بسبب موقفه من غزة.. تراجع تأييد العرب الأميركيين لبايدن في الانتخابات المقبلة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
بالتزامن مع هجوم إسرائيل على غزة ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، أظهر استطلاع للرأي انخفاض تأييد الناخبين الأميركيين، ذوي الأصول العربية، للرئيس الأميركي، جو بايدن، في الانتخابات المقبلة، إذ انخفض من 59 في المئة إلى 17 في المئة، بانخفاض قدره 42 في المئة عن عام 2020.
وبعد بدء الحرب على غزة، أجرى المعهد العربي الأميركي استطلاعا خاصا على مستوى الولايات المتحدة للناخبين العرب الأميركيين بواسطة شركة "جون زوغبي استراتيجيز".
وأوضح الاستطلاع كذلك أن معدل الموافقة على بايدن انخفض أيضا بشكل حاد من 74 في المئة في عام 2020 إلى 29 في المئة في عام 2023، ما يعكس الاتجاهات السائدة.
ويمثل العرب الأميركيون مئات الآلاف من الناخبين في العديد من الولايات الانتخابية الرئيسية، مثل ميشيغان وأوهايو وبنسلفانيا، حيث ستدور ساحة المعركة الانتخابية لعام 2024، بحسب الاستطلاع.
ووفقا للاستطلاع، لدى ثلثي العرب الأميركيين وجهة نظر سلبية بشأن رد فعل الرئيس بايدن على أعمال العنف الحالية في فلسطين وإسرائيل.
وأوضح أن أغلبية كبيرة من العرب الأميركيين تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تدعو إلى وقف إطلاق النار بشأن أعمال العنف الحالية، وهو ما يعكس أيضا استطلاعات الرأي الأخيرة للشعب الأميركي بشكل عام.
وأشار الاستطلاع إلى أنه منذ أبريل 2023، قبل اندلاع أعمال العنف في المنطقة، انخفضت نسبة تأييد بايدن بنسبة 18 في المئة بين الأميركيين العرب.
ويرى المعهد العربي الأميركي أن التأثير الإجمالي لوجهات النظر السلبية تجاه الرئيس الأميركي وسياساته لا يظهر فقط في الانخفاض الكبير في دعم الناخبين المتوقع له في عام 2024، بل له أيضًا تأثير كبير على حزب بايدن الديمقراطي.
ووفقا للمعهد، فهذه هي المرة الأولى خلال 26 عامًا من استطلاعات آراء الناخبين العرب الأميركيين، التي لم تزعم فيها الأغلبية أنها تفضل الحزب الديمقراطي.
وأشار الاستطلاع إلى أنه في عامي 2008 و2016، فاق عدد الديمقراطيين عدد الجمهوريين بنسبة اثنين إلى واحد. لكن في هذا الاستطلاع، عرّف 32 في المئة من الأميركيين العرب بأنهم جمهوريون مقابل 23 في المئة فقط عرّفوا أنفسهم على أنهم ديمقراطيون.
كما واصل المستقلون نموًا مطردًا في تحديد هويتهم الحزبية وتغلبوا على الديمقراطيين لأول مرة في أكتوبر 2023، وفقا للاستطلاع.
وأظهر الاستطلاع أنه هناك قلقا عميقا من أن استمرار الحرب على غزة سيكون له تداعيات سلبية على سلامة المجتمع الأميركي، إذ يشعر ثمانية من كل عشرة أميركيين عرب بالقلق من أن أعمال العنف الحالية ستثير التعصب المناهض للعرب، ويشعر الثلثان بالقلق من أنها ستثير معاداة السامية.
كما يبرز الاستطلاع ارتفاع مستويات القلق بين العرب بشأن التعبير علنًا عن وجهات النظر الداعمة لحقوق الفلسطينيين والخوف على السلامة الشخصية أو الخوف من التمييز.
وأشار 59 في المئة من الأميركيين العرب أنهم يعانون من التمييز، بزيادة قدرها 6 في المئة منذ أبريل من العام الجاري.
وأفاد 70 في المئة من المسلمين الأميركيين العرب و74 في المئة من الأميركيين العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا أنهم يواجهون التمييز.
كما يشعر نصف الأميركيين العرب الذين شملهم الاستطلاع بالقلق إزاء مواجهة التمييز في المدرسة والعمل وفي مجتمعهم المحلي بسبب أعمال العنف الأخيرة في فلسطين وإسرائيل، بينما أعرب ثلثاهم عن قلقهم بشأن إظهار الدعم للفلسطينيين.
وشدد بايدن، الأحد، على الحاجة إلى زيادة "مهمة وفورية" في تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك في اتصالين مع نظيريه المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وفق البيت الأبيض.
وخلال اتصاله مع نتانياهو "شدد الرئيس على الحاجة إلى زيادة مهمة وفورية في تدفق المساعدة الإنسانية لتلبية حاجات المدنيين في غزة".
وفي اتصال منفصل مع نظيره المصري، اتفق بايدن والسيسي على "التسريع المهم والزيادة في تدفق المساعدة إلى غزة بدءا من اليوم وبشكل متواصل"، وفق ما أكد المصدر ذاته.
وأتى الاتصالان في وقت تتزايد الدعوات لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس ضد الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.
وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا يوم الهجوم الذي احتجزت خلاله حماس نحو 230 رهينة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وترد إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف على القطاع أدى إلى مقتل أكثر من 8000 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في غزة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أعمال العنف فی المئة من فی عام
إقرأ أيضاً:
هل زرع ترامب الرعب في قلوب الأميركيين في أقل من 100 يوم؟
واشنطن- عبّر أحد مديري الصناديق المالية، الذي جاء من مدينة نيويورك إلى واشنطن قبل أيام للمشاركة في دورة "اجتماعات الربيع" لصندوق النقد والبنك الدوليين، عن رعبه مما تشهده بلاده.
وقال المدير، الذي تحفّظ على ذكر اسمه ومحل عمله، للجزيرة نت "ربما تكون هذه الاجتماعات الأخيرة من نوعها؛ ما يقوم به الرئيس دونالد ترامب، عمدا أو جهلا، كفيل بتدمير النظام المالي العالمي المرتكز على أعمدة عدة من بينها أعمدة التنظيم المالي المؤسسي العالمي الذي تلعب فيه منظمات كصندوق النقد والبنك الدولي دورا رئيسا، إلا أن إدارة ترامب تحتقر هذه المؤسسات وتتبع سياسات معادية لها".
ولكن أهم ما أشار إليه المدير المالي هو ما حدث أمس من إلقاء ضباط مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) القبض على هانا دوغان، القاضية بمدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن، على خلفية اتهامها بإعاقة عملية احتجاز مهاجر غير نظامي.
ومثّلت الحادثة نقلة كبيرة ونوعية في طبيعة المواجهة بين إدارة الرئيس ترامب والقضاء. واعتبر المدير المالي أن ترامب "جاد جدا في ترحيل مواطنين أميركيين إلى السلفادور، وأنه يفكر في الترشح لفترة حكم ثالثة".
إعلانوأشار المدير المالي إلى خطاب ألقاه، أمس الأول، وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أمام معهد التمويل الدولي في واشنطن العاصمة، ودافع فيه عن فرض إدارته رسوما جمركية عالية للغاية على الصين بنسبة 145%.
وحدد بيسنت ما سماه "مخططا لإعادة التوازن إلى النظام المالي العالمي والمؤسسات المصممة للحفاظ عليه"، وتحديدا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وقال بيسنت إن "صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لهما قيمة دائمة، لكن ابتعدت هذه المؤسسات عن مسارها الصحيح. يجب أن نسنّ إصلاحات رئيسية لضمان أن مؤسسات بريتون وودز تخدم أصحاب المصلحة وليس العكس".
غياب الكونغرس والحزبين
وفاجأ المدير المالي مراسل الجزيرة بالقول "أنا مرعوب مما تشهده أميركا! ما نراه يعد استثنائيا وخطيرا بصورة لا يمكن قبولها. والأخطر هو عدم وجود رد فعل من أي من الجهات المنوط بها دستوريا مواجهة توغل السلطة التنفيذية. الكونغرس بحزبيه، الجمهوري والديمقراطي، ليسا حاضرين؛ لا يقومان بما يطالبهما به الناخبون من ضرورة وقف تهور إدارة ترامب وتنمّرها".
وأوضح "أتخيل أنني في كابوس، وأننا في دولة دكتاتورية غريبة، لكن مع كل صباح جديد أكتشف أنني لا أزال في أميركا، بلد الحريات، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات". وأضاف أن ترامب "يهدد ذلك كله ويدمره، وهو لم يكمل بعد 4 أشهر من بدء حكمه".
وتابع "لقد نجح ترامب في كشف عورة القضاء الذي لا يملك آلية عملية لتنفيذ قراراته، لذلك تشجع الرئيس وتمادى في إهانة القضاء وتجاهل قراراته، وهذا لم يحدث من قبل مع أي رئيس أميركي" كما قال المدير المالي.
كذلك أشار إلى حالة المهاجر السلفادوري كيلمار أبريغو غارسيا، المتزوج بمواطنة أميركية، والذي تم ترحيله إلى السلفادور بطريق الخطأ، وقرار المحكمة العليا بضرورة قيام إدارة الرئيس دونالد ترامب باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين عودته إلى عائلته القاطنة بولاية ماريلاند، وهو ما تجاهلته إدارة ترامب.
إعلانوتتجاهل إدارة ترامب أيضا عشرات من قرارات المحاكم القاضية بوقف القبض على الطلاب الأجانب أو ترحيلهم على خلفية مشاركتهم في الحركة الاحتجاجية ضد موقف واشنطن من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبدئها إجراءات لمعاقبة الجامعات الأميركية في محاولة للسيطرة عليها.
الطريق إلى الاستبداد
حتى الآن فشلت الضوابط التي يعجّ بها الدستور الأميركي في إيقاف ترامب. واعتبرت خبيرة قانونية، تحفظت على ذكر اسمها، في حديث للجزيرة نت، أن "الدساتير ما هي إلا نصوص من حروف وكلمات، ولا تعني معانيها الشيء ذاته عند الجميع. من هنا من الأهمية بمكان أن يوفر الدستور آليات لمنع استغلاله ولتنفيذ نصوصه، وهذا ما تفتقده الولايات المتحدة في ظل "الاستقطاب الحاد بين الحزبين، والتقارب الشديد بينهما في نسب التمثيل في مجلسي الكونغرس".
وسهّل ذلك من توغل البيت الأبيض والرئيس ترامب عن طريق إصدار أكثر من مائة أمر تنفيذي في مختلف القضايا والسياسيات وتجاهل الآلية التشريعية بصورة شبه كاملة رغم سيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس.
وكتب الأكاديميان ستيفن ليفيتسكي من جامعة ييل ولوكان واي من جامعة تورونتو مقالا في دورية "شؤون خارجية" (فورين أفيرز) يحذران فيه من انزلاق الولايات المتحدة إلى استبداد من نوع جديد.
وقال المقال إن مواقف ترامب في فترة رئاسته الأولى دفعت إلى وجود رد فعل قوي ومقاوم من المؤسسات السياسية الأميركية. لكن ما يقوم به منذ عودته للبيت الأبيض يقابل بلامبالاة مذهلة.
وبينما اعتبر العديد من السياسيين والنقاد والشخصيات الإعلامية وقادة الأعمال ترامب تهديدا للديمقراطية قبل 8 سنوات، يتعاملون الآن مع هذه المخاوف على أنها مبالغ فيها؛ فبعد كل شيء، نجت الديمقراطية من فترته الأولى في المنصب.
انتهك ترامب أسس العملية الديمقراطية بعدم اعترافه بنتائج انتخابات 2020، والتي خسرها لمصلحة جو بايدن؛ إذ حاول ترامب قلب نتائج الانتخابات وفشل، وحاول منع الانتقال السلمي للسلطة وفشل. ومع ذلك، لم يحاسبه الكونغرس ولا القضاء، وأعاد الحزب الجمهوري ترشيحه للرئاسة.
إعلانأدار ترامب حملة انتخابية استبدادية علنية في عام 2024، وتعهد بمقاضاة خصومه ومعاقبة وسائل الإعلام الناقدة له، ونشر الجيش لقمع الاحتجاجات إذا اضطر إلى ذلك. ورغم كل ذلك فاز بأصوات أكثر من 77 مليون أميركي، وبفضل قرار استثنائي للمحكمة العليا، سيتمتع بحصانة رئاسية كاملة خلال سنوات حكمه الأربع.
وخلال ولايته الأولى، نجت أميركا بديمقراطيتها لأنه لم يكن لدى ترامب خبرة أو خطة أو فريق. ولم يسيطر على الحزب الجمهوري عندما تولى منصبه في عام 2017، وكان معظم القادة الجمهوريين لا يزالون ملتزمين بالقواعد الديمقراطية للعبة.
حكم ترامب مع الجمهوريين والتكنوقراط المؤسسيين، وقاموا بتقييده إلى حد كبير. لكن لم يعد أي من هذه الأشياء صحيحا بعد الآن. هذه المرة، اختار ترامب الاعتماد كليا على من لديهم ولاء كامل له، ويوافقون على ما يقرره من دون نقاش، حتى لو كان موقفا استبداديا غير دستوري.
تكلفة المعارضةأوضحت تحركات ترامب في الأشهر الماضية، من خلال سيل الأوامر التنفيذية المشكوك في دستوريتها، أن تكلفة معارضة ترامب سترتفع بشكل كبير. وبعد اختياره لحليفه مايكل فولكندر، ليترأس مصلحة الضرائب الأميركي (IRS)، يُخشى من استهداف مانحي الحزب الديمقراطي من قبل مصلحة الضرائب.
وقد تواجه الشركات التي تموّل جماعات الحقوق المدنية تدقيقا ضريبيا وقانونيا مشددا، أو تجد مشاريعها محبطة من قبل الجهات الحكومية.
في الوقت ذاته لم يخفِ ترامب رغبته في ترويض وسائل الإعلام المعارضة له، وبدأ بالفعل في رفع دعاوى تشهير مكلفة أو إجراءات قانونية أخرى ضد الشركات الأم المالكة لها.
وبعدما نجح في تعيين موالين له وعلى رأسهم وزيرة العدل بام بوندي، وزوكاش باتال مديرا لمكتب التحقيقات الفدرالي، ومايكل فولنكندر مديرا لهيئة الضرائب، ضمن ترامب استخدام أجهزة الدولة لتحقيق غايات شخصية مناهضة للديمقراطية من خلال التحقيق مع المنافسين ومقاضاتهم، واستمالة المجتمع المدني، وحماية الحلفاء من الملاحقة القضائية.
إعلانوأثمرت إستراتيجية ترامب عن اتخاذ شبكة "إيه بي سي" (ABC) قرارا صادما بتسوية دعوى تشهير رفعها الرئيس، ودفعت له 15 مليون دولار لتجنب محاكمة ربما كانت ستنتصر فيها. ويقال إن مالكي شبكة "سي بي إس" (CBS) يعملون أيضا على تسوية دعوى قضائية من قبل ترامب، وهو ما يدل على فاعلية لجوئه إلى سلاح مطاردة منتقديه.