بات من المؤكد أن أمريكا تسعى بكل ما تملك إلى محو الهوية الفلسطينية، وإثارة قلاقل دائمة بمنطقة الشرق الأوسط والتخطيط لجعله مشتعلا طوال الوقت، إما بطريقة مباشرة كما حدث مع العراق وفلسطين وإما باستخدام داعش صنيعتها لهدم دول عربية مثل اليمن وسوريا والسودان، وإبقاء الأوضاع بها مشتعلة طوال الوقت.
وقد لاحظ العالم بأسره خلال الأسابيع القليلة الماضية كيف وصل انحيازها الأعمى للدولة اليهودية فى منطقتنا العربية وحشدها لأحدث الأسلحة لإبادة الفلسطينيين بحرًا وبرًا وجوًا، ولكن هل ستستمر أمريكا فى بغيها وعنصريتها كثيرًا؟ أجاب العلماء أن بوادر هلاك أمريكا بدا وشيكا وأنها ماضية فى هذا الهلاك وهى تعلم أنها عاد الثانية التى ذكرها القرآن الكريم فى قوله تعالى {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُون} 15 فصّلت.
فما هى «عاد» الثانية؟
يؤكد عدد من العلماء أبرزهم الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه أن (قوم عاد) أهلكهم الله عز وجل، و«عاد» تنفرد من بين الأقوام السابقة بأنها وُصفت بأنها أولى (وأنه أهلك عادًا الأولى)، النجم: 50، ويؤكد نفس المعلومة عدد من العلماء قائلين إنه من العجيب أن أمريكا فى علمها خمسين نجمة وبها خمسون ولاية، فهل هذا من الإعجاز العددى!
هذه الاجتهادات والتوقعات أصبحت محل بحث من معظم الأجيال الحالية، كلٌ حسب علاقته الإيمانية، أو حسب أحلامه المستقبلية، أو للتزود بالمعلومات عن حقيقة إسرائيل، وما هى عقيدتها وشرعية وجودها بالمنطقة العربية، بسبب ما يرونه من انحياز أعمى من الغرب على وجه العموم وأمريكا على وجه الخصوص والتى أيقظت الحمية العربية والإسلامية لدى الأجيال الصاعدة دون أن تشعر على امتداد شعوب العالم العالمين العربى والإسلامى والذى لم يقتصر الأمر عليهما، فقد امتدت شرارة التظاهرات والاحتجاجات داخل الكونجرس الأمريكى نفسه والبرلمانات الأوروبية وشوارعها وأروقة الأمم المتحدة ليعلن الجميع أن ما يحدث هو انحياز أعمى لعدو متغطرس قتل النفس وهتك العرض وهدم المنازل على رؤوس أصحابها.
أمريكا هى عاد الثانية التى تستوجب عقاب الله عز وجل، بعد أن أظهرت الغطرسة والقوة المفرطة والدعم اللامحدود للكيان المغتصب، غير آبهة باحتجاجات معظم شعوب العالم ودعاء المسلمين فى صلاتهم بهلاكها وإسرائيل معا.
هل تفيق أمريكا من غفوتها أم تظل على ضلالها وعدوانها وعنصريتها كقوم عاد الذى أنزل الله تعالى فيهم قوله (فلما رأوه عارضًا مستقبلًا أوديتهم) أى: لما رأوا العذاب مستقبلهم، اعتقدوا أنه عارض ممطر، ففرحوا واستبشروا به، وقد كانوا محتاجين إلى المطر، قال الله تعالى: (بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم) أى: هو العذاب الذى قلتم (فآتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين).
وهل سيكون هذا الهلاك هو الكويكب الذى أخبرت به وكالة ناسا، وأطلق عليه تى ٧ والقادم تجاه الأرض، والتى قامت السينما الأمريكية فى تحد صارخ بإنتاج فيلم يقوم فيه النجم الأمريكى بروس ويلس بتفتيت هذا النيزك إلى قطع صغيرة استهانة به، هل سيكون الكبر والاستهانة والغرور عاملًا قويًا فى اختفاء عاد الثانية؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق يوسف الهوية الفلسطينية فلسطين العراق
إقرأ أيضاً:
الجامع الأزهر يطلق الدورة الأولى لتأهيل خريجيه للعمل بالرواق
أطلق الجامع الأزهر الشريف أمس الاثنين، الدورة التدريبية الأولى لتأهيل خريجي عدد من محافظات الجمهورية للعمل في الرواق الأزهري، في إطار حرصه المستمر على رفع كفاءة الخريجين وصقل مهاراتهم العلمية والمهنية.
وتُعقد الدورة بمركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر، وتهدف إلى تعزيز قدرات المشاركين في الحفظ والأداء، إلى جانب تطوير مهاراتهم في مجالات التعليم والدعوة، بما يسهم في دعم رسالة الأزهر الشريف ونشر الفكر المستنير.
وتشمل الدورة خريجين من محافظات: الوادي الجديد، شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، بورسعيد، الإسماعيلية، السويس، مرسى مطروح، والإسكندرية.
وفي مداخلة هاتفية لفضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، نقل للمتدربين تحيات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، ودعاءه لهم بالسداد والتوفيق، مثمنًا جهدهم في الاهتمام بالعمل في مجال تحفيظ كتاب الله تعالى، مشيرًا إلى عِظم الأمانة التي يحملونها، فهي أمانة تحتاج إلى إعداد وتأهيل سواء بآلية التحفيظ أو بالعمل التربوي حتى يكون المحفظ على دراية تامة بعقول الدارسين، فهي خطوة عظيمة نحو التوسع في أروقة القرآن الكريم التى تربو على ١٢٥٠ فرعًا على مستوى الجمهورية.
كما وجه الشكر لكل المتدربين من حفظة كتاب الله الذين يعلمون الناس الخير ويعمِّرون الأفئدة بطيب الكلام، راجيًا أن يوفقهم الله لتحقيق الأهداف المرجوة ليكونوا سواعد الأزهر الشريف التي تعمل على تحقيق أسمى غاياته وهي حفظ كتاب الله تعالى.
ومن جهته أوضح د. عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، أن القيام على خدمة كتاب الله تعالى هو الهدف الأسمى الذي ينشده الجميع، موصيًا المتقدمين لخدمة القرآن بضرورة التحلي بالإخلاص في العمل، فالإخلاص هو الأساس الذي يبنى عليه كل عمل صالح، ويتعين على القائمين على تعليم وتفسير القرآن أن يضعوا أمام أعينهم رسالة عظيمة، وهي نشر القيم الإنسانية والأخلاقية التي يدعو إليها القرآن، وأن الإخلاص في العمل والالتزام برسالة القرآن الكريم يمكن أن يسهم في بناء مجتمع أفضل يعكس القيم الإسلامية السامية.
وفي نفس السياق أضاف د. هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، أن الدورة التدريبية التي يطلقها مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر تأتي في سياق خطة شاملة يتبناها الجامع الأزهر لتأهيل كوادر متميزة قادرة على أداء رسالتها بكفاءة في مختلف ربوع الجمهورية من خلال الرواق الأزهري، لافتًا إلى أن الدورات التدريبية تقوم على ثلاثة محاور أساسية، تشتمل على محور إتقان حفظ كتاب الله، حيث يتم مراجعة القرآن الكريم بواقع ٤ أجزاء أسبوعيًّا، إضافة إلى محور مراجعة أحكام التلاوة والتجويد وحفظ متني تحفة الأطفال والجزرية، إلى جانب محاضرات تربوية وفكرية ليكون المحفظ صاحب عقيدة سليمة وفكر وسطي معتدل.