اليمن يدخل التاريخ بقصف الكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
يمانيون – متابعات
أعلنت القوات المسلحة اليمنية رسميا، اليوم، انخراطَها في المواجهة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدواناً غاشماً على قطاع غزة لليوم الخامس والعشرين على التوالي، مؤكدة “تنفيذَ 3 عمليات عسكرية نصرة لإخواننا في فلسطين”.
وأطل المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن يحيى سريع، من جديد ليعلنَ البيان، مُشيراً إلى أنه “ولليوم الخامس والعشرين يشاهدُ العالمُ ما يجري في فلسطينَ المحتلّةِ وما يتعرضُ له قطاعُ غزةَ من عدوانٍ إسرائيليٍ أمريكيٍ غاشمٍ، حَيثُ المجازر اليومية والإبادة الجماعية والدمار الشامل، والحصار الخانق، كُـلّ ذلكَ أمامَ مرأى ومسمَعِ العالمِ وبدعمٍ أمريكيٍ غربيٍ لا محدود للكيانِ المجرمِ”.
وأضاف: “ثم ما يلاقيهِ قطاعُ غزةَ من ضعفِ النظامِ الرسميِ العربيِ وتواطؤِ البعضِ مع العدوّ الإسرائيليِّ وأمامَ كُـلّ ذلك كان لا بدَّ للشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ أن تقولَ كلمتَها وأن تنتصرَ لغزةَ ولأطفالها ونسائِها”، مؤكّـداً أننا “ومن واقعِ الشعورِ بالمسؤوليةِ الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ والوطنيةِ واستجابة لمطالبِ شعبِنا اليمنيِّ ومطالبِ الشعوبِ الحرةِ ونجدةً لأهلنِا المظلومينَ في غزةَ كان لا بدَّ للقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ أن تقومَ بواجبِها بالتوكلِ على اللهِ وانتصاراً للمظلوميةِ التاريخيةِ للشعبِ الفلسطينيِّ العزيز، مؤكّـداً أن القوات المسلحة قامت بإطلاق دفعةٍ كبيرةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيَّرةِ على أهداف مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي المحتلّةِ”.
وواصل بالقول: “إن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد أن هذه العمليةَ هي العمليةُ الثالثةُ نصرةً لإخوانِنا المظلومينَ في فلسطينَ، وتؤكّـد استمرارها في تنفيذِ المزيد من الضرباتِ النوعيةِ بالصواريخِ والطائراتِ المسيَّرةِ حتى يتوقفَ العدوانُ الإسرائيلي”، مؤكّـداً أن “موقفَ شعبِنا اليمنيِّ تجاهَ القضيةِ الفلسطينيةِ ثابتٌ ومبدئيٌّ، وأنَّ للشعبِ الفلسطينيِّ الحقَ الكاملَ في الدفاعِ عن النفسِ ونيلِ حقوقِهِ المشروعةِ كاملةً، وأن ما يُزعزعُ المنطقةَ ويوسعُ من دائرةِ الصراعِ هو استمرار كيانِ العدوّ الصهيونيِّ في ارتكاب الجرائمِ والمجازرِ بحقِ أهالي قطاعِ غزةَ وكلِّ فلسطينَ المحتلّة”.
31 أُكتوبر.. تاريخٌ لن يُنسى:
ويثبت البيان بما لا يدع مجالاً للشك صحة الأنباء التي تحدثت منذ أَيَّـام عن تعرض فلسطين المحتلّة وعدد من المستوطنات الصهيونية للقصف الصاروخي الباليستي من اليمن، والذي سارعت بتأكيده وسائلُ إعلام غربية وعبرية، وادَّعت أنها تصدت لهذه الصواريخ، كما أن هذا الإعلانَ يُعد بمثابة الدخول الرسمي إلى قلب المعركة، ويؤكّـد أن الأيّام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت.
وتعد الجمهورية اليمنية الدولةَ العربيةَ الوحيدة التي ناصرت المستضعَفين في قطاع غزة بالقول والفعل، وهي تثبت مصداقية القيادة الثورية، التي أكّـدت في وقت سابق أن الكيان الصهيونيَّ إذَا تجاوز الخطوط الحمراء فَــإنَّ صنعاء ستتدخل بالإمْكَانات التي تمتلكها وبما تستطيع، وها هي الأقوال تتحول إلى أفعال.
وفي هذا الشأن يقول نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، العميد عبد الله بن عامر: إن “القواتِ المسلحة اليمنية مستعدة لشن المزيد من الهجمات على أهداف للعدو في الأيّام المقبلة”، مُشيراً إلى أن “عملية إطلاق الصواريخ والمسيَّرات جاءت بناءً على توجيهات السيد القائد عبد الملك الحوثي”، مُضيفاً أن “القوات المسلحة اليمنية مُستمرّة في إسناد الشعب الفلسطيني حتى يتوقف العدوان، وأن على العدوّ أن يدرك أن الصراع سيتوسع ما دامت مجازره ضد الشعب الفلسطيني مُستمرّة”، منوِّهًا إلى أن “قرار دخول اليمن في هذا الصراع لم يكن عشوائياً بل هو قرار مدروس جاء بناءً على نداء الشعب اليمني”.
ويؤكّـد ابن عامر في حديثه لقناة الميادين أن “معركة المقاومة هي واحدة على مستوى القرار والتقنيات وصواريخنا ستتجاوز المنظومات الأميركية والإسرائيلية”، لافتاً إلى أننا “عندما دخلنا في هذه المعركة كنا نتوقع مسبقًا الرد ونحن مستعدون وننسق مع قوى محور المقاومة”.
وكقراءة عسكرية أَيْـضاً يؤكّـد الخبير زين العابدين عثمان، أنه “مع استمرار كيان العدوّ الصهيوني ومعه الأمريكي في ممارسة القتل الجماعي بحق إخواننا الفلسطينيين في غزة ومع الحملات البرية التي يحاول عبرها جيش كيان العدوّ والقوات الأمريكية اقتحام غزة منذ أكثر من أربعة أَيَّـام تحت عمليات قصف شاملة تطال كُـلّ شيء كان المحتم أن يكون لهذا التصعيد العدواني تصعيداً مضاداً، وتصعيد العمليات الهجومية من قبل قوى محور الجهاد والممانعة لضرب كيان العدوّ واستهدافه في أعماقه الحيوية والاستراتيجية”.
ويقول في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “قواتنا المسلحة وعبر الناطق الرسمي العميد يحيى سريع، أعلن يوم أمس عن هجوم هو الأضخم من نوعه -بفضل الله تعالى- لاستهداف شبكة من الأهداف الحيوية والحساسة في عمق كيان العدوّ الصهيوني كمنطقة “إيلات” وغيرها من المناطق وذلك بدفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية الاستراتيجية والصواريخ الجوالة من نوع كروز وأسراب من الطائرات المسيَّرة الانتحارية”.
ويضيف: “وبالتالي فَــإنَّ إعلان هذه العملية بشكل رسمي من قبل قواتنا المسلحة والقيادة؛ كونها العملية الثالثة من نوعها هو إعلان عن دخول اليمن مرحلة جديدة في مسار تقديم المساندة والتعاون العسكري والاستراتيجي المباشر جنباً إلى جنب مع حركات المقاومة الفلسطينية في معركتها التاريخية التي تخوضها ضد كيان العدوّ الصهيوني والأمريكي، وهو إعلان عن واقع جديد لهُــوِيَّة المواجهة الشاملة، أَو بمعنى أدق “المواجهة ذات الجبهات المتعددة”، التي سيفرضها محور الجهاد والممانعة بشكل تصاعدي ضد كيان العدوّ الصهيوني والعدوّ الأمريكي والغربي”.
ويقول: “إن العمليات الهجومية التي تنفذها قوى محور الجهاد لن تقف عند سقف معين من القوة واتِّخاذ القرارات، فكلما اتجه كيان العدوّ الصهيوني والأمريكي في تصعيد عملياتهم الإجرامية ضد المقاومة وضد إخوتنا في غزة كلما أخذت عمليات دول محور الممانعة وقواتنا المسلحة نطاقاً أكبر وأوسع في اتِّخاذ إجراءات حربية غير مسبوقة”.
ويزيد بقوله: “ستكون أبعادها بعون الله تعالى ذات سقف استراتيجي يحقّق عمليًّا التدمير الكامل لكل القواعد الأمريكية في المنطقة (36) قاعدة وتوجيه ضربات قاصمة لم يسبق لها مثيل لعمق كيان العدوّ الصهيوني بشكل مباشر”، مؤكّـداً أنه “وبالمعطيات للعدو الصهيوني والأمريكي والغرب الكافر أن محور الممانعة واليمن في المقدمة حاضرون في الساحة وأن حرب الوزن الثقيل وسياسة استخدام القوة الكامنة لم تبدأ بعد”، موضحًا أن “ما يحصل الآن هي خطوة أولية إذَا لم يفهما كيان العدوّ الصهيوني والإدارة الأمريكية وستكون آخر خطأ تاريخي يرتكبه قبل الدخول في الحرب الإقليمية التي ستفتح أبوابَ جحيمها على كيان العدوّ والقوات الأمريكية بشكل كامل، كما أنها ستلقي بتداعياتها الاقتصادية المدمّـِرة على الغرب الكافر”.
عمليةٌ كسرت حاجز الخوف:
من جهته يقول مدير البرامج السياسية في قناة “المسيرة” حميد رزق: إن “اليوم هو تاريخي بما للكملة من معنى، وإن اليمن يعيد كتابة التاريخ”، مُشيراً إلى أن “اليمن اليوم يتحمل مسؤوليته الدينية والإسلامية والإنسانية والأخلاقية لا أشراً ولا بطراً ولا بحثاً عن شهرة، ولا عن بطولة، وإنما أمام ما يجري في غزة، وأمام المشاهد التي تابعها ولا يزال يتابعها العالم أجمع”، منوِّهًا إلى أن “اليمن يتحمل شعباً وجيشاً وقيادةً هذه المسؤولية التاريخية وهذه العملية البطولية، بالإضافة إلى قيمتها وأهميتها وحجمها عسكريًّا، وهي بمثابة كسر لحاجز الخوف لدى الأُمَّــة كلها، وهي بمثابة الخطوة الأولى، وبداية لحركة كُـلّ أبناء الأُمَّــة، وهذه المعجزة التي لطالما انتظرها الجميع نراها اليوم تتحقّق على أيادي اليمنيين”.
ويعتبر رزق “المشاركة اليمنية في ضرب كيان العدوّ الصهيوني دليلاً على صوابيه المسار القرآني الذي صدره الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- وتجسد انتماء الشعب اليمني وإرادته”.
ويلفت إلى أن “اليمن تجاوز كُـلّ العوائق والحواجز المكانية وعمل على كسرها حين تحقّق له الاستقلال والإرادَة الحرة، فقلب الموازين وغيّر الواقعَ؛ لينتصر على جراحاته ويتغلب عليها ليقدم للعالم ذات المشهد الذي نهض فيه الإمام علي -عليه السلام- يوم غزوة الخندق، ليتصدر المشهد وهو يذود عن فلسطين ويشاركه أحزانه وآلامه وجراحاته”.
ويؤكّـد رزق أن “فلسطين ليست لوحدها بل اليمنُ قولاً وفعلاً يقفُ إلى جانبها، ومعه محور المقاومة الممتد من العراق إلى لبنان إلى إيران واليمن”، مُشيراً إلى أن “تفرد كيان الاحتلال الصهيوني بالشعب الفلسطيني لن يظل دائماً كما كان، بل إن المصير لمحور المقاومة مشترك وواحد، وإن أيَّ تفريط بأي مكون من مكوناته يعتبر تفريطاً بكامل المحور المقاوم، وإن ثمنَ التفريط سيكون باهضاً حين ينتقل العدوّ الصهيوني والأمريكي من التفرد بغزة لينتقل إلى ما بعدها”.
ويلفت رزق إلى أن “عملية “طوفان الأقصى” والعمليات اليمنية تترجم إرادَة الشعوب وتطلعاتها، وتثبت أن إرادَة الشعوب لم تعد كما كانت تعبر عن تنديدها بمظاهرات إن سمح لها، بل ستترجم إلى مواقفَ وأعمال ومشاركة بالمال والسلاح والنفس، لتحرير الشعب الفلسطيني من دنس الغازي المحتلّ”.
بدوره يعتبر الناشط زيد الشُّريف، أن “إعلان القوات المسلحة اليمنية بكل وضوح أمام العالم مشاركتها الفعلية العسكرية الصاروخية والجوية الداعمة والمساندة لغزة وشعب فلسطين ومقاومته أمر استثنائي وحدث فريد لم يعد مألوفاً، خُصُوصاً بعد سبعة عقود من الخذلان العربي والإسلامي والعالمي لفلسطين وشعبها”.
ويؤكّـد الشريف في تصريحه لصحيفة “المسيرة” أن “القوات المسلحة أوصلت بمواقفَ ومعطيات عسكرية قوية رسالة للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني المحتلّ وأنظمة التطبيع والخيانة أن اليوم غير الأمس وأننا لا نخشى إلا الله تعالى، وأننا لن نترك غزة فريسة لأمريكا وإسرائيل”.
ويوضح أن “بيان القوات المسلحة يثبت بأن اليمن أصبح جزءاً من المعركة في مواجهة الطغيان الصهيوني والهيمنة الأمريكية، وأن القوات المسلحة اليمنية تؤكّـد بالأعمال والمواقف العسكرية أن السيد عبدالملك الحوثي إذَا قال فعل وَإذَا وعد لا يخلف وعده وَإذَا توعد لا يتردّد في تنفيذ وعيده وتهديده”، مُشيراً إلى أن “القوات المسلحة اليمنية لمحت في بيانها أن المعركة مع الصهاينة والأمريكيين شاملة براً وبحراً وجواً، وأنها ستخوضها بعون الله مهما كانت التحديات”.
فرحةٌ عارمةٌ على مواقع التواصل:
وأثلج هذا الإعلان للقوات المسلحة اليمنية صدور أحرار العالم، وتصدرت البيان مواقع التواصل الاجتماعي، حَيثُ سارع الكثيرون للتعبير عن إعجابهم لشجاعة الشعب اليمني وقيادته ووقوفه إلى جانب محنة الفلسطينيين.
واعتبر الناشط براء نزار ريان، “دخولَ اليمن رسميًّا في سياق المواجهة مع الكيان الصهيوني َ موقف عربي رسمي منذ 50 سنة، وثمنه أكبر بكثير مما يتخيل”.
من جانبه كتب حسن فاخوري، على منصة إكس منشوراً قال فيه: “الإيمان والحكمة والنخوة والشرف والغيرة والحمية والبأس واليقين بنصر الله تراه في اليمن الحبيب، والمنتصر دائماً على أعداء الله اليهود وآل سعود وغيرهم من العبيد الأنذال”.
أما الإعلامي في قناة الميادين يحيى أبو زكريا، فقد كتب سلسلة منشورات في صفحته على منصة إكس، قائلاً: “علمتم الآن لماذا أمرت أمريكا وإسرائيل السعوديّة والإمارات العربية المتحدة بإحراق اليمن؟؛ بسَببِ إطفاء صوت اليمن المقاوم والداعم لمحور المستضعفين، ولكنهم خابوا وانتصر اليمن بحول الله وقوته، وها هو يشارك في دعم محور المقاومة”.
وواصل قائلاً: “السيد عبد الملك أطلق صواريخ باليستية باتّجاه الكيان الصهيوني، ويقيناً في جُعبة السيد حسن نصر الله الكثير، يبدو أننا ماضون إلى أَيَّـام حاسمة وساخنة، ونحن في المقاومة منتصِرون بحول الله وقوته حتى يسقُطَ الطغاةُ الصهاينة والطغاةُ العرب الداعمون لأمريكا وإسرائيل”.
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی محور المقاومة کیان العدو المحتل ة ویؤک ـد مؤک ـدا م شیرا إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
ممثلُ حركة “حماس” في اليمن لـ “الوحدة”: موقف اليمن وقواته المسلحة المثال الأنصع في تحدي الإدارة الأمريكية
حاوره/ خالد يحيى الصايدي
أثنى ممثلُ “حركة المقاومة الإسلامية حماس” في اليمن معاذ أبو شمالة على موقف اليمن والقوات المسلحة اليمنية واصفا هذا الدور بأنه “المثال الأنصع في تحدي الإدارة الأمريكية الظالمة وقراراتها”، مؤكداً على دور اليمن كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية والمساندة لمعركة طوفان الأقصى والفتح الموعود.
وتحدث ابو شمالة في حوار خاص أجرته معه “الوحدة” عن التطورات السياسية والإنسانية في قطاع غزة، وعن قدرات المقاومة ومسار المفاوضات وجانب من الآلام القاسية التي يتجرعها الشعب الفلسطيني بغزة والضفة في ظل جرائم العدو، معلقا على مواقف الأنظمة العربية والمجتمع الدولي من العدوان الاسرائيلي على غزة، وأيضا موقف الحركة من استمرار العدوان واغتيال قياداتها فإلى تفاصيل الحوار:
كيف تنظرون إلى استشهاد القائد يحيى السنوار؟ .. ما موقفكم وما هي التداعيات المحتملة لهذا الحدث على حركة حماس وعلى المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي؟عاش القائد يحيى السنوار كل مراحل حياته مجاهداً، فكان بطلاً في حياته وبطلاً في سجنه، ثم شاء الله أن تُختم حياته بالشهادة والتي يتمناها كل مؤمن مجاهد حر، فكانت طريقة استشهاد القائد يحيى السنوار أيقونة ومثالاً للنضال والمقاومة وبكل الوسائل وحتى آخر لحظة، وواهم العدو أنه بقتله للقادة يحطم الحركة، بل إنه يسرع من وصولها للنصر لأن استشهاد القادة يزيد المقاومين عزيمة وإصراراً على المضي في الطريق وبذل أقصى الجهد حتى تتحقق الأماني التي جاهد واستشهد من أجلها القادة، وهي تحرير فلسطين وعودة الأسرى والحرية والاستقلال.
عصية على الانكسار
بعد مرور عام على عملية “طوفان الأقصى” كيف تقيمون الوضع العسكري في قطاع غزة؟ .. وما هي أبرز الإنجازات التي حققتها المقاومة خلال هذه الفترة؟ وأيضا حجم الخسائر في صفوف العدو؟انطلقت عملية طوفان الأقصى في 7/10/2023 وها هي تكمل عاماً من الجهاد والمقاومة متحدية الترسانة العسكرية لجيش الاحتلال ومن يدعمه وبكل قوة، فلا زالت المقاومة بخير بفضل الله توقع الخسائر في جيش العدو الصهيوني في الجانب البشري والآليات وتقصف المدن المحتلة بالصواريخ، ولا زالت ثابتة في الميدان تفشل خطط العدو التي أعلنها عندما بدأ حربه الإجرامية على قطاع غزة، وهي سحق حماس والمقاومة وإعادة الأسرى، وها نحن وبعد أكثر من عام لا زالت حماس عصية على الانكسار، وبالرغم من الدمار الهائل في قطاع غزة البطلة، ولم يستطع العدو تحرير أسراه أحياء، وكل ذلك مؤشر أن المقاومة لا زالت تملك قوة لم يستطع العدو الوصول لها، بل يتكبد يومياً الخسائر ونحن نسمع يومياً اعتراف العدو بقتل وجرح جنوده، ونحن نعلم أن الأرقام التي يعلنها العدو أقل من الحقيقة، ولا زالت تعلن المقاومة وبالصور عن تحطيم قدرات جيش العدو والحمد لله، وإن كان العدو استطاع الدخول لبعض المناطق فإنه من المستحيل عليه البقاء فيها بل يسارع بالانسحاب منها.
وضع إنساني كارثي
ما هو الوضع الإنساني في قطاع غزة في ظل استمرار الحصار؟ ..وما الذي قدمته الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أو المجتمع الدولي من مساعدات وإغاثة لتخفيف معاناة السكان هناك؟الوضع الإنساني لأهلنا في قطاع غزة كارثي ومؤلم، فهذا الشعب العظيم الذي أفشل بصموده مخططات العدو في التهجير وإفراغ الأرض بحاجة إلى الإغاثة الإنسانية الشاملة في جميع المجالات الغذائية والطبية والمهنية وكل ضرورات الحياة ليستمر الصمود والثبات، وهذا حق وواجب علينا كمسلمين، وللأسف فإن الدعم العربي محدود ولا يرقى للمتطلبات الإنسانية لأهلنا في غزة، وأن ما تقدمه الأمم المتحدة فهو يغطي جزئياً بعض الحاجات والمطلوب وقف العدوان وإدخال المساعدات.
حرب إبادة
هل لديكم إحصائيات دقيقة حول أعداد الشهداء والجرحى والمشردين أو النازحين وأيضا حجم الدمار في البنية التحتية وأعداد النازحين جراء العدوان الإسرائيلي خلال العام الماضي؟ ..وما مدى تأثير العدوان والحصار المستمر على القطاعات الخدمية قطاع غزة؟لا شك أنه وبعد أكثر من عام من هذه الحرب حرب الإبادة الجماعية وهذ أقل وصف لها فإن عدد الشهداء والمفقودين يزيد عن 52 ألف شهيد منهم 17 ألف طفل وعدد الجرحى يفوق 100 ألف جريح 70% منهم نساء وأطفال، وعدد النازحين2 مليوني نازح من أصل 2.2 مليون هم عدد سكان القطاع، حيث دمر العدو الصهيوني ما يقارب 75% من مباني القطاع، وأما إن شئت أن تتكلم عن القطاع الصحي والخدمات الطبية فهي شبه منعدمة للأمراض المستعصية مثل السرطان والقلب والفشل الكلوي، أما المساجد فقد تدمر معظمها والمدارس أكثر من نصفها قد دمر كلياً أو جزئياً بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية من شبكات كهرباء وماء وصرف صحي وطرق، والكلام يطول حول المعاناة الإنسانية التي خلفتها آلة الحرب الصهيونية التي حطمت الشجر والحجر والبشر ومهما تكلمنا عن الأمور الإنسانية فإن الواقع أشد وأصعب.
إيمان راسخ
كيف يؤثر العدوان الإسرائيلي المستمر على البنية الاجتماعية والنفسية لسكان غزة.. كيف يمكن تصوير المشهد خاصة الأطفال والنساء؟ نشاهد يوميا صوراً مؤلمة لأطفال ونساء ضحية هذا العدوان؟لا شك أن العدوان الإجرامي البربري على أهلنا في قطاع غزة وخاصة النساء والأطفال له تأثيرات متعددة حيث يحاول العدو كسر النفسية المتحدية لشعبنا فهو يؤثر على الجانب الأضعف وهم النساء والأطفال في محاولة منه لتركيع الشعب والمقاومة، ولكن وبالرغم من كل هذه الآلام وآلة البطش الصهيونية الإجرامية التي تحاول إيقاع الهزيمة النفسية وهي من أكبر العوامل التي تسبب الهزيمة، ولكن إيمان شعبنا بحقه وإيمانه بربه وإيمانه بقدرة مقاومته على الصمود، والتحدث عن كل هذا يرفع العامل النفسي عند كل أبناء شعبنا بما في ذلك الحلقة الأضعف، ونحن من هذا المقام ندعو كل الأحرار والخيرين إلى السعي جاهدين لوقف آلة القتل الصهيونية التي انفلتت من عقالها بغطاء أمريكي غربي مفضوح، ولكن ليعلم الجميع أننا ماضون نحو الحرية والانعتاق من الاحتلال ونحن نعلم أن الثمن كبير ولكنه محقق النتائج.
مواقف مخزية ومتخاذلة
كيف تقيمون مواقف الأنظمة العربية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة؟ ..ولماذا برأيكم لم تستجب هذه الدول لمطالب شعوبها في نصرة غزة؟مواقف الأنظمة العربية مخزية، أحسن وصف لها أنها متخاذلة، ولكن ستكتب هذه المواقف في أسوأ صفحات التاريخ وموقفها ليس له من تحليل إلا الاستجابة للضغوط الخارجية الأمريكية وغيرها.
اليمن المثال الأنصع
كيف تنظرون لدور قوى المقاومة في المنطقة، بما في ذلك القوات المسلحة اليمنية، في دعم غزة؟.. وكيف أثر هذا الدعم على الوضع العسكري وعلى القدرة في مواجهة الاحتلال وقلب الموازين؟قوى المقاومة في المنطقة تمثل الاتجاه المقابل للأنظمة العربية من محاولات للخروج من الدائرة الأمريكية والصهيونية وتشكيل موقف حر متحد للضغوط الخارجية، بل وفاعل في المنطقة ومؤثر، وموقف اليمن والقوات المسلحة اليمنية المثال الأنصع في تحدي الإدارة الأمريكية الظالمة وقراراتها والمساهمة في معركة طوفان الأقصى والفتح الموعود في إسناد أهلنا في غزة، وهذا ينطبق على كل قوى المقاومة في لبنان والعراق وإيران، وهذه المواقف العظيمة لا شك أنها تدعم المقاومة بل وتؤثر في العدو الصهيوني وداعميه وخاصة موقف اليمن وقواته العسكرية في قطع الشريان الاقتصادي للعدو وأعوانه في البحر الأحمر، هذا الفعل الذي قلب الموازين وأعطى مثالاً في إيجاد الوسائل في الضغط على العدو والقدرة على مواجهة الاحتلال، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى من صواريخ وطيران مسير لا سيما ضرب عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب وهذه الحرب كلما توسعت اهتز الكيان الصهيوني، وهذا مبشر بزوال هذا الاحتلال الذي نراه قريباً.
حقوق مشروعة
ما هو موقف حركة حماس من الوساطات العربية والدولية لوقف العدوان؟ .. ما هي الشروط التي تضعها الحركة للموافقة على وقف إطلاق النار وإتمام صفقات تبادل الأسرى؟الحركة جادة في مساعيها لوقف العدوان على أهلنا في قطاع غزة وتتعامل مع الوساطات بإيجابية في ما يخدم شعبنا، ولكنها لن توافق على أي مقترح لا يتضمن حقوق شعبنا الأساسية وشروط الحركة هي شروط إنسانية مثل وقف الحرب والعدوان وانسحاب العدو من قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وإعمار قطاع غزة، وعودة أهلنا إلى بيوتهم التي هجروا منها ثم بعد ذلك نتكلم عن الأسرى وعمليات التبادل، هذا الأمر الذي يشغل العالم كله ونقول فيه الكل مقابل الكل.
صمت وخضوع
كيف تفسرون الصمت الدولي المستمر، وعلى رأس ذلك الأمم المتحدة، تجاه العدوان الصهيوني على غزة لأكثر من عام؟ ..وما هي الأسباب التي تعزونها لهذا الصمت؟هذا الصمت الدولي يعطينا القناعة بأنه لا يوجد شيء اسمه قانون دولي أو قانون حقوق الإنسان، وأن هذا العالم تحكمه شريعة الغاب وهي البقاء للأقوى وليس للحق والعدل، وهذا يدفعنا كأمة للتمسك بمصادر قوتنا وصناعة سلاحنا بأنفسنا ونحن لسنا معتدين بل معتدى علينا ونحن أصحاب الحق والأرض المغتصبة نسعى بكل جهدنا لاستعادة حقوقنا وبكل الوسائل الممكنة لدينا، أما الصامتون في هذا العالم فهم إما داعمون لهذه الإبادة الجماعية ومؤيدون لها أو خاضعون للضغوط الأمريكية والغربية وهي الضغوط والمطالب الصهيونية.
فعل تراكمي
ما هو تصوركم لمستقبل القضية الفلسطينية في السنوات المقبلة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية؟القضية الفلسطينية تكالب العالم عليها منذ أكثر من قرن من الزمان، ولكن بوعي أبنائها وبثقافة المقاومة وما تحمله القضية من بعد ديني لوجود المسجد الأقصى في أرضها، كل ذلك جعلها حية في وجدان الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وباستمرار الحراك المطالب بالحق وبكافة المجالات وخاصة خيار المقاومة والذي ثبت نجاحه وبوعي أمتنا المتنامي وتشكل قطاع واسع فيها على شكل محور المقاومة، كل ذلك يعجل من اقتراب الأمة من النصر وإزالة المحتل وبالرغم من التكالب الدولي، وإن الفعل المقاوم هو فعل تراكمي وهذا العدو باستمرار الضغوط عليه سيلجأ للرحيل عن بلادنا فهو كائن غريب عن هذه المنطقة وبالرغم من ما يحظى به من دعم غربي فهو إلى زوال، ولذلك نتنياهو يعلن أن هذه الحرب هي حرب وجود وهذا يدل على اهتزاز منظومتهم الأمنية والعسكرية، وهذه فرصتنا بالإضافة إلى تضعضع القبضة الأمريكية على المنطقة وانشغالها بالمتغيرات الأكبر مع روسيا والصين وإن شاء الله المستقبل لنا بعون الله.
فرج ونصر
ما هي رسالتكم للعالم العربي والمجتمع الدولي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة؟ وما هي دعواتكم لدعم القضية الفلسطينية على المدى الطويل؟رسالتنا للعالم العربي أولاً أنتم إخوتنا في العروبة والدين وهذه العلاقة تحتم عليكم الكثير من الواجبات من النجدة وإغاثة الملهوف ورفع الظلم والنصرة لأهلكم وإخوانكم الذين يعانون من الاحتلال الوحشي منذ أكثر من 75 عاماً فعزنا عزكم وكرامتنا كرامة لكم وقوتنا قوة لكم، أما المجتمع الدولي فأقول لهم نحن أصحاب الأرض ونحن لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه جرائم الاحتلال وعدوانه، ونحن لم نعتد على أحد وأنتم تعلمون ذلك فعليكم أن تعلموا هذه الحقيقة وتتخذوا ما تمليه عليكم ضمائركم وأن تضغطوا على هذا المحتل ليوقف هذه الحرب حتى تتوقف هذه المأساة وتدعوه للانسحاب من أرضنا حتى تهدأ هذه المنطقة ويعم فيها السلام، ونحن بجهادنا في مقارعة المحتل نشعر أننا نقترب من ساعة الانعتاق من الاحتلال، وذلك إيماننا بوعد الله الحق وبالسنن البشرية حيث قال المثل العربي “ما ضاع حق وراؤه مطالب” فالمستقبل لنا وللخير والحق وأما الظلم والطغيان فهو زائل ونحن ماضون نحو أهدافنا ونسأل الله أن يعجل بالفرج والنصر.