ترأس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، صباح أمس اجتماع مجلس أمناء المجمع، في مقره بالمدينة الجامعية.وأشاد سموه خلال الاجتماع بما حققه المجمع من انجازات خلال السنة في مختلف البرامج والمبادرات التي يعمل عليها، والتي تكللت جهودها بالنجاح في إنجاز 31 مجلداً جديداً للمعجم التاريخي للغة العربية، بالإضافة إلى تعزيز مساعي الحفاظ على اللغة وتمكين المتحدثين بها.

وثمّن سموه جهود أعضاء مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة، شاكراً لهم حرصهم على دعم أعمال المجمع ورؤيتهم النيرة التي تخدم أهداف المجمع وتسهم في تحسين أعماله وتجويدها.

واستعرض المجلس خلال الاجتماع أهم الإحصائيات الخاصة بأعداد الجذور والمداخل والعاملين على المعجم التاريخي، والذي فاق عددهم 500 من محررين وخبراء ومدققين ومقررين عامين بالإضافة إلى العاملين في المجالات الإدارية والفنية.

كما تناول المجلس أهم الفعاليات التي نفذها المجمع خلال العام ومنها المجالس اللغوية، والمشاريع والفعاليات الكبرى التي يرعاها المجمع في أوروبا وأفريقيا بما يعزز من العلاقات مع الجهات التي تختص باللغة العربية وتعليمها، ويدعم من تطور أعمالهم والوصول إلى شرائح كثيرة من المتحدثين باللسان العربي.

واطلع المجلس على مخرجات برنامج مجلس اللسان الذي يعمل تحت مظلة المجمع ويقوم باستقطاب وفود الطلبة الدارسين للغة العربية في الدول الأجنبية، وتمكينهم من تعلم وممارسة اللغة العربية من خلال الدراسة في المجمع، وتخرج من البرنامج 40 طالباً وطالبة.

كما اطلع على أهم التوصيات التي خرج بها مؤتمر دراسات اللغة العربية في أوروبا الذي عقد خلال اليومين الماضيين، مثمناً أهمية التوصيات التي وصل إليها المؤتمر بعد نقاش العلماء والخبراء والمختصين باللغة العربية من مختلف الدول.

كما ناقش المجلس خطط برامج ومشاريع المجمع المقترحة للعام القادم، والتي ستسهم في تحقيق أهدافه من خلال مشاريع جديدة نوعية تعزز من الدور الكبير الذي يقوم به المجمع لخدمة اللغة العربية.

حضر الاجتماع كل من: الدكتور إبراهيم السّعافين رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الشارقة سابقاً، والدكتور عبدالله بن سيف التّوبي مدير مركز التعريب والترجمة والاهتمام باللغة العربية بسلطنة عمان، والدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشّارقة، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.وام

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ

في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.

شجرة الرولة


أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي صورة ميدان الرولة

مقالات مشابهة

  • جواهر القاسمي: الاجتماع زيارة رحم وتجسيد لقيم شعوبنا الخليجية الأصيلة
  • توجيهات جديدة لمجلس القيادة الرئاسي خلال اجتماع ناقش أولويات المرحلة المقبلة
  • الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
  • الحوار الوطني يوجه الدعوة لوزير الخارجية لعقد لقاء مع أمناء المجلس
  • وزير الأوقاف يترأس اجتماعاً لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد
  • الأمين العام لمؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية : اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع 64 لمجلس إدارة جهاز شؤون البيئة
  • ياسمين فؤاد تترأس الاجتماع ٦٤  لمجلس إدارة جهاز شؤون البيئة
  • وزيرة البيئة تترأس الاجتماع ٦٤ لمجلس إدارة جهاز شؤون البيئة
  • طحنون بن زايد يترأس الاجتماع الختامي لمجلس إدارة شركة “إم جي إكس” للعام 2024