العراق.. مشهد سياسي ضبابي تدعمه الانقسامات ودعوات لمواجهة بجسد واحد
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
لا ترتبط حالة عدم الاستقرار السياسي في العراق مع معطيات التصعيد الذي تشهده المنطقة، والتي وضعت العراق جزءا منه، وجاءت على خلفية عملية “طوفان الاقصى” وتداعياتها المستمرة للأسبوع الثالث، حيث يعيش العراق انقسامات سياسية وخلافات مستمرة وحادة، ولم تنجح اطراف هذه الخلافات في رسم مسار موحد والالتفاف حوله، حتى مع موجات الارهاب التي مرت على البلد.
خلال الايام الماضية، انطلقت دعوات لجمع الشتات السياسي ومواجهة الازمة الكبيرة التي تتصاعد بسبب استمرار الجرائم الاسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وتداعياتها على الاوضاع الداخلية للعراق، والابتعاد عن الانقسامات، ووضع برنامج واضح لمواجهة المرحلة، تتبناه القوى السياسية وفعالياتها، وبالمقابل، تستمر الاصوات التي تكرس الانقسام حاضرة ايضا في المشهد.
عضو مجلس النواب، حسين حبيب قال في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “توحيد الرؤى يصب في مصلحة البلد بصورة عامة، سيما وان الوضع الحالي لا يتسم بالاستقرار السياسي”، مبينا ان “الشعب العراقي يتطلع الى عمل ملموس في هذا الجانب، فضلا عن حاجته الى تحسين واقعه الاقتصادي والتعليمي والصحي والخدمي بصورة عامة”.
واضاف، ان “هذا الامر لا يتوفر مع غياب الاتفاق السياسي الحقيقي، ودعم الحكومة لكي تتمكن من القيام بواجبها، بعيدا عن المصالح الشخصية وتقاسم الحصص”، مبينا ان “المنطقة بصورة عامة تمر بوضع غير مستقر، والمعطيات تشير الى استمرار التصعيد، وهذا امر في غاية الخطورة”.
واوضح حبيب، ان “هناك حاجة الى توحيد الرؤى وتظافر الجهود، لإبعاد الشعب والبلد عن دوامة الخطر، التي تعيشها المنطقة حاليا”، لافتا الى ضرورة ان “تعقد مؤتمرات تجمع القوى السياسية ضمن رؤية مشتركة لمواجهة الأزمة”.
من جهته، قال عميد كلية العلوم السياسية في جامع النهرين، اسامة السعيدي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” اننا دائما ما نكون بحاجة الى مراجعة مواقفنا السياسية الخارجية في ضل الازمات والحروب.
واضاف السعيدي، ان “المنطقة تشهد مرحلة مهمة، بعد احداث عملية طوفان الاقصى، والتداعيات التي تلتها، سيما العمليات الارهابية والابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني”.
واشار الى ان “العراق اليوم، من ضمن دول المواجهة مع الكيان الصهيوني والدول الداعمة له، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، وان كان بصورة غير مباشرة، ولهذا هناك حاجة لتحديد كيف يكون تعامل الدولة وهذا يستدعي الاجماع والوحدة الوطنية”.
وبين السعيدي، انه “يجب ان تكون القوى السياسية على قدر من المسؤولية في هذه المواجهة، من خلال توحيد جهودها”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
الأثنين, 10 يونيو 2024 10:05 ص
متابعة/ المركز الخبري الوطني
قال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في العراق غازي شبيكات، إن الصندوق يدعم الإصلاحات العراقية التي تحقق استدامة مالية تبعد العراق عن أي أزمات تتعرض لها السوق النفطية والتي يعتمدها العراق في تغطية نفقاته السنوية، متوقعاً حصول نموّ في الاقتصاد العراقي خلال السنوات المقبلة.
*ماذا يتوقع الصندوق لمستقبل الاقتصاد العراقي؟
– الصندوق يتوقع حصول نمو في الاقتصاد الكلي العراقي، بالتزامن مع الإصلاحات التي تتبناها الحكومة بهدف خلق معالجات واقعية لمجمل المشكلات الاقتصادية، ولمسنا جدية من الحكومة العراقية في مجال تحقيق إصلاحات اقتصادية توطد العلاقة مع الصندوق وهذا يشجع على ترصين التعاون بالشكل الذي يخدم الاقتصاد العراقي الذي يعاني مشكلات مزمنة.
*كيف يدعم الصندوق الاقتصاد العراقي وما وجه الدعم؟
إنَّ صندوق النقد الدولي يدعم الإصلاحات العراقية التي تحقق استدامة مالية تبعد العراق عن أي أزمات تتعرض لها السوق النفطية والتي يعتمدها العراق في تغطية نفقاته السنوية، لاسيما أنَّ بلداً مثل العراق يحتاج إلى إيرادات كبيرة لتغطية حاجة جميع القطاعات، وهذا يحتاج إلى خلق استدامة مالية حقيقية من خلال إحياء القطاعات الإنتاجية والخدمية وجعل دورة رأس المال في إطار محلي.
*بماذا تنصحون بشأن تخفيف معدلات البطالة؟
العراق يجب أن يركز على سوق العمل وأن تُخلق مزايا في القطاع الخاص توازي ما يحصل عليه في القطاع العام، ليتم التوجه إلى التوظيف في القطاع الخاص الذي يجب أن ينشّط بحدود تتناسب وقدرات العراق الاقتصادية.
*ماذا تحتاج سوق العمل العراقية؟
- لابد من العمل على تدريب وتأهيل الموارد البشرية في جميع الاختصاصات في ظل وجود ثروة بشرية يمكن أن توظف بالشكل الذي يخدم العراق، مع ضرورة خلق أيدي عمل ماهرة في جميع القطاعات وبالشكل الذي يتناسب مع السياسة الحكومية الإصلاحية.
*برأيكم أين مكامن القوة في الاقتصاد؟
– إنَّ القطاع الخاص يمثل قوة اقتصادية يمكنها أن تقهر التحديات وتنهض بالاقتصاد الوطني بشكل تدريجي فهو يعالج كثيراً من المشكلات، لا سيما أنَّ العراق يمكنه تحقيق تعدد في الإيرادات من القطاعات ومنها يتميز بتحقيق إيرادات مستدامة.
*ماذا عن القطاع المالي؟
إنَّ التنافسية في قطاع المال يمكنها أن تخلق قطاعاً مالياً رصيناً ذا خدمات متطورة وبمسارات أموال آمنة وشفافة داعمة للاقتصاد ومراحل النهوض التي ينشدها ويعمل على بلوغها ويصل إلى أهم الأهداف المتمثلة بالاستدامة المالية.