أزمات سلاسل التوريد والإكراه الاقتصادى (١)
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
أكدت اجتماعات مجموعة السبع هذا الأسبوع ضرورة تعزيز سلاسل التوريد الخاصة مع مجموعة أوسع من الشركاء لمواجهة الإكراه الاقتصادى. ولكن الملفت للنظر أن هناك شبه إجماع بأن نقاط الضعف فى العلاقات الاقتصادية والتجارية تعتمد اعتمادًا كبيرًا على دول معينة، وأن أسس التجارة العالمية، التى ترتكز تقليديًا على منظمة التجارة العالمية تهتز بسبب زيادة استخدام الإكراه الاقتصادى وإجراءات تشويه السوق، يأتى ذلك مع تردى الأوضاع الدولية التى أصبحت مصدرًا لتغذية التوترات الجيوسياسية، بما فى ذلك ما يحدث على خلفية الصراع الروسى الأوكرانى، وما استجد من صراع شرس فى المنطقة، ممثلًا فى تداعيات الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وما قد يتخلله من سيناريوهات كارثية على المنطقة، لذلك تسعى مجموعة العشرين لمواجهه هذه التداعيات وشظاياها المثبطة، عبر إستخدام التدابير التجارية، وخاصة مع زيادة حده الانتقادات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين بخصوص الإكراه الاقتصادى، رغم محاولات الدولتان أيضاً إبقاء الحوار مفتوحًا، التأكيد الآن على أن أمن سلاسل التوريد العالمية بدأ يأخذ أولوية جديدة أعلى، ولكن هل سيمتد هذا الوضع حتى نصبح أشد تصميمًا لتعزيز أمن الإمدادات، دون دفع العالم إلى مستوى يدخلنا فى حرب باردة ثانية؟ هذا ما يجب علينا أن ندركه، ونسعى إلى الخروج من شرنقة حرب باردة تكون أكثر سخونة، فإذا كانت المرونة قد أصبحت شعار الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الآن، فإن التشتت هو النتيجة المخيفة نتيجة التوترات المتفاقمة باستمرار بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين بالعالم، ليكونا هما المصدرين الأساسيين لخطر التشتت، رغم ما تمر الصين من أزمة اقتصادية طاحنة متمثلة فى أزمة العقارات.
الاستمرار فى تعزيز إصلاح السياسات المالية والنقدية، ودور القطاع الخاص، مع تحسين المؤشرات الكلية للاقتصاد وتنويع هيكله الإنتاجى، وتوفير الفرص الواعدة لجذب الاستثمارات، واستعراض مؤشرات أداء الاقتصاد خلال الفترة الماضية، وجهود التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية، حيث يتطلب الأمر الآن توحيد الجهود للضغط السياسى والاقتصادى على المؤسسات المالية العالمية الدائنة، لمنح مصر فترة سماح استثنائية، إلى أن يتمكن الاقتصاد من السيطرة على الآثار السلبية العنيفة للحرب المشتعلة على حدودها، فالآثار السلبية لهذه الحرب على الدولة المصرية لا تقتصر فقط على تهديد أمنها ومواطنيها، وإنما تمتد إلى ضرب مصادر تدفقات سيولتها النقدية الأجنبية فى مقتل. لذا فلا بد أن نتمتع بمهارات تفاوضية قوية تمكننا من الحفاظ على حقوقنا وتعديل التزاماتنا بشكل مرن وكيفية تفسير وتوضيح تأثيرات كل تحرك إقليمى علينا وإعادة تعديل أوضاعنا بما يتوافق مع قدراتنا. فهل تتمكن مصر فى ظل هذه الظروف أن تحقق المستهدف وهو تحقيق 100 مليار صادرات سلعية غير بترولية خلال العامين القادمين، مع الوصول إلى تريليون دولار ناتج محلى إجمالى فى ظل الهجوم البرى والبربرى لقوات الاحتلال. هذا ما سوف نتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.
رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د علاء رزق الاقتصادي الصراع الفلسطينى الصراع الروسي الاوكراني
إقرأ أيضاً:
عضو بمجلس النواب: قمة الدول الثماني تؤكد أهمية الاستثمار في الشباب
أكد النائب طلبة النحال عضو مجلس النواب، أهمية انعقاد قمة منظمة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الاقتصادى D8 التي تستضيفها مصر فى نسختها الحادية عشرة، كونها تأتي في توقيت مهم تشهد في المنطقة أحداثا جيوسياسية متصاعدة ومتلاحقة، تفرض على الجميع ضرورة التعاون والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات الناتجة عن هذه الصراعات.
صناع التنمية والحضارةوقال النحال في بيان له اليوم، إن القمة أكدت أهمية الاستثمار في الشباب كونهم يمثلون المستقبل بأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره ونموه، فهم صناع التنمية والحضارة، والقوة التي تدعم أمن واستقرار وسلامة أي مجتمع، كذلك أيضا اهتمام القمة ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وإطلاق العديد من المبادرات التي تسهم في دفع التعاون الاقتصادى بين الدول الثماني.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن القمة تعزز من آليات التعاون بين دول القمة في العديد من المجالات المختلفة كالمجال البحثي من خلال إنشاء شبكة بين دول المنظمة لمراكز الأبحاث الاقتصادية، وأهمية البحث عن توفير فرص جديدة للتعاون الاقتصادى والتجارى، وتمكين القطاع الخاص خلال الفترة المقبلة، وجذب الاستثمارات ودعم مجال الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية، بما يعزز فرص التعاون التجارى بين الدول الأعضاء، ويخلق بيئة مواتية لتوسيع الأسواق.
تحقيق شراكة سياسية واقتصاديةولفت النائب طلبه النحال إلى أهمية كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة بما يؤكد مساعي القاهرة نحو تحقيق شراكة سياسية واقتصادية عادلة بين الدول النامية، مثمنا المبادرات التي أطلقها الرئيس، حيث أعلن تدشين شبكة لمديري المعاهد والمراكز الدبلوماسية لمواكبة قضايا العصر الحديث، وتدشين شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادي في الدول الأعضاء بمنظمة الدول الثماني النامية، وإطلاق مسابقة إلكترونية لطلاب التعليم قبل الجامعي في الدول الأعضاء بالعلوم والهندسة.