلاً عن أن دورة النمو القوية للطاقة توفر في الوقت نفسه، ظروفاً ممتازة للاستثمار في الإنجازات العلمية المستقبلية الجديدة، مثل المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة، أو تقنيات احتجاز الكربون، أو الوقود منخفض الكربون.

مقالات مشابهة

  • رئيس الطاقة في «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» لـ «الاتحاد»: التحول الرقمي يزيد الطلب على الطاقة بالإمارات
  • باسيل هنأ ترامب بانتخابه
  • انفجارات قوية تهز تل أبيب وسط تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • قيادة الجيش اللبناني تسلم تقريرها عن حادث عملية البترون إلى ميقاتي
  • التمديد الثاني لعون: رفع سن تقاعد القائد الى 62 عاماً
  • سيناريوهات تنهي باسيل سياسياً.. هل يتنازل للمعارضة؟
  • التمديد الحتمي لقائد الجيش.. السيناريو نفسه سيتكرّر؟!
  • حزب الله يقصف مقر قيادة لواء حرمون 810 الإسرائيلي
  • حزب الله يستعيد واقعه السياسي… وقلب الطاولة أصبح مستحيلاً!
  • الجيش والمستقبل السياسي في السودان