السعودية وفيتنام نحو تعزيز العلاقات الأكثر متيناً وقوياً
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
الرياض : البلاد
من المتوقع أن تدخل العلاقات بين المملكة العربية السعودية وفيتنام فترة من النمو والتطور السريع بعدما أبدى البلدين اهتماماً كبيراً في ترسيخ العلاقات فيما بينهما في مختلف القطاعات . إن فيتنام ، البلد الواقع في جنوب شرق آسيا ، تعمل على خطط طموحة لإستضافة الدورة الخامسة للجنة السعودية والفيتنامية المشتركة في ديسمبر من هذا العام من خلال ارسال نحو خمس بعثات تجارية إلى المملكة خلال عام 2024م.
وفي هذا الصدد، صرح السفير الفيتنامي لدى المملكة دانغ شوان دزونغ في مقابلة أجريت معه مؤخراً والذي قدم نظرة عامة عن العلاقات المتنامية تدريجياً بين المملكة وفيتنام قائلاً ” في حين بدأت العلاقات الثنائية تتعزز بشكل متزايد في العديد من المجالات ، نعتقد أن البلدين سيكثفان تبادل الوفود في المستقبل ” مشيراً إلى أن العلاقات السعودية والفيتنامية شهدت تطوراً ملحوظا في مجالات الدبلوماسية والإقتصادية بالإضافة إلى التواصل بين الشعوب” على حد قوله .
وعلى الجبهة السياسية ، قامت البلدين بتعزيز العلاقات الأكثر متيناً وقوياً . وفي هذا السياق، قال السفير إن الزيارة الأولى التي قام بها وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فرحان إلى فيتنام في شهر مارس 2022م ثم المشاورة السياسية الوزارية الأولى في الرياض بين وزارتي الخارجية في شهر فبراير 2023م ساعدت في تعزيز العلاقات بشكل أكبر مشيراً إلى التعاون التجاري المتنامي حيث أوضح السفير الفيتنامي قائلاً ” التعاون الإقتصادي يتصدر جدول أعمال العلاقات الثنائية حيث بلغت قيمة التبادل التجاري وفقاً للإحصاءات الفيتنامية 2.7 مليار دولار أمريكي في عام 2022م بزيادة سنوية بنسبة 32.4% مقارنة بالعام الماضي .
وعلاوة على ذلك، فإن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير السياحة السعودي الشيخ أحمد بن عقيل الخطيب إلى فيتنام في أغسطس 2023م ، فتحت فرصاً جديدةً للتعاون الثقافي بين البلدين حيث حددت استراتيجية فيتنام للتنمية السياحية لعام 2023م بشكل معقول بإعتبار دول مجلس التعاون الخليجي كسوق سياحية ذات امكانية هائلة في حين اصبحت فيتنام وجهة سياحية ذات شعبية متزايدة والتي تجذب السياح المسلمين من الشرق الأوسط وجنوب آسيا مضيفاً ” إن جودة الخدمات والإمدادات الغذائية والمنتجات الحلال في بلادنا تتحسن يومياً بما يتماشى مع عادات واحتياجات وأذواق المسلمين بما في ذلك سوق مجلس التعاون الخليجي” على حد وصفه.
كما اشار السفير إلى أن عدد الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي إلى فيتنام لا يزال متواضعاً حيث بلغ عدد الزوار حوالي 6000 سائح في عام 2019م قبل جائحة كورونا (كوفيد-19) بينما استقرت هذه الأرقام حوالي 1000 سائح فقط وهذا العدد صغير بالمقارنة مع عدد السياح من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يسافرون إلى الخارج ومن أجل جذب المزيد من الزوار من دول مجلس التعاون الخليجي، تم اتخاذ العديد من التدابير لتحسين كفاءة التعاون السياحي والإستثمار في قطاع السياحة بين فيتنام ودول مجلس التعاون الخليجي . وفي هذا السياق ، لفت المبعوث الفيتنامي إلى أنه اعتباراً من 15 أغسطس 2023م ، اطلقت فيتنام نظام التأشيرة الإلكترونية لجميع الجنسيات بما في ذلك المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي لمدة تصل إلى 90 يوماً مما يسمح للأفراد بتأشيرة الدخول سفرة واحدة أو متعددة السفرات .
كما صرح السفير الفيتنامي مشيراً إلى العلاقات التجارية بين البلدين ” إن الصادرات الفيتنامية الرئيسية إلى المملكة العربية السعودية تشمل المنتجات الزراعية مثل الأرز والقهوة والفلفل والكاجو والمعكرونة والتوابل والمأكولات البحرية والحلويات والمنسوجات والأحذية والآلات والأثاث وقطع غيار السيارات والهواتف والأجهزة الإلكترونية والتي تقدر قيمتها بأكثر من 700 مليون دولار أمريكي في عام 2022م بينما تصدر المملكة العربية السعودية بشكل رئيسي منتجات بتروكيماويات ومواد بلاستيكية وزيوت و غاز من فيتنام بقيمة تصل إلى حوالي ملياري دولار . كما اضاف السفير ” أود أن أؤكد لكم أن فيتنام تصدر الآن إلى المملكة العربية السعودية ليس فقط المنتجات الزراعية وإنما أيضاً منتجات عالية التقنية مثل البرمجيات والعناصر المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات ” وفق قوله .
كما اشار السفير أن وفداً تجارياً رفيع المستوى تم تنظيمه بواسطة غرفة التجارة والصناعة في الرياض زار فيتنام خلال الفترة من 11 إلى 13 سبتمبر من هذا العام مضيفاً ” اعتقد بقوة أن هذه الزيارة مهدت الطريق لتعاون أوثق بين المؤسسات والشركات من البلدين وعلاوة على ذلك ، تعمل فيتنام أيضاً على تطوير صناعة الاغذية الحلال وهي على استعداد للتعاون مع المملكة .
ورداً على سؤال حول المساعدات السعودية وتسهيلات القروض الميسرة التي قدمتها المملكة بما في ذلك الصندوق السعودي للتنمية ( SFD) لفيتنام وأجاب قائلاً ” قدمت الحكومة السعودية من خلال صندوق التنمية السعودي منذ عام 2011م قروض تنموية بقيمة 179 مليون دولار لدعم 13 مشروعاً في فيتنام بالإضافة إلى مساعدات طبية سخية بقيمة 500 ألف دولار إلى هانوي الفيتنامية خلال الجائحة كوفيد-19 ، ايضاً قدمت المملكة بواسطة مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية بقيمة 150 ألف دولار لمساعدة المناطق الوسطى في فيتنام المتضررة من العواصف والفيضانات.
وعلى الصعيد الإقليمي ، قال المبعوث الفيتنامي ” أنه وافقت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ووزارة الخارجية على مذكرة تفاهم لإيجاد آلية للتشاور بين الجانبين من اجل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون فيما بينهما وإننا نعمل بشكل مستمر لدعم المملكة العربية لتعزيز علاقاتها مع جمعية دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وكذلك تعزيز التعاون بين آسيان ومجلس التعاون الخليجي مشيراً إلى توقيع وثيقة الإنضمام والتعاون (TAC) في جنوب شرق آسيا من قبل المملكة العربية السعودية بتاريخ 12 يوليو 2023م ” .
وفي تصريحاته الختامية ، قال السفير الفيتنامي ” إن الأولوية القصوى خلال فترة مهامه هي تعزيز التعاون الإقتصادي والإستثمار الثنائي قدر الإمكان في محاولة تعزيز التفاهم المتبادل بين البلدين وبعد مرور تقريباً نصف فترة ولايتي أشعر بصراحة أنني محظوظ جداً لوجودي هنا لأكون شاهداً على التغيرات الدراماتيكية التي تحدث بإستمرار في المملكة ” كما اضاف السفير قائلاً ” إنني على يقين تام أن المملكة تحت قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ستنجح في تحقيق أهدافها المرجوة من اجل تحسين الوضع في البلاد وفي العالم على حد سواء ” على حد تعبيره .
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: السعودية فيتنام المملکة العربیة السعودیة دول مجلس التعاون الخلیجی تعزیز العلاقات على حد
إقرأ أيضاً:
«الوزاري الخليجي» يرفض الاعتداءات الإسرائيلية ضد سكان غزة
مكة المكرمة (وام)
أخبار ذات صلةترأس معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد الإمارات العربية المتحدة المشارك في اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دورته الـ163، الذي عقد أمس الأول، في مكة المكرمة.
وصدر عن الاجتماع بيان ختامي تضمن استعراضاً لآخر مستجدات العمل الخليجي المشترك، وتطورات القضايا السياسية الإقليمية والعالمية، والموقف من القضايا ذات الاهتمام الأساسي لدول المجلس، بما في ذلك رفضه للتطرف والإرهاب، ودعمه الثابت للشعب الفلسطيني الشقيق، ورفض الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف سكان غزة.
وكذلك دعم القضايا العربية الأخرى، بما في ذلك رفض الاحتلال الإيراني لجزر دولة الإمارات الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ودعم موقف دولة الإمارات في استعادة سيادتها عليها.
كما تضمن التنويه بالحوارات والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
وتضمن البيان الختامي أيضاً إشادة المجلس الوزاري بإنجازات دول المجلس في استضافة مجموعة من الأحداث والمؤتمرات في دولة الإمارات لاسيما نجاح استضافة دولة الإمارات معرضي آيدكس ونافدكس في نسختهما الجديدة، خلال الفترة من 17 إلى 21 فبراير 2025، وفعاليات الدورة الثانية من المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح في 19 فبراير 2025، وأعمال «الندوة العالمية الرابعة لدعم التنفيذ 2025» للطيران المدني خلال الفترة من 10 حتى 12 فبراير 2025، وفعاليات الدورة الـ12 من القمة العالمية للحكومات المُنعقدة في إمارة دبي، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير 2025.
كما عُقدت على هامش الاجتماع الوزاري 163، اجتماعات وزارية مشتركة مع كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية والجمهورية العربية السورية (كل على حدة).
وتم خلال الاجتماعات المشتركة بحث أوجه التعاون وتعزيز التنسيق مع الأشقاء من الدول الأربع في إطار خطط العمل المشتركة معها.
كما تم خلال الاجتماعات، التي حضرها وزراء الخارجية ومعالي جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون، بحث التحديات والتطورات القائمة في المنطقة.