عندما بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير من عام ٢٠٢٢ توافد رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ووزراء المالية والطاقة في دول الاتحاد الأوروبي إلى الدول الخليجية والعربية من أجل طلب الوقوف معها في «أصعب لحظة تاريخية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية» بحسب السردية الأوروبية حول الحرب الروسية على أوكرانيا.
ومنذ اليوم الأول للحرب رسمت سردية حرب «بوتين» على أوكرانيا وعلى أوروبا بشكل كامل (حرب بوتين لا حرب روسيا)، كانت السردية تستعيد صورة هتلر والنازية، وظهرت صورة بوتين في الإعلام الغربي باعتباره «هتلر» جديدا يضع على كتفه شعار النازية. تعهدت الدول العربية وبشكل خاص الخليجية بتأمين سوق الطاقة العالمي.. وتنفست أوروبا الصعداء وأشادت بشراكاتها مع العرب.
لكن الصورة اختلفت عندما تعلق الأمر بإسرائيل التي تشن حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، فلا الحكومات الغربية ولا وسائل الإعلام التي تقدم نفسها باعتبارها «ليبرالية» تستطيع أن ترى هذه الإبادة، والتصفية العرقية أو حتى «الاستخدام المفرط للقوة» من قبل جيش مدجج بأحدث الأسلحة ضد مدنيين وأطفال ونساء عزّل.. هذه الصورة لا يستطيع الغرب أن يراها، ولا يستطيع أن يرى أن إسرائيل قطعت فعليا كل سبل الحياة عن غزة ومنعت دخول قوافل الإغاثة رغم قلتها، بل إنها قصفت المستشفيات وقصفت تجمعات المهجّرين من بيوتهم، وارتكبت كل الجرائم التي لا يمكن أن يخطر تصورها.. رغم ذلك لا يتجرأ الإعلام الغربي على وصف نتنياهو بأنه «هتلر» يشعل أفرانه منذ ٢٤ يوما لحرق أطفال غزة! ولا أحد في الغرب، إلا القلة، يستطيع أن يرى هذه الصورة، أشلاء آلاف الأطفال المتقطعة تحت الركام، حتى أن الأمهات المكلومات أخذن يكتبن، بأيادٍ مرتعشة، أسماء أبنائهن على أطرافهم حتى يسهل التعرف على أشلائهم لحظة استشهادهم. وبدل أن يأتي الساسة الغرب إلى المنطقة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب جاؤوا لدعمها سياسيا وعسكريا.. وهذا ما يفسر حجم الجرائم والمجازر التي يرتكبها المحتل الصهيوني في غزة دون أي اعتبار «للمجتمع الدولي» و «لمؤسساته» التي فقدت مصداقيتها ليس أمام الشعوب العربية فقط ولكن أمام أحرار العالم من الذين رأوا في ما تفعله إسرائيل وفي صمت الغرب الداعم لها عارا وجريمة لا تسقط بالتقادم أبدا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: على أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
“ذا تايمز”: مواقف الدول الأوروبية متضاربة بخصوص إرسال “بعثة لحفظ السلام” إلى أوكرانيا
أوكرانيا – ذكرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية نقلا عن دبلوماسيين ومسؤولين أن مواقف الدول الأوروبية متضاربة حول فكرة إرسال ما يسمى ببعثة “حفظ السلام” إلى أوكرانيا.
وكتبت الصحيفة: “تنقسم الموقف بين بريطانيا ودول أوروبية أخرى حول نشر بعثة لحفظ السلام في أوكرانيا”.
وأوضح المنشور: “تدعم بريطانيا وفرنسا والدول الاسكندنافية فكرة إرسال عشرات آلاف الجنود إلى أوكرانيا إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وأضاف المنشور: “أعربت دول البلطيق وبولندا عن قلقها إزاء المقترح، مشيرة إلى مخاوف من أن تستنزف المهمة أصول وموارد حلف شمال الأطلسي لحماية دولة غير عضو”.
كما أشارت الصحيفة، إلى أن الدول الأوروبية تخشى أن يكون إرسال قوات إلى أوكرانيا مستحيلا إذا لم تتلق دعما من الولايات المتحدة أو في حال رفض روسيا للفكرة خلال مفاوضات التسوية.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية، نقلا عن مصادر في الحكومة، أن زعماء بريطانيا وفرنسا يناقشون سرا نشرا مشتركا لـ”قوات حفظ السلام” في أوكرانيا بعد انتهاء الصراع.
المصدر: ذا تايمز