"نظرًا لأهميتها القصوى عسكريًا وسياسيًا وإستراتيجيًا، وكونها كلمة السر بالنسبة للأمن القومي المصري نظرًا لموقعها الجغرافي والإستراتيجي"، فقد وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته إلى سيناء، برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين وبعض رؤساء الأحزاب والإعلاميين والفنانين، بعدد من الرسائل إلى العالم أجمع، وعلى رأسها أن الأمن القومي لمصر خط أحمر لا يمكن المساس به، وأنه لن يُسمح بتصفية أي قضايا إقليمية على حساب الدولة المصرية.

 

زيارة رئيس الوزراء إلى سيناء

 

وفي هذا الصدد، كشف عدد من الخبراء والمحللين السياسيين دلالات مؤتمر رئيس الوزراء في سيناء وزيارته للكتيبة ١٠١ والإعلان عن تنفيذ مشروعات في سيناء خلال الـ ٥ سنوات المقبلة، وحديثه بشأن القضية الفلسطينية وحماية أمن مصر القومي.

 

الدكتورة نادية حلمي

 

له العديد من الدلالات


من جانبها أوضحت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية، في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن مؤتمر رئيس الوزراء فى سيناء، اليوم بحضور كافة الأطياف السياسية والفنانين له العديد من الدلالات والتي يمكن تحليلها في عدد من النقاط، قائلة:


أولا: لشبه جزيرة سيناء أهمية إستراتيجية عسكرية وسياسية قصوى بالنسبة للجانب الأمريكى ومعه الإسرائيلى والغرب على إدراك تام لذلك، لذا أتت زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ولقاءاته بأهم الشخصيات هناك للتذكير بأهمية شبه جزيرة سيناء بإعتبارها خط الدفاع الأول عن أمن مصر داخليًا وإقليميًا، ولأهميتها القصوى عسكريًا وسياسيًا وإستراتيجيًا بالنسبة لإسرائيل التى تحاول الضغط للحصول عليها بأى شكل، وهو ما أرخه وأثاره وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق الراحل "موشيه ديان" بحديثه تحديدًا عن (قاعدة شرم الشيخ البحرية)، وهى تلك القاعدة التى أنشأتها إسرائيل فى شبه جزيرة سيناء بعد إحتلالها فى حرب إستنزاف يونيو عام ١٩٦٧، فأكد بأنها كانت دومًا أهم من السلام مع مصر، وهو ما يضع علامات إستفهام عديدة بشأن سر هذا الإصرار الأمريكى والإسرائيلى والغربى للإستحواذ على أرض سيناء، عبر طرح مشروعات توطين وتهجير سكان قطاع غزة من أراضيهم.


ثانيًا: وفقًا للتكتيك العسكرى والإستراتيجى لإسرائيل، فإن شبه الجزيرة الإستراتيجية لسيناء، لم تفارق خيال الإسرائيليين، كما تكشف وثائق بريطانية حديثة، والتى تؤكد بأن الإسرائيليين لن يجدوا العوض عن سيناء التى هى حلم يراودهم، ولم ولن ينسونه يومًا أملًا فى إعادة السيطرة عليها وإحتلالها مرة أخرى، وفي تقرير بمناسبة يوم إسترداد مصر لأرض العريش المصرية، بإعتبارها كبرى مدن سيناء، فى يوم ٢٥ مايو عام ١٩٧٩، جاء نص خطاب السفارة البريطانية فى تل أبيب دقيقًا، بأن "أهمية سيناء لإسرائيل كانت، وتظل، إستراتيجية"، كما أنه وفقًا لتقييم مراكز الفكر العبرية والأمريكية والعبرية، فإن  صحراء النقب المحتلة من قبل إسرائيل "لن تكون أبدًا بالنسبة لإسرائيل بديلًا عن أرض سيناء"، وهو ما يؤكد حقائق أسباب هذا التعنت الإسرائيلى والأمريكى فى مواجهة مصر بعد إندلاع عملية "طوفان الأقصى" من قبل حركة حماس، وأسباب وسر هذا الرفض المصرى والشعبى القاطع لدعوات تهجير الفلسطينيين على أرض سيناء.    
       


وضع خارطة طريق لمستقبل أرض سيناء

 

ثالثًا: تأتى أهمية زيارة رئيس الوزراء لأرض سيناء، إنطلاقًا من إدراك القيادة السياسية للرئيس السيسى لأهمية وضع خارطة طريق لمستقبل أرض سيناء المصرية، يشارك فى وضعها إلى جانب الحكومة، كافة شيوخ القبائل فى شبه جزيرة سيناء، بمشاركة واسعة من كافة الخبراء والمتخصصون ومجتمع رجال الأعمال والأحزاب السياسية، لذا جاء تكليف الرئيس السيسى لرئيس مجلس الوزراء، بضرورة عقد هذا اللقاء الهام والحساس مع بدو ومشايخ وقبائل سيناء، لمناقشة أوضاعهم ومستقبل الدولة المصرية، بإعتبارهم أكبر داعم ونصير لها فى ظل الأزمات والظروف الإقليمية الراهنة، من أجل الخروج بخارطة طريق واضحة يشارك فيها أهل وأبناء سيناء خلال الفترة القادمة.


ونوهت الخبيرة في الشأن السياسي،إلى أن هذه الخارطة السياسية والإقتصادية والأمنية والتنموية والإستراتيجية لشبه جزيرة سيناء، تشمل جزأين، هما: التعافى من الأزمة الإقليمية الراهنة والمساعدة فى العمل كحائط صد الزود والدفاع عن الأراضى المصرية ووحدة أراضيها، والثانى صياغة حلول لبعض المشاكل المزمنة لدى بدو ومشايخ وقبائل سيناء، بما يتطلبه من التحرك على المديين المتوسط وطويل الأجل لحل جميع مشاكلهم العالقة بعد الإستماع والإنصات لهم جيدًا من قبل الدولة المصرية مع الوضع فى الإعتبار، أهمية موقع سيناء كأهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق، والتى يعدونها فى مراكز الفكر والأبحاث فى الخارج، بمثابة مدخل لقارة بأكملها، مع إدراك الجميع والمجتمع الدولى بأسره والقيادة السياسية فى مصر، لكافة حقائق الإستراتيجية المصرية الصحيحة، والتى كان أولها أن سيناء تعد هى خط الدفاع الأخير عن مصر، لأن من يسيطر عليها يهدد أمن مصر بشكل مباشر، لما لها من أهمية خاصة فى خريطة التوازنات الدولية والإقليمية، كنقطة ربط وتلاقى قارتى آسيا وإفريقيا.  

 

الأهمية الإستراتيجية والعسكرية لسيناء لعمق الأمن القومي 


رابعًا: كما تأتى الأهمية التى تولى القيادة السياسية والدولة المصرية لسيناء كبيرة، بالنظر لأهميتها الإستراتيجية والعسكرية لعمق الأمن القومى لمصر والإقليمى، بالنظر لتشابك حدودها مع الدولة الفلسطينية المحتلة، والتى خضنا معارك عديدة دفاعًا عنها فى حروب عديدة إنتهت بطرد العدو الصهيونى منها بعد توقيع الرئيس الراحل "أنور السادات" لإتفاقية "كامب ديفيد" سنة ١٩٧٩، وهنا جاء حرص الدولة المصرية وفق الإمكانات المتاحة على إحداث تنمية ونهضة شاملة على أرض سيناء، وتحديدًا من خلال عدة مشروعات تنموية جديدة، تمثلت فى: نفق الشهيد أحمد حمدى، وكوبرى السلام، وكوبرى الفردان، والتى حاولت من خلالها الدولة المصرية ربط سيناء ببعضها البعض، حيث هدفت هذه المشروعات التى قامت بها مصر لزيادة الربط بين شبه جزيرة سيناء، وباقي مناطق البلاد، من خلال تلك الأنفاق الثلاثة التى أنشأتها الحكومة، بالإضافة إلى نقاط الربط الثلاث التي كانت تربط سيناء ببقية البلاد وهى كما أشرنا (كوبري السلام، كوبرى الفردان، نفق الشهيد أحمد حمدى).


وتابعت: فضلًا عن إهتمام الدولة والقيادة السياسية بمشروعات إستصلاح الأراضى لتصلح للزراعة والحياة ولإحداث تنمية بها، حتى وإن واجه أهل سيناء العديد من الصعوبات والتحديات، بالنظر لإنتشار البؤر الإرهابية على إمتداد الصحراء الشاسعة فى قلب سيناء نظرًا لتشابك وتداخل حدودها مع الكيان الصهيونى، وما يسببه ذلك من مشاكل وأزمات تطال أهل سيناء، ورغم ذلك إلا أن الدولة حريصة على محاولات تنفيذ بعض الخدمات بسيناء رغم ما تواجهه من صعوبات متمثلة فى انتشار العديد من التنظيمات والحركات الإرهابية المتطرفة، والتى تسعى لإحداث الفوضى والتخريب، وقتل جنودنا البواسل على أرض سيناء.  

 

تنمية شبه جزيرة سيناء


واستطردت الباحثة في الشئون السياسية، قائلة: ونلاحظ الإهتمام الكبير من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتنمية شبه جزيرة سيناء، وحرص الرئيس على إطلاق مشروع قومى يهدف لتنميتها على كافة الأصعدة منذ عام ٢٠١٤، كما جاء حرص الرئيس على تنفيذ عدة محاور لتنمية شمال سيناء تضمنت المحاور الأمنية والعسكرية لتطهير المحافظة من الإرهاب عبر عمليات وجهود أبناء القوات المسلحة، ومن خلال المحور الإقتصادى المتمثل فى (إنشاء المدن الجديدة، تنفيذ مشروعات تنموية متنوعة)، أما المحور الإجتماعى فقد تمثل فى إطلاق عدد من المشروعات الخدمية وبرامج التنمية المجتمعية لدعم وتنمية أهل سيناء، لذا جاء إهتمام الدولة وقيادتها السياسية بتنفيذ عدد كبير من سلاسل المشاريع التنموية والإستراتيجية، متمثلًا فى توسيع طرق قديمة وإنشاء طرق جديدة كطريق شرم الشيخ الجديد وطريق طابا، والتوسع وتنمية عدد من المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة كإمتداد لشبه جزيرة سيناء، كمدينة الإسماعيلية الجديدة وبورسعيد الجديدة ورفح الجديدة وبئر العبد الجديدة.

 

سيناء أحد عناصر قوة الدولة المصرية


وأشارت إلى أن مصر تمتلك كنزًا إستراتيجيًا فريدًا فى سيناء، وهو ما يعد أحد أهم عناصر قوة الدولة المصرية على الإطلاق، وهو ما كلل جهود الدولة المصرية بالنجاح فى تنفيذ أكثر من ألف مشروع بشمال سيناء فى مختلف القطاعات منذ تولى الرئيس للحكم فى يونيو ٢٠١٤، خاصةً فى ظل التحديات التى واجهت شمال سيناء بصفة خاصة بعد ثورات الربيع العربى وثورة ٢٥ يناير فى مصر عام ٢٠١١، لذا كان لزامًا على الدولة المصرية التدخل فورًا للقضاء على الإرهاب، وتهيئة المحافظة لتنفيذ خطة التطوير الإستراتيجى الشامل، لإيمان القيادة السياسية بأن التنمية الشاملة والمستدامة لأرض سيناء، لهو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والإستقرار السياسى والقومى والإقليمى بالنسبة لمصر، كما خصصت ميزانية الدولة المصرية لحزمة مساعدات تنموية جديدة لسيناء تقدر بقيمة ١٢ مليار دولار لتنمية شمال سيناء.  


خامسًا: تأتى أهمية زيارة رئيس الوزراء فى هذا التوقيت الدقيق والحساس بعد إندلاع عملية "طوفان الأقصى" من قِبل حركة حماس والرد الإسرائيلى عليها بعملية "السيوف الحديدية"، وهنا نجد تلك المحاولات الأمريكية والصهيونية الخبيثة لعرض "مشروع بديل" لتهجير وتوطين أهالى غزة فى سيناء المصرية، من أجل هدف أبعد بالنسبة لإسرائيل، ألا وهو إستغلال ميناء غزة بعد طرد أهله منه وتوطينهم فى سيناء وفقًا للمخطط الدائر الذى ترفضه مصر حكومةً وقيادةً وشعبًا وإنشاء "ميناء غوريون" كممر ملاحى مائى بديل لقناة السويس وفق التخطيط الإسرائيلى الإستراتيجى بعيد المدى، وهو ما تفطن إليه الدولة المصرية وأجهزة إستخباراتها بشكل تام ودقيق.  

 
  
لقاء رئيس الوزراء بمقر الكتيبة ١٠١


واستكملت، لذا، تأتى الأهمية القصوى التى توليها الدولة لمواطنى وأهل سيناء، لأنهم يعدوا إمتدادًا لجهود الدولة المصرية فى الحفاظ على وحدة التراب الوطنى لأمن مصر القومى والإقليمي، وهو ما أكده رئيس الوزراء خلال لقائه مع مشايخ وعواقل محافظة شمال سيناء الحدودية المجاورة لقطاع غزة، بمقر الكتيبة ١٠١ فى قلب مدينة العريش لإطلاق المرحلة الثانية من مشروع تنمية المحافظة، بتأكيده على أن المصريين وأهل سيناء بالأخص مستعدون لبذل ملايين الأرواح للحفاظ على تراب سيناء ووحدة أراضيها من أى إقتطاع أو تقسيم.

 

سيناء وأمن مصر 

 

وأوضحت قائلة: وبالنظر لأن الخطر الدائم الذى تواجهه الدولة المصرية كان مصدره دومًا من هذه المنطقة، لذا تحمل هذه البقعة مكانة هامة بالنسبة لأمن مصر، لذا جاء تحذير الرئيس عدة مرات أمام المجتمع الدولى بالذات وخلال لقائه مع قادة ورؤساء دول العالم وخلال إستضافة مصر لمؤتمر السلام الدولى فى العاصمة الإدارية الجديدة، من أن استمرار العمليات العسكرية في غزة سيكون له تداعيات خطيرة على أمن مصر وسلامة وإستقرار المنطقة، ويمكن أن يخرج خارج نطاق السيطرة، وينذر بخطورة توسيع رقعة الصراع فى كافة أنحاء المنطقة بما سيثيره من فوضى وإضطراب، لذلك تحاول مصر إقناع المجتمع الدولى كله بدعم جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس لصالح الجميع.

 

الدكتور طارق فهمي

 

الدولة المصرية حاضرة


وفي السياق ذاته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى سيناء بعثت برسائل هامة إلى كافة الأطراف العابثة بالملف الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه اكد أن الدولة حاضرة في حياة المواطن السيناوي، وأن هناك إجراءات تم اتخاذها وتنمية عمرانية شاملة، واهتمام بشبه جزيرة سيناء ومرحلة ثانية لمشروع العمار تأكيد على ما قامت به الحكومة تجاه سيناء.


وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن حديث رئيس الوزراء وجه بعد رسائل أكد فيها أن مصر لم تهمل سيناء ولكن على العكس فهي ماضية في تنميتها وإعمارها وهذه هي الرسالة الأولى.


اما الرسالة الثانية، أوضح الدكتور طارق فهمي، أن هناك قوة عابثة بالأمن القومي، وأنها تريد أن تمارس أعمال الترحيل والتمكين، مشيرًا إلى أنها مشروعات أمريكية إسرائيلية، وهذا مرفوض ويجب أن يكون هناك وقفة مباشرة في هذا الإطار.

 

حل الدولتين وإقامة القدس عاصمة فلسطين


وأشار إلى أن الرسالة الثالثة تضمنت التأكيد على أن الدولة المصرية تؤكد على فكرة حل الدولتين، وأن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ومِن ثَمَّ الحديث هنا عن الدولة الفلسطينية دولة يجب أن تُنشئ على جزء من الأراضي الفلسطينية.

 


رفض أعمال الترحيل


ولفت إلى أن الرسالة الرابعة أكد فيها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، على الرفض الكامل لأي مشروعات خاصة للترحيل، وأن مصر تقوم باعمال الإغاثة للأشقاء الفلسطينيين وتقديم المساعدات والمعونات لسكان القطاع دون ضغوطات من أي طرف، لكن الحركة بطيئة بسبب التعنت الإسرائيلي وليس الجانب المصري.


واختتم قائلًا: رئيس الوزراء وجه برسالة بالغة للعالم في ختام زيارة للكتية ١٠١ بأن مصر حاضرة في إدارة المشهد وفي سيناء بشكل خاص، والتأكيد على حل الدولتين وإقامة فلسطين دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: زيارة رئيس الوزراء لسيناء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى مدبولي تنمية سيناء سياسيون الدكتور طارق فهمي الدکتور مصطفى مدبولی زیارة رئیس الوزراء شبه جزیرة سیناء الدولة المصریة على أرض سیناء شمال سیناء أهل سیناء العدید من فی سیناء فى سیناء من خلال سیناء ا أمن مصر إلى أن أن مصر عدد من وهو ما

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: جار إعداد خطة لإعادة إعمار غزة بمشاركة العديد من الجامعات المصرية والمكاتب الاستشارية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق مدبولي: لدينا الآن أكثر من 120 معرضاً تم افتتاحها فيما يخص "أهلاً رمضان" على مستوي الجمهورية وكذلك تجاوزنا 220 سوقاً من أسواق اليوم الواحد

استهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بالترحيب بالسادة الصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر.

وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي حديثه، بأبرز الأنشطة خلال هذا الأسبوع، وهو حضوره قمة الاتحاد الأفريقي في أثيوبيا بالإنابة عن فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قائلاً: كانت هناك فرصة لعقد عدة لقاءات ثنائية مع عديد من زعماء القارة الأفريقية، والذين أثنوا بدورهم على عمق العلاقات المصرية مع دولهم، وانفتاح مصر بصورة كبيرة جداً خلال الفترة الأخيرة، والعودة إلي أفريقيا بقوة، تحديداً منذ تولي فخامة السيد الرئيس مقاليد الحكم، كما أشاروا إلى أن مصر تعود إلى أفريقيا بقوتها الناعمة في العديد من المجالات، وتحديداً كان هناك ثناء شديد على أداء الشركات المصرية العاملة في هذه الدول في قطاعات التشييد والبناء وقطاعات الصناعة تحديداً، سواء شركات القطاع الخاص أو الشركات التابعة للدولة، وبفضل الله فإن توجه الدولة المصرية بالعودة للقارة الأفريقية يسير بصورة جيدة جداً.

وتابع قائلاً: كما كان هناك لقاءات أعقبت قمة الاتحاد الافريقي لمصر تمت مع عدد من الزعماء الأفارقة، كما ستكون هناك لقاءات وزيارات مُرتقبة سواء لرئيس جمهورية زامبيا، أو رئيس جمهورية أنجولا بحكم توليه منصب قيادة الاتحاد الأفريقي.

وفي ذات السياق، قال رئيس الوزراء: كان من أهم اللقاءات التي عقدتها لقاءين مهمين جداً، الأول مع فخامة الرئيس محمود عباس أبو مازن، رئيس دولة فلسطين،  والذي كلفني وحمّلني رسالة شخصية منه ومن كل الشعب الفلسطيني بتقديم كل الشكر والتقدير لفخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ولكل شعب مصر على موقف مصر التاريخي الذي تقفه إلى جانب الشعب الفلسطيني خاصةً خلال هذه الفترة الحرجة، وقال فخامته أن هذا ليس بجديد على مصر، ودائماً مصر هي الداعم الرئيسي للشعب الفلسطيني، كما تناقشنا خلال اللقاء حول الوضع الحالي على الأرض وآليات التعامل مع جهود الحفاظ على وقف إطلاق النار، وكذلك تفاصيل موضوع إعمار غزة والرؤية لهذا الأمر وكيفية التنفيذ خلال الفترة القادمة بمشيئة الله.

وأضاف: كما كان هناك أيضاً لقاء ثانٍ شديد الأهمية مع السيد/ أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، والذي أكد أيضاً على تقديره واحترامه لموقف مصر وجهودها الداعمة على المستوي السياسي والإنساني وتقديم المساعدات والإغاثات للشعب الفلسطيني وقطاع غزة في هذه المرحلة.

وفي سياق متصل، قال: أتابع بصورة يومية عدد المصابين الذين يدخلون من قطاع غزة لتلقي العلاج في مصر، ومنذ وقف إطلاق النار فإن الأعداد في تزايد، وهو دور مصر دائماً الذى تقوم به، وسنظل كذلك لا نتأخر أبداً عن هذا الأمر، كما كان هناك إطلاق لقافلة جديدة لصندوق تحيا مصر خلال هذا الأسبوع أيضاً لدعم أشقائنا في قطاع غزة.

وفيما يتعلق بالحديث المُثار حول قيام الدولة المصرية بوضع تصور لخطة إعمار قطاع غزة، أكد رئيس الوزراء أنه جار بالفعل وضع الإطار العام لهذا الموضوع، وذلك بمشاركة العديد من الجامعات المصرية، وعدد من المكاتب الاستشارية، لافتا إلى القدرات العملية لإعادة الإعمار من الناحية الفنية والهندسية، وما تتمتع به الدولة المصرية من خبرة كبيرة في هذا الصدد، وذلك اعتمادا على ما تم تنفيذه في مصر من مشروعات كثيرة في مجالات التنمية.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن مدة السنوات الثلاث تعتبر مدى زمنيا مقبولا لإعادة تعمير وإعمار قطاع غزة، وتنفيذ مختلف الأعمال لعودته إلى أحسن مما كان عليه قبل بدء الحرب، مؤكدا أن هذا التقدير يأتي من خلال الواقع العملي والفعلي الموجود على أرض الواقع وتم تطبيقه.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن قدرات الشركات المصرية والعربية والعالمية التي تعمل في منطقة الشرق الأوسط، ولديها من الكفاءات والقدرات التي تمكنها جميعا من تنفيذ أعمال إعادة إعمار قطاع غزة خلال فترة السنوات الثلاث.

ونوه الدكتور مصطفى مدبولي إلى لقائه مع رئيس وزراء فلسطين مُؤخراً وما تم خلاله من إمداد الدولة المصرية بالعديد من الدراسات الفنية والهندسية المُقترحة من جانب العديد من المؤسسات الدولية وعلى رأسها البنك الدولي، والتي توضح مراحل عمليات إعادة الإعمار، لافتاً إلى أنه يتم الاستعانة بهذه الدراسات التي قامت بها المؤسسات الدولية وكذا السلطة المصرية، ضمن التصور المتكامل الذي تعده مصر لإعادة إعمار قطاع غزة.

وأشار رئيس الوزراء إلى الجهد الدبلوماسي الذى تقوم به مصر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مُنوهاً في هذا الصدد إلى استقبال فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لرئيس الكونجرس اليهودي العالمي، وما تمثله هذه الزيارة من أهمية كبيرة في التأكيد على العديد من الأمور، من بينها حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة في حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والذي يعد ثابتاً أساسياً لدي الأمتين العربية والإسلامية، وكذا المجتمع الدولي بشكل عام.

ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى استضافة القاهرة للاجتماع الرابع للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، والذي حضره المفوض العام لوكالة الاونروا، ومنسقين من الأمم المتحدة لشئون الإنسانية وإعادة الاعمار.

وأشار إلى أنه تم الإعلان عن موعد انعقاد القمة العربية المصغرة التي سيتم خلالها الاعداد للقمة العربية المقرر انعقادها في الرابع من شهر مارس المقبل، والتي سيتم على جدول أعمالها وضع تصور متكامل لعمليات إعادة إعمار قطاع غزة خلال الفترة القادمة.

كما تطرق رئيس مجلس الوزراء لفعالية أخرى وهي تنظيم مُؤتمر ومعرض مصر الدولي الثامن للطاقة "إيجبس 2025"، الذي شرف بحضور ورعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "بناء مستقبل آمن ومستدام للطاقة "، وشرفه بالحضور الرئيس القبرصي، مُشيراً إلى أن المؤتمر شهد التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم مع الجانب القبرصي، وخاصةً الاتفاقيات التي تسمح بتصدير الغاز من حقول قبرص إلى مصر واعتبار الدولة مركزاً لتسييله وإعادة تصديره، وهو ما يؤكد مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة وتسييل الغاز في منطقة شرق المتوسط.

وفي الوقت نفسه، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى توقيع اتفاق آخر بين وزارة البترول المصرية، ووزارة الطاقة السعودية؛ من أجل وضع خطة تنفيذية في مجال استخدام الطاقة، مُشيراً إلى الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وزير الطاقة السعودي، والتي لا تحتاج إلى تعليق، لأنها أكدت الأخوة وعمق الروابط التي تجمعنا مع المملكة العربية السعودية، وما تشهده من تنسيق المواقف في مختلف المجالات، وأيضا خلال الفترة المقبلة.

وفي هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أنه التقى وزير الطاقة السعودي على هامش انعقاد الجلسة العامة لمؤتمر "إيجبس 2025"، حيث تناقشا في مشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، وكذلك العديد من مشروعات التعاون الأخرى في هذا المجال.

كما نوه الدكتور مصطفى مدبولي إلى اللقاء الذي عقده مع رؤساء الشركات العالمية المتخصصة في مجال الطاقة، والذين حضروا المؤتمر أيضاً، لافتاً إلى أن فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كان قد التقى في اليوم للمؤتمر الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، كما التقى عدداً آخر من رؤساء الشركات الدولية العاملة في قطاع البترول والطاقة، حيث أكد رئيس شركة "إيني" عودة العمل بقوة في تنمية حقل "ظهر"، بالإضافة لتكثيف العمل في المشروعات الأخرى التي تساهم فيها الشركة.

وأوضح رئيس الوزراء أن رئيس الشركة أكد لفخامة السيد رئيس الجمهورية أيضاً أن العامين المُقبلين سيشهدان تطوراً كبيراً في قطاع الطاقة بمصر، بناءً على تقديراتهم الخاصة والدراسات التي أعدتها الشركة على مواقع الاستكشاف والامتياز التي حصلت عليها الشركة، لافتاً إلى أن ما قاله رئيس الشركة الإيطالية أكده أيضا رؤساء شركات الطاقة الذين اجتمع بهم في مقر مجلس الوزراء أمس في مائدة نقاش مستديرة.

وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي للحديث عن زيارة رئيس وزراء كرواتيا والوفد المرافق له أمس، وانعقاد منتدى الأعمال الاقتصادي المصري الكرواتي، فضلاً عن المباحثات الثنائية التي سبقته، حيث شهدت تلك المباحثات التشاور في موضوعات عديدة مهمة؛ سواء ما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية، أو أزمة الشرق الأوسط، وأحداث غزة، لافتاً إلى أن المباحثات شهدت توافقاً تاماً على الخطوات التي اتخذتها مصر وكرواتيا في هذا الشأن، مُضيفاً أنه من أهم الأمور التي أعلنها رئيس وزراء كرواتيا خلال الزيارة هو ترحيب بلاده باستقدام العمالة المصرية المدربة، حيث شهد رئيس الوزراء الكرواتي للعمالة المصرية في بلاده بأنها من أفضل 10 جنسيات متواجدة على أرض كرواتيا، وأن بلاده ترحب باستقدام عدد أكبر، كما تم الاتفاق على مشروعات أخرى في مجالات السياحة والصناعة خلال الفترة المقبلة.

وقال رئيس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي: التقيت رئيس مجموعة مستشفيات "سان دوناتو" الإيطالية، وهي أكبر مجموعة متخصصة في مجال الرعاية الصحية في إيطاليا، وهي خامس أكبر مجموعة في القارة الأوروبية في إنشاء وإدارة المستشفيات.

وأضاف: ناقشت مع رئيس المجموعة الإيطالية فرص التعاون المشترك في مجال تقديم الخدمات الصحية بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، حيث توافقنا على إنشاء مستشفى على أعلى مستوى في القاهرة، كبداية لاستثمارات المجموعة في مصر خلال الفترة المقبلة، حيث تعهدت المجموعة بضخ استثمارات تبدأ بـ100 مليون دولار؛ لإنشاء هذه المستشفى من أجل تقديم الخدمات الطبية المتميزة، مُشيرًا إلى أن رئيس المجموعة أشاد بكفاءة الأطقم الطبية المصرية والأطباء المصريين، مُوضحًا أن المستشفى الجديد سيقدم خدمات الرعاية الصحية على أعلى مستوى، سواء للمصريين أو للوافدين من المنطقة المحيطة بنا.

ثم انتقل الدكتور مصطفى مدبولي بعد ذلك للحديث عن عددٍ من المؤشرات الاقتصادية المهمة، منها انخفاض معدل البطالة إلى 6.4% خلال الربع الرابع من عام 2024، قائلاً: المؤشرات كلها مهمة، وأنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية فإن تركيزنا على خلق فرص العمل خاصةً مع الزيادة السكانية فإنه يعد مؤشرا جيدا ينعكس على انخفاض معدلات البطالة.

وأضاف رئيس الوزراء: كما كان هناك اجتماعات متواصلة ومستمرة تجري مع اللجان الاستشارية التابعة لمجلس الوزراء، حيث كان هناك لقاء مع المجموعة الوزارية لتصدير العقار والتنمية العقارية، وتم التوافق على مجموعة من الخطوات التنفيذية التي سنبدأ العمل عليها سوياً خلال الفترة القادمة بهدف تعظيم العوائد من ملف تصدير العقار، واجتذاب الجنسيات المختلفة للاستثمار العقاري داخل الدولة المصرية، وبالفعل هناك خطوات تم التوافق عليها في هذا الأمر، كما كان هناك لقاء مشترك أيضاً بين المجلس التنسيقي للسياسات النقدية والمالية واللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي، وأيضاً تم التوافق على مجموعة من الرؤي والخطوات والسيناريوهات في ظل التحديات التي نواجهها ويواجهها العالم كله.

واختتم الدكتور مصطفى مدبولي بالحديث حول ملف السلع ومدي توافرها بالأسواق قائلاً: هناك أيضاً متابعة على مدار اليوم لموضوع الأسواق والسلع وتوفيرها بأكبر قدر ممكن، وكنا قد افتتحنا معرض "أهلاً رمضان" بمحافظة القاهرة، واليوم سنكون بمشيئة الله في افتتاح المعرض بمحافظة الجيزة، ولدينا الآن أكثر من 120 معرضا تم افتتاحها فيما يخص "أهلاً رمضان" على مستوي الجمهورية، وكذلك تجاوزنا 220 سوقا من أسواق اليوم الواحد مُوزعة على مستوي المحافظات كلها، وبفضل الله هذه المبادرة بدأت بنيل القبول والنجاح وازداد عدد الأسواق لتصل إلى 220 سوقاً، هذا بالإضافة إلى ما تم الاتفاق عليه مع السلاسل التجارية الكبيرة بتخصيص ركن بداخلها خاص بمبادرة "أهلاً رمضان" يتم فيها عرض السلع والمنتجات في إطار المُبادرة طوال الفترة القادمة بالأسعار والتخفيضات التي تم التوافق عليها.

مقالات مشابهة

  • لماذا ألغي مؤتمر زيلينسكي ومبعوث ترامب؟ وما دلالات ذلك؟
  • رئيس الوزراء يلتقي أعضاء اللجنة الاستشارية لتطوير السياحة المصرية
  • رئيس الدولة يشهد جانبا من فعاليات نافدكس
  • رئيس الوزراء يلتقى أعضاء اللجنة الاستشارية لتطوير السياحة المصرية
  • رئيس الدولة يلتقي وزير الدفاع الإيطالي ويتجول في معرض آيدكس 2025
  • رئيس الوزراء: جار إعداد خطة لإعادة إعمار غزة بمشاركة العديد من الجامعات المصرية والمكاتب الاستشارية
  • مدبولي: الدولة المصرية حققت طفرة عمرانية غير مسبوقة خلال السنوات الماضية
  • مدبولي: الدولة المصرية لم ولن تتأخر عن علاج مصابي غزة 
  • رئيس الوزراء: كرواتيا ترحب بالعمالة المصرية المدربة
  • رئيس الوزراء الإسباني يعلن دعم مقترح القمة العربية المقبلة في القاهرة