البوابة نيوز:
2024-12-25@14:58:08 GMT

مأساة الإنسان الفلسطينى داخل غزة

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

لا شك أن الوضع فى غزة مأساوى؛ يشهد على ذلك الدمار الذى يلحق بالحجر والبشر؛ نحن أمام سيل من الجرائم اللاإنسانية تنقلها شاشات العالم صورًا وفيديوهات على الهواء مباشرةً، مشاهد الموت اليومى لا تتوقف. اليوم غزة تعانى من كارثة إنسانية كبرى، بفعل الآلة الحربية الإسرائيلية الوحشية التى طالت كافة القطاعات والمرافق والبنى التحتية والفوقية، حرب إبادة جماعية استهدفت كل أسباب الحياة من ماء وغذاء ودواء حتى أصبح الفلسطينيون لا يجدون مكانًا لدفن موتاهم، لا يوجد موضع آمنٌ داخل غزة.

ليس هناك أسباب منطقية أو سياسية أو عسكرية أو ثقافية يمكن أن تفسر كل هذه الجرائم الوحشية وعمليات التهجير التى تمارسها إسرائيل فى قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني. لقد ارتكبت جرائم حرب مروعة وأمرت بالتهجير من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ولا تخشى المحاسبة أو العقاب من أية جهة فى العالم. 

 يحدث هذا فى ظل انحياز الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من دول الغرب لها بالكامل، فالغرب لا ينظر إلى الفلسطينيين والعرب عمومًا بوصفهم بشرًا لهم حقوق إنسانية. إن الفلسطينين والعرب هم فى نظر الإسرائيليين حشرات؛ أو فى أفضل الحالات  كما وصفهم وزير الدفاع الإسرائيلى الحالى «يوفى جانيت» هم «حيوانات بشرية» يعاملون نفس معاملة هذه الكائنات، أى بالقتل والإبادة. ولذلك فإن النتيجة المنطقية لهذا الفكر العنصرى هى إباحة ارتكاب الجرائم، وهى آليات أساسية لتحقيق السياسات والأهداف الإسرائيلية.

   وبرغم الحزن والأسى على كل ما يجرى من حرب مدمرة فى غزة، فإن هذا الهجوم الهائل «طوفان الأقصى» الذى شنته المقاومة الفلسطينية على إسرائيل هو بالقطع يمثل هزيمة كبرى لذلك الجيش الذى يردد قادته – كذبًا وبهتانًا – إنه لا يقهر، كما يكشف عن الفشل الذريع للموساد (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) الذى اكتسب سمعةً دولية بأنه «من أقوى أجهزة الاستخبارات فى العالم»؛ زعزع أبطال المقاومة الفلسطنية الأسس الأمنية الإسرائيلية. إن المقاومة الفلســطينية لم تنشأ من فراغ؛ بل كانت فى الأســاس رد فعل طبيعيًا وشــرعيًا علــى جريمــة الاحتــلال، لقد استمدت تنظيم حماس شرعيته وحقوقه من استمرار جريمة الاحتلال نفسها، وهــى بالإضافة إلى ذلــك حق إنسانى مشــروع. كشف «طوفان الأقصى» إيمان الفلسطينيين المتزايد بضرورة تبنى خيارات المقاومة والاهتمام بالعمل الفدائي، مما رفع من مكانة المنظمات الفدائية، من أجل مواجهة الخطر الإسرائيلي.

  واللافت للنظر والمثير للأسف موقف الحكومات العربية، التى لم تتحرك على الأرض لوقف إطلاق النار منذ اليوم الأول للعدوان، بل إن ما انتشر على لسان بعض الحكَّام العرب هو «عدم توسيع ساحة الصراع» بمعنى عدم دخول إيران وحزب الله، وهو مطلب يتماهى مع المطلب الأمريكي. بالرغم من أن هؤلاء القادة فى وسعهم القيام بدور مهم للغاية فى تغيير حسابات إسرائيل ومن يقف وراءها، خاصة إذا تبنوا موقفًا مشتركًا وجادًا؛ قد يبدأ باغلاق السفارات مثلًا. إن هؤلاء الحكَّام العرب يخطئون عندما لا يضعون فى الاعتبار موقف الشارع العربى الداعم والمؤيد للقضية الفلسطينية، والمعادى للاستعمار بكل أشكاله. 

    إن صمت الدول الكبرى تجاه كل هذه الانتهاكات الإسرائيلية الإجرامية إسرائيل واستخدامها القوة الغاشمة فى هجماتها على قطاع غزة، يترك لها صورة سلبية أمام كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، فى عدم اتخاذها قرارًا رادعًا أو فرض عقوبات ضد إسرائيل؛ لوقف هذه الأعمال الوحشية، التى تتعارض مع القانون الدولى الإنساني. أين العدالة وحقوق الإنسان التى تنادى بها الدول الكبرى؟!

     لقد أصبح التقاعس الدولى فى هذه القضية هو الأساس، دون أن تتخذ هذه الدول طريقًا لوقف استخدام القوة الغاشمة من جانب إسرائيل، مما يزيد الأمور تعقيدًا هو فشل مجلس الأمن الدولى فى وقف إطلاق النار، من أجل إعطاء هدنة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أهالى غزة، إن الدعم الأمريكى لإسرائيل جعلها تستخدم حق النقض «فيتو» ضد أى قرار يدين إسرائيل. وفى مقابل هذا الدعم الأمريكى السياسى والعسكرى والمادى والمعنوي؛ فإن وسائل الإعلام الغربية تدعم أيضًا إسرائيل وتروج أكاذيبها. لكن ما ضاع حق وراءَه. سينتصر الشعب الفلسطيني؛ وسوف يقيم دولته المستقلة على أرضه؛ طال الزمن أو قصر.. شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة

إقرأ أيضاً:

رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء

على مدار أكثر من 14 شهرًا من المحاولات المكثفة التي تقودها مصر والولايات المتحدة وقطر، بدأت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة تُحقق تقدماً ملحوظاً، ما يجعل التوصل إلى اتفاق أقرب من أي وقت مضى. وأسفر العدوان الإسرائيلي المستمر طوال المدة المذكورة عن تدمير أكثر من 85% من منشآت غزة، ومصرع أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتجاوز عدد الإصابات حاجز الـ100 ألف شخص، في ظل حرب إبادة أدانها المجتمع الدولي.

ورغم التفاؤل المتزايد بنجاح هذه الجولة من المفاوضات، تتمسك حكومة بنيامين نتنياهو، وفق تصريحاته، بشرط القضاء التام على المقاومة الفلسطينية، وهو ما يعتبره البعض محاولة لإرضاء الجناح المتطرف في الحكومة الإسرائيلية. وفي المقابل، اضطرت المقاومة الفلسطينية إلى تقديم تنازلات تحت وطأة الضغوط العسكرية والجيوسياسية، مثل القبول بإبعاد شخصيات فلسطينية بارزة، وتوقيع اتفاق غير ملزم من إسرائيل. تعمل مصر بدورها على توحيد الصف الفلسطيني، وتحقيق توافق بين السلطة الفلسطينية والمقاومة، سعيًا لقطع الطريق على حجج إسرائيل التي تروج لغياب شريك فلسطيني موحد نتيجة الانشقاق الداخلي، وهو ما جاء ضمن مباحثات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا مع زعامات إقليمية ودولية.

ويرى محللون أن نتنياهو يستغل هذه الظروف لإرضاء الجناح المتطرف في حكومته، مستفيدًا من الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية كبرى، إضافة إلى التغييرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة. ويأتي هذا في ظل تكتم كبير على تفاصيل المفاوضات لضمان إنجاحها. ومع ذلك، كشفت تسريبات محدودة عن تنازلات وصفتها حركة حماس بـ«المرونة»، والتي جاءت نتيجة التحديات التي واجهتها المقاومة خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتعطل جبهة الإسناد التي كان يمثلها حزب الله في جنوب لبنان.

وفق ما يعتبره محللون "تنازلات" من المقاومة، فإن حماس أبدت استعدادها لإبعاد شخصيات قيادية بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، إلى خارج الأراضي المحتلة ضمن صفقة الإفراج، إلى جانب العشرات من الأسرى الفلسطينيين كحل وسط. حاليًا، يدور التفاوض حول تحديد البلدان التي سيتم ترحيل هؤلاء الأسرى إليها. في الوقت نفسه، أكدت التسريبات أن القوات الإسرائيلية لن تُخلي مواقعها العسكرية على الفور، خاصة من محوري نتساريم وفيلادلفيا، لكنها ستنسحب تدريجيًاً بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. في هذا السياق، تتمسك إسرائيل بتسلم جميع الأحياء منهم، بينما تسعى حماس إلى تسليم جثث الموتى أولاً كشرط للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ووقف إطلاق النار.

كما كشفت التسريبات عن نوايا إسرائيل بمراقبة دقيقة لعودة السكان إلى شمال قطاع غزة، حيث سيتم الإشراف على دخولهم مع فحص الأنشطة السابقة للأفراد، مع فرض قيود على دخول الشباب. أضف إلى ذلك، أن إسرائيل تحتفظ بحقها في التدخل العسكري داخل القطاع إذا رأت ضرورة أمنية، سواء لملاحقة المقاومين أو لأهداف أمنية أخرى، مما يعني استمرار القطاع تحت الرقابة الأمنية والعسكرية الدائمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

من النقاط الخلافية البارزة، إصرار المقاومة الفلسطينية على توقيع إسرائيل اتفاقاً مكتوباً بضمان دولي، بينما تكتفي إسرائيل بالمطالبة ببيان مصري قطري فقط لوقف إطلاق النار دون توقيع ملزم. في هذا السياق، أوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن المرحلة الأولى من الهدنة ستستمر ستة أسابيع، وتشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإطلاق سراح النساء وكبار السن والجرحى المحتجزين، مقابل إطلاق مئات السجناء الفلسطينيين.

وتتواصل المفاوضات بمشاركة فرق فنية تضم وسطاء مصريين رفيعي المستوى، ومسؤولين أمريكيين وقطريين، بجانب ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. في الوقت ذاته، وصل آدم بوهلر، مندوب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الرهائن، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، إلى المنطقة في إطار توصية من ترامب بإنهاء المفاوضات قبل تسلمه السلطة في 20 يناير. وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن هذه المحادثات تعد الأفضل مقارنة بجولات التفاوض السابقة

اقرأ أيضاً«الاحتلال الإسرائيلي» يجبر الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي بغزة

واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتعزز مواقعها العسكرية «صور»شرق غزة.. 3 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لفلسطينيين بحي الشجاعية

مقالات مشابهة

  • الصمادي: صيد الثعابين تظهر أن المقاومة تستنزف قوات النخبة الإسرائيلية
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • "العربية لحقوق الإنسان" تدين جرائم الحرب الإسرائيلية ضد مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء
  • مخططات تقسيم الشرق الأوسط: الخلافات «وقود خبيث».. وإسرائيل الرابح
  • هل يهدد «الروبوت» مهنة المعلم البشرى؟
  • سامح عسكر: الجهاديون والصهاينة يعتبرون مقاومة إسرائيل عمالة لإيران
  • الحاج حسن من حي السلم: على الدولة القيام بمسؤولياتها تجاه الخروقات الإسرائيلية
  • عاجل- «نيران الغدر الإسرائيلية» تلتهم أرواح الأبرياء.. حرق عائلات فلسطينية أحياء داخل خيامهم
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات