بلد منهك اقتصاديا.. هل يفتقر لبنان إلى مقومات التحضير لحرب محتملة بين حزب الله وإسرائيل؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
يحذر أنيس عبلة، رئيس مركز مرجعيون التابع لمركز النبطية الإقليمي، من أن تندلع الحرب من دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من "تأمين المياه للآليات، أو حتى الاحتياجات الأساسية كالغذاء للعناصر".
اعلانبعد كل قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، تلبّي فرق الدفاع المدني النداء لإخماد حرائق أو إسعاف مصابين. لكنها تتحرك بآليات متهالكة وإمكانات محدودة على غرار مؤسسات الدولة المنهكة بفعل انهيار اقتصادي مزمن.
ويقول رئيس مركز النبطية (جنوب) الإقليمي في الدفاع المدني حسين فقيه الذي يشرف على 21 مركزاً محلياً، لوكالة فرانس برس، "منذ أن بدأ القصف (...) نتدخل في عمليات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف بصعوبة، كون إمكاناتنا على غرار أي إدارة موجودة في الدولة اللبنانية، متواضعة جداً".
وتشهد المنطقة الحدودية تبادلاً للقصف خصوصاً بين حزب الله وإسرائيل منذ شنّ حركة حماس في السابع من الشهر الحالي هجوماً غير مسبوق على إسرائيل التي ترد بقصف مركز على قطاع غزة المحاصر.
ومنذ عام 2019، يعاني لبنان من أزمات متتالية: انهيار اقتصادي الى جائحة كوفيد إلى انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر نصف العاصمة، وصولاً إلى شلل سياسي ينعكس شغوراً في سدة رئاسة الجمهورية منذ عام، وتعطيل لمؤسسات الدولة.
شاهد: الجيش الإسرائيلي يقصف "خلية عسكرية" في لبنان"حزب الله يتصرف بعقلانية".. ميقاتي: نعمل على تجنيب لبنان دخول الحربتحقيق لـ"مراسلون بلا حدود": "الصحفيون في جنوب لبنان كانوا مستهدفين"ويخشى كثيرون عدم قدرة الدولة اللبنانية على مواجهة أعباء توسع الحرب. ويقوم السكان بالتموّن بمواد غذائية وأدوية ومحروقات أو يبحثون عن منازل للإيجار بعيداً عن مناطق قد تتحول لاحقاً إلى ساحة قتال او هدفاً للقصف والغارات كما حصل في حروب سابقة بين حزب الله وإسرائيل.
وينبّه فقيه "إلى أن إمكاناتنا المتواضعة، في ظل الأوضاع الراهنة، تكفينا، لكن إن تطورت أكثر، فستصبح أضعف بكثير ولن نكون قادرين على تلبية كل المهام". ويقول "نحتاج إلى تجديد أسطولنا ومعداتنا، فالآليات الموجودة في مراكزنا تعمل لكن لا نعرف متى تتوقف (..)، إذ إن عمر أقل سيارة نحو 30 عاماً".
في غياب الصيانة الضرورية، يخشى فقيه وعناصره من أن تطرأ أعطال على الآليات، سواء شاحنات الإطفاء أو سيارات الإسعاف أو الجرافات. ويوضح "حتى إذا أصاب ثقب عجلة السيارة، لا يمكن أن نأتي بعجلة أخرى".
ولا تقتصر المعاناة على الصيانة فحسب، بل تشمل أيضاً مسألة توفير المياه لإطفاء الحرائق التي اشتعلت مراراً جراء القصف الإسرائيلي في المنطقة الحدودية الغنية بالأحراج وحقول الزيتون.
وتعتمد فرق الدفاع المدني بشكل أساسي على الآبار الارتوازية لضخّ المياه الى عرباتها، لكن مع الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي، لم يعد ذلك الخيار متوفراً بسهولة.
ويحذّر أنيس عبلة، رئيس مركز مرجعيون التابع لمركز النبطية الإقليمي، من أن تندلع الحرب من دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من "تأمين المياه للآليات، أو حتى الاحتياجات الأساسية كالغذاء للعناصر". ويشكو عبلة من غياب معدات الحماية الرئيسية لعناصره مثل الدروع والخوذ. ويقول "نحن خط الدفاع الأول، ورغم ذلك ليس لدينا ما نحمي به أنفسنا لنساعد الناس".
دولة غير جاهزة
وأسفر التصعيد عبر الحدود عن مقتل 62 شخصاً، بينهم 47 مقاتلاً من حزب الله، إضافة الى مقاتلين من فصائل فلسطينية وأربعة مدنيين بينهم مصور في وكالة أنباء رويترز. وقُتل أربعة أشخاص على الأقل في الجانب الإسرائيلي.
ما هي خيارات حزب الله للتعامل مع الوضع الذي فرضته معركة "طوفان الأقصى"؟حماس كانت تتوقع تدخلا أقوى من حزب الله في حربها مع إسرائيلحزب الله يشيع قتلاه في مراسم شعبية.. وتحركات في بيروت تضامنًا مع الفلسطينيينكما دفع بنحو 29 ألف شخص للنزوح، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، خصوصاً من جنوب لبنان أو من بيروت وضواحيها خشية توسّع الحرب إلى تلك المناطق كما حصل في حرب تموز/يوليو العام 2006.
في حاصبيا، لم يكن أمام البلدية سوى أن حوّلت مبنى قيد الإنشاء كان يفترض أن يصبح فندقاً وسط أشجار الصنوبر، إلى مركز لإيواء 150 نازحاً. ولولا مساعدات ودعم تتلقاه من منظمات غير حكومية ومغتربين، لما كانت قادرة على توفير احتياجاتهم الرئيسية.
ويقول رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا الذي يشرف على خمسة مراكز لإيواء النازحين، لفرانس برس، "أكبر مخاوفي أن تتكرر تجربة العام 2006"، مستدركا "سيكون اليوم أسوأ".
ويضيف "الدولة اللبنانية اليوم، لا البلديات فقط، غير مؤهلة لمواجهة كارثة من هذا النوع على الصعيد الوطني".
ووضعت الحكومة خطة طوارئ في حال تمدّد الحرب إلى لبنان. ولو أن الإعلان عن هذه الخطة أثار سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بين المواطنين الذين لا يثقون بالدولة.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الاثنين لفرانس برس أنه يقوم بما في وسعه "لأن تكون الدولة وأجهزتها المتواضعة حاضرة" لتوفير احتياجات المواطنين.
اعلان"دولة ماتت"
جراء الأزمة الاقتصادية وانهيار سعر صرف الليرة، يعيش معظم السكان تحت خط الفقر وهم غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية على وقع ارتفاع هائل في أسعار المواد الأساسية ومنها المحروقات.
وباتت مرافق الدولة عاجزة عن توفير أبسط الخدمات، فيما يرزح القطاع الصحي الذي يشكل العمود الفقري لأي خطة استجابة في زمن الحرب، تحت أعباء النقص في التجهيزات وحتى الطواقم بعدما اختار أطباء وممرضون الهجرة بعيداً عن الانهيار الاقتصادي والفساد والأزمات المتلاحقة.
ويقول وزير الصحة فراس أبيض لفرانس برس "في العام 2006، لم تكن لدينا أزمة دواء أو معدات طبية، ولم تكن لدينا هجرة أدمغة في القطاع الطبي أو أزمة اقتصادية خانقة".
الأمم المتحدة: في لبنان .. نزوح 29 ألف شخص من المنطقة الحدودية مع إسرائيلشاهد: في ظل خشية من التصعيد مع حزب الله ... إسرائيليون يتبرعون بالدم على الحدود مع لبنانتوتر متصاعد على الحدود بين لبنان وإسرائيل.. نتنياهو: سنضرب حزب الله بقوة إذا دخل الحربوتحتاج وزارة الصحة وحدها بين 30 و40 مليون دولار لخطة الطوارئ الخاصة بها، وفق أبيض الذي يقول إن "لبنان يفعل ما بوسعه لزيادة مستوى الجهوزية" برغم الصعوبات.
اعلانإلا أن طمأنة المسؤولين لا تشفي غليل لبنانيين منهكين لا يثقون بطبقة سياسية يحملونها مسؤولية الانهيار الاقتصادي.
ويقول علي عواضة (74 عاماً) الذي نزح خلال حياته مرات عدة من قريته الجنوبية الخيام خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان ثم حرب العام 2006، من غرفة متواضعة في مركز إيواء في حاصبيا، "دولتنا انهارت وماتت وما من اقتصاد".
ويضيف "اليوم أسوأ توقيت (...) فنحن غير قادرين حتى على شراء الخبز".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة: "غزة ستصبح مقبرة للجيش الإسرائيلي" شاهد: إسرائيلية تودع ابنها إلى جبهة القتال.. "يجب قتل جميع الفلسطينيين وتدمير غزة ومستشفياتها" شاهد تجمّع أرتال الدبابات الإسرائيلية قرب قطاع غزة حركة حماس إسرائيل قطاع غزة لبنان فلسطين حزب الله اعلانالاكثر قراءة الحاجة أمّ الاختراع.. هكذا يشحن الغزاويون هواتفهم في ظل استمرار القصف وانقطاع الكهرباء اليوم الـ24 من الحرب| استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وناتنياهو يتحدث عن تحقيق "تقدم منتظم" "رقص على الجراح".. انطلاق موسم الرياض على وقع حمام الدم في غزة وتركي آل الشيخ يرد على "التافهين" متظاهرون يقتحمون مطارا في داغستان بعد أنباء عن هبوط طائرة من إسرائيل حماس تنشر فيديو لثلاث إسرائيليات قالت إنهن من الرهائن اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. تغطية مستمرة| مئات القتلى والجرحى في قصف على جباليا، والأمم المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد يعرض الآن Next عاجل. المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة: "غزة ستصبح مقبرة للجيش الإسرائيلي" يعرض الآن Next شاهد: مطالِبين بـ"إنقاذ أطفال غزة".. أمريكيون يقاطعون كلمة وزير الخارجية بلينكن في الكونغرس يعرض الآن Next شاهد: إسرائيلية تودع ابنها إلى جبهة القتال.. "يجب قتل جميع الفلسطينيين وتدمير غزة ومستشفياتها" يعرض الآن Next مترافقًا مع تراجع التضخم.. الفصل الثالث من العام الحالي يشهد انكماشًا في اقتصاد منطقة اليورو LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم إسرائيل غزة قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الشرق الأوسط طوفان الأقصى كرة القدم منظمة الأمم المتحدة قصف Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط حركة حماس My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حركة حماس إسرائيل قطاع غزة لبنان فلسطين حزب الله إسرائيل غزة قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الشرق الأوسط طوفان الأقصى كرة القدم منظمة الأمم المتحدة قصف إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط حركة حماس یعرض الآن Next جنوب لبنان حرکة حماس حزب الله قطاع غزة العام 2006
إقرأ أيضاً:
تصعيد عسكري مستمر بين حزب الله وإسرائيل.. والتوصل إلى اتفاق غير قريب
بعد ما أشيع عن احتمالات تأجيل زيارته، وصل المبعوث الأمريكي آموس هوكستين إلى العاصمة اللبنانية بيروت لمتابعة جهود وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في ضوء مقترح أمريكي للتسوية لم يكشف عن تفاصيله.
ومن بيروت وعقب لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أعلن المبعوث الأمريكي الخاص الالتزام بالعمل مع لبنان وإسرائيل لإنهاء الصراع وتضييق الفجوات بين الطرفين معربا عن أمله في الوصول إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة.
إسرائيل لا تريد التوصل إلى اتفاقوعرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرا بعنوان «تصعيد عسكري مستمر بين حزب الله وإسرائيل وسط استهداف للمدنيين»، ومع تمسك كل الأطراف بعدم الإفصاح عن مسوّدة المقترح الجديد، تبدو إسرائيل وكأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق، فقد استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست أن تكون التسوية في لبنان قابلة للتطبيق.
وشدد على أن حكومته ستفاوض تحت النار على مطلب إسرائيل بحرية العمل العسكري في جنوب لبنان، وقال نتنياهو إن الهدف يشمل أيضا منع تعزيز قدرات الحزب الله مستقبلا في إشارة إلى مساعي إسرائيل لفرض واقع أمني تنتهك من خلاله سيادة لبنان على أراضيه.
فيما قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن اتفاقا مع لبنان لا يساوي الورق الذي يطبع عليه، أما لبنان أعلن أكثر من مرة التمسك بالقرار الدولي رقم 1701 في أي جهود تقود لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل ويرفض بشكل قاطع أي انتهاك لسيادته وسلامة أراضيه.
استمرار التصعيد العسكري بين حزب الله وجيش الاحتلالوبين مواقف سياسية متباعدة، تأتي زيارة هوكستين إلى لبنان وإسرائيل على وقع استمرار التصعيد العسكري بين حزب الله وجيش الاحتلال حيث كثف جيش الاحتلال من هجماته الجوية وقصفه المدفعي تزامنا مع تصدي حزب الله للتوغل البري في مناطق بالجنوب اللبناني، كما جاءت الزيارة بعد قصف صاروخي استهدف تل أبيب، وفي حين أعلن حزب الله استهداف ما أسماه بنقاط عسكرية حساسة في المنطقة أحدث القصف دمارا كبيرا في المباني وأسفر عن وقوع إصابات بين خطيرة ومتوسطة.
كما أن القصف الصاروخي الذي اخترق كل منظومات الدفاع الإسرائيلية أحدث هزة كبيرة في إسرائيل خصوصا بين جيش الاحتلال وشرطته، فبينما أعلن جيش الاحتلال أن التحقيق الأولي أظهر أن جزءا من صاروخ أطلق من لبنان تم اعتراضه وسقط بمنطقة رمات غان قدمت الشرطة رواية أخرى تؤكد أن الأمر لا يتعلق بصاروخ اعتراضي بل إصابة مباشرة بصاروخ ثقيل.