في الوقت الذي توشك فيه منظومة المستشفيات في قطاع غزة على الانهيار، وتشكو من عدم قدرتها على استيعاب العدد المتزايد لجرحي العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول والذين فاق عددهم 21 ألف جريح حتى، هناك مئات الأسرة المعدة لاستقبال سكان القطاع على الجانب الآخر في مصر فارغة لكن استمرار إغلاق معبر رفح، يعني أنه لا يمكن لأحد مغادرة غزة.

وفي غزة، يجري الأطباء المنهكون عمليات جراحية للمرضى في الممرات وعلى الأرضيات، وغالبًا ما يكون ذلك بدون تخدير وغيره من الإمدادات الحيوية الأساسية، حسبما أفادت صحيفة واشنطن بوست في تقرير ترجمه الخليج الجديد.

وبينما أوضحت الحكومة المصرية رفضها قبول أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين من غزة، خوفا من تداعيات سياسية وأمنية، لكنها أمرت في المقابل المستشفيات في محافظة شمال سيناء وأماكن أخرى بالاستعداد لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، كما فعلت خلال جولات القتال السابقة.

وفي هذا الصدد، قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في مؤتمر صحفي أمام معبر رفح الثلاثاء، إن “هذه الحدود (المصرية)مفتوحة لاستقبال أي مصاب”.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية فتشت "جميع المستشفيات والمرافق الطبية" لكن "قوات الاحتلال تمنع العبور من الجانب الفلسطيني" – في إشارة إلى إسرائيل.

تفسيرات متضاربة

وبحسب الصحيفة، فقد قدمت كل ومصر وإسرائيل وحماس والولايات المتحدة الأمريكية تفسيرات متضاربة حول سبب عدم تمكن أحد من العبور من غزة إلى مصر منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول – حتى للمدنيين الذين يعانون من إصابات خطيرة.

والأحد قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الأحد، إن حماس تمنع الناس من المغادرة ما لم يتم استيفاء شروط معينة لكنه لم يحدد الشروط.

من جانبها، ألقت مصر باللوم على إسرائيل لعدم تقديم ضمانات بأنها لن تقصف المعبر أو المناطق المجاورة له إذا حاول الناس المغادرة.

وفي العريش، المدينة التي تبعد حوالي 30 ميلاً عن حدود غزة، تستعد السلطات الصحية لاستقبال المرضى في المستشفى الرئيسي، عندما يُسمح لهم بالعبور.

ويجري أيضًا إنشاء مستشفى ميداني في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء؛ لاستيعاب 300 مريض كبداية، وربما أكثر في وقت لاحق، حسبما صرح مسؤولون لصحيفة صدى البلد (المقربة من الحكومة المصرية).

أعلنت محافظة سيناء الأسبوع الماضي أن 150 سيارة جاهزة لنقل المصابين الفلسطينيين إلى المرافق الصحية في سيناء، وإلى المستشفيات المجهزة بشكل أفضل في مصر – إذا تطلبت الإصابات الخطيرة ذلك.

اقرأ أيضاً

طائرات إسرائيلية تقصف محيط مستشفى القدس في غزة (فيديو)

وقام السفير التركي في القاهرة بجولة في شمال سيناء وتعهد بأن بلاده ستفتح مستشفى ميداني خاص بها للمساعدة في هذه الجهود.

بدوره، قال خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء المصرية، لصحيفة واشنطن بوست، إن أكثر من 2000 عامل صحي مصري سجلوا أسماءهم لعلاج المصابين من سكان غزة.

وأضاف أمين أن آلافا آخرين أبدوا اهتماما بالعمل التطوعي، ومن بينهم جراحون وصيادلة وأخصائيون في أمراض النساء والتوليد.

قال أمين: “الناس يريدون حقاً المساعدة.. يقولون فقط افتحوا لنا الطريق وسنعبر. … لن نحاسب أي كيان أو جهة على سلامتنا، ولا حتى إسرائيل”.

وحتى الآن، ركزت المفاوضات المتعلقة بالحدود بين الأطراف المعنية إلى حد كبير على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وخروج الرعايا الأجانب، بالإضافة إلى إطلاق سراح أكثر من 200 رهينة احتجزها مسلحو حماس من جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين أول.

وضع فوضوي

ولكن مع تضاعف أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي في غزة، وتزايد اليأس في الوضع في المستشفيات، أصبحت مسألة الإجلاء الطبي أكثر إلحاحا.

وبحسب وزارة الصحة في غزة فقد، سقط حتى الآن 8,500 شهيد جراء العدوان الإسرائيلي على غزة بينهم 3,324 طفلاً فيما أصيب 21 ألفا و543 شخصا.

 وبحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، فإن 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية أصبحت خارج نطاق الخدمة بسبب الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية أو انقطاع التيار الكهربائي.

والثلاثاء أعلن مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، الثلاثاء أن لديه ما يكفي من الوقود لمدة تقل عن 24 ساعة لتشغيل مولداته.

وقال محمد أبو مغيصيب، نائب المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة "الجراحون في غزة منهكون تمامًا.. البعض منهم يبكي من الأوضاع المأساوية ولا يستطيعون حتى التعامل مع الأمر".

وأضاف أن معدل إشغال الأسرة بلغ أكثر من 170%، واصفا البيئة داخل المستشفيات – حيث لجأ عشرات الآلاف من النازحين من غزة – إن الوضع فوضوي للغاية

وقال عن عمليات الإجلاء الطبي للمصابين إلى مصر "سوف تخفف هذه الفوضى.. على الأقل فيما يتعلق بمشكلة إشغال الأسرة".

والأسبوع الماضي، زار وفد رفيع المستوى من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، وكالة الأمم المتحدة للطفولة، المستشفيات في العريش.

وأبدى الوفد إعجابه كثيراً باستعدادات وزارة الصحة المصرية في هذا الصدد، وقال جيريمي هوبكنز، ممثل اليونيسف في مصر: لقد وضعوا خطة وطلبوا بالطبع الدعم للتنفيذ، لكنهم على استعداد لتلقي عمليات الإجلاء الطبي الأولية"

وذكرت الصحيفة أن مصر عالجت خلال جولات العنف الماضية في غزة، عددًا محدودًا من الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد – وكان آخرها خلال حملة القصف الإسرائيلية التي استمرت أسبوعين على قطاع غزة في مايو 2021.

مفاوضات معقدة

وفي حين ألقى المسؤولون الأمريكيون اللوم في المقام الأول على حماس في حالة الجمود على الحدود، فقد أشاروا أيضًا بشكل عام إلى تعقيد المحادثات التي تضم العديد من الأطراف، ولكل منها مصالحها الخاصة.

ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول أمريكي كبير الأحد، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات الحساسة، إن إجلاء الجرحى (من غزة إل مصر) معطل بسبب عدم القدرة حتى الآن على التوصل إلى اتفاق بشأن فتح معبر رفح”.

وأضاف المسؤول أن السلطات المصرية سترغب أيضًا في التحقق من الأشخاص الذين يعبرون الحدود لتلقي العلاج.

واتهمت وزارة الصحة في الحكومة التي تسيطر عليها حماس في غزة الأحد مصر بالمسؤولية عن التعطيل.

وقال القدرة: "ندعو الأشقاء في مصر إلى فتح معبر رفح البري كالمعتاد، وإدخال المساعدات الطبية والوقود والوفود الطبية، وإجلاء الجرحى بشكل عاجل".

لكن حتى لو كان معبر رفح مفتوحا، فإن مصر تقول إن موظفي الحدود يخشون الذهاب إلى عملهم بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.

وقال طبيب في مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار في مدينة رفح بغزة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة: "الأمر مستحيل ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار".

وقال أبو مغيصيب، من منظمة أطباء بلا حدود، إن القصف على جنوب غزة يجعل من الصعب السير لمسافة ربع ميل لشراء الخبز لعائلته.

وقال إنه من المستحيل تصور نقل المرضى الجرحى عبر ساحة معركة نشطة.

وأضاف "الأمر يحتاج وجود ممرات آمنة ووقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وفتح الحدود وفي واقع الأمر وقف الحرب"

اقرأ أيضاً

شارف على الاكتمال.. إنشاء مستشفى ميداني بسيناء لاستقبال جرحى غزة

 

المصدر | واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: واشنطن بوست مصر عدوان إسرائيل على غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستشفیات فی واشنطن بوست وزارة الصحة معبر رفح فی غزة فی مصر من غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: 90% من السوريين تحت خط الفقر و7 ملايين يعيشون في الخيام

الاقتصاد نيوز - متابعة

قالت صحيفة واشنطن بوست إن سوريا تشهد حالة من التدهور الاقتصادي، وأمنها محفوف بالمخاطر، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة بإمكانها إنقاذ هذا البلد الذي يوشك أن يصبح دولة فاشلة برفع العقوبات ولو مؤقتا.

وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها بأن سوريا، بعد أكثر من 3 أشهر من تغيير النظام لا تزال في وضع يائس، لأن 14 عاما من الحرب الأهلية دمرت اقتصادها، حيث يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، ويعتمد حوالي 16.5 مليون من سكانها على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وتواجه الادارة السورية الجديدة تحديات جسيمة مثل إصلاح الفوضى الاقتصادية، وهو بحاجة إلى كل مساعدة ممكنة، وتستطيع الولايات المتحدة ذلك -حسب الصحيفة- برفع إدارة الرئيس دونالد ترامب فورا العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تعيق تعافي سوريا.

إحجام بسبب العقوبات الأمريكية

تُعد عقوبات سوريا، المدعومة من بريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، من بين أشد العقوبات صرامة في العالم، وقد شلّت الاقتصاد السوري، ولكن دون أن يتأثر بها الأسد وحاشيته إلا قليلا بسبب روسيا والمخدرات.

وبالفعل -كما تقول الصحيفة- خففت بعض الدول عقوبات محددة للسماح للحكام الجدد باستعادة البلاد عافيتها، فعلّق الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على قطاعات الطاقة والمصارف والنقل، كما رفعت بريطانيا العقوبات عن 24 كيانا سوريا، وألغت تجميد أصول البنك المركزي السوري، وسمحت كندا بوصول الأموال إلى البنوك السورية.

لكن سوريا لم تشهد حتى الآن تدفقا كبيرا للمساعدات المالية والاستثمارات الخارجية، بسبب استمرار العقوبات الأمريكية الصارمة، ولا تزال دول الخليج تحجم عن المساعدة خشية انتهاك القانون الأمريكي.

وقد دعت منظمات إغاثة سورية ودولية، ومنظمات حقوق إنسان، ويهود أمريكيون فرّوا من سوريا منذ عقود ويرغبون في العودة لترميم المعابد اليهودية القديمة، إدارة ترامب إلى تخفيف العقوبات.

ومع أن لدى الولايات المتحدة ما يبرر حذرها -كما تختم الصحيفة- فإنها تستطيع، من دون إنفاق دولار واحد، أن تمنع سوريا من أن تُصبح دولة فاشلة من خلال رفع العقوبات مؤقتا.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • “واشنطن بوست” تعلق على صورة البابا فرانسيس في المستشفى
  • تسليم شحنة من الأدوية العامة من قبل جهاز الإمداد الطبي لعدد من المستشفيات والمراكز الصحية
  • وزير الصحة يلغي صفقات الحراسة والمناولة في المستشفيات
  • محافظ الجيزة: دعم المستشفيات والوحدات الصحية بـ ٢٨٧ جهازًا طبيًا وعلاجيًا
  • محافظ الجيزة: دعم المستشفيات والوحدات الصحية بـ287 جهازًا طبيًا وعلاجيًا
  • واشنطن بوست: 90% من السوريين تحت خط الفقر و7 ملايين يعيشون في الخيام
  • عاجل| واشنطن بوست: مقتل 7 عمال إغاثة ومدني في غارات إسرائيلية على بيت لاهيا
  • لمتابعة الخدمات الطبية.. مدير إدارة المستشفيات يتفقد مستشفى سفاجا المركزي
  • واشنطن بوست: على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا
  • "واشنطن بوست": إسرائيل تطبق قواعد صارمة على منظمات الإغاثة بفلسطين