بوابة الوفد:
2024-07-04@00:23:04 GMT

خسائر أمريكا فى الحرب على غَزة!

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

كلنا يعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية هى «أم إسرائيل» التى تُدافع عنها فى الحق وفى الباطل، والمبرر الأمريكى لهذا الدفاع، دائمًا، أمام العالم هو أن إسرائيل المسكينة، تعانى من خطر وتهديدات جيرانها العرب الأشرار. كانت الولايات المتحدة تقول هذا التبرير رغم أن إسرائيل كانت تعتدى على الجيران العرب وتغتصب أراضيهم وتهدد استقرارهم.

كان هذا عاديًا جدًا حتى يوم ٧ أكتوبر الماضى الذى شهد تحول مُصطلح تعريف أمريكا من «أم إسرائيل» إلى «ابنة إسرائيل» بسبب تنفيذ الولايات المتحدة لتعليمات إسرائيل وكأنها طفل صغير يلتزم بتعليمات أمه.. فلم تعد أمريكا أمًا لإسرائيل ولكنها تحولت إلى طفل وديع ينفذ تعليمات تل أبيب!!

الموقف الأمريكى كان مُخزيًا من البداية.. فقد ترددت السياسة الأمريكية كعادتها قبل التحرك لاتخاذ موقف يمنع آلة القتل الإسرائيلية من ذبح النساء والأطفال قبل الرجال فى غزة، ولم تُفرق أمريكا بين مقاتلى حماس وبين الشعب الفلسطينى، فلم نسمع منها إدانة واحدة لانتهاكات إسرائيل لكل قوانين الحرب وحقوق الإنسان، فقد كان العقاب الإسرائيلى جماعيًا، وكان القتل يطول الأبرياء قبل المُسلحين، والتدمير ينال من البيوت قبل الأنفاق، والحرائق تلتهم المستشفيات قبل المخابئ، حدث كل هذا وازداد بعد زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لتل أبيب، فقد اعتبرت القيادة الإسرائيلية (السياسية والعسكرية) هذه الزيارة ضوء أخضر لقتل الشعب الفلسطينى وارتكاب جرائم حرب بلا مُحاسبة!!

واستمرت الولايات المتحدة فى أداء دورها بمجلس الأمن لتمنع أى قرار يوقف القتل الجماعى للفلسطينيين، رغم أن الدول من مجموعات رفض التصرفات الإسرائيلية سواء كانت ذات عضوية دائمة أو مُتغيرة فى المجلس الأممى لم تسع إلى إدانة إسرائيل أو اتهامها بارتكاب جرائم حرب، ولكنها فقط طلبت حماية المَدنيين الفلسطينيين، إلا أن الولايات المتحدة لم تهتم إلا بزيادة التسليح لإسرائيل لمزيد من قتل الفلسطينيين!!

لقد خسرت الولايات المتحدة -تمامًا- أى تقدير عربى لمواقفها فى المستقبل.. لقد خسرت علاقاتها الجيدة بكثير من الدول العربية..فقد اهتزت العلاقة.. بعد اهتزاز المصداقية فى السياسة الأمريكية لعدم إجبارها إسرائيل على وقف القتل الممنهج بأسلحة فتاكة تُدمر بلا تمييز وتقتل بلارحمة!!

خسرت الولايات المتحدة سيطرة كاملة على المنطقة وسوف تتحرك روسيا والصين بشكل أكثر حرية فى المنطقة على أنقاض بيوت غزة التى هُدمت فوق رؤوس أصحابها!!

الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج أصبحت فى حالة غليان ولم تعد تستطيع حكومات هذه البلدان مع ارتفاع حِدة الغضب الشعبى أن تعمل فى اتجاه منفرد نحو الولايات المتحدة ولا تعاون معها أكثر من النقطة الحالية.. وفى نفس الوقت لا تستطيع أمريكا توجيه اللوم لهذه الدول -فى ظل هذا الغضب الشعبى العربي- لتعاملها بشكل أكبر مع قوى عسكرية واقتصادية كبرى تنافس الأمريكيين على النفوذ فى منطقة الشرق الأوسط.

الولايات المتحدة سوف تواجه، من الآن فصاعدًا، تصديًا داخليًا كبيرًا من أصحاب الرأى الذين يريدون للولايات المتحدة ممارسة العدالة أو الانتباه لمصالح الولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط أو أنصار حقوق الإنسان الذين يرفضون التناقض الأمريكى بخصوص هذا المجال، بل إن المواجهات بين المتحمسين لإسرائيل أو ضدها سوف تزداد داخل الساحة السياسية الأمريكية بما سوف يؤثر على الانتخابات الرئاسية القادمة بالإضافة إلى انتخابات الكونجرس.. صحيفة الجارديان البريطانية قالت منذ أيام إن جماعات حقوق الإنسان فى الولايات المتحدة قد حذرت من «موجة من ردود الفعل المكارثية العنيفة» ضد انتقادات القصف الإسرائيلى لغزة بعد إقالة الأمريكيين الذين عبروا عن دعمهم للفلسطينيين، وواجهوا تهديدات بالعنف وملاحقتهم من قبل الجماعات المؤيدة لإسرائيل!! هذا التصرف الذى يأتى عكس مبادئ حقوق الإنسان -قطعًا- سوف يواجه انتقادات وردود أفعال المظلومين الذين سيعملون ضد هذه السياسة المُنحازة انحيازًا أعمى لصالح إسرائيل.

اللافت أن مجلس الشيوخ الأمريكى قد اصدر بالإجماع قرارًا يدين ما وصفتهم «المجموعات الطلابية المناهضة لإسرائيل والمؤيدة لحماس» بعد المظاهرات التى جرت فى الحرم الجامعى، والتى تضمن بعضها لغة معادية للسامية وهتافات تشيد بهجوم حماس (قطعًا المظاهرات كانت تُدين إسرائيل ولم تكن تؤيد حماس) لأن كثيرين آخرين فى الولايات المتحدة (تضامنوا مع المدنيين الفلسطينيين تحت القصف الإسرائيلى فى غزة) حسب تعبير صحيفة الجارديان. المهم أن لجنة الدفاع عن الديمقراطية أدانت قرار مجلس الشيوخ ووصفته بأنه «محاولة سافرة لإسكات وشيطنة وتجريم الانتقادات المشروعة والمعارضة المحيطة بالاحتلال الإسرائيلى والحرب على غزة».

الأصوات داخل الولايات المتحدة تتعالى لرفض المذابح الإسرائيلية.. ولكن بعد فوات الأوان.. لقد قُتل الأبرياء.. وتوحشت إسرائيل..ولكن فى النهاية لن تبقى خريطة السياسة فى الشرق الأوسط كما هى ولن تتغير بسهولة لصالح إسرائيل.. فسوف يحذر الجميع من تكرار ما حدث يوم ٧ أكتوبر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة مجلس الشيوخ الأمريكي نور الولايات المتحدة الأمريكية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

أمريكا تنفي علاقتها بمحاولة الانقلاب في بوليفيا

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء: "اطلعنا على الإدعاءات الكاذبة بشأن مشاركة الولايات المتحدة في أحداث بوليفيا يوم 26 يونيو".

 

موسكو سترد على قرار فنلندا منح أمريكا حق استخدام قواعدها أمريكا تدعو إسرائيل بسرعة التحقيق في تقارير استخدامها للمدنيين كدروع بشرية

وأضافت: "أود أن أؤكد بوضوح أن الولايات المتحدة لم تكن لها أي علاقة بذلك".

 

وأكدت جان بيير: "ندين بحزم انتشار وحدات الجيش في بوليفيا في أي محاولة لتقويض النظام الدستوري".

يذكر أن عسكريين بقيادة الجنرال خوان خوسيه زونييغا المقال من قيادة القوات المسلحة في بوليفيا حاولوا السيطرة على المباني الحكومية يوم الأربعاء 26 يونيو، لكنهم لم يتمكنوا من إسقاط حكومة الرئيس لويس آرسي.

 

وفي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة تحدثت مديرة مكتب الرئاسة البوليفي ماريا نيلا برادا في تصريح للتلفزيون الصيني عن وجود "مجموعات خارجية" مهتمة بالانقلاب في بوليفيا، وأعادت إلى الأذهان تورط الولايات المتحدة في عمليات سابقة من هذا القبيل في أمريكا اللاتينية.

 

مقالات مشابهة

  • أمريكا تنفي علاقتها بمحاولة الانقلاب في بوليفيا
  • اجتماع متوقع بين بايدن ونتانياهو في واشنطن أواخر يوليو
  • منظمة التحرير: الفلسطينيون في "الجليل والمثلث والنقب" يواجهون آليات قمع غير مسبوقة
  • تقرير لـResponsible Statecraft: الحرب الإسرائيلية على غزة ستمتد إلى لبنان في هذه الحالة
  • تقارير: اجتماع متوقع بين بايدن ونتانياهو في واشنطن أواخر يوليو
  • مناظرة بين اثنين من كبار السفهاء
  • عمرو خليل: خسائر متواصلة لإسرائيل في غزة.. وارتباك بسبب نقص الجنود
  • هل تستفيد أمريكا والصين من كارثة تصاعد العداء الأنجلو-ألماني؟
  • حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط
  • أمريكا تكابر وتضحي باقتصادها للدفاع عن إسرائيل واستمرار جرائم الإبادة ضد الأبرياء في غزة: تأثير العمليات اليمنية يلقي بثقله على الاقتصاد ، والمستهلكين الأمريكيين