السفير الروسي لدى مصر لـ«القاهرة الإخبارية»: نقدر دور مصر في تقديم المساعدات لغزة.. ولن نقبل بتغيير خارطة المنطقة.. وموسكو تبنت قرار وقف إطلاق النار لإنهاء النزاع في غزة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
قال جيورجي بوريسينكو السفير الروسي بالقاهرة، إن بلاده تبنت موقفًا يتمثل في دعم قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في منطقة النزاع في غزة، لكنه اصطدم بمعارضة الولايات المتحدة وحلفائها، وهذا أظهر أن واشنطن تساند إسرائيل.
وأضاف السفير الروسي بالقاهرة، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز»، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»: "صرحت روسيا بأنها لا توافق على ما قامت به حماس يوم السابع من أكتوبر، وندين أيضًا التدمير والقصف الذي تتعرض له غزة"، متابعًا: "نحن مع حق الدفاع عن النفس، لكن لسنا مع قتل الأطفال والأبرياء، وتثق روسيا في أن الدول الغربية ستتخذ الموقف الصائب وتتفهم أنه لا يصح قتل الأبرياء".
وأوضح السفير الروسي لدى القاهرة، أن بلاده تواصل ضغطها على أعضاء مجلس الأمن لأخذ قرار حازم يتبنى وقفًا دائمًا لإطلاق النار في قطاع غزة، وليس فقط على المدى القصير، ولكن للأبد، معقبًا: «هذا هو مطلبنا ونواصل الضغط على مجلس الأمن لتبني هذا القرار، وفي الوقت ذاته نساند إرسال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وقد أرسلت روسيا بدورها بعض المساعدات عبر مطار العريش».
وتابع السفير الروسي بالقاهرة: «نؤمن أن هذا دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لدعم أهل غزة ومساعدتهم على تخطي هذا الموقف الشائك، ونقدر الدور الذي تلعبه مصر الذي يتمثل في تقديم المساعدات وعبورها عبر أراضيها، مؤكدا أن روسيا تؤمن أيضا بأهمية إطلاق سراح كافة الرهائن».
موسكو تواصل الضغط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن مرارً وتكرارًا ضرورة إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة، لحل القضية الفلسطينية، وهذا موقف موسكو منذ 75 عامًا، موضحا أن روسيا تبنت قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن هذا القرار اصطدم برفض الولايات المتحدة التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن موسكو لم توافق على ما قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر، وتدين أيضًا ما يحدث في قطاع غزة من قتل للأبرياء، وتدمير المساكن والبنية الأساسية في قطاع غزة.
ولفت إلى أن روسيا تواصل الضغط على أعضاء مجلس الأمن لتبني قرار لوقف إطلاق النار بشكل دائم في قطاع غزة، وهذا هو مطلب موسكو، وفي الوقت ذاته تساند روسيا إرسال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وقال السفير الروسي في القاهرة، إن روسيا أرسلت المساعدات الغذائية لقطاع غزة عبر مطار العريش، من أجل دعم أهل غزة ومساعدتهم على وقف هذا الموقف الشائن، ونقدر الموقف المصري في تقديم المساعدات لقطاع غزة عبر الأراضي المصرية.
وأشار إلى أن موسكو تؤمن بأهمية إطلاق سراح كافة الرهائن الإسرائيليين، وفي نفس الوقت نتفهم موقف القوى الفلسطينية الذي يتمثل في إطلاق المحتجزين الفلسطينيين، لذلك نأمل في تبادل الأسرى في أسرع وقت ممكن بين الجانبين، موضحا أن روسيا لا تقبل بتغيير خارطة المنطقة، مؤكدا أن الأمم المتحدة أعلنت منذ 75 عامًا قرارًا بإنشاء الدولتين، لكن لسوء الحظ لم يتم إنشاء إلا دولة إسرائيل فقط، ومنذ هذا الوقت ويعاني الشعب الفلسطيني من عدم الحصول على دولته المستقبلية، وقد اعترفت موسكو بالدولة الفلسطينية منذ 35 عامًا.
وكشف جيورجي بوريسينكو السفير الروسي بالقاهرة، عن الخطط الإسرائيلية لتغيير خريطة المنطقة، مؤكدًا أن بلاده لا تقبل مطلقا بتغيير خارطة المنطقة، والأمم المتحدة منذ 75 عاما أصدرت قرارا بإقامة دولتين، وهو ما أيدته روسيا تأييدا مطلقا.
وأضاف السفير الروسي بالقاهرة: "مازلنا نساند هذا القرار ونرى ضرورة تطبيقه، لكن لسوء الحظ، فإنه لم يتم إنشاء سوى دولة واحدة هي إسرائيل في ذلك الوقت، ومنذ 75 عاما يعاني الشعب الفلسطيني جراء عدم الحصول على حقه في قيام دولته المستقلة".
وتابع: "روسيا اعترفت بالفعل بقيام الدولة الفلسطينية منذ 35 عاما وكان القرار صادرا عن الاتحاد السوفيتي، ونعارض أية محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التي عاش فيها أجيالا بعد أجيال لآلاف السنين".
ناقشنا مع حماس إنهاء أزمة تبادل الأسرى
وقال جيورجي بوريسينكو، السفير الروسي في القاهرة، إن روسيا تعارض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التي عاش عليها آلاف السنوات.
وتابع السفير الروسي، أن روسيا على اتصال بحركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، وفي نفس الوقت لدينا علاقات جيدة بإسرائيل، مشيرًا إلى أن روسيا ناقشت مع وفد حماس الذي زار روسيا كيفية إنهاء هذه الأزمة وتبادل الأسرى بين الجانبين، موضحا أن العلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس عبد الفتاح السيسي قوية، مشيرًا إلى أن هناك مناقشات حدثت بين الزعيمين حول الأزمة الفلسطينية، وهناك تواصل من أجل تنسيق المواقف تجاه القضية الفلسطينية، ونشارك مصر نفس الموقف تجاه القضية الفلسطينية.
الرئيس بوتين يعارض قصف الأبرياء في قطاع غزة
وقال إن العلاقة قوية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث تحدثا في السادس عشر من أكتوبر الماضي وبحثا الموقف في غزة وكيفية التغلب على هذه الأزمة.
وأضاف السفير الروسي لدى القاهرة: "الرئيس بوتين أعرب عن معارضته لما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة وقصف الأبرياء، ونقدر جهود مصر لحل سلمي لهذه الأزمة من خلال التوسط لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما أن روسيا على اتصال من خلال بعثتها بالأمم المتحدة ووزير الخارجية لتنسيق المواقف إزاء القضية الفلسطينية، ودائما نؤيدها ونشارك مصر في هذه القضية".
وأكد أن بلاده على اتصال بحركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية، حيث تؤمن بأهمية وجود اتصال لجميع الأطراف الفلسطينية، كما أن موسكو على علاقة جيدة بإسرائيل وفلسطين.
وواصل السفير الروسي لدى القاهرة: "بالنسبة إلى موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي والغضب الإسرائيلي من استقباله، فقد ناقش زملائي في موسكو كيفية إنهاء هذه الأزمة والتغلب على هذا الموقف بما في ذلك إطلاق سراح المحتجزين وتبادل الأسرى بين الجانبين".
مبادرة السلام العربية حجر الزاوية لحل القضية الفلسطينية
وقال السفير الروسي في القاهرة، إن مبادرة السلام العربية تعد حجر زاوية من أجل حل الأزمة الحالية، ولكن مع الأسف إسرائيل لم تقبل بهذه المبادرة، وهناك مساندة من قبل الدول الغربية للاحتلال الإسرائيلي، حيث أوقفت الولايات المتحدة اللجنة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا وموسكو المعنية بحل الأزمة الفلسطينية.
وتابع السفير الروسي، أن الولايات المتحدة كانت دائمًا ما تساند طرف واحد في الأزمة، دون أي تفهم لمعاناة الشعب الفلسطيني، لافتَا إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد ينتقل إلى الدول المجاورة.
وأشار إلى أن تل أبيب تقصف لبنان والأراضي السورية، وهذا موقف في منتهى الخطورة، مُحذرًا من احتمالية توجيه ضربة لإيران، إذا ما قامت بأي عمل من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة، خاصة مع إعلان الولايات المتحدة استعدادها لتوجيه ضربة لطهران.
نطالب إسرائيل بالتوقف عن قصف قطاع غزة
ونوه بأن مصر دولة محورية، وتلعب دورًا مهما في الأزمة الفلسطينية، وروسيا تتواصل مع مصر من أجل تنسيق المواقف.
وتابع السفير الروسي، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن روسيا تقوم باتصالات بشأن الأسرى الذين احتجزوا في السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن موسكو لديها اتصالات مع كافة الأطراف من أجل الإفراج عن المواطنين المحتجزين حتى لا يصبحوا ضحايا للقصف في غزة.
ولفت إلى أن هناك 600 مواطن روسي يعيشون في غزة، وهناك العديد من المواطنين في دول الاتحاد السوفيتي سابقًا طالبوا موسكو بإجلائهم من غزة، ولهذا نطالب السلطات الإسرائيلية بأن تتوقف عن هذا القصف للحفاظ على حياة مواطنينا.
أمريكا تدعم محاولات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين
وقال إن بلاده تؤمن بحق الفلسطينيين في البقاء بأوطانهم، موضحًا: "نعارض سياسة الاستيطان الإسرائيلي وطالبنا الإسرائيليين التوصل إلى حل سلمي يقوم على دولة فلسطينية مستقلة يحكمها الفلسطينيون بأنفسهم دون احتلال من جانب إسرائيل".
وأضاف السفير الروسي بالقاهرة: "محاولات إسرائيل لتهجير فلسطين من أراضيهم تجد تشجيعا من الولايات المتحدة حيث يؤمنون بأنهم يمكنهم فعل ما يحلو لهم، هذا نِتاج السياسة الأمريكية".
وتابع: "يمكننا العودة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي التي طالبت بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقد كانت هناك مبادرة السلام العربية والتي تعد حجر زاوية في حل الأزمة الحالية وإذا ما قامت دول محبة للسلام بجهودها يمكن إيجاد حل لهذه الأزمة، ولكن الدول الغربية تساند إسرائيل في موقف منحاز".
الصراع الحالي في غزة قد ينتقل إلى دول أخرى مجاورة
وأكد غيورغي بوريسينكو السفير الروسي لدى القاهرة، أن بلاده ترى إمكانية انتقال الصراع الحالي في غزة إلى دول أخرى مجاورة، مشيرًا إلى أن دولا عدة من ضمنها مصر تحدثت عن خطورة الموقف الراهن.
وأضاف: "على سبيل المثال، فإن إسرائيل تقصف لبنان والأراضي السورية وهذا موقف في غاية الخطورة، كما نشرت أمريكا اثنين من حاملات الطائرات في البحر المتوسط، استمعنا إلى تصريحات من واشنطن باحتمال توجيه ضربة لإيران إذا ما قامت بأي أعمل تهدد الأمن والسلام".
وتابع السفير الروسي بالقاهرة: "واشنطن تراقب تصرفات إيران ولكننا لم نلاحظ قيام إيران بأي محاولة لزعزعة السلام، وعلى الرغم من ذلك، فقد أعلنت أمريكا ببدء حرب ضد إيران، ومن ثم، فإن الموقف الحالي في غاية الخطورة".
مصر دولة محورية بالشرق الأوسط
ولفت إلى أن مصر أحد الشركاء الرئيسيين لروسيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا ما نصت عليه اتفاقية عام 2018 التي وقَّعها الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس بوتين.
وأضاف: "لدينا علاقات وطيدة مع مصر، فهي تعد دولة محورية بالشرق الأوسط، وتلعب دورًا مهمًا في الموقف الحالي بغزة، ولهذا نسقنا مع وزارة الخارجية المصرية والقيادة المصرية".
وتابع السفير الروسي بالقاهرة: "نعتقد أننا بإمكاننا التنسيق مع مصر والدول العربية الأخرى المعنية بهذه الأزمة للتغلب عليها".
كما أكد أن بلاده على اتصالات بشأن الأسرى الذي احتجزوا منذ 7 أكتوبر، وكان من ضمنهم مواطنون روس، حيث إن لديها اتصالات جيدة مع السلطات الإسرائيلية، وتحاول إيجاد حل للإفراج عن المواطنين الروس المحتجزين حتى لا يصبحوا ضحايا للقصف في غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السفير الروسي لدى مصر مجلس الأمن حرب غزة السفیر الروسی لدى القاهرة السفیر الروسی بالقاهرة الشعب الفلسطینی من القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة لوقف إطلاق النار إطلاق النار فی فی قطاع غزة مجلس الأمن هذه الأزمة من أکتوبر على اتصال لقطاع غزة أن بلاده أن موسکو أن روسیا ما قامت من أجل موقف ا فی غزة
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. مساعٍ دؤوبة لإنقاذ السودان من المجاعة والحرب
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتقود دولة الإمارات العربية المتحدة، جهوداً دولية دؤوبة لإنقاذ ملايين السودانيين من مخاطر المجاعة والحرب، عبر مساعدات إنسانية وإغاثية لتخفيف تداعيات الأزمة، ومبادرات سياسية ودبلوماسية لحل النزاع سلمياً.
ورغم الادعاءات الباطلة التي تروجها القوات المسلحة السودانية ضد الدولة، إلا أن المؤسسات الإماراتية لا تكل ولا تمل من العمل مع المنظمات الإقليمية والعالمية لضمان حياة كريمة للشعب السوداني الشقيق.
حرب ومجاعة
أوضحت الباحثة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، أن عقوداً من الصراع، والاستبداد، والتشرذم الداخلي، تركت السودان ممزقاً مؤسسياً واجتماعياً، مشيرة إلى أن الأزمة الإنسانية التي تفاقمت بسبب النزاع الدائر الآن أدت إلى نزوح جماعي، ومجاعة، وعنف عرقي مستهدف، وتدمير البنية التحتية المدنية، وانهيار أنظمة الرعاية الصحية، ما جعل ملايين السودانيين يتحملون عبء انعدام القانون والحرمان الشديد.
وشددت تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أهمية الجهود الدولية التي تقودها دولة الإمارات لإنقاذ الشعب السوداني من المجاعة والحرب، موضحة أنه رغم ادعاءات حكومة البرهان التي لا تستند إلى أي أدلة دامغة، تعمل الدولة على حشد جهود المجتمع الدولي والمنظمات الأممية لضمان حياة كريمة للسودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، ما يخفف كثيراً من تداعيات الأزمة الإنسانية.
وأشارت إلى أن السلام ليس مجرد غياب الحرب، بل إنشاء نظام متماسك تعمل فيه المؤسسات بشكل مستقل، ويتمتع فيه المواطنون بالحماية القانونية، وتستمد الدولة شرعيتها من الخدمة، لا من القوة، مؤكدة أن السلام ليس هبة تُمنح، بل حقٌّ يجب استعادته.
وأفادت الباحثة في الشؤون الدولية، أن الشعب السوداني عانى لعقود طويلة، ليس بسبب نقص الموارد أو الإمكانات، بل بسبب الحرمان الممنهج من الحكم الرشيد، والسياسات الخاطئة.
رؤية رشيدة
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور هيثم عمران، إن الإمارات تتبنى رؤية استراتيجية لسياستها الخارجية تقوم على دعم الاستقرار الإقليمي، ورفض التدخلات الخارجية السلبية في شؤون الدول، وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات، وتُعد الأزمة السودانية واحدة من القضايا التي تنظر إليها الدولة من منطلق هذه الرؤية الاستراتيجية الرشيدة.
وذكر عمران لـ«الاتحاد»، أن الإمارات، منذ اندلاع النزاع في السودان خلال أبريل 2023، حذرت من خطورة الحل العسكري، حيث يؤدي إلى تعميق الانقسام وتفاقم المأساة الإنسانية، وأكدت أن أي حل يجب أن يكون سياسياً وسلمياً، ومبنياً على الحوار بين الأطراف السودانية المختلفة من دون إقصاء لأي مكون مدني أو عسكري.
وشدد على أن الإمارات دعمت بقوة مسار «إعلان جدة» الذي رعته المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وتبنته الأمم المتحدة، منصة لإطلاق مفاوضات تهدئة وإنسانية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كما أيدت الجهود الأفريقية بقيادة الاتحاد الأفريقي و«إيغاد»، وأكدت في مناسبات عديدة أن السودان يحتاج إلى دعم سياسي وليس تدخلاً.
وأضاف عمران، أن الإمارات تعتبر أن الحل السوداني - السوداني، السبيل الوحيد لتثبيت أي اتفاق دائم على وقف إطلاق النار، ما جعلها تركز في تحركاتها الإقليمية والدولية على دعوة الأطراف المتناحرة إلى طاولة حوار وطني شامل، يلبي تطلعات الشعب السوداني.
بؤرة صراع
في السياق، نوه المحلل السياسي التشادي، عبد الرحمن عمر، إلى أن جغرافية السودان الطبيعية والبشرية الغنية بالتنوع تمثل نقطة ارتكاز حول تحقيق السلام في المنطقة، مؤكداً أن الأطماع السياسية للقادة العسكريين جعلت من السودان بؤرة صراع دائمة، تصدر الحروب لدول الجوار، سواء غرباً إلى تشاد، أو جنوباً إلى جنوب السودان، أو شرقاً إلى إثيوبيا وإريتريا.
وقال عمر، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن النزاع الدائر في السودان نتيجة عدم الامتثال للخيار الشعبي الرافض لحكم «الإخوان» الذين انقلبوا على الحكومة المدنية، وأشعلوا نيران الفتنة والصراع، ويعملون الآن على عرقلة جهود التسوية السلمية.
وشدد على أن السودان بحاجة إلى حل سياسي وطني شامل، يعالج الأزمة من جذورها، ويقوم على الحوار والتفاوض، والاستجابة لمطالب الشعب السوداني الخاصة بالسلام والعدالة والتحول الديمقراطي، مؤكداً أن خيار السلام يُعد ضرورة ملحة لإنقاذ السودان من الانهيار والفوضى.