جائزة «كنز الجيل 2023».. رافد مهمّ للموروث الشعري
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلة «كنز الجيل».. تثمين للموروث الأصيل شعراء كويتيون يثمِّنون دور سلطان القاسمي في رعاية الشعر النبطيتعد جائزة «كنز الجيل» التي استمدت اسمها وأهدافها من إحدى قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيب الله ثراه، رافداً مهماً للموروث الشعري العربي والنبطي. وأكد مرشّحون للقائمة القصيرة لجائزة «كنز الجيل» في تصريحات لـ«وام» أهمية الجائزة التي أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية بهدف تكريم المبدعين والأعمال الفنية المتميزة التي تُعنى بالشعر النبطي وتُسهم في إثراء هذا الموروث العربي الأصيل.
ونوهوا بدور الجائزة في إثراء الواقع الثقافي المحلي والعربي بالكثير من المشاريع الجديدة والملهمة... مثمنين جهود مركز أبوظبي للغة العربية في إثراء الواقع الثقافي المحلي والعربي، وتحفيز الأدباء والمبدعين على مواصلة العطاء. واستطاعت الأسماء المرشّحة في هذه القائمة عن فئة «الإصدارات الشعرية» التي تُمنح جائزتها لديوان شعري نبطي يتمتع بالأصالة شكلاً ومضموناً ويشكّل إضافة نوعية لهذا المجال الشعري.. أن تلفت الأنظار لجزالة المشاريع المقدّمة ولاسيما أنها تضمّ أسماء لامعة في مجال الأدب الشعري والنبطي، ولهم حضورهم على الساحتين الإماراتية والعربية، فقد وصل إلى هذه القائمة كل من: معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، والدكتور عبد العزيز المسلّم، والشاعر علي الخوّار، والشاعر والإعلامي محمد المرزوقي.
موروث حضاري
وأكد معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي أن كنز الجيل تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الموروث الشعري النبطي و«يمثّل هذا النوع من الأدب أهمّ أدوات الديمومة والرقيّ، فمن يمتلك موروثاً حضارياً قادر على البقاء ويستطيع أن يذهب أبعد في صناعة المستقبل، وأهم أدوات الديمومة هي التحفيز والتوثيق وهذا ما تضطلع به الجائزة من خلال دورها الريادي الذي ترسم من خلاله مساراً صحيحاً للحفاظ على هذا الموروث والأدب بشكل عام».
وعما تستمدّه الجائزة من قيمة كونها استلهمت عنوانها وأهدافها من أشعار الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، قال معاليه: «عندما يكون القائد قدوة فذاك طرف خيط الإلهام، وعندما يكون هذا القائد نموذجاً يقتدى به فذاك هو الإلهام القادر على صناعة الجيل، فالشيخ زايد، طيّب الله ثراه، قدوة ونموذج ليس لأهله في الإمارات فقط، بل للأمة بأكملها، وفي زايد قدّمت ديواناً أسميته زايد والوطن دوّنت فيه كل الإلهامات الشعرية التي جالت في خاطري لمواقف مختلفة في ذلك الزمن».
وقد تقلد معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي مناصب وزارية في الدولة واستطاع أن يمزج ما بين المسؤولية الحكومية وواحات الشعر والإبداع الأدبي.. فيما اشتهر معاليه بحضوره الشعري في العديد من المناسبات الثقافية وله مؤلفات ودواوين من أشهرها: ديوان «زئير في جزيرة العرب»، الملحمة الوطنية «درة الأزمان» وملحمة «أسطورة أب» وديوان «زايد والوطن»، التي مزج فيها بين الشعر النبطي والفصيح.
محفّزة للشعراء
وما بين دوره كأحد أبرز الأسماء في مجالات البحث والمعرفة بمجالات التراث وخبرته الطويلة في قيادة معهد الشارقة للتراث، وانخراطه في العمل الأدبي والثقافي المحلي والعربي قدّم الدكتور عبدالعزيز المسلّم خلاصة خبراته للمكتبة الإماراتية والعربية حيث أثرى من خلال مجموعة كبيرة من المؤلفات قريحة القارئ، وعبّر بمجملها عن ثقِل معرفيّ كبير، وكشف عن آفاق تاريخية لفتت الأنظار لمكانة وعراقة الدولة والمنطقة على حدّ سواء.
وذكر أن من أعماله الشعرية «صوغة» و«مدائن الريح» و«غاية والحنيش» و«هل تعلم» الذي وصل به إلى القائمة القصيرة للجائزة.. مشيراً إلى أن جائزة «كنز الجيل» لها دورٌ كبيرٌ في المحافظة والتعريف بالشعر النبطي وخصوصيته.. لافتاً إلى أهميتها كمحفّز للشعراء المبدعين على التميز والعطاء والالتزام بسيرة واضحة المعالم والسمات. وتابع المسلّم: «أن تصل إلى القائمة القصيرة لجائزة بهذا الحجم مدعاة للفخر وخاصة أنها تمتلك قيمة ثقافية ومعرفية كبيرة لارتباطها باسم الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، القائد الملهم، والشخصية الفذّة الذي ساهمت مسيرته الخلّاقة وإنتاجه الشعري الوفير وتميّزه بمدرسة شعرية خاصة في جعله الملهم والمؤثر دائماً».
رافدٌ ثقافي مهم
ومن جانبه أكد علي الخوار الذي تغنّى بشعره كبار المغنين الخليجيين والعرب على أهمية الجائزة ودورها الكبير في الحفاظ على الموروث الأدبي والثقافي، فهي رافدٌ ثقافيّ مهمّ تحفز الأدباء والكتاب والمثقفين لمزيد من العطاء. ولفت الخوار إلى أن الجهود التي يقوم بها مركز أبوظبي للغة العربية كبيرة ومهمة على صعيد التذكير بهذا النوع من الفنون الشعرية وتكريس حضورها في أذهان الأجيال الجديدة. وأكد علي الخوّار، الذي أمضى على أكثر من 120 قصيدة كان أشهرها «في القلب حبّك ترسّخ يا بلادي»، أن شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه، مدرسة ألهمت جميع الشعراء: «تتلمذنا على قصائد الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وعشقنا الشعر والأدب من خلالها، ونهلنا من قصائده كل عذب حتى استطعنا أن ندخل هذا العالم الجميل».
إثراء الأدب
وبدوره أشار الشاعر والإعلامي فارس المرزوقي صاحب ديوان «نبض» الذي يضمّ 190 نصّاً شعرياً إلى أن «كنز الجيل» أحد الأعمدة الوطنية للحفاظ على الموروث الشعري،: «لقد تجاوزت الجائزة دورها في تكريم الشخصيات المبدعة، لتركز على توثيق وتحفيز الأجيال للمشاركة في إثراء الأدب العربي، ويتضح لنا ذلك من خلال فروعها المتعددة والمتنوعة انطلاقاً من جائزة المجاراة الشعرية والإصدارات الشعرية وتخطي المألوف بتخصيص جائزة الترجمة لنشر الموروث الشعري على أوسع نطاق ومن ثم البحوث والدراسات». وقال: «يسعى الإنسان لتقليد أو للتعلم من الرموز التي يصادفها في حياته، والتي بلاشك تضع لمستها وبصمتها في شخصيته، فعندما يكون والدك شاعراً فإنك تكتسب منه الشعر لأنك تحبه أولاً ومن ثم لكونك معجباً بإبداعه، ومن هنا أجد نفسي متأثراً بشعر زايد القدوة والمعلم والأب، حيث يعتبر الراحل الكبير أساساً أدبياً لمعظم الأعمال الأدبية والشعرية الوطنية، كونه المؤسس الذي ندين له بفضل الاتحاد بعد الله عز وجل».وأكد المرزوقي أن وصوله إلى القائمة القصيرة لهذه الجائزة فخر بالنسبة له، وأثنى على جهود مركز أبوظبي للغة العربية والدور الذي يضطلع به في رفد الواقع الثقافي المحلي والعربي بالمشاريع الجديدة والنوعية، واستمرارية عطائه في تكريس حضور اللغة العربية والتعريف بالهويتين العربية والإماراتية للمجاميع الثقافية في العالم بأسره.
يُذكر أن هذه الدورة من الجائزة شهدت تنوّعاً كبيراً وثراءً في المشاركات، حيث تلقت 264 ترشيحاً في فروعها الستة من 27 دولة، من بينها 17 دولة عربية، بنسبة نموّ قدرها 13% مقارنة بالدورة الأولى التي استقبلت 234 مشاركة، كما شهدت دورة 2023 مشاركة دول جديدة من حول العالم منها الصين، وجزر القمر، والفلبين، وتركيا، والمملكة المتحدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جائزة كنز الجيل الشعر العربي الشعر النبطي مرکز أبوظبی للغة العربیة الشعر النبطی الشیخ زاید کنز الجیل فی إثراء
إقرأ أيضاً:
جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن مكرمي عام 2025
أعلنت جائزة زايد للأخوة الإنسانية اليوم عن أسماء المكرمين بالنسخة السادسة لعام 2025، وهم، ميا أمور موتلي، رئيسة وزراء باربادوس مستشار أول وعضو برلمان والناشطة في مجال مكافحة التغير المناخي، و"منظمة المطبخ المركزي العالمي" التي أسسها الشيف خوسيه أندريس، والمبتكر والباحث العلمي في مجال الصحة هيمان بيكيلي، البالغ من العمر 15 عاماً، والذي يعد أول شاب يحصل على هذه الجائزة.
النائب العام يكرم مفتشي وزارة الأوقاف في ختام برنامج "المعايشة المهنية" وزير الأوقاف يستقبل مدير جامعة بن زايد ورئيس مركز جامع الشيخ زايد في إندونيسيا
تُمنح الجائزة للأفراد والمنظمات استنادًا إلى قرار لجنة التحكيم المستقلة، تكريمًا لإسهاماتهم البارزة في معالجة القضايا المجتمعية الملحّة وتعزيز السلام والتضامن بين المجتمعات المختلفة على المستويين المحلي والعالمي.
تُقام مراسم التكريم في الرابع من فبراير 2025 في تمام الساعة 7 مساءً بتوقيت الإمارات، في "صرح زايد المؤسس" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وسيتم بث مراسم التكريم مباشرة على قنوات التواصل الاجتماعي للجائزة: Zayed Award for Human Fraternity - YouTube.
سُميت جائزة زايد الإخوة الإنسانية تكريماً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وشهادةً على إرثه الإنساني العريق والتزامه الراسخ بمد يد العون للشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات.
اختارت لجنة التحكيم هذا العام معالي ميا أمور موتلي تقديرًا لدورها القيادي في مجال مكافحة التغير المناخي على المستوى العالمي والسياسات المناخية، إذ أطلقت رئيسة الوزراء موتلي مبادرة "بريدجتاون" عام 2022، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لإصلاح الأنظمة المالية العالمية لمواجهة الأزمات المناخية وتحقيق المساواة، كما التزمت بتحقيق اعتماد جمهورية باربادوس بنسبة 100% من استهلاكها على الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، مع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها، بهدف تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وهي رائدة أيضًا في مجال مقايضة الديون مقابل العمل المناخي، مما أتاح للدول إعادة تخصيص الديون الوطنية لدعم المشاريع المناخية.
ويأتي تكريم منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، التي أسسها الشيف خوسيه أندريس عام 2010، تقديرًا لجهودها الإنسانية الاستثنائية في تقديم الإغاثة الغذائية للمجتمعات التي تعاني من الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية. منذ تأسيسها، وزعت المنظمة أكثر من 300 مليون وجبة في أكثر من 30 دولة، بما في ذلك أكثر من 70 مليون وجبة للأسر الفلسطينية في غزة منذ أكتوبر 2023. ومن خلال التعاون مع الطهاة والمتطوعين والموردين المحليين، تسعى المنظمة الى دعم الاقتصادات المحلية وتوفير وجبات طازجة ومغذية ضمن جهودها الإغاثية، وبفضل شراكاتها المتميزة، التي تشمل التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ونهجها المبتكر الذي يضمن أن تكون "المنظمة الإغاثية الأولى في الميدان" والذي يمكنها من تقديم استجابة سريعة للأزمات في الظروف الصعبة، أظهرت المنظمة قدرتها المتميزة على بث روح الأمل وتقديم الدعم اللازم للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه.
كما سيُكرم أيضًا المبتكر والباحث الإثيوبي - الأمريكي في مجال الصحة هيمان بيكيلي، البالغ من العمر 15 عاماً، تقديرًا لعمله الطموح لإنقاذ الأرواح البشرية، ورؤيته لتوفير رعاية صحية ميسورة التكلفة ومتاحة للجميع. وقد تمكن المبتكر بيكيلي في سن الرابعة عشرة، من تطوير صابونٍ فعالٍ للوقاية من سرطان الجلد في مراحله المبكرة وعلاجه، و هو الابتكار الذي جعل مجلة "تايم" تمنحه لقب طفل العام في 2024، إضافة إلى تكريمه في العديد من المسابقات العلمية. يتعاون هيمان الآن مع الباحثين في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة لتطوير الصابون المنقذ للحياة، وتمثل إنجازاته شهادة حية على قوة الإرادة والعزيمة ورؤيته لعالم أكثر تضامناً، حيث يطمح إلى تقديم حلول شاملة لجميع المحتاجين في مجال الرعاية الصحية.
عقب الإعلان عن المكرّمين، قال المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوّة الإنسانية: "فخورون بقدرتنا عاماً بعد عام على تسلّيط الضوء على ثلاثة مكرّمين مميزين قرروا التصدي لأبرز التحديات التي تواجه عالمنا اليوم، بدءًا من تعزيز قدرة المجتمعات على مواجهة التغيرات المناخية، مرورًا بتقديم الإغاثة الإنسانية، وصولاً الى الابتكار الذي يقوده الشباب. يُظهر المكرمون لهذا العام أنه يمكن القيام بأعمال جليلة تحدث فارقاً إيجابياً في أي عمر، وفي أي مكان في العالم، وفي أي مجال من المجالات. نهدف من خلال تكريم معالي رئيسة الوزراء موتلي، ومنظمة المطبخ المركزي العالمي، والشاب هيمان بيكيلي إلى إلهام الآخرين للتطلع إلى مستقبلٍ أفضل من أجل الإنسانية والعمل على تحقيقه."
من جانبها، قالت الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، عضو لجنة تحكيم النسخة السادسة من الجائزة لعام 2025 والمديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية: "لقد بذل المكرمون جهوداً استثنائية في سبيل إحداث تغيير إيجابي في الحياة اليومية لأفراد المجتمع حول العالم، الأمر الذي سيعود بالنفع على الإنسانية جمعاء في المستقبل. إن تفانيهم في تعزيز المجتمعات يعكس روح جائزة زايد للأخوة الإنسانية ويذكرنا بأنه من خلال الشعور بالتضامن الإنساني والالتزام تجاه بعضنا البعض، يمكننا تحقيق تغيير عميق ومستدام."
وجائزة زايد للأخوة الإنسانية هي جائزة عالمية سنوية مستقلة، تحتفي بالأعمال الجليلة للأفراد والكيانات ممن يساهمون في تحقيق التآلف بين الناس وغرس قيم الأخوة الإنسانية بينهم، وبناء جسور التواصل والوئام بين الشعوب المنقسمة، ويؤثرون في الناس بالقدوة الحسنة ويقدمون الحلول المبتكرة، ويتعاونون فيما بينهم متجاوزين حدود الفرقة والخلاف لتحقيق تقدم حقيقي يستند إلى قناعة ثابتة بأهمية قيم الأخوة الإنسانية كنهج لتقوية أواصر العلاقات الإنسانية وتعزيز التعايش السلمي في مختلف المجتمعات.
أُطلقت جائزة زايد للأخوة الإنسانيّة في الرابع من فبراير عام ٢٠١٩ عقب اللقاء التاريخي في أبوظبي بين فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية. وسُميت الجائزة باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي عُرف بإنسانيته وحبه للعمل الخيري، وتفانيه في مد يد العون للشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات.