تركيا.. حفريات جديدة تميط اللثام عن كنوز إزمير التاريخية
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
أظهرت الحفريات الأثرية التي تم إجراؤها في عدد من المدن القديمة بولاية إزمير التركية (غرب البلاد)، إرثا تاريخيا وحضاريا فريدا، لا يزال مساحة خصبة للاكتشاف.
ويستعرض هذا التقرير بعض ما توصل إليه الخبراء من كنوز تاريخية في مدن أفس، وبرغاما، ومتروبوليس، وسميرنا وفي التلال الأثرية بينها يشيل أووه وأولوجق في إزمير؛ على إثر عمليات الحفر والتنقيب في المناطق القديمة.
مدينة "أفس" القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم الثقافة (يونسكو)، تأخذ زوارها في رحلة إلى الماضي من خلال الآثار التي تضمها، والتي تعود لحضارات مختلفة.
وتعتبر "أفس" التي يعود تاريخها إلى 7 آلاف عام قبل الميلاد من بين 12 مدينة في إقليم إيونية، وهو اسم أطلق في العصور القديمة على الشريط الساحلي لولايتي إزمير وأيدين.
وكانت المدينة مأهولة خلال العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية والإمارات التركمانية في الأناضول والدولة العثمانية، كما تضم أيضا معبد آرتميس الذي يعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع.
ومن بين الكنوز التاريخية التي تعج بها "أفس" هناك مكتبة "سيلسوس" التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي، وبوابة هادريان، ومعبد دوميتيان، وبوابة مغنيسيا، ونافورة تراجان، علاوة على المسرح القديم الكبير الذي يتسع لـ25 ألف شخص، وكلها آثار تجذب اهتمام الزوار بهندستها المعمارية الفريدة.
وفي هذه الأثناء، يواصل خبراء من معهد الآثار النمساوي إجراء العديد من الدراسات وأعمال التنقيب في "أفس" بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية.
وتمكن الخبراء من اكتشاف مجمع من المباني القديمة، يرجع تاريخ بنائه لحوالي 1400 عام.
وخلال أعمال الحفر والتنقيب وصل الخبراء إلى أوعية فخارية تحتوي على محار وبلح البحر وبقايا أسماك مخللة إضافة إلى أطعمة أخرى بينها خوخ ولوز وزيتون وحمص.
وعثر الخبراء على هذه الحفريات والبقايا في منطقة سكنية تبلغ مساحتها 170 مترا مربعا، تضم بئرا ومطابخ ومخازن، ومطاعم، وورشا ومحلات تجارية.
بدورها، تضم "برغاما" آثارا من حضارات مختلفة، فضلا عن كونها مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي باعتبارها منطقة ذات مناظر طبيعية وثقافية فريدة.
وتحتوي المدينة أول عيادة طبية تم فيها تطبيق أول طريقة للعلاج النفسي في العالم، وإحدى الكنائس السبع المذكورة في الإنجيل، وأكبر مكتبة أنشئت في قارة آسيا.
كما تشهد المدينة نشاطا ملحوظا في أعمال التنقيب، يجريها فريق من المعهد الأثري الألماني وخبراء أتراك، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية.
وتمكن الخبراء عبر أعمال التنقيب من اكتشاف 8 مواقع دينية جديدة والعديد من التماثيل التي يعود تاريخها إلى ما قبل 2200 عام، في المدينة القديمة ومحيطها.
كهف ديكيلي الأثريوعلى هذا النحو، كانت أعمال التنقيب في كهف منطقة ديكيلي شمال إزمير، من أهم أعمال التنقيب الأثري التي أثارت الأوساط العلمية والتاريخية، في منطقة غرب الأناضول.
وأجرى فريق من معهد الآثار الألماني وجامعة أنقرة التركية أعمال التنقيب التي انطلقت خريف 2021.
وكشفت أعمال التنقيب التي استمرت نحو 6 أسابيع، أن الكهف كان يستخدم مركز عبادة منذ القرن السادس قبل الميلاد حتى العصر الروماني.
وخلال أعمال التنقيب أيضا تم العثور على طبقات تعود إلى العصر الحجري القديم، واكتشاف أدوات حجرية وعظام يعود تاريخها إلى ما قبل 14 ألف سنة.
وفي مدينة "سميرنا" الأثرية بولاية إزمير، تستمر أعمال الحفر والتنقيب فيما تستعد المدينة الأثرية لدخول القائمة الدائمة للتراث العالمي لليونسكو.
واستضافت "سميرنا أغورا" الموجودة بين بلدة "قديفة قلعة" وساحل بحر إيجة، عبر تاريخها الطويل ثقافات مختلفة ولعدة قرون، كما تضم المدينة كاتدرائية مهيبة ومسرحا وقناة مائية تاريخية.
وتعتبر "سميرنا" واحدة من المدن التي نجحت في الحفاظ على معالمها المعمارية، إذ تحتوي المدينة على تفاصيل رائعة بأعمدتها التاريخية ولوحاتها الفسيفسائية.
تل "يشيل أووه" الأثريويواصل فريق من الآثاريين برئاسة المحاضر في قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة إيجة التركية، ظفر درين، أعمال الحفر والتنقيب في تل "يشيل أووه" الأثري، الذي يضم آثارا يعود تاريخها إلى قبل 8500 عام.
وخلال أعمال الحفر والتنقيب تم العثور على آثار تعود لآلهة يعود تاريخها إلى 5 آلاف سنة، مصنوعة من الرخام، ويعتقد أنها تمثل "آلهة السُّمنَة"، وكانت تستخدم لجلب الوفرة والصحة.
تل أولوجق الأثرييقع "تل أولوجق" الأثري في منطقة كمال باشا بولاية إزمير، وقد عثر في التل الأثري من خلال أعمال الحفر والتنقيب، على آثار يعود تاريخها إلى حوالي 8500 عام.
ومؤخرا، تم العثور على تماثيل صغيرة لذكور وإناث يعتقد أنها تعود إلى 5700 قبل الميلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یعود تاریخها إلى أعمال التنقیب التنقیب فی
إقرأ أيضاً:
اعتقال صائد كنوز إيراني شهير في العراق
الاقتصاد نيوز - بغداد
تداولت وسائل إعلام مؤخراً نبأ اعتقال أحد زعماء نهب التراث الثقافي الإيراني، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان “بو آرو” سيتم نقله من أربيل العراق إلى إيران أم لا.
وأفاد نادي الطلبة الصحفيين الإيرانيين، بأن وسائل إعلام تداولت نبأ اعتقال أحد زعماء نهب التراث الثقافي الإيراني، المعروف باسم “بو آرو”، في إقليم كردستان العراق.
وأكدت تقارير صحة الخبر، وأن هذا الشخص حالياً رهن احتجاز شرطة أربيل، ولا يسمح له بلقاء أحد.
ويقال إن سفر هذا الشخص إلى كردستان العراق كان في إطار تواصله مع بعض الأفراد في مجال الحفر والتهريب في تلك المنطقة.
ودفع تحفيز المجموعة التي يرأسها “بو آرو” على البحث عن الكنوز والتنقيب غير القانوني، بالإضافة إلى الأنشطة الواسعة لهذا الشخص ومجموعته على مواقع التواصل، دفع العديد من السماسرة إلى التوجه إلى المواقع المحمية بهدف كسب ثروة كبيرة.
وكان هذا الشخص قد تم اعتقاله في عام 2020 بسبب نفس الأنشطة غير القانونية، ومنذ سنوات ينشط على وسائل التواصل في تعليم الحفر غير القانوني وبيع وشراء الآثار التاريخية والترويج لأجهزة الكشف عن الكنوز ونشر الأكاذيب، بالإضافة إلى إهانة وتهديد موظفي ومسوؤلي التراث الثقافي.
وباستخدامه لعبارات مثل “كنز”، “دفينة”، “ذهب”، “جهاز كشف المعادن”، “آثار”، “مقبرة جماعية” وغيرها، قام بتحفيز العديد من الشباب الذين يعانون من مشكلات مالية في هذه الأوضاع الاقتصادية على نهب وتدمير ثقافتهم وحضارتهم.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام