الجزيرة:
2025-04-29@14:32:05 GMT

صحيفة إسبانية: لا وجود لإسرائيل دون حرب دائمة

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

صحيفة إسبانية: لا وجود لإسرائيل دون حرب دائمة

يدرك القادة الإسرائيليون أن التطهير العرقي لمليوني شخص أمر مستحيل عمليا. لكن كيف سيكون مستقبل إسرائيل؟ هل سيكون حربا لا نهاية لها؟ يبدو أن الحرب التي لا نهاية لها هي الهدف السياسي المعلن لإسرائيل.

نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا للكاتب إيليا توبر يقول فيه إن ما يحدث في غزة لم يسبق له مثيل ولا يمكن تصوره، إنه أعظم مأساة تحدث منذ الهولوكوست.

وفي ما يتعلق بالنفسية الإسرائيلية، فإن حرب غزة الحالية تختلف عن كل الحروب السابقة.

يعيد الكاتب للذاكرة الشعار الذي تأسست عليه إسرائيل قبل 75 عاما على يد صهاينة من مختلف أنحاء العالم، عازمين على خلق مكان آمن لليهود بعد محرقة الهولوكوست، والشعار هو "يجب ألا تتكرر أبدا".

ويقول إن المقارنة بين الإبادة النازية والهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مبالغ فيه، إلا أنها تتردد في مختلف أنحاء إسرائيل، التي كانت تعتقد دائما أنها أفضل من الدول المحيطة بها أو أنها مثل "شاليه في الغابة" على حد تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك قبل 20 عاما.

الجدال مفيد لإسرائيل

وأورد الكاتب أن الجدال حول إذا ما كانت هناك بالفعل صور للأطفال مقطوعي الرأس أو إذا ما كانت حماس قد عاملت الرهائن بشكل جيد لا يصب إلا في مصلحة الخطاب الإسرائيلي العازم على عدم الحديث عن أسباب هذه الحرب، ولا يفسر القسوة التي أظهرتها عقود من القمع الإسرائيلي، والحصار الوحشي، وحقيقة العيش في غزة، هذه الأرض، أو هذا السجن المكشوف الذي يمتد على مساحة تبلغ نحو 400 كيلومتر مربع، والذي يضم مليوني شخص.

وأضاف أن الهمجية الإنسانية، بما في ذلك تلك التي مارسها حزب الكتائب اللبنانية وصرب البوسنة وغيرها من الهمجيات الطويلة والمؤسفة، لا يمكن تفسيرها، فهي فقط موجودة. كما أن البحث عن تفسيرات للاختلاف المفترض بين الإسرائيليين وسكان غزة، إذ يشكل الإسرائيليون جزءا من الإنسانية، وفقا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حين أن أهل غزة ليسوا كذلك، هو أيضا دعاية عنصرية.

حاجة إسرائيل لحرب دائمة

وأشار الكاتب إلى أن سبب الحرب يتمثل في حاجة إسرائيل للحفاظ على حرب دائمة، وهذا هو العنصر الأساسي الذي يميز القضية الفلسطينية عن جميع النزاعات الأخرى على الكوكب. ففي النزاعات الأخرى، لكل طرف هدف: قد يكون أيديولوجيا، إذ يريد أحد الأطراف فرضها على أمة بأكملها، أو قد يكون الهدف هو الهيمنة، ضم أراض، أو الاستقلال عن إقليم معين.

وأشار الكاتب إلى أن ما يجعل حرب فلسطين استثناء عن كل الحروب في العالم هو أنه لا فائدة من انتصار إسرائيل فيها، لأنها لم تمنح الفلسطينيين قط خيار خسارتها، قائلا إن ضم الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل كامل لإسرائيل يعني قبول ملايين الفلسطينيين مواطنين، على قدم المساواة مع اليهود.


إلى متى ستظل إسرائيل دولة لليهود فقط؟

وتساءل الكاتب: "إلى متى ستبقى إسرائيل دولة يهودية"؟، أي دولة يُنظر إليها على أنها وطن حصري لجميع اليهود في العالم، وفقط لهم، في حين أن نصف مواطنيها تقريبا من غير اليهود.

وتساءل أيضا: إذا لم يستطع الفلسطينيون أن يكونوا مواطنين في إسرائيل، وإذا كانت الأرض التي يعيشون فيها لا يمكن أن تكون خارج إسرائيل أيضا، فما الذي تبقى؟ هل تبقى دولة الفصل العنصري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث يكون نصف السكان غير مواطنين بموجب القانون؟ ويقول: على المدى المتوسط أو الطويل، فإن ذلك غير قابل للاستدامة، وحتى واشنطن لن تستطيع الدفاع عنه أمام الأمم المتحدة.

واستمر الكاتب في أسئلته: هل نفترض نزوح جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية، وتحويلها إلى "إقليم خالٍ من العرب"، على غرار التعبير النازي الشهير؟ ويجيب عن هذا بقوله: "هذا ما يعلنه اليمين المتطرف الصهيوني من دون خجل، بما في ذلك الأكاديميين وكبار المسؤولين"، مضيفا "لكن طرد مليوني شخص هو جريمة حرب صارخة"، وبالإضافة إلى ذلك، لا يوجد بلد قريب أو بعيد سيكون على استعداد لاستضافتهم، لا سيما أي دولة عربية.

ما مستقبل إسرائيل؟

ويقول الكاتب إيليا توبر إن القادة الإسرائيليين يدركون أن التطهير العرقي لمليوني شخص أمر مستحيل عمليا، ويعلمون أن إقامة الفصل العنصري الرسمي أمر مستحيل بالقدر نفسه. ويتابع أنه "بالرفض القاطع للحلين المحتملين (الاندماج والانفصال) كيف سيكون مستقبل إسرائيل في نظرك؟ هل ستكون حربا لا نهاية لها؟".

ويجيب عن سؤاله قائلا: "بالضبط، هي الحرب التي لا نهاية لها". هذا هو الهدف السياسي المعلن لبنيامين نتنياهو وأتباعه، وهو أيضا هدف جميع أسلافه، رغم أنهم كانوا يعتادون إخفاء ذلك. ففي عام 2015، قال بتسلئيل سموتريتش -وكان حينها نائبا حديثا لأكثر حزب يميني متطرف في إسرائيل، وهو الآن وزير مع نتنياهو- بكل صراحة على التلفزيون: "السلطة الفلسطينية عبء وحماس ميزة".

وعلى عكس السلطة الفلسطينية، التي تبذل جهدا للتفاوض على السلام وتنازلات في الحكم الذاتي مهما كانت متواضعة، فبالنسبة له "حماس منظمة إرهابية، ولا أحد يسمح لها بتقديم قرار في الأمم المتحدة"، لذلك قال نتنياهو لحزبه الليكود، عام 2019، إنه كان يجب السماح بتمويل حماس، "يجب على أي شخص يعارض دولة فلسطينية أن يدعم إرسال الأموال إلى غزة، لأن ما يمنع إقامة دولة فلسطينية هو الحفاظ على الفصل بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة"، هكذا نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية كلامه.

ويقول الكاتب إن حماس كانت -ولا تزال- مفيدة لإسرائيل، لأنها تسمح لها بمواصلة الحرب وتمنعها من أن تنتصر فيها وتملي الشروط على المهزومين. إن وعود نتنياهو بالقضاء على حماس كانت كاذبة، إذ لا يمكنه الاستغناء عن العدو الوحيد الذي لا يمكن التصالح معه، الذي يسمح له بتحقيق هدفه المتمثل في عدم صنع السلام. والأمر لا يتعلق فقط بنتنياهو وأتباعه، إذ إن حماس العدو الوحيد الذي يسمح لإسرائيل بالحفاظ على الأيديولوجية التي تأسست عليها قبل 75 عاما.

خطر السلام على إسرائيل

لهذا السبب، يقول توبر: لا أحد في إسرائيل يريد السلام، لأنه سيكون بمثابة انتحار جماعي. كان على وشك الحدوث هذا العام. ومع توقيع الدول العربية على اتفاقيات دبلوماسية الواحدة تلو الأخرى، خيم خطر السلام على إسرائيل، وفي الوقت نفسه أعطى زخما لأكبر انقسام داخلي تشهده البلاد في تاريخها، والمعروف باسم خطة "الإصلاح القضائي" المثيرة للجدل. بالنسبة لنصف إسرائيل، كانت إسرائيل على مفترق الطرق بين الديمقراطية والدكتاتورية. لقد كان ذلك أول منعطف في الدوامة نحو الهاوية.

ووفقا للكاتب، يعتقد البعض في إسرائيل أن حماس أنقذت إسرائيل مؤقتا، ولم تنقذ نتنياهو فحسب، بل أنقذت خصومه أيضا. لقد تم تأجيل الإصلاح القضائي. ستتنفس إسرائيل بهدوء طالما استمرت الحرب والوعود بالقضاء على محور الشر، ثم سيبدأ كل شيء من جديد.

وختم توبر تقريره بقوله لقد بات من الواضح أن القنبلة التي تخشاها إسرائيل ليست القنبلة النووية الإيرانية، إنما الديمغرافية المتمثلة في منحنى الولادات، وليس العرب أو الفلسطينيين ولكن اليهود، الوحش في الداخل، ولن يبقى صامتا إلا عندما يكون العدو في الخارج. لذلك، ستظل حماس لا غنى عنها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی إسرائیل لا یمکن

إقرأ أيضاً:

“حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد

#سواليف

كتبت .. #روبين_أندرسون

قُتل الصحفي الشابّ في قناة #الجزيرة، #حسام_شبات، يوم الرابع والعشرين من مارس/ آذار، حين استهدفته طائرة مُسيّرة إسرائيلية بصاروخ واحد أثناء وجوده داخل سيارته.

وقد أفاد صحفي آخر قام بتوثيق آثار #الجريمة أن حسام كان قد أنهى للتوّ مقابلة صحفية، وكان متوجهًا إلى المستشفى الإندونيسي في شمال #غزة من أجل بث حي على قناة الجزيرة مباشر.

مقالات ذات صلة تقدم في محادثات غزة.. وتوافق على وقف اطلاق نار طويل الأمد  2025/04/29

وقد اعتبرت لجنة حماية الصحفيين عملية قتله #جريمة_قتل_متعمدة. وكان حسام يساهم أيضًا في موقع “دروب سايت نيوز” الأميركي، حيث استخدم الصحفي جيفري سانت كلير تقاريره الميدانية الحية ضمن “يوميات غزة” التي نشرها.

ترك حسام رسالة قبل استشهاده جاء فيها:

“إذا كنتم تقرؤون هذه الكلمات، فهذا يعني أنني قد قُتلت – على الأرجح استُهدفت – من قبل قوات #الاحتلال الإسرائيلي.. لقد كرست الثمانية عشر شهرًا الماضية من حياتي كاملةً لخدمة شعبي.

وثقتُ أهوال شمال غزة دقيقةً بدقيقة، مصممًا على #كشف_الحقيقة التي حاولوا طمسها.. وأقسم بالله إنني قد أديتُ واجبي كصحفي. خاطرتُ بكل شيء لنقل الحقيقة، والآن، أرقد بسلام…”.

في وقت سابق من يوم استشهاده، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي محمد منصور، العامل لدى قناة فلسطين اليوم، مع زوجته وابنه، عبر قصف مباشر لمنزله في خان يونس.

وبعد اغتيال شبات، احتفى الجيش الإسرائيلي بقتله علانيةً، إذ نشر عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” منشورًا تفاخر فيه بـ”تصفية” حسام، قائلًا: “لا تدعوا السترة الصحفية تخدعكم، حسام كان إرهابيًا”. وكان الاحتلال قد زعم قبل ستة أشهر أن شبات وخمسة صحفيين آخرين – جميعهم يعملون لدى قناة الجزيرة – ينتمون إلى حركة حماس.

في ذلك الوقت، كان شبات يغطي الأحداث من شمال غزة، تلك المنطقة التي لم يتبقَّ فيها سوى قلة من الصحفيين، حيث كانت إسرائيل قد أطلقت حملة إبادة مركزة، وكان شبات وزملاؤه يرابطون هناك لتوثيق الجرائم الإسرائيلية وتقديم تغطية مستمرة.

كان حسام يدرك أن إعلان الاحتلال له كـ”عنصر من حماس” يعني نية مبيّتة لاستهدافه. لذلك دعا مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفع أصواتهم مستخدمين وسم “#احموا_الصحفيين”، قائلًا:

“أناشد الجميع نشر الحقيقة حول ما يتعرض له الصحفيون، لفضح خطط الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى فرض تعتيم إعلامي. انشروا الوسم وتحدثوا عنا!”.

وكانت آخر رسالة صحفية له، والتي أُرسلت قبل ساعات من مقتله، قد تُرجمت من العربية إلى الإنجليزية بواسطة شريف عبد القدوس، وافتتحت بهذه الكلمات:

“كانت الليلة حالكة السواد، يغمرها هدوء حذر. خلد الجميع إلى نومٍ قلق. لكن السكون سرعان ما تحطّم تحت وطأة صرخات مفزعة. وبينما كانت القنابل تمطر السماء، كانت صرخات الجيران تعلن اللحظات الأولى لاستئناف الحملة العسكرية الإسرائيلية. غرقت بيت حانون في الذعر والرعب”.

إنه وصف مروع للواقع، يكشف بوضوح السبب الذي دفع إسرائيل إلى إسكات حسام شبات.

وصل عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 236 شهيدًا، بانضمام حسام شبات إلى هذه القائمة الدامية. وفي السابع من أبريل/ نيسان، قصفت إسرائيل خيمة إعلامية في خان يونس، مما زاد من ارتفاع عدد الضحايا.
إعلان

منذ أن أنهى نتنياهو وقف إطلاق النار، انطلقت إسرائيل في موجة قتل عارمة، أسفرت خلال الأيام الثلاثة الأولى عن استشهاد 700 شخص وإصابة 900 آخرين، ولا تزال المجازر مستمرة.

يعلم دعاة الدعاية الحربيّة أنّ خططهم تنهار أمام الشهادات الصادقة والمعارضة الحرة. فالبروباغاندا الحربية تقتضي دومًا فرض الرقابة والصمت.

لم يكن حسام شبات الفلسطيني الوحيد الذي ترك خلفه توثيقًا لعملية قتله والمسؤولين عنها. فقد كان رفاعة رضوان من بين خمسة عشر مسعفًا تم إعدامهم على يد إسرائيل، قبل يوم من اغتيال شبات، وقد ترك تسجيلًا مصورًا لعملية قتله، مما أسقط روايات الاحتلال الكاذبة.

في صباح الثالث والعشرين من مارس/ آذار، قتلت قوات الاحتلال العاملين في الإغاثة الإنسانية برفح، وكانوا ثمانية من طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، وستة من الدفاع المدني الفلسطيني، وموظفًا من وكالة الأونروا، أثناء تنفيذهم مهمة انتشال الجرحى والشهداء المدنيين.

وبعد انطلاقهم لتنفيذ مهمتهم، انقطعت أخبارهم لأيام. وأطلق الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، مناشدات يائسة إلى العالم للضغط على إسرائيل لكشف مصيرهم. حتى الثلاثين من مارس/ آذار، حين تم استخراج جثثهم من قبر جماعي ضحل، وهم لا يزالون يرتدون زيهم الرسمي المضيء.

وقد كشفت الفحوصات الجنائية التي أجراها طبيب تعاقد مع مستشفى في خان يونس عن علامات تشير إلى “عمليات إعدام ميداني” بناءً على أماكن الإصابة القريبة والمقصودة.

وقد عُثر على الضحايا وهم لا يزالون يحملون أجهزة الاتصال، والقفازات، والحقائب الطبية. ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية شهادات الطبيب، وأشارت إلى أن إسرائيل قد دمرت النظام الصحي في غزة وقتلت ألفًا من العاملين في القطاع الطبي، وهو ما يرقى إلى جرائم حرب.

وفي الأول من أبريل/ نيسان، غطت صحيفة “نيويورك تايمز” المجزرة، واضعة في عنوانها اقتباسًا على لسان الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بقتل عمال الإنقاذ. لكنها افتتحت التقرير بإبراز نفي الاحتلال، حيث ادّعت إسرائيل أن تسعة من القتلى كانوا “مقاتلين فلسطينيين”.
إعلان

واتّبعت الصحيفة أسلوبها المعتاد في تقديم الروايتين (رغم الفارق بينهما)، مستعرضةً بشاعة المشهد وشهادات وكالات غزة والأمم المتحدة، ثم منح المساحة مجددًا لدفاعات الجيش الإسرائيلي غير القابلة للتصديق، بزعم أن “عددًا من المركبات كانت تتقدم نحو الجنود الإسرائيليين بطريقة مريبة ومن دون إشارات طوارئ”.

وزعمت إسرائيل أن من بين القتلى محمد أمين إبراهيم شوبكي، الذي شارك في هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، رغم استحالة تصديق هذه الرواية في ظل الكم الهائل من القنابل التي أسقطت على غزة – بكمية تفوق ما أُلقي خلال الحرب العالمية الثانية – بزعم استهداف حركة حماس فقط، لا عشرين ألف طفل فلسطيني قتلوا جراء ذلك.

غير أن العثور على الهاتف المحمول الذي سجل ما حدث قلب الرواية الإسرائيلية رأسًا على عقب. فقد التقط رفاعة رضوان هاتفه المحمول أثناء تعرض قافلتهم للنيران، وسجل رسالة مؤثرة وهو يركض باتجاه النيران الإسرائيلية محاولًا إنقاذ المصابين. خاطب والدته قائلًا:

“أمي، سامحيني… أقسم بالله إنني اخترت هذا الطريق فقط لأساعد الناس”.

وأظهرت اللقطات أن أضواء سيارات الإسعاف كانت تعمل بوضوح، ومع ذلك لم توفر لهم أي حماية.

أكد الشريط المصور ما كان العالم يعرفه بالفعل، وكشف عن شجاعة إنسانية نادرة لشاب فلسطيني واصل إنقاذ الأرواح وسط إبادة جماعية لا توصف.

لقد كان شريط رفاعة رضوان مؤثرًا إلى درجة أن صحيفة “نيويورك تايمز” اضطرت، في السادس من أبريل/ نيسان، إلى نشر عنوان صريح يشير إلى أن “عمال الإغاثة في غزة قُتلوا برصاص إسرائيلي”. ومع ذلك، منح التقرير، الذي كتبته إيزابيل كيرشنر، مساحة واسعة لمسؤولي الاحتلال لتقديم دفاعاتهم مجددًا، متجاهلًا المنهجية الإسرائيلية في استهداف القطاع الصحي في غزة.

إن المؤرخين الفلسطينيين يتحدثون بلغة الإنسانية. فهم يروون ما يجري بحقهم كما كتب حسام شبات:
إعلان

“كنت أنام على الأرصفة، في المدارس، في الخيام – في أي مكان أجده. كانت كل يوم معركة من أجل البقاء. تحملت الجوع لأشهر، ومع ذلك لم أتخلَّ يومًا عن شعبي”.

كما ترك كلمات خالدة:

“لا تتوقفوا عن الحديث عن غزة. لا تسمحوا للعالم أن يغض الطرف. استمروا في النضال، وواصلوا رواية قصصنا – حتى تتحرر فلسطين”.

إنها كلمات حكيمة ومؤثرة، ورسالة بالغة الأهمية لشعب يتعرض لإبادة جماعية. وهي تمامًا الكلمات التي يحتاج العالم إلى سماعها اليوم.

مقالات مشابهة

  • باحث إسرائيلي: قادة غربيون يسعون لتشويه صورة إسرائيل وكبح جماحها
  • صحيفة عبرية: حملة إسرائيلية ضد قطر وسط مفاوضات غزة لحماية نتنياهو
  • “حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • عندما يرسم الكاتب
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • الشاب الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يخطط لإنهاء الحرب في أكتوبر
  • صحيفة تنشر تفاصيل مقترح قدمته حماس في القاهرة – هدنة طويلة الأمد
  • صحيفة عبرية: القنبلة التي هزت ميناء رجائي الإيراني جاءت من الصين
  • ناشطة إسبانية تطالب حكومتها بفرض حظر عسكري شامل على “إسرائيل”