ما المانع الذي يدفع إسرائيل لعدم تكرار القيام بمجازر بشرية بحق الشعب الفلسطيني، طالما تمتلك الضوء الأخضر من الدول العظمى مثل أمريكا ودول أوروبا، والتي توفر لها العطاء السياسي والحماية من أي ملاحقة لها، كما حدث في المجازر السابقة، بل وتبنى الروايات الإسرائيلية الكاذبة حول حقيقة المجازر، ولذلك فاجعتنا الدولة المحتلة اليوم بجريمة شنعاء راح ضحيتها 400 من أبناء مخيم جباليا في مجزرة جديدة للحرب الدائرة بقطاع غزة.

 

وربما لا يتحمل أصحاب القلوب الرهيفة بشاعة من تناقلته وسائل الإعلام من صور وفيديوهات تكشف حجم الإجرام بتلك المجزرة، حيث طال القصف الغاشم منازل الأبرياء دون سابق إنذار، وذلك في سياسية الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل في هجومها البري على غزة، وقد دفع حجم الإجرام العديد من الجهات لإصدار ردود فعل تنديدا بتلك الجريمة. 

 

6 أطنان متفجرات على حي سكني .. 400 شهيد 

أضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة جديدة للحرب على قطاع غزة، بغارات شديدة العنف على مخيم جباليا، وقد أسفرت المجزرة الإسرائيلية عن تسجيل 400 شهيد وجريح فلسطيني على الأقل جراء إلقاء جيش الاحتلال ستة قنابل، تزن الواحدة منها طنا من المتفجرات ما يعني إلقاء 6000 كيلو جرام متفجرات، وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن تدمير 40 منزلا في منطقة بلوك 6 في مخيم جباليا، المعروف بأنه الأكثر اكتظاظا في قطاع غزة.

 

وقالت وزارة الداخلية في قطاع غزة، إن غارات الاحتلال الإسرائيلي دمرت حيا سكنيا بالكامل وسط المخيم، فيما تبين أن أغلب الشهداء والجرحى من النساء والأطفال، وأظهرت لقطات مصورة، حجما مفزعا من الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية، فيما قالت مصادر إعلامية، إن أغلب الحالات التي نُقلت إلى مستشفى الإندونيسي هي التي كانت متواجدة في محيط المنطقة، في حين أن من كانوا بالداخل دُفنوا تحت أنقاض منازلهم التي سُوِّيت بالأرض.

 

قوة المقاومة دافع للمجزرة 

صرح أسامة حمدان القيادي بحركة المقاومة الفلسطينية حماس، أن مجزرة جباليا تكشف مدى إجرام الاحتلال الإسرائيلي وأزمته الداخلية، وعلى العالم أن يرى كم الإجرام الذي قام به ووثقته كاميرات الإعلام .

 

وقال حمدان كما نشرت وكالة شهاب الفلسطينية، إن المقاومة تؤدي بشكل قوي على الأرض وربما يكون ذلك هو سبب مجزرة جباليا التي نفذها الاحتلال.

 

سياسة الأرض المحروقة 

وعن تفاصيل ما يحدث على الأرض في العدوان البري على عزة، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، أن قصف الاحتلال الإسرائيلي لحي سكني كامل بمخيم جباليا هو جزء من سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل في عزوها البري بقطاع غزة، وأضاف في تصريحات صحفية، أن القنبلة الواحدة من الستة قنابل تزن طنًا من المتفجرات، إذ تم تدمير حي بلوك 6 في المخيم بشكل كامل، والذي يتكون من بيوت متراصة والجزء الأكبر منها مبني بناءً قديمًا وتضم من المئات من المواطنين، وأوضح أن الاحتلال دمر هذا الحي بشكل كامل بواسطة 6 قنابل أمريكية الصنع أُلقيت عليها بشكل مباشر، وأن الاحتلال يواصل ارتكاب هذه المجازر في ظل توسيع العدوان البري على القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

 

وتابع: قام الاحتلال بالدخول من محاور عدة إلى قطاع غزة، إذ أن المحور الأول هو المحور الشمالي الغربي للقطاع وللدخول إلى هذه المنطقة قام الاحتلال بتدمير كل الأحياء السكنية أمامه على مد بصره، ما أدى إلى ارتكاب مجازر وتشريد الآلاف كما قام الاحتلال بمسح كل الأحياء السكنية في تلك المناطق وسار بدباباته فوق ركام الأحياء السكنية حتى تمكن من الوصول إلى منطقة التوام والكرامة شمال غرب قطاع غزة.

 

وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة: «قام الاحتلال في جنوب مدينة غزة بتدمير منطقة تل الهوا بشكل كامل وتدمير كل الأبراج السكنية والمنازل تدميرًا كاملًا، كما قام الاحتلال بتدمير بأجزاء واسعة من حي الزيتون شرق مدينة غزة، موضحًا:«أن الاحتلال وهو يوسع عدوانه البري ويواصل ارتكاب أبشع المجازر التي ارتكبت قبل قليل في مخيم جباليا، يُدخل قطاع غزة في كارثة إنسانية غير قادر على تحملها، وندعو كل الضمائئر الحرة والإنسانية على الكرة الأرضية إلى التحرك العاجل من أجل وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال السارائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ووالمدنيين والاطفال والنساء».

 

مصر : المجزرة تُزيد الأزمة تعقيداً ويُنذر بعواقب وخيمة

فيما أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات، الاستهداف الإسرائيلي اللا إنساني، الذي طال مربعاً سكنياً بمخيم جباليا، مما أسفر عن سقوط ما يزيد عن 400 مدني ما بين شهيد وجريح وفقاً للتقديرات الأولية، واعتبرت مصر ذلك انتهاكاً صارخاً جديداً لقوات الاحتلال الإسرائيلية لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يُزيد من الأزمة الراهنة تعقيداً ويُنذر بعواقب وخيمة يصعب تداركها على كافة المستويات.

 

 

وحذرت مصر من مغبة استمرار تلك الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين العزل في أماكن إيوائهم وبمحيط المراكز والمستشفيات الطبية التي يلجئون إليها هرباً من القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل، ودون أي اكتراث بالأرواح التي تُزهق، وبشكل يفاقم من الأوضاع الإنسانية المتأزمة والمتدهورة في القطاع.

 

حماس: المجزرة يتحملها من دعم من الدول الكيان الإسرائيلي 

من جانبها دعت حركة المقاومة الفلسطينية حماس الدول العربية والإسلامية إلى موقف تاريخي وحاسم لوقف مجازر الاحتلال الإرهابي والإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق شعبنا الفلسطيني، ووصف ما حدث بأنه مجزرة من الاحتلال الصهيوني الإرهابي في مخيم جباليا، ويتحمّل مسؤوليتها كلّ الدول والحكومات والمنظمات الدَّاعمة لهذا الكيان الصهيوني الإهابي، والمنحازة لعدوانه وإجرامه منذ 25 يوماً، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.

 

وتابع في بيان أصدره في وقت لاحق من المجزرة: "ستبقى دماؤهم وأشلاؤهم وجراحهم؛ لعنة تطارد كل الصامتين والمتقاعسين في التحرّك لوقف هذا العدوان الهمجي والهولوكوست الجديد الذي تمارسه حكومة الاحتلال الفاشية، فمتى ستتحرّك الضمائر لوقف مسلسل المجازر ولفتح معبر رفح وإدخال الدَّعم والإغاثة والوقود والمشافي الميدانية لقطاع غزَّة، وإنقاذ آلاف الأرواح والأنفس البريئة من الأطفال والنساء والمرضى والجرحى، لذلك ندعو دولنا العربية والإسلامية إلى موقف حاسم مما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعة يرتكبها الاحتلال الصهيوني الغاشم والذي خطره وعدوانه لن يقف عند حدود غزة وفلسطين".

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يستأنف عدوانه الغادر على القطاع بمباركة أمريكية

الثورة / متابعات

في استخفاف غير بمسبوق بحرمة العهود والمواثيق والاتفاقيات وبالقيم الإنسانية أقدم كيان الاحتلال الصهيوني على استئناف عدوانه الغاشم على قطاع غزة ومواصلة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني بمباركة أمريكية، وافتتح مسلسل القتل الجديد بإزهاق أرواح مئات الأطفال والنساء والشيوخ في القطاع.

واستشهد يوم أمس، 424 فلسطينيا في قطاع غزة، في العدوان الصهيوني الجديد المدعوم أمريكيا.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أمس، أن هناك نحو 424 شهيدًا وصلوا للمستشفيات معظمهم من النساء والأطفال”، مشيرًا إلى أن “الاحتلال قصف نحو 50 موقعًا في غاراته الأخيرة على قطاع غزة”.

وأوضح أن الاحتلال يواصل حرب الإبادة والعقاب الجماعي ضد أهلنا في قطاع غزة، مبيناً أنه يستهدف تدمير البنى التي تم ترميمها جزئيًا خلال فترة الهدنة.

فيما أفادت وزارة الصحة بغزة، بارتقاء 414 شهيدا وإصابة أكثر من 500 جراء الغارات المتواصلة على مختلف قطاع غزة.

وأكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة الطبيب منير البرش، أن عدد شهداء ضحايا القصف الإسرائيلي الغادر على الشعب الفلسطيني مرشح للارتفاع بسبب نقص الإمكانيات الطبية.

فيما قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة خليل الدقران، إن الوضع الصحي في القطاع “كارثي”، مؤكداً أن 85% من الخدمة الصحية خارج التغطية.

وأكد “الدقران أن المستشفيات غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين، خاصة ذوي الإصابات الحرجة وبتر الأطراف، بعد الاستهدافات الغادرة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الثلاثاء.

وأوضح أن غرف العمليات عاجزة عن التعامل مع التدفق الهائل من الجرحى، خصوصًا في ظل استمرار العدوان واستهداف المنشآت الطبية، موضحًا أن المستشفيات في شمال القطاع لم تتعافَ بعد من الهجمات الأخيرة.

وأشار إلى أن مستشفى “كمال عدوان” لا يزال خارج الخدمة، بينما يعمل المستشفى الإندونيسي بشكل جزئي فقط، مما يفاقم الأزمة الصحية في القطاع.

وقد نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس ثلة من قادتها في قطاع غزة ورموز العمل الوطني بغزة استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي وهم: الشهيد القائد الكبير/ عصام الدعليس – رئيس متابعة العمل الحكومي، والشهيد القائد الكبير/ ياسر حرب – عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والشهيد القائد المستشار/ أحمد الحتة – وكيل وزارة العدل، والشهيد القائد اللواء/ محمود أبو وطفة – وكيل وزارة الداخلية، والشهيد القائد اللواء / بهجت أبو سلطان – مدير عام جهاز الأمن الداخلي.

وأكدت الحركة أنَّ جرائم الاغتيال التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدَّ قيادات الحركة ورموز العمل الوطني وأبناء شعبنا لن تمكّنه من تحقيق أهدافه، ولن تكسر إرادة شعبنا وقوّة تلاحمه مع قياداته ومقاومته.

فيما نعت حركة الجهاد الإسلامي الناطق باسم جناحها العسكري سرايا القدس الشهيد “أبو حمزة”، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال قصفه قطاع غزة.

واضافت الحركة أن اغتيال ناجي أبو سيف “لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن شعبنا وحقوقه، بل سيزيدنا إصرارا على المقاومة”.

من جهته أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن “صمت المجتمع الدولي منح إسرائيل تفويضًا مطلقا لتصعيد الإبادة الجماعية في غز””.

وقال المرصد في بيان له: “إن العجز الدولي لم يكن مجرد فشل مشين، بل تفويض فعلى لـ”إسرائيل” لتصعيد جريمة الإبادة الجماعية عبر العودة إلى القتل الواسع النطاق للفلسطينيين”.

وأضاف: “الأنماط المنهجية للقتل الجماعي، والتجويع القسري، والحرمان المتعمد من المواد الأساسية اللازمة للبقاء، والتدمير الشامل للبنية التحتية في غزة، لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف”.

ولفت إلى أن “”الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي جاءت بعد أكثر من أسبوعين على إغلاقه المعابر مع قطاع غزة وإطباق الحصار على القطاع”، مبيناً أن “النظام الصحي في غزة انهار بالكامل، حيث يعمل الآن بقدرة شبه معدومة نتيجة الاستهداف الممنهج للمستشفيات والمرافق الصحية”.

مقالات مشابهة

  • شهداء في كل أرجاء قطاع غزة.. ماذا يحدث بمخيم النصيرات؟
  • الاحتلال يستأنف عدوانه الغادر على القطاع بمباركة أمريكية
  • اليابان تنظم بطولة ودية بمشاركة نادٍ سعودي وأندية أوروبية
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • استشهاد ياسر حرب عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قصف على جباليا
  • نتنياهو يعود للحرب.. ارتفاع عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية في غزة
  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا
  • وزارة الإعلام : نؤكّد أنّ هذا الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تكفل حماية الصحفيين خلال أداء مهامهم، وندعو الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها في محاسبة الجناة
  • شهداء وإصابات في عدوان جديد للاحتلال بمخيم البريج وسط القطاع