إيلون ماسك يحضر أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي في العالم خلال ساعات
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
اصبح الذكاء الاصطناعي يحتل المكانة الاكبر في مختلف المجالات التكنولوجية الرائدة حول العالم.
وتنطلق صباح اليوم الأربعاء أول قمة في العالم حول سلامة الذكاء الاصطناعي في مدينة «بلتشلي بارك» البريطانية، موطن خبراء فك الشفرات الذين فككوا الشفرة التي أنهت الحرب العالمية الثانية.
وستجمع القمة حكومات دولية، وشركات رائدة بمجال الذكاء الاصطناعي، وخبراء، للمشاركة في محادثات حاسمة حول التطوير والاستخدام الآمنيْن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الرائدة.
كما تشهد القمة عملا منسقا للاتفاق على مجموعة من التدابير السريعة والمحددة لتعزيز سلامة الاستخدام العالمي للذكاء الاصطناعي.
يعمل في قطاع التكنولوجيا في بريطانيا أكثر من 50.000 شخص ما يساهم بـ 3.7 مليار جنيه إسترليني في اقتصاد البلاد (شاترستوك)
ويشمل جدول أعمال القمة، التي يحضرها أكثر من 100 مشارك، مناقشة موضوعات تشمل التقدم غير المتوقع في الذكاء الاصطناعي، واحتمال أن يفقد البشر السيطرة عليه.
ومن المتوقع أن يحضر القمة رجل الأعمال والملياردير إيلون ماسك، بالإضافة إلى كثير من زعماء العالم، منهم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، إنه سوف يلتقي إيلون ماسك ليلة الخميس المقبل على «إكس» عقب القمة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد قال إن المملكة المتحدة تعد منذ وقت طويل موطناً لتقنيات المستقبل التحويلية، بالتالي «لا يوجد مكان أفضل من بلِتشلي بارك لاستضافة أول قمة عالمية على الإطلاق لسلامة الذكاء الاصطناعي». وسعيا للاحتضان الكامل للفرص الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي «يجب علينا السيطرة على المخاطر ومعالجتها لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بأمان في السنوات المقبلة».
رئيس الوزراء البريطاني يعلن عن لقاء سيجمعه مع إيلون ماسك عبر منصة «إكس» ليلة الخميس المقبل عقب القمة (رويترز)
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التكنولوجية العالم الذکاء الاصطناعی إیلون ماسک
إقرأ أيضاً:
محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
تحدثنا فى مقال سابق عن «DeepSeek»، مطور الذكاء الاصطناعى الذى أعلنت الصين عنه ليكون على غرار ChatGPT، كما أوضحنا الفرق بين النموذجين ونقاط ضعف وقوة كل نموذج؛ لتكون أمام المستخدم خريطة متكاملة يمكن من خلالها الاختيار حسب ما يناسب احتياجاته وما يريده.
لكن ما لم يكن فى الحسبان أن يُحدث «DeepSeek» ما يشبه انقلاباً فى عالم الذكاء الاصطناعى، انقلاباً ليس له علاقة بالمستخدمين والتقنيات وما إلى ذلك، بل فيما يتعلق بالصناعة نفسها ومستقبلها ومدى تنافس الشركات العملاقة التى اشتدت بمجرد أن نزلت الصين الحلبة، ومن خلال التصريحات التى صدرت خلال الأسبوع الماضى يمكن القول إن هناك حرباً شرسة قد بدأت ولن تنتهى سريعاً.
بالطبع كان يوم 28 يناير الماضى يشبه زلزالاً هزّ بقوة عروش وادى السيلكون، ففيه تم طرح «DeepSeek» لأول مرة رسمياً، ووصل الإقبال عليه لدرجة أثرت على اتصاله بالإنترنت، أما الأخطر فإن صعود أسهم التطبيق الصينى أفقد أغنى 500 شخص فى العالم ما يقارب 108 مليارات دولار، وكان أبرز الخاسرين لارى إليسون، مالك «أوراكل» العالمية، الذى فقد 22.6 مليار دولار، كما خسر جينسن هوانج، مؤسس مشارك فى «إنفيديا»، 20% من ثروته، بينما كان نصيب مايكل ديل، صاحب «ديل»، 13 مليار دولار.
تأثير «DeepSeek»، كما أوضحت صحيفة الـ«واشنطن بوست»، وصل إلى أنه حطم استراتيجية وادى السيلكون التى تنص على أن الإنفاق الضخم والتمويل الكبير للذكاء الاصطناعى هو ما يضمن الريادة الأمريكية لهذا القطاع، بينما تكلف التطبيق الصينى 5.6 مليون دولار بحسب البيانات الرسمية، واستطاع أن يصل إلى مختلف أنحاء العالم وأن يحقق أرقاماً ضخمة مقارنة بغيره من التطبيقات.
وللتوضيح أكثر، يمكن اعتبار سنة 2024 سنة محورية بالنسبة للذكاء الاصطناعى بسبب تضخم حجم الاستثمارات الذى وصل إلى 400 مليار دولار، فبعد أن نجحت «OpenAI»، من خلال ChatGPT، فى تحقيق أرباح بلغت مليون دولار يومياً، أطلقت «جوجل» نموذجها Gemini 2.0 للمنافسة، وكذلك سارت على نفس الطريق شركات «أمازون وأبل وميتا» سواء بنماذج جديدة على غرار ChatGPT أو بتمويل أبحاث للتطوير، وبحسب مجلة «ذى إيكونوميست»، فمن المتوقع أن يبلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعى 1.3 تريليون دولار فى 2032.
أمام تلك الاستثمارات الضخمة لم تقف شركات الذكاء الاصطناعى العملاقة مكتوفة الأيدى وهى ترى البساط ينسحب من تحت أقدامها ليذهب إلى الجانب الصينى، بل سرعان ما حاولت إنقاذ ما يُمكن إنقاذه؛ وكانت البداية من عند مارك زوكربيرج، الذى أعلن أن نموذجه «Meta AI» سيكون هو الرائد فى العالم خلال العام الجارى، بل وأطلق نموذجه مجاناً فى الشرق الأوسط وأفريقيا منذ أيام قليلة، وبالتزامن مع ذلك أعلنت شركة «على بابا» العملاقة أنها ستطرح مطور ذكاء اصطناعى خاصاً بها خلال الفترة المقبلة لتشتعل حلبة المنافسة أكثر.
أما «OpenAI»، وهى الشركة الأبرز فى هذا المجال وتعقد شراكة منذ عام 2019 مع «مايكروسوفت»، فقررت أن تضرب «تحت الحزام» حين اتهمت «DeepSeek» بأنه قد يكون سرق بيانات من «OpenAI»، مؤكدة أنها ستحقق فى هذا الملف الشائك، وزاد من هذا التعقيد تصريح «ترامب» مؤخراً بأن أمريكا يجب أن تستعيد الريادة فى مجال الذكاء الاصطناعى، مقرّاً من ناحية أخرى بأن وادى السيلكون لم يعد فى مكانته العالمية بعد الصعود الصينى.
هكذا جاءت تداعيات «DeepSeek» خلال أيام قليلة، ثروات فُقدت، وشركات تحفزت، وأخرى استعدت للضرب «تحت الحزام»، لكن الأخطر أنه مع تنفيذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لوعوده بفرض رسوم كبيرة واستئناف الحرب الاقتصادية مع الصين، ستكون المنافسة الأشرس فى مجال الذكاء الاصطناعى، وستخرج الحرب من كونها مجرد تصريحات بين شركات متنافسة إلى معارك تكسير عظام لن ينجو منها إلا الأكثر شراسة.