الوطن:
2025-03-13@02:49:09 GMT

«سيناء كنز مصر الثمين».. تاريخ واقتصاد وجغرافيا ودين

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

«سيناء كنز مصر الثمين».. تاريخ واقتصاد وجغرافيا ودين

أكد عدد من خبراء الاقتصاد ومستثمرى السياحة أن سيناء شمالاً وجنوباً هى كنز مصر الثمين وأغلى جزء على المصريين، لما لها من أهمية تاريخية واقتصادية وجغرافية ودينية.

وقال الخبراء، لـ«الوطن»، إن من يتحكم فى سيناء يستطيع أن يتحكم فى الشرق كله كما وصفها المؤرخ جمال حمدان، فضلاً عن أنها تستقبل 40% من السياح الذين يزورون مصر سنوياً.

وقال الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء، إن شبه جزيرة سيناء واحدة من أهم المناطق ذات القيمة الاقتصادية لمصر، لافتاً إلى أن بها مقومات لا توجد فى غيرها من المحافظات، لأن 40% من السياح الذين يزورون مصر سنوياً تشمل فترة إقامتهم الوجود بأى من مدن سيناء السياحية، ولا سيما شرم الشيخ وطابا ودهب ونويبع وسانت كاترين.

وأضاف أن سيناء يوجد بها 30% من الطاقة الفندقية التى تمتلكها مصر، وقطاع السياحة فى سيناء يساهم بقدر جيد فى الموازنة العامة للدولة، والقطاع السياحى بسيناء يوفر الآلاف من فرص العمل للشباب.

وأوضح عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوب سيناء أن مدن جنوب وشمال سيناء تصلح لممارسة العديد من الأنماط السياحية كالسياحة الترفيهية والشاطئية والدينية والروحية الموجودة بسانت كاترين، إضافة إلى سياحة المغامرات وسياحة السفارى والصحارى والسياحة العلاجية والاستشفائية.

وأكد الخبير السياحى وائل فودة، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة، الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لشبه جزيرة سيناء، لافتاً إلى أن أهميتها لا تقتصر فقط على الجانب السياحى، بل تمتد للعديد من الأنماط الاقتصادية الأخرى، ودخول مدينة العريش للخدمة سيرفع من الأهمية الاقتصادية لسيناء، خاصة مع افتتاح ميناء العريش وعودة مطار العريش للعمل بكامل طاقته لأن مدينة العريش واحدة من أجمل المدن السياحية التى يجب الاهتمام بها وإنشاء العديد من المشروعات السياحية بها خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن محافظة جنوب سيناء بها مدن سياحية لها شهرة عالمية، فالمحافظة تضم «شرم الشيخ» أحد أهم المنتجعات السياحية فى العالم، وسانت كاترين أحد أهم المزارات الدينية فى العالم التى تضم بين جبالها معالم الأديان السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، ومع افتتاح مشروع التجلى الأعظم فإن المدينة ستكون قادرة على استقبال مئات الآلاف من السياح سنوياً.

وقال النائب محمود الصعيدى، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن ما حدث فى سيناء منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى من تنمية غير مسبوق، مشيراً إلى أن أهالى سيناء كانوا فى تعاون كبير مع الشرطة ورجال القوات المسلحة لدحر الإرهاب، وأسسوا اتحاد قبائل سيناء برئاسة الشيخ إبراهيم العرجانى، وانضمت كل القبائل لدعم القوات المسلحة تأكيداً على الاصطفاف الوطنى خلف القوات المسلحة والرئيس عبدالفتاح السيسى، وقد شهدت سيناء طفرة تنموية كبيرة، منها تطوير ميناء العريش ومشروعات تعمير سيناء وبناء المدارس والمستشفيات والأنفاق التى سهّلت ربط الضفتين.

«عبداللطيف»: جنوب سيناء تستقبل 40% من زوار مصر سنوياً.. و«فودة»: مشروع التجلى الأعظم يجذب مئات الآلاف من السياح إلى سانت كاترين.. و«الصعيدى»: مشروعات غير مسبوقة بـ700 مليار جنيه

وأكد «الصعيدى» أن الدولة قامت بإنشاء شبكة طرق غير مسبوقة لخدمة المشاريع فى سيناء، لأنها ستخدم سيناء لعقود طويلة، بتكلفة 700 مليار جنيه خلال 8 سنوات، بزيادة بنسبة 415% خلال 8 سنوات.

ووصف وائل سلام، خبير الإدارة الاستراتيجية، سيناء بأنها كنز مصر الثمين وأغلى جزء على المصريين، لما لها من أهمية تاريخية واقتصادية وجغرافية ودينية، ومن يتحكم فى سيناء يستطيع أن يتحكم فى الشرق كله.

وأضاف «سلام» أن سيناء منجم مصر من الذهب والمعادن النفيسة، والمورد الرئيسى للبترول فى مصر (ثلث إنتاج مصر)، خاصة ساحل خليج السويس، وتحتوى على أكبر مخزون فى العالم لعدد كبير من المعادن، أبرزها النحاس والفوسفات والحديد والفحم والمنجنيز واليورانيوم.

مستثمرون واقتصاديون: مدن الشمال والجنوب تمتلك 700 كيلومتر من أجمل شواطئ العالم وتصلح لممارسة العديد من الأنشطة السياحية

وتابع «سلام» أن الدولة حريصة على تنمية سيناء، لذا خصصت لها خلال العام المالى 23/2024 استثمارات حكومية قدرها 11.6 مليار جنيه، مشيراً إلى أن سيناء لديها إمكانيات اقتصادية هائلة، فى قطاع التعدين والسياحة، وتحتوى على 700 كيلومتر شواطئ من أجمل شواطئ العالم، وتتميز بطقس معتدل ومحميات طبيعية لا مثيل لها فى العالم، بها العديد من الأسماك والحيوانات والنباتات، ما يجعلها الوجهة السياحية الأهم عالمياً.

وأكد أن سيناء تمتلك أهم ممر مائى فى العالم فى «قناة السويس»، ومن المتوقع أن تصل إيراداتها إلى 10.3 مليار دولار بنهاية العام الجارى، مشيراً إلى أن الدولة تقوم دائماً بالتوسع فى مشروعات تطوير القناة إلى ورفع كفاءة بنيتها التحتية، بهدف تعظيم قدرات القناة، وتعزيز تنافسيتها، بالإضافة إلى التوسع فى تطوير المنقطة الاقتصادية التى تُعد إحدى أهم المناطق على مستوى مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيناء رئيس الوزراء جنوب سیناء العدید من من السیاح فى العالم فى سیناء أن سیناء

إقرأ أيضاً:

من العثمانيين إلى طالبان.. تاريخ طويل يجمع تركيا وأفغانستان

تشهد العلاقات بين تركيا وحكومة تصريف الأعمال -التي تقودها حركة طالبان في أفغانستان– تطورا ملحوظا، إذ تزداد المؤشرات على تعزيز التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات.

ويعتبر تسليم السفارة الأفغانية في أنقرة وقنصلية أفغانستان في إسطنبول لممثلي حركة طالبان من آخر مؤشرات تنامي العلاقات بين كابل وأنقرة.

وفي حين قطعت العديد من الدول أو خفضت علاقاتها الدبلوماسية مع أفغانستان بعد أن استعادت طالبان السيطرة على البلاد في 15 أغسطس/آب 2021، لم تغلق أنقرة سفارتها في كابل، مما يجعلها من الدول القليلة التي حافظت على علاقات دبلوماسية مباشرة مع أفغانستان.

وتعد تركيا هي العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يتمتع بحضور دبلوماسي نشط في كابل.

السفارة الأفغانية في أنقرة تمارس أنشطتها كالمعتاد (الفرنسية) نبذة تاريخية

تعود جذور العلاقات بين كابل وأنقرة إلى عهد الدولة العثمانية، وأما العلاقات الحديثة بين البلدين فترجع إلى بدايات القرن الـ20، وكانت تركيا من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع أفغانستان بعد استقلالها عن بريطانيا في 1919.

وقد شهدت هذه العلاقات تطورا مستمرا قائما على الاحترام المتبادل والتعاون في مجالات متعددة، مثل التعليم والبنية التحتية.

وفي عهد الملك أمان الله خان (1919- 1929)، اتسمت العلاقات بين الطرفين بالدفء والانفتاح في مختلف المجالات. ولأول مرة، أرسل الشاه عددا من الطلاب إلى تركيا للدراسة.

وعلى الرغم من شكوكهم تجاه الأجانب، فقد استعان الأفغان بالمدربين الأتراك لتطوير جيشهم، وتبنت القوات الأفغانية أساليب التدريب على غرار الجيش التركي.

إعلان

بيد أن هذه العلاقات فترت بعد انقلاب 17 يوليو/تموز 1973 الذي أطاح بالملك محمد ظاهر شاه الذي كان يميل للغرب، ليحل محله نظام محمد داود الذي اقترب من الكتلة الشرقية.

ويشير بعض الخبراء إلى أن العلاقة بين تركيا وأفغانستان تستند إلى إرث مشترك بين مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك وملك أفغانستان في عشرينيات القرن الماضي أمان الله خان، الذي كان معجبا بسياسات وأفكار أتاتورك.

ويقول ألبر كيسكين، وهو زميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، لـ"صوت أميركا": "هذا الإرث الإيجابي لم ينقطع أبدا على مر السنين".

أمان الله خان (يمين) وزوجته الملكة ثريا ترزي هانم بجانب مصطفى كمال أتاتورك (غيتي) موقف تركيا من غزو أفغانستان

خلال الغزو السوفياتي لأفغانستان (1979-1989)، تبنّت تركيا موقفا داعما للمجاهدين الأفغان، حيث استقبلت عددا من اللاجئين وقدّمت لهم مساعدات إنسانية وتعليمية، كما فتحت أبوابها لبعض قادة المقاومة الأفغانية الذين تصدوا للنظام الشيوعي المدعوم من موسكو، من بينهم زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار وزعيم الجمعية الإسلامية برهان الدين رباني.

وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، شاركت تركيا ضمن قوات الناتو في أفغانستان، إلا أنها حافظت على موقف متوازن، حيث لم تشارك في العمليات القتالية ضد طالبان، بل ركزت على عمليات حفظ السلام والتطوير، مما جعلها طرفا مقبولا نسبيا لدى مختلف الأطراف الأفغانية.

ويوضح ألبر كيسكين أن تركيا حرصت طوال هذه الفترة على ضمان عدم انخراط قواتها في أي حرب نشطة ضد الشعب الأفغاني، ويعتقد أن هذا أمر يدركه نظام طالبان الحالي في أفغانستان أيضا.

وبحسب وزارة الدفاع التركية، فإن إحدى المهام الأخيرة للجنود الأتراك في أفغانستان كانت تقديم الخدمات التشغيلية والأمنية في مطار كابل، وقد سحبت تركيا قواتها من أفغانستان قبل الموعد النهائي الذي حددته حركة طالبان لانسحاب القوات الأجنبية في أغسطس/آب 2021.

تركيا شاركت ضمن قوات الناتو في أفغانستان إلا أنها لم تشارك في العمليات القتالية ضد طالبان (الفرنسية) علاقات طالبان مع تركيا

فتحت أنقرة قنوات اتصال مع حركة طالبان في وقت مبكر، وأسهمت بشكل فعّال في الجهود الدبلوماسية المتعلقة بأفغانستان.

إعلان

ووفقا لما صرّح به الكاتب والمحلل السياسي التركي البر تان، لموقع الجزيرة نت، فإن تركيا أبدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية السابقة برئاسة أشرف غني مستغلة علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف الأفغانية.

وقبل أن تسيطر طالبان على أفغانستان، كانت تركيا قد أعلنت عن رغبتها في التعاون في توفير الأمن وإدارة مطار كابل، لكن الحركة صرحت في حينها أنها لن تسمح بوجود قوات أجنبية في أفغانستان.

ويرى مايكل كوغلمن، الباحث المتخصص في شؤون جنوب آسيا بمركز ويلسون، أن تركيا، رغم كونها جزءا من قوات الناتو في أفغانستان، نجحت في الحفاظ على علاقات مميزة مع الأطراف الأفغانية، هذه العلاقات مكنتها من التفاوض لتولي إدارة مطار كابل.

وبعد سيطرة طالبان على كابل في أغسطس/آب 2021، اتخذت تركيا نهجا براغماتيا في التعامل مع الحكومة الجديدة، حيث لم تعترف بها رسميا، لكنها أبقت على قنوات التواصل مفتوحة واستمرت في التعامل مع القيادات الجديدة في كابل.

وقد شهدت الفترة الأخيرة تقاربا واضحا، إذ تمت عدة لقاءات بين مسؤولين أتراك وقيادات طالبان، وتم التباحث في قضايا التعاون الاقتصادي والدبلوماسي وقام وزراء في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، مثل وزير الخارجية أمير خان متقي ووزير الأوقاف نور محمد ثاقب، بزيارة تركيا والتقوا مع مسؤولين أتراك.

وتستمر الوفود التركية من مختلف المجالات الأكاديمية والاقتصادية في زيارة أفغانستان بشكل دوري، حيث تلعب البلد الأوروبي دورا بارزا في تقديم المساعدات الإنسانية عبر الهيئات الإغاثية التابعة لها.

وغالبا ما تكون المنظمات التركية في طليعة الجهات المبادرة لتقديم الدعم خلال الأزمات، كما حدث في زلزال ولاية هرات عام 2023، وفيضانات ولاية بغلان عام 2024.

وتدير تركيا العديد من المشاريع الإغاثية والتنموية من خلال مؤسسات مثل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) والهلال الأحمر التركي، مما يعزز حضورها الإنساني في البلاد.

إعلان

وبما أن طالبان سيطرت على بلد أنهكته الحروب وعانى من عدم الاستقرار لسنوات طويلة، تواجه الحكومة العديد من النواقص والتحديات في المجالات الاقتصادية والتعليمية والفنية والهيكلية والعسكرية والأمنية. ومن وجهة نظر بعض قيادات الحركة، تُعد تركيا من الدول القادرة على المساهمة في سد هذه الثغرات.

وتشمل المكاسب، التي تحققها طالبان من التعاون مع تركيا، تلبية الاحتياجات الاقتصادية، وسد النواقص الفنية، وتدريب الكوادر العسكرية والفنية، والمساهمة في إعادة إعمار أفغانستان، والحصول على اعتراف دولي بحكومتها.

ويرى المراقبون أن تركيا توظف خطابا دينيا معتدلا في علاقاتها مع طالبان، وتسعى لتعزيز نفوذها من خلال القواسم المشتركة في الهوية الإسلامية، خاصة أن غالبية السكان في كلا البلدين يتبعون المذهب الحنفي في الفقه وهناك طرق صوفية مشتركة لها أتباع في كل من أفغانستان وتركيا مثل الطريقة النقشبندية.

وفي خطوة قد تعكس الاعتراف الضمني بحكومة طالبان، سلمت تركيا أخيرا القنصلية الأفغانية في إسطنبول والسفارة الأفغانية في أنقرة لممثلي الحركة، مما يعكس تزايد مستوى التعاون الدبلوماسي بين البلدين.

ومن ناحية أخرى، تعد تركيا من الدول التي تستضيف عددا من الشخصيات المعارضة لحركة طالبان، سواء من القيادات أو النشطاء السياسيين الذين لجؤوا بعد سقوط الحكومة الأفغانية السابقة إلى تركيا مثل زعيم حزب الدعوة الإسلامية في أفغانستان عبد رب الرسول سياف، والمشير عبد الرشيد دوستم نائب رئيس الجمهورية السابق، ووزير الخارجية الأسبق صلاح الدين رباني نجل الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني.

وتتعامل أنقرة بحذر مع هذه القضية، حيث لا تريد توتير علاقتها مع حكومة تصريف الأعمال في كابل، ولكنها تبقي حبال التواصل ممدودة مع مختلف الشخصيات السياسية والفصائل الأفغانية.

عبد رب الرسول سياف أحد معارضي طالبان الذين تستضيفهم تركيا (الفرنسية) الحضور التركي في أفغانستان

تواصل الشركات التركية عملها في أفغانستان، لا سيما في مجالات البنية التحتية والصحة والتعليم. كما أن المؤسسات التعليمية التركية، مثل شبكة مدارس "معارف"، لا تزال تعمل في البلاد ولديها 46 مدرسة في مختلف مناطق أفغانستان، مما يعكس استمرار الدور التركي في القطاع التعليمي.

وتقدم تركيا منحا دراسية للطلاب الأفغان، فبحسب تصريحات للسفير الأفغاني السابق في أنقرة أمير محمد رامين للجزيرة نت، فإن هناك أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة من أفغانستان يدرسون في مختلف الجامعات التركية.

ويقول بعض المحللين إن تركيا تمارس دبلوماسية عامة نشطة في أفغانستان من أجل زيادة شعبيتها داخليا.

إعلان

وفي هذا السياق، قال هارون ستاين، مدير الأبحاث في معهد السياسة الخارجية لصوت أميركا، "تحب أنقرة أن ترى نفسها كفاعل عالمي، ولذلك فإن مشاركة مؤسساتها ومنظماتها التعليمية في أفغانستان تعد مؤشرا سياسيا داخليا جيدا لإظهار أن لديها سياسة خارجية نشطة".

ومن المشاريع الكبيرة، التي نفذتها الشركات التركية في أفغانستان، إنجاز المرحلة الثانية من مشروع سد كاجاكي الكهرومائي في ولاية هلمند من قبل شركة "77 كونستركشن" التركية التي استثمرت في هذا المشروع ما يقارب 160 مليون دولار.

وحضر حفل افتتاح السد عدد من كبار المسؤولين في حركة طالبان وحكومة تصريف الأعمال، ومن بينهم عبد الغني برادر وعبد السلام حنفي، نائبا رئيس الوزراء، وأيضا السفير التركي في كابل جهاد إرجيناي الذي قال في كلمته أثناء الحفل: "على الرغم من أن سد كاجاكي يعد استثمارا مهما في العلاقات الاقتصادية بين بلادنا وأفغانستان، فإن علاقاتنا أكثر تنوعا وعمقا".

سد كاجاكي الكهرومائي في ولاية هلمند  (الفرنسية) المصالح المتبادلة بين تركيا وأفغانستان

في إطار سعيها لتوسيع نفوذها الإقليمي، تعمل تركيا على تعزيز حضورها في وسط آسيا وجنوبها، مستندة إلى الموقع الإستراتيجي لأفغانستان التي تربط بين المنطقتين. ويتيح التعاون مع حكومة طالبان لأنقرة فرصة لتعزيز دورها في التوازنات الإقليمية، خاصة وسط تنافسها مع إيران وروسيا.

إن الحضور التركي في أفغانستان، التي تضم مجموعات عرقية مثل الأوزبك والتركمان والتي لها امتداد عرقي وثقافي وتاريخي مع سكان دول آسيا الوسطى، من شأنه أن يسهل وجود ونفوذ تركيا في هذه البلدان، التي تشترك معها في الكثير من حيث الدين واللغة والتاريخ.

وفي هذا الصدد لا يمكن التغاضي عن المصالح الاقتصادية، لأن أفغانستان تمتلك ثروات طبيعية هائلة (مثل الليثيوم والمعادن النادرة)، لكنها تفتقر إلى القدرات التقنية لاستغلالها. وبفضل شركاتها في البناء والطاقة، ترى تركيا فرصا كبيرة للاستثمار والتجارة في أفغانستان ولديها اهتمام خاص بقطاع التعدين والبنية التحتية ومشاريع الطاقة والنقل.

إعلان

وتنصح تركيا حركة طالبان بتشكيل حكومة شاملة وضمان تعليم الفتيات تحت حكمها، كما تؤكد أنقرة مرارا على أهمية الاستقرار في أفغانستان لمنع تدفق المزيد من اللاجئين إلى تركيا.

وبحسب تقرير لقسم اللغة التركية في إذاعة "بي بي سي" وفق البيانات الصادرة عن إدارة الهجرة التركية، بلغ عدد اللاجئين الأفغان غير القانونيين الذين تم احتجازهم في تركيا 42 ألفا و674 شخصا حتى سبتمبر/أيلول 2024، وتأمل أنقرة في تقليل تدفق اللاجئين الأفغان عبر دعم استقرار أفغانستان، مما قد يتحقق بالتعاون مع طالبان في مشاريع إعادة الإعمار.

 

بالنظر إلى موقعها الجيوسياسي كعضو في الناتو، تسعى تركيا للعب دور الجسر بين الغرب وطالبان، مما يعزز مكانتها الدبلوماسية ويتيح لها توسيع نفوذها على الساحة الدولية.

وفي الوقت ذاته، تعمل أنقرة على ضمان استقرار أفغانستان لتفادي تحولها إلى بؤرة لعدم الاستقرار الإقليمي، إذ تولي أهمية كبيرة لاحتواء خطر الجماعات المتشددة التي قد تستغل الفراغ الأمني لتعزيز نفوذها.

وفي المقابل، تحتاج حكومة تصريف الأعمال بقيادة طالبان إلى استثمارات أجنبية لإنعاش اقتصاد أفغانستان المنهار، وتمثل تركيا شريكا محتملا بفضل خبرتها في البنية التحتية والتجارة.

كما تسعى طالبان للاعتراف بحكومتها وكسب الشرعية الدولية ويمكن لتركيا، كدولة مسلمة ذات وزن دبلوماسي، مساعدة طالبان في تحسين صورتها وتخفيف العزلة الدولية.

ويعتقد الأكاديمي الأفغاني محمد مصعب أن هناك مجموعة من العوامل التي تسهم في تعزيز حضور تركيا وتأثيرها في أفغانستان. من أبرزها: القواسم الدينية والثقافية المشتركة بين البلدين، إلى جانب النظرة الإيجابية التي يحملها الشعب الأفغاني تجاه تركيا. كما يلعب النفوذ الناعم التركي دورا مهما، مدعوما بعلاقات أنقرة الوطيدة مع الفاعلين المحليين والشخصيات المؤثرة.

إعلان

إضافة إلى ذلك، يشير مصعب إلى التعاون الوثيق بين تركيا وكل من قطر وباكستان، وهما من أبرز الأطراف المؤثرة على حركة طالبان، فضلا عن الدعم الأميركي والأوروبي لأنقرة.

وتبرز أيضا عوامل أخرى، مثل اعتراف طالبان بقدرات تركيا في المجالات الفنية والإدارية والاقتصادية، والطابع الإسلامي والسني لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحاجة الحركة الماسة للحصول على اعتراف دولي. وجميع هذه المقومات تهيئ تركيا لتكون لاعبا مهما ومؤثرا في المشهد الأفغاني.

ويضيف مصعب أن طالبان "ترى في تركيا حليفا يمكنه الحد من نفوذ إيران في أفغانستان، خاصة مع وجود توترات مع طهران حول المياه والقضايا الحدودية". ويختم قائلا: "إن تعميق العلاقات بين البلدين تخدم مصالحهما، وينعكس إيجابا على المستويين الإقليمي والدولي".

مقالات مشابهة

  • كين يدخل تاريخ أوروبا برقم استثنائي مع بايرن ميونيخ
  • السيسي يوجه باستثمار الزخم المصاحب لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير للترويج للمقاصد السياحية
  • من العثمانيين إلى طالبان.. تاريخ طويل يجمع تركيا وأفغانستان
  • "المشغل الوطني للسفر" يتعاون مع "Expedia Group" لتعزيز التوزيع الرقمي للمنتجات السياحية العمانية
  • الغرف السياحية: تم الترويج والتسويق لافتتاح المتحف المصري بجميع دول العالم| فيديو
  • مانشستر يونايتد يمحو تاريخ أولد ترافورد بملعب جديد
  • وزير الأوقاف: ذكرى العاشر من رمضان تظل يومًا خالدًا في تاريخ مصر
  • مركز إقليمي للطاقة النظيفة.. سيناء أحد أهم مصادر الهيدروجين الأخضر في العالم
  • الحملات الترويجية للأماكن السياحية بمصر.. خطة لجذب 30 مليون سائح بحلول 2030
  • كنز ترامب الثمين.. غرينلاند في قلب النقاش الداخلي والعالمي