«أوركسترا نيويورك العربية» على مسرح «ذا بارنز» بواشنطن
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
قدّم مهرجان أبوظبي بالتعاون مع معهد الشرق الأوسط (MEI)، حدثاً موسيقياً استثنائياً بتنظيم من أوركسترا نيويورك العربية (NYAO)، بقيادة الموسيقار وعازف الكمان المتألق ليث صدّيق، بمسرح «ذا بارنز» في وولف تراب بالعاصمة الأميركية واشنطن، حيث أبدع ليث صدّيق، المرشّح لجوائز غرامي العالمية، بصحبة 12 موسيقياً في أداء استثنائي تخلله عزفاً منفرداً، وارتجال موسيقي لعدد من الأعمال العربية التقليدية والمعاصرة.
الرحباني وعبد الوهاب
الحفل كان دعوة لدخول عالم ساحر من الموسيقى العربية المتنوعة الأنماط، حيث قدمت الأوركسترا مقاطع بديعة من حقب زمنية مختلفة من أعمال الأخوين الرحباني ومحمد عبد الوهاب وزكي ناصيف، إضافةً إلى أعمال ليث صدّيق نفسه، واصطحبت الجمهور في رحلة استثنائية عبر عصور مختلفة من التراث الموسيقي العربي، ليستمتع الجمهور بمؤلفات أصلية ومزيج موسيقي فريد قدمته الأوركسترا بحرفية وإتقان.
حوار بين الثقافات
وأكّدت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، أهمية الدور الذي يلعبه المهرجان في الخارج وتحفيزه للدبلوماسية الثقافية، والحضور العربي في العالم، في إطار رؤيته للتعريف بالتراث الثقافي والإرث الموسيقي العربي، وبناء جسور الحوار بين الثقافات.
وقالت «يعتزُّ مهرجان أبوظبي بشراكته الاستراتيجية مع معهد الشرق الأوسط العريق في واشنطن، وتعاونهما عبر مركز الفنون والثقافة التابع للمعهد في نشر الثقافة العربية والموسيقى، من خلال تقديم عرض (أوركسترا نيويورك العربية) سفيرة الثقافة العربية إلى العالم، بقيادة عازف الكمان والمؤلف الموسيقي الحائز العديد من الجوائز العالمية ليث صدّيق، بمشاركة 12 موسيقياً مبدعاً يرسّخون حضور الموسيقى والثقافة العربية في الولايات المتحدة والعالم».
تأثير عالمي
وقد أسهمت أوركسترا نيويورك العربية التي تأسست عام 2007، في تغيير مشهد تعليم الموسيقى العربية في مدينة نيويورك، والتأثير على جماهير متنوعة على مستوى العالم، وعلى مدار 15 عاماً قدمت الأوركسترا عروضاً وورش عمل في أماكن مرموقة مثل «لينكولن سنتر، دامروش بارك، وقاعة مدينة ديترويت السمفونية»، كما كان لها العديد من المشاركات الدولية مثل مهرجان موسيقى العالم في البرتغال، ومؤتمر تايبه لموسيقى طريق الحرير في تايوان.
وألهمت أوركسترا نيويورك العربية جمهوراً من العرب الأميركيين وغير الأميركيين، للتعرف على موسيقى وثقافة العالم العربي، ويشغل ليث صدّيق، عازف الكمان والملحن والذي رشح لجائزة «جرامي»، منصب المدير الفني لأوركسترا نيويورك العربية، وقد سبق له أن شارك عزفاً مع عدد من كبار الفنانين مثل سيمون شاهين، ودانيلو بيريز، وجاك ديجونيت، حيث قدم عروضه في عدد من المهرجانات والفعاليات الشهيرة منها مهرجان لندن للجاز، وقاعة بوسطن السيمفونية، ومعرض وومكس، ومهرجان بنما للجاز.
قيم التعايش والسلام
أشارت هدى إبراهيم الخميس، قائلة «نؤكد على الدور المؤثر للثقافة والفنون في نشر قيم التعايش والسلام العالمي، من خلال روائع أعمال الأخوين الرحباني ومحمد عبد الوهاب وزكي ناصيف، بالتعاون مع إحدى أبرز فرق الموسيقى العربية الرائدة عالمياً، في أدائها على مسرح (ذا بارنز) العريق في وولف تراب بواشنطن، المسرح الموسيقي الأكبر الذي يقدّم أكثر من 80 عرضاً فنياً كل عام، تتوزع بين عروض أساطير الغناء إلى موسيقيي الحجرة وعظماء موسيقى الجاز».
«أفضل فنان عالمي»
شارك عازف الكمان والملحن ليث صدّيق في العديد من الألبومات الحائزة جوائز مرموقة، إضافة إلى حصوله على جوائز عدة منها، المركز الثاني في مسابقة سيفيرت الدولية لموسيقى الجاز للكمان، ولقب «أفضل فنان عالمي» في حفل توزيع جوائز بوسطن الموسيقية لعام 2020، كما يلعب دور المؤدي الرئيس وعازف الكمان في لعبة «ميراج - أساسنز كريد» الجديدة، المقرر إصدارها نهاية العام الحالي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان أبوظبي واشنطن
إقرأ أيضاً:
مسرح العرائس
كان مسرح العرائس في ستينيات القرن الماضي يقدم المتعة والجمال والدهشة في آنٍ واحد. ولعل أبرز نقاط قوته تمثلت في إدارته التي اضطلع بها الفنان المتميز صلاح السقا، عبر انفتاحه التام على تجارب الخارج، شرقا وغربا، في مجال مسرح العرائس، مع استلهامٍ موازٍ للتراث والفلكلور الشعبي، لتقديم تجربة مسرحية مصرية خالصة.
وقد نجح السقا في تحقيق رؤيته، فجعل من هذا المسرح الصغير قبلة لكل محبي فن العرائس في مصر، كما جذب اهتمام الأطفال لمتابعة عروض مدهشة تداعب خيالهم وتحفّزهم، بل وتجعلهم في كثير من الأحيان جزءا من اللعبة المسرحية نفسها.
وتعرّف جمهور مسرح الطفل من خلاله على فن المسرح الأسود، وهو نوع مسرحي يعتمد على إضاءة خاصة تُعرف بـ"الألترا فايلوت"، تُظهر فقط اللون الفسفوري في محيط خشبة مسرح سوداء بالكامل، وكان ذلك مبهرا بحق، وقدّم عالما سحريا شديد الثراء والجمال.
كما كان البانتوميم أو التمثيل الإيمائي محط اهتمام كبير، خاصة عند تفاعل الممثل الإيمائي مع الدمية (الماريونيت)، وهو ما كان يعدّ في حينه تجربة مذهلة وفريدة من نوعها.
وبالطبع، لا يمكن الحديث عن مسرح العرائس دون ذكر أوبريت "الليلة الكبيرة"، هذا العمل الخالد الذي يُعدّ نموذجا فنيا رفيعا في استلهام التراث الشعبي وصياغته في تجربة جمالية عالية الإبداع والفنية.
وقد حشد له صلاح السقا كل مقوّمات النجاح: اتفق مع صلاح جاهين على كتابة النص بكلماته الشعرية البديعة، واستعان بـسيد مكاوي للتلحين والغناء، وتولى هو بنفسه مهمة الإخراج، فيما صمّم العرائس الفنان الكبير ناجي شاكر، الذي أبدع في إخراجها بصورة مدهشة. وهكذا خرج العمل إلى النور، محققا حضورا استثنائيا في الذاكرة الجمعية المصرية.
أجيالٌ كاملة تسنّى لها مشاهدته مرارا عبر شاشات التلفزيون أو من خلال إعادة تقديمه ضمن ريبيرتوار المسرح، فحفظت عن ظهر قلب مشاهده وأغانيه الخالدة، كمقاطع: "أنا شجيع السيما"، و"يا غزال يا غزال"، "يا ولاد الحلال بنت تايهة".. وغيرها.
هكذا كان المسرح.. هكذا كان الجمال.. وهكذا نأمل، بكل شوق، في عودة هذا الجمال إلى مسرح العرائس في مصرنا الحبيبة.