لا جديد مع إسرائيل طالما لا محاسبة.. تفاصيل المجزرة البشعة بمخيم جباليا بمشاركة أمريكية ومباركة أوروبية
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
ما المانع الذي يدفع إسرائيل لعدم تكرار القيام بمجازر بشرية بحق الشعب الفلسطيني، طالما تمتلك الضوء الأخضر من الدول العظمى مثل أمريكا ودول أوروبا، والتي توفر لها العطاء السياسي والحماية من أي ملاحقة لها، كما حدث في المجازر السابقة، بل وتبنى الروايات الإسرائيلية الكاذبة حول حقيقة المجازر، ولذلك فاجعتنا الدولة المحتلة اليوم بجريمة شنعاء راح ضحيتها 400 من أبناء مخيم جباليا في مجزرة جديدة للحرب الدائرة بقطاع غزة.
وربما لا يتحمل أصحاب القلوب الرهيفة بشاعة من تناقلته وسائل الإعلام من صور وفيديوهات تكشف حجم الإجرام بتلك المجزرة، حيث طال القصف الغاشم منازل الأبرياء دون سابق إنذار، وذلك في سياسية الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل في هجومها البري على غزة، وقد دفع حجم الإجرام العديد من الجهات لإصدار ردود فعل تنديدا بتلك الجريمة.
6 أطنان متفجرات على حي سكني .. 400 شهيد
أضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة جديدة للحرب على قطاع غزة، بغارات شديدة العنف على مخيم جباليا، وقد أسفرت المجزرة الإسرائيلية عن تسجيل 400 شهيد وجريح فلسطيني على الأقل جراء إلقاء جيش الاحتلال ستة قنابل، تزن الواحدة منها طنا من المتفجرات ما يعني إلقاء 6000 كيلو جرام متفجرات، وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن تدمير 40 منزلا في منطقة بلوك 6 في مخيم جباليا، المعروف بأنه الأكثر اكتظاظا في قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية في قطاع غزة، إن غارات الاحتلال الإسرائيلي دمرت حيا سكنيا بالكامل وسط المخيم، فيما تبين أن أغلب الشهداء والجرحى من النساء والأطفال، وأظهرت لقطات مصورة، حجما مفزعا من الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية، فيما قالت مصادر إعلامية، إن أغلب الحالات التي نُقلت إلى مستشفى الإندونيسي هي التي كانت متواجدة في محيط المنطقة، في حين أن من كانوا بالداخل دُفنوا تحت أنقاض منازلهم التي سُوِّيت بالأرض.
قوة المقاومة دافع للمجزرة
صرح أسامة حمدان القيادي بحركة المقاومة الفلسطينية حماس، أن مجزرة جباليا تكشف مدى إجرام الاحتلال الإسرائيلي وأزمته الداخلية، وعلى العالم أن يرى كم الإجرام الذي قام به ووثقته كاميرات الإعلام .
وقال حمدان كما نشرت وكالة شهاب الفلسطينية، إن المقاومة تؤدي بشكل قوي على الأرض وربما يكون ذلك هو سبب مجزرة جباليا التي نفذها الاحتلال.
سياسة الأرض المحروقة
وعن تفاصيل ما يحدث على الأرض في العدوان البري على عزة، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، أن قصف الاحتلال الإسرائيلي لحي سكني كامل بمخيم جباليا هو جزء من سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل في عزوها البري بقطاع غزة، وأضاف في تصريحات صحفية، أن القنبلة الواحدة من الستة قنابل تزن طنًا من المتفجرات، إذ تم تدمير حي بلوك 6 في المخيم بشكل كامل، والذي يتكون من بيوت متراصة والجزء الأكبر منها مبني بناءً قديمًا وتضم من المئات من المواطنين، وأوضح أن الاحتلال دمر هذا الحي بشكل كامل بواسطة 6 قنابل أمريكية الصنع أُلقيت عليها بشكل مباشر، وأن الاحتلال يواصل ارتكاب هذه المجازر في ظل توسيع العدوان البري على القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وتابع: قام الاحتلال بالدخول من محاور عدة إلى قطاع غزة، إذ أن المحور الأول هو المحور الشمالي الغربي للقطاع وللدخول إلى هذه المنطقة قام الاحتلال بتدمير كل الأحياء السكنية أمامه على مد بصره، ما أدى إلى ارتكاب مجازر وتشريد الآلاف كما قام الاحتلال بمسح كل الأحياء السكنية في تلك المناطق وسار بدباباته فوق ركام الأحياء السكنية حتى تمكن من الوصول إلى منطقة التوام والكرامة شمال غرب قطاع غزة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة: «قام الاحتلال في جنوب مدينة غزة بتدمير منطقة تل الهوا بشكل كامل وتدمير كل الأبراج السكنية والمنازل تدميرًا كاملًا، كما قام الاحتلال بتدمير بأجزاء واسعة من حي الزيتون شرق مدينة غزة، موضحًا:«أن الاحتلال وهو يوسع عدوانه البري ويواصل ارتكاب أبشع المجازر التي ارتكبت قبل قليل في مخيم جباليا، يُدخل قطاع غزة في كارثة إنسانية غير قادر على تحملها، وندعو كل الضمائئر الحرة والإنسانية على الكرة الأرضية إلى التحرك العاجل من أجل وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال السارائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ووالمدنيين والاطفال والنساء».
مصر : المجزرة تُزيد الأزمة تعقيداً ويُنذر بعواقب وخيمة
فيما أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات، الاستهداف الإسرائيلي اللا إنساني، الذي طال مربعاً سكنياً بمخيم جباليا، مما أسفر عن سقوط ما يزيد عن 400 مدني ما بين شهيد وجريح وفقاً للتقديرات الأولية، واعتبرت مصر ذلك انتهاكاً صارخاً جديداً لقوات الاحتلال الإسرائيلية لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يُزيد من الأزمة الراهنة تعقيداً ويُنذر بعواقب وخيمة يصعب تداركها على كافة المستويات.
وحذرت مصر من مغبة استمرار تلك الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين العزل في أماكن إيوائهم وبمحيط المراكز والمستشفيات الطبية التي يلجئون إليها هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل، ودون أي اكتراث بالأرواح التي تُزهق، وبشكل يفاقم من الأوضاع الإنسانية المتأزمة والمتدهورة في القطاع.
حماس: المجزرة يتحملها من دعم من الدول الكيان الإسرائيلي
من جانبها دعت حركة المقاومة الفلسطينية حماس الدول العربية والإسلامية إلى موقف تاريخي وحاسم لوقف مجازر الاحتلال الإرهابي والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق شعبنا الفلسطيني، ووصف ما حدث بأنه مجزرة من الاحتلال الصهيوني الإرهابي في مخيم جباليا، ويتحمّل مسؤوليتها كلّ الدول والحكومات والمنظمات الدَّاعمة لهذا الكيان الصهيوني الإهابي، والمنحازة لعدوانه وإجرامه منذ 25 يوماً، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.
وتابع في بيان أصدره في وقت لاحق من المجزرة: "ستبقى دماؤهم وأشلاؤهم وجراحهم؛ لعنة تطارد كل الصامتين والمتقاعسين في التحرّك لوقف هذا العدوان الهمجي والهولوكوست الجديد الذي تمارسه حكومة الاحتلال الفاشية، فمتى ستتحرّك الضمائر لوقف مسلسل المجازر ولفتح معبر رفح وإدخال الدَّعم والإغاثة والوقود والمشافي الميدانية لقطاع غزَّة، وإنقاذ آلاف الأرواح والأنفس البريئة من الأطفال والنساء والمرضى والجرحى، لذلك ندعو دولنا العربية والإسلامية إلى موقف حاسم مما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعة يرتكبها الاحتلال الصهيوني الغاشم والذي خطره وعدوانه لن يقف عند حدود غزة وفلسطين".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يجبر من تبقّوا من سكان حارة بمخيم طولكرم على إخلاء منازلهم بالقوة
أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، من تبقوا من سكان حارة مربعة حنون في مخيم طولكرم، وسط الضفة الغربية المحتلة، على إخلاء منازلهم بالقوة، وسط تهديدات ووعيد باعتقال أي شخص يتواجد في المكان.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن قوات الاحتلال داهمت المنازل في حارة مربعة حنون وأجبرت سكانها على المغادرة تحت التهديد، وأمهلتهم خمس دقائق فقط للمغادرة، مشيرين إلى أن أحد الجنود أخبرهم بأنه سيتم إدخال الجرافات والدبابات إلى المنطقة.
وانتشرت فرق المشاة بشكل مكثف داخل أزقة المخيم ومحيطه، وقامت بملاحقة المواطنين أثناء محاولتهم مغادرة منازلهم وأخذ احتياجاتهم الأساسية.
وداهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل في مختلف حارات المخيم ومنها قاقون وأبو الفول، وخلعت أبوابها، وألحقت بها أضرارا جسيمة، في حين واصلت إطلاق القنابل الصوتية لترويع السكان، واستولت قوات الاحتلال على المزيد من المنازل داخل المخيم، وحولتها إلى ثكنات عسكرية ومواقع لتمركز القناصة.
ويشهد مخيم طولكرم منذ 48 يوما عدوانا متواصلا أدى إلى نزوح واسع النطاق، حيث اضطر نحو 12 ألف مواطن، بينهم النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، إلى مغادرة المخيم قسرا واللجوء إلى مراكز إيواء أو منازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها.
وفي سياق متصل، قالت "وفا" إن دوي انفجارات ضخمة سمع، فجر السبت، في المنطقة المحيطة بالأحراش في مخيم نور شمس في طولكرم، تزامنا مع انتشار مكثف لجنود الاحتلال، وشوهدت ألسنة الدخان تتصاعد من المكان، في الوقت الذي تسببت فيه في تحطم زجاج مركبات ونوافذ المنازل القريبة وتضرر محتوياتها، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه مركبة إسعاف، أثناء توجهها إلى مخيم نور شمس لإخلاء حالة مرضية، ومنعتها من الوصول إليها.
وشهدت حارة المحجر في المخيم عمليات اقتحام وتفتيش مكثفة للمنازل نفذها جنود الاحتلال، فيما انتشرت فرق المشاة في حارة جبل النصر، حيث أقدمت على تفجير إحدى بوابات مسجد النصر في المخيم، وسط إطلاق نار كثيف، كما أنها أضرمت النيران في منزل المواطن ياسر مقبل في حارة المنشية، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل، وإلحاق أضرار مادية جسيمة.
وفي موازاة ذلك، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه مدينة طولكرم ومخيميها، مرورا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل الفلسطينيين والمركبات، فيما عززت من آلياتها وجرافاتها الثقيلة، أمام المباني التي تستولي عليها في شارع نابلس وتحولها لثكنات عسكرية، وفي محيط مخيمي طولكرم ونور شمس، وأقامت حواجز متنقلة.