الإمارات وتركيا تواصلان الارتقاء بعلاقات التعاون عبر تدشين اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية جهودهما للارتقاء بعلاقات الشراكة الاستراتيجية إلى آفاق جديدة، وذلك عبر تدشين اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة التي عقدت اجتماعها الأول في إسطنبول، بهدف استكشاف المزيد من فرص بناء الشراكات بين مجتمعي الأعمال في الدولتين الصديقتين تحت مظلة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الإماراتية التركية التي بدأ تنفيذها في مطلع سبتمبر الماضي.
وشارك معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، على رأس وفد إماراتي رفيع المستوى في الاجتماع الأول للجنة، ومن الجانب التركي معالي عمر بولاط وزير التجارة، وبحضور نخبة من كبار المسؤولين وقادة الأعمال من الجانبين.
وكانت الإمارات وتركيا وقعتا على إعلان لإنشاء لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة خلال لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدى زيارته الرسمية على رأس وفد تركي رفيع المستوى إلى العاصمة أبوظبي في يوليو الماضي، وذلك بهدف توسيع وتنويع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ودعم تحقيق أهداف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، وأبرزها زيادة التجارة البينية غير النفطية إلى 40 مليار دولار أمريكي سنوياً في غضون خمسة أعوام.
وخلال اجتماع الأول للجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة ، أشاد معالي ثاني الزيودي ومعالي عمر بولاط بالتقدم الذي تشهده العلاقات الإماراتية التركية، وأعربا عن تفاؤلهما بشأن آفاق التكامل الاقتصادي بين البلدين، حيث وصل حجم التجارة الثنائية غير النفطية خلال النصف الأول من عام 2023 إلى 13.5 مليار دولار، بزيادة قدرها 87% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، أي ما يعادل تقريباً إجمالي التجارة غير النفطية المسجلة في عام 2021 بأكمله، وضعف حجم التجارة الثنائية المسجلة في عام 2020، مما يجعل تركيا الشريك التجاري الأسرع نمواً لدولة الإمارات بين أكبر 10 شركاء، وسادس أكبر شريك تجاري للدولة حول العالم، بحصة تبلغ أكثر من 3% من إجمالي التجارة غير النفطية للدولة وفي ما يتعلق بالاستثمار، يبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدولة الإمارات في تركيا حالياً 7.8 مليار دولار أمريكي.
وشهد الاجتماع الأول للجنة، الذي حضره أيضاً من الجانب الإماراتي معالي سلطان بن سعيد المنصوري، المبعوث الخاص للدولة إلى الجمهورية التركية، وسعادة سعيد ثاني الظاهري سفير الدولة لدى تركيا، وسعادة محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة بالوكالة، وسعادة جمعة محمد الكيت، الوكيل المساعد لشؤون التجارة الدولية بوزارة الاقتصاد، مناقشات مثمرة حول سبل استكشاف فرص جديدة لتحفيز العلاقات التجارية والاستثمارية البينية.
وتطرقت المناقشات خلال الاجتماع إلى الفرص المتوفرة في قطاعات عدة، شملت الأغذية والزراعة والتكنولوجيا المالية والرعاية الصحية وتكنولوجيا المياه والبنية التحتية والخدمات اللوجستية، كما تناولت الفرص الاستثمارية المتاحة إقليمياً والتي يمكن الاستفادة منها بشكل مشترك.
وأكد الجانبان خلال الاجتماع التزامهما بالتعاون في مشاريع تحول الطاقة والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون ودعم تطوير الاقتصاد الدائري، وذلك بالتزامن مع قرب استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.
وقال معالي ثاني الزيودي ” تعد اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة منصة رئيسية لتوطيد أواصر التعاون بين الإمارات وتركيا بمشاركة فعالة من القطاع الخاص وقادة الأعمال بالبلدين، لتحقيق الأهداف الطموحة للبلدين الصديقين تجارياً واستثمارياً، كما تتيح اللجنة تحديد المجالات التي توفر أكبر قدر من الفرص للمصدرين من الدولتين، واستكشاف القطاعات الاستثمارية ذات الأولوية، والمساعدة في بناء التوافق بشأن أطر التجارة الرقمية، وتوحيد المعايير والاعتماد، والأهم من ذلك، تعزيز الثقة والشفافية في علاقة تكتسب أهمية متزايدة للبلدين”.
وأضاف معاليه “في حين فتحت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الباب أمام المزيد من الأنشطة التجارية والاستثمارية، إلا أن تحقيق أهدافها بالكامل يتطلب التعاون والتضافر بين القطاع الخاص في الدولتين، وهذا يعني توفر منصة ملائمة لجميع أصحاب المصلحة لتبادل الفرص ومناقشة الاحتمالات بصراحة وشفافية، مما يهيئ المجال لبدء الشراكات التجارية والاستثمارية بين الطرفين واستمرارها لفترة طويلة مستقبلاً بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين”.
من جانبه، قال معالي سلطان بن سعيد المنصوري ” تدرك دولة الإمارات الإمكانات الكبيرة التي تنطوي عليها علاقات الصداقة مع تركيا، حيث إن الدولتين لديهما رؤية استشرافية مشتركة تولي اهتماماً ودعماً كبيرين للنمو الاقتصادي، باعتبارهما يمتلكان إثنين من أكثر الاقتصادات حيوية في المنطقة، فضلاً عن كون تركيا من أسرع الشركاء التجاريين نمواً لدولة الإمارات. ومع دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا حيز التنفيذ، تنطلق حقبة جديدة من التعاون البناء بين الجانبين لخلق طيف واسع من فرص النمو ذات المنفعة المتبادلة”.
من جانبه قال معالي عمر بولاط “ تشهد العلاقات التركية الإماراتية ازدهاراً ملحوظاً بفضل الإرادة المشتركة للارتقاء بها إلى مستويات جديدة من الجانبين، حيث واصلت التجارة البينية غير النفطية ازدهارها خلال العام الجاري مقارنة بالأعوام السابقة، ومن المتوقع أن تشهد التدفقات التجارية البينية المزيد من الازدهار في ظل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا التي دخلت حيز التنفيذ مطلع سبتمبر الماضي”.
وأضاف معاليه ” تشهد مجالات التعاون الأخرى تطورات إيجابية ملموسة، ففي مجال الإنشاءات على سبيل المثال، قامت شركات البناء التركية بتنفيذ 141 مشروعًا بقيمة 12.6 مليار دولار في دولة الإمارات، وهذا الرقم يجعل الإمارات واحدة من أكثر الدول التي تم تنفيذ مشاريع فيها من قبل الشركات التركية في العالم”.
وخلال زيارته إلى إسطنبول، شارك معالي ثاني الزيودي والوفد الإماراتي في منتدى الأعمال التركي الإماراتي، واجتماع رفيع المستوى لقادة الأعمال من الجانبين، وذلك بهدف تعزيز التعاون بين مجتمعي الأعمال في الدولتين، بدءاً من تبادل الأفكار والخبرات وحتى استكشاف فرص الاستثمار والشراكة ذات الإمكانات العالية.
وخلال منتدى الأعمال التركي الإماراتي، عقد أعضاء الوفد الإماراتي من قادة الأعمال ومسؤولي الغرف التجارية سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع نظرائهم من مسؤولي كبرى الشركات التركية وقادة مجتمع الأعمال لبحث آفاق التعاون وعقد شراكات تجارية واستثمارية، بما يحقق المصالح المشتركة للطرفين.
وجرى أيضاً، على هامش منتدى الأعمال الإماراتي التركي، تبادل مجموعة من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون بين المشاركين في الوفد الإماراتي من ممثلي القطاع الخاص ونظرائهم من الجانب التركي، كما تم تبادل مذكرات تفاهم بين كل من دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا، وكذلك بين مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وجامعة يلدز التقنيةـ بالإضافة إلى مذكرة تفاهم أخرى بين مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار والمنتدى العالمي للاستثمار في الشركات الناشئة “WBAF”.
ويشار إلى أن الوفد الإماراتي ضم 79 من كبار المسؤولين الحكوميين وممثلي الغرف التجارية وقادة الأعمال ومسؤولي الشركات الحكومية والخاصة في قطاعات متنوعة تشمل الخدمات اللوجستية والطاقة والتكنولوجيا والابتكار والتجارة والاستثمار والرعاية الصحية والصناعة والبيئة والزراعة والأمن الغذائي والخدمات المالية.
ومن المقرر أن ينعقد الاجتماع الثاني للجنة التجارية الاقتصادية المشتركة في دولة الإمارات، على أن يتم الاتفاق على موعد انعقاده في المستقبل القريب.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
المشاط توقع اتفاق تأسيس اللجنة المشتركة المصرية السويسرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وقعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وهيلين بودليجر، وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية بسويسرا، اتفاق تأسيس اللجنة الاقتصادية المُشتركة بين جمهورية مصر العربية والاتحاد السويسري، وذلك خلال فعاليات الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس».
ولك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وغي بارملين، نائب رئيس الاتحاد السويسري.
ويأتي الاتفاق الجديد ليؤسس لشراكة اقتصادية جديدة بين جمهورية مصر العربية والاتحاد السويسري في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، بما يدفع جهود التنمية الاقتصادية المُشتركة، ويعد تأسيسًا على العلاقات الثنائية الممتدة بين البلدين .
وتسعى اللجنة الاقتصادية المشتركة تسعى إلى تعزيز التبادل التجاري، وتسهيل استثمارات الشركات في كلا البلدين، واستكشاف الفرص الجديدة للوصول إلى الأسواق، ومعالجة التحديات لدفع العلاقات الاقتصادية الثنائية، فضلًا عن تقييم وتحديث الاتفاقيات الاقتصادية الحالية، والعمل على تحسين تطبيقاتها بما يتماشى مع احتياجات واهتمامات الطرفين، وتسليط الضوء على المجالات الاقتصادية المهمة لكلا الطرفين وتسهيل تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين المتخصصين في المجالات الاقتصادية المختلفة، بالإضافة إلى معالجة القضايا التجارية ذات الطابع العام أو الخاص التي قد يثيرها ممثلو القطاع الخاص في كلا البلدين، مع تعزيز التعاون في مجال قضايا الاقتصاد الدولي ذات الأهمية للطرفين.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن توقيع اتفاق اللجنة الاقتصادية المصرية السويسرية المُشتركة، يعد محطة مهمة في مسيرة التعاون المصري السويسري، حيث يمثل خطوة جادة نحو تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين بما يتماشى مع تطلعاتهما المشتركة لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وأضافت أنه بموجب الاتفاق ستعمل البلدان على تعزيز ودفع العلاقات الاقتصادية الثنائية، وتوفير منصة لتبادل المعلومات حول القضايا المتعلقة بالتجارة الثنائية، وكذلك قضايا الاستثمار بين البلدين.
*علاقات تاريخية*
وأكدت «المشاط»، عمق العلاقات المصرية السويسرية على مستوى التعاون الإنمائي، والتي تمتد إلى نحو 45 عامًا، حيث توطدت هذه العلاقة من خلال التعاون المشترك في العديد من المجالات الاقتصادية والتنموية، حيث كانت سويسرا منذ 1979شريكًا استراتيجيًا لمصر، بينما تمتد العلاقات التجارية لأكثر من 115 عامًا، موضحًا أنه من خلال جهود الدبلوماسية الاقتصادية لدفع التمويل من أجل التنمية فقد عملت الوزارة على تعظيم الشراكة مع الجانب السويسري من خلال برامج التعاون المختلفة.
ولفتت إلى تنفيذ العديد من البرامج في مجالات تنمية القطاع الخاص والبنية التحتية وتقوية المؤسسات الاقتصادية، وسعي البلدين لتوسيع محفظة التعاون لتشمل المزيد من المجالات ذات الاهتمام المُشترك، موضحة المباحثات الجارية من خلال وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لإعداد برنامج التعاون الجديد مع الجانب السويسري 2025-2028، والذي يركز على عدة أهداف استراتيجية رئيسية، مثل دعم الإصلاحات الاقتصادية، وتحسين بيئة الأعمال، وزيادة فرص العمل، وتعزيز التنمية الحضرية المستدامة. كما يهدف البرنامج إلى التعامل مع العديد من القضايا المهمة مثل تعزيز التكيف مع تغير المناخ، الحد من الفقر، تحقيق الإدماج الاجتماعي، قضايا اللاجئين، وبناء القدرات المؤسسية.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى مجالات التعاون المستقبلية بين البلدين، والتي تركز على مشروعات المناخ الأخضر، وتطوير المهارات الفنية في مختلف القطاعات، بما يساهم بشكل فعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الأخضر في مصر، مشيرة إلى إمكانية التعاون المستقبلي في ضوء سعي مصر لتطبيق آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)، فضلًا عن التعاون في مجالات تغير المناخ، وتمكين المرأة، وتعزيز دور القطاع الخاص، ودعم قارة أفريقيا ومشروعاتها التنموية، بالإضافة إلى التعاون في إطار منصة «نُوَفِّي».
وذكرت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أهمية آلية اللجان المُشتركة باعتبارها إحدى الأدوات الفعالة للدبلوماسية الاقتصادية لفتح آفاق الشراكة مع البلدان المختلفة، وتعزيز الروابط بين القطاع الخاص، والوقوف المستمر على تطورات العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يلبي تطلعات التنمية المُشتركة، فضلًا عن المتابعة الدورية لتنفيذ اتفاقيات التعاون المختلفة والوقوف على التحديات وتذليلها.
وقالت إن العام الماضي شهد انعقاد العديد من اللجان المُشتركة مع دول الأردن، ورومانيا، وطاجيكستان، وبولندا، وأوزبكستان، وقد شهدت تلك اللجان توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون ومذكرات تفاهم مختلفة تنعكس على أولويات التنمية في مصر والدول الأخرى، وتعكس الاهتمام المُشترك والحرص المتبادل على المضي قدمًا في تطوير العلاقات.
جدير بالذكر أنه على مدار العام الماضي، عقدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، العديد من الاجتماعات مع مسئولي الجانب السويسري لمناقشة مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتبلغ محفظة التعاون الإنمائي الجارية، إلى 71.6مليون دولار من المنح لتمويل 9 مشروعات في العديد مكن مجالات التنمية.