أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

تبني مجلس الأمن، أمس الإثنين، قراره الجديد رقم 2703 المتعلق بقضية الصحراء المغربية، القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة "المينورسو"، وهو القرار الذي يأتي في سياق يتسم باستمرار الدينامية الإيجابية التي يشهدها الملف، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

 وارتباطا بالموضوع، سارعت جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى إصدار بيان جديد، يندرج في إطار مسلسل "البكائيات" الذي ميز تاريخ هذه المنظمة الإرهابية، حيث أشارت إلى أن مجلس الأمن "أضاع فرصة أخرى" لاعتماد تدابير ملموسة لتمكين المينورسو من التنفيذ الكامل لولايتها على النحو المحدد في قرار مجلس الأمن 690 (1991).

في ذات السياق، عبر بيان الجبهة الوهمية عن رفض البوليساريو لما وصفه بـ"استمرار صمت مجلس الأمن"، وخاصةً بعض الأعضاء المؤثرين، إزاء العواقب الخطيرة لما واعتبره "خرق المغرب" ونسفه عملية وقف إطلاق النار لعام 1991، متناسيا الهجوم الإرهابي الذي شنته مليشياته السبت الماضي على مواطنين عزل بمدينة السمارة المغربية، والذي خلف قتيلا وجرحى، حالة بعضهم خطيرة جدا.  

كما جددت الجبهة الانفصالية -وفق بيانها- التأكيد على التزامها بالتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لإنهاء ما اعتبرته "استعمارا" للصحراء المغربية، على أساس الممارسة الحرة والديمقراطية للشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف ولا للمساومة ولا للتقادم في تقرير المصير والاستقلال، مع التأكيد من جديد على تصميم الشعب الصحراوي الثابت والقوي على مواصلة كفاحه التحرري بكل الوسائل المشروعة لتحقيق تطلعاته الوطنية في الحرية والاستقلال وبسط سيادته على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وفق تعبير البيان.

في مقابل ذلك، شدد الدكتور "عبد الرحيم منار اسليمي"، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، على أن ‏قرار مجلس الأمن الجديد (2703)، هو بمثابة رسالة واضحة من أطراف مجلس الأمن، يؤكد أن الحكم الذاتي يمثل المقاربة الجدية الوحيدة لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

وارتباطا بما سلف ذكره، نشر "اسليمي" تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي، أكد من خلالها أن الحكم الذاتي يبقى الحل الواقعي الوحيد الذي يستجيب لتلبية طموحات الساكنة في الأقاليم الجنوبية المغربية، حيث قال في هذا الصدد: "هنا تظهر بوضوح الصورة التي نقلها دي ميستورا لمجلس الأمن بعد زيارته للأقاليم الجنوبية المغربية"، مشيرا إلى أن: "القرار الجديد يدعو إلى الواقعية وإلى عملية سياسية ناجعة وسريعة".

وتابع الأكاديمي المغربي قائلا: "الإشارة هنا فيها رسالة إلى أن المغرب بدأ تنزيل آليات الحكم الذاتي"، مشيرا إلى أن: "القرار الجديد بات أكثر وضوحا وأكثر قوة في رسائله إلى الجزائر والبوليساريو من القرارات السابقة"، قبل أن يؤكد قائلا: "القرار الجديد يبين بوضوح أن مجلس الأمن بدأ يفكر في سحب هذا النزاع من أجندة اجتماعاته".

كما شدد المحلل السياسي ذاته على أن: "تمسك مجلس الأمن منذ سنة 2007 بمقترح الحكم الذاتي والتوضيحات الواردة اليوم في خطاب أعضائه يبين أن ديمستورا سيكون أخر مبعوث في هذا الملف"، مشيرا إلى أن: "الليلة تنطلق المندبة في الجزائر الجنوبية والعزاء في شيراتون بالجزائر الشمالية".

من جانبه، نشر الصحفي والناشط السياسي الجزائري المعارض "وليد كبير"، تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي، عنونها بـ"‏جمهورية تندوف تصدر بيان نديب ولحديب كالعادة بعد صدور قرار مجلس الأمن!"، أكد من خلالها أن: "قرارات مجلس الأمن لا تتضمن أي توصية بإجراء "استفتاء" وعلى هذا الأساس فإن بعثة "المينورسو" هي فقط بعثة أممية لمراقبة عملية وقف إطلاق النار الذي تخرقه الحركة الإرهابية باعترافها عبر بلاغات يومية مستنسخة من بلاغاتها العسكرية الصادرة سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي".

وأشار "كبير" أيضا إلى أن: "‏البيان يؤكد على الهزيمة المدوية التي تلقتها عصابة العسكر الحاكمة في الجزائر ووكيلتها جبهة الإرهاب والاجرام"، حيث قال في هذا الصدد: "‏لم يبقى الا القليل وسنشهد العام المقبل ان شاء الله في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كل الدلائل على قيام البوليساريو بأعمال إرهابية تستهدف المدنيين وكيف سيتم إذلال عصابة العسكر داخل مجلس الأمن على المباشر أثناء التصويت على قرار جديد حول الصحراء المغربية بحكم انتخاب الجزائر عضوا غير دائم للفترة 2024-2025".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الحکم الذاتی مجلس الأمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد الدولي: السعودية تحقق تقدمًا كبيرًا في الإصلاحات الاقتصادية

يؤكد صندوق النقد الدولي أن السعودية تواصل إحراز تقدم كبير في الإصلاحات، مع استمرار الطلب المحلي القوي الذي يحافظ بدوره على نمو القطاع غير النفطي، ويشير إلى أن الإصلاحات المالية، بما في ذلك التعديلات الضريبية، أسهمت في مضاعفة الإيرادات غير النفطية على مدى السنوات الخمس الماضية.

هذا الموقف عبّر عنه أمين ماتي، رئيس بعثة الصندوق إلى السعودية ورئيس قسم دول الخليج، خلال طاولة مستديرة استضافها مركز «ثينك» للأبحاث والاستشارات التابع لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» في الرياض (SRMG Think) بعنوان «مجلس التعاون الخليجي – ملاحقة الرؤى وسط الاضطرابات الجيوسياسية – الآفاق الاقتصادية وأولويات السياسات لدول مجلس التعاون الخليجي»، التي تناولت أحدث تقرير لصندوق النقد الدولي عن مجلس التعاون الخليجي.

ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” قد جمع الحدث كبار صناع السياسات والخبراء الاقتصاديين والدبلوماسيين وقادة القطاع الخاص لدراسة المرونة الاقتصادية في المنطقة ونمو القطاع غير الهيدروكربوني والتقدم الجاري في الإصلاح وأولويات السياسات في الأمد المتوسط.

أخبار قد تهمك مهرجان خادم الحرمين الشريفين: القيمة السوقية للهجن تصل إلى ربع مليار ريال 6 فبراير 2025 - 5:29 صباحًا ‏إيران قد تعود لسوريا إذا لم يستعجل العرب!.. 6 فبراير 2025 - 4:25 صباحًا

كما تناولت المناقشات المخاطر التي تهدد التوقعات الاقتصادية ودور القطاع الخاص في دفع عجلة التحول على المدى الطويل.

وأبرز ماتي التقدم الملحوظ الذي أحرزته المملكة في مجال الإصلاح، مؤكداً على الطلب المحلي القوي والنمو القوي غير النفطي، والتقدم المحرز في مجال البحث والتطوير.

وقال: «تحرز المملكة تقدماً كبيراً في الإصلاحات، مع الطلب المحلي القوي الذي يحافظ على قوة النمو غير النفطي. وبدعم من اللجوء المتزايد إلى القوى العاملة ذات المهارات العالية، تتصدر المملكة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث نمو البحث والتطوير، مما يعزز مكانتها مركزاً إقليمياً للابتكار. أسهمت الإصلاحات المالية، بما في ذلك التعديلات الضريبية واسعة النطاق، في مضاعفة الإيرادات غير النفطية على مدى السنوات الخمس الماضية. ونتيجة لذلك، يبلغ الفارق بين الإيرادات الضريبية المحتملة والفعلية نحو 9 في المائة بالمملكة مقارنة بنحو 15 في المائة بجميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. وأخيراً، يضيق الحساب الجاري، لكن الاحتياطيات المالية والخارجية تظل قوية».

وكان اقتصاد المملكة حقق نمواً في عام 2024 بنسبة 1.3 في المائة، بدعم من نمو الأنشطة غير النفطية التي ارتفعت بمعدل 4.3 في المائة. كانت آخر تقديرات المملكة وفق البيان التمهيدي لموازنة عام 2025 الصادر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن وزارة المالية، تتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في 2024 بنسبة 0.8 في المائة.

وكان وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، توقع في حديثه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي، أن يسجل الاقتصاد غير النفطي نمواً في 2024 يبلغ 3.9 في المائة.

وأكدت نداء المبارك، العضو المنتدب لـ«SRMG-THINK»، على أهمية المناقشات القائمة على البيانات في تشكيل السياسات الاقتصادية في المنطقة.

وقالت: «نحن ملتزمون بتيسير الحوارات عالية التأثير التي تجمع بين صناع السياسات والخبراء وقادة الصناعة من القطاعين العام والخاص للتنقل في المشهد الاقتصادي. وقد أكدت مناقشتنا اليوم على الحاجة إلى صنع السياسات الاستباقية والتخطيط الاستراتيجي لدعم المرونة الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي في بيئة عالمية متطورة».

وأدارت المناقشة المستشارة الأولى في الاقتصاد والسياسات العامة، في «SRMG-THINK»، هزار كراكلا، التي قالت إن دول مجلس التعاون الخليجي في وضع جيد لتعزيز إنجازاتها وتعميق التحول الاقتصادي لجعله مستداماً وأكثر تأثيراً.

وأضافت: «في وقت التحولات المستمرة في الروابط العالمية، فإن تعزيز التكامل المالي والتجاري من شأنه أن يسمح لمجلس التعاون الخليجي بتعزيز قوته كتلة واحدة. ومن خلال البناء على التحول الاقتصادي الملحوظ لأعضائها، يمكن لدول مجلس التعاون الاستفادة من التحول الاقتصادي المهم لأعضائها لتقوم بدور الرابط في عالم مجزأ بشكل متزايد».

وتضمنت الطاولة المستديرة عرضاً تقديمياً قدمه بالاز سونتو، نائب مدير المكتب الإقليمي لصندوق النقد الدولي في الرياض. وقد أوضح سونتو النتائج الرئيسية للتقرير، والتطورات الاقتصادية الأخيرة في دول مجلس التعاون الخليجي، والمخاطر التي تهدد التوقعات، والاستراتيجيات للتخفيف منها.

وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي أظهرت مرونة ملحوظة في مواجهة الصدمات في السنوات الأخيرة، وأن النشاط غير الهيدروكربوني يظل قوياً وسط زخم قوي للإصلاح، كما يتمتع القطاع المصرفي برأسمال جيد وسيولة جيدة. وأوضح أن فائض الحساب الجاري في المنطقة تقلص، لكن الاحتياطيات الخارجية تظل قوية.

وأضاف سونتو: «في المستقبل، تخطط دول مجلس التعاون الخليجي لتشديد الموقف المالي، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الضبط لتحقيق العدالة بين الأجيال، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى المزيد من تعبئة الإيرادات غير الهيدروكربونية وترشيد الإنفاق».

ويتوقع الصندوق أن يبقى النمو غير النفطي قوياً بفضل الجهود القوية لتنفيذ المشاريع والإصلاح، في وقت سيتم دعم نشاط الهيدروكربون من خلال تخفيف تخفيضات إنتاج النفط وتوسيع إنتاج الغاز الطبيعي.

مقالات مشابهة

  • إلى العسكريين.. رسالة من وزير الداخلية الجديد
  • شاهد بالفيديو.. الربيع عبد المنعم يؤكد إنهيار قوات الدعم السريع بعد هروب عدد كبير من الجنود والمقاتلين إلى نسائهم بدارفور وكردفان ويكشف السبب الذي منع “حميدتي” من نعي “جلحة”
  • إقبال كبير من الراغبين في الحصول على عضوية الأهلي
  • العراق يجدد تأكيده دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية
  • قيادي في تنظيم البوليساريو يهاجم الجزائر بسبب تقييد الدعم العسكري للملشيات الإنفصالية
  • هند رشاد: لقاء مدبولي وأمناء الحوار الوطني يعزز تماسك الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات
  • «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو إطلاق نار في زفة عروسين بالوادي الجديد
  • إصلاحات منتظرة على نظام الحكم الذاتي في سبتة ومليلية بعد إخفاقات "الحدود التجارية" مع المغرب
  • السوداني والمشهداني يؤكدان على حماية “العملية السياسية”
  • صندوق النقد الدولي: السعودية تحقق تقدمًا كبيرًا في الإصلاحات الاقتصادية