مأساة متراكمة.. ماذا فعل العدوان بأصحاب الأمراض المزمنة في غزة؟
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
يهدد استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حياة أكثر من 165 ألف شخص مصاب بأمراض الضغط والسكري، إضافة لأعداد كبيرة أخرى تعاني من أمراض مزمنة أخرى، بسبب إغلاق العيادات وشج الأدوية، وذلك حال نجاتهم من القصف والقتل المباشر.
ويعاني أبو محمد (67 عاما) من أمراض السكر والضغط والكلى، وهو غير قادر حاليا على تحصيل الأدوية التي توفرها له وزارة الصحة أو حتى العيادات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعدما نزح من منزله في مدينة غزة.
ويقول أبو عبدالرحمن لـ "عربي21"، "خرجنا من بيتنا في حالة هلع، حتى أننا نسينا الكروسة التي انتقل بها (الكرسي المتحرك)، والآن أولادي يحملونني إلى أي مكان أحتاج الذهاب إليه".
ويوضح، "عملت على التسجيل في مستشفى ناصر من أجل عملية غسيل الكلى وسط ازدحام شديد بسبب نزوح عشرات المرضى الإضافيين من غزة وشمالها، وأذهب إلى هناك بسيارة أجرة مع تضاعف ثمن الموصلات، ومع مرافق او اثنين من أجل حملي لعدم قدرتي على السر لأكثر من خطوات قليلة".
ويضيف، "قلت لهم لا أريد الغسيل وما بدي حد يخاطر بحياته من أجلي، لكنهم يصرون على حملي ويقولوا إن شاء الله ربنا يفرحها قريبا".
ولم يتمكن أبو محمد من إجراء عملية الغسيل خلال فترة انقطاع الاتصالات عن قطاع غزة، لتعذر الاتصال بأي وسيلة مواصلات.
بدوره، يقول عبد الرحمن (32 عاما)، الذي يعاني من مرض مناعي يجعل الجسم يهاجم الأمعاء من الداخل: إن العلاج المطلوب لحالته نادر الوجود في غزة خلال أحسن الأحوال.
ويضيف عبد الرحمن لـ "عربي21”، "ن العلاج الذي يخضه له هو "بيولجي يشبه العلاج الكيميائي، ويتسبب بمضاعفات شتى على الجسم تعمل على إضعافه، وفي بعض من الأوقات انتظر شهور طويلة للحصول على تحويلة لتلقي العلاج في إحدى مستشفيات الضفة الغربية بسبب عدم توفره في غزة، وهذا التأجيل وهدم تلقي الدواء لفترات طويلة يعيد عملية العلاج إلى نقطة الصفر للبداية من جديد".
ويذكر، أن بروتوكول العلاج المتبع يعمل على إضعاف المناعة الذاتية من أجل تخفيف حدة مهاجمة الجسم لذاته، وهو ما يجعله معرضا للإصابة بأمراض بسيطة لكنها تكون ذات تأثير كبير على عليه بسبب ضعف المناعة المتعمد.
وحذرت منظمات دولية ومنها منظمة الصحة العالمية من كارثة صحية في قطاع غزة بسبب انتشار الأمراض المعدبة في مراكز الإيواء، إضافة للأمراض الناتجة عن تحلل الجثث في الأماكن التي تعرضت للقصف وتعذر انتشار الشهداء من تحت أنقاضها، فضلا عن تكشف شبكة المجاري والصرف الصحي.
بدورها، تقول سعاد (37 عاما)، المصابة بنوع شديد من مرض الربو، "أنا أموت كل يوم عشرات المرات في محاولة التقاط أنفاسي، والأدوية التقليدية من بخاخات ومستنشقات لا تفي بالغرض حاليا".
وتشرح سعاد لـ "عربي21"، أن مجرد الطقس الرطب والاقتراب من البحر في غزة يفاقم من سوء حالتها، مضيفة "الآن هناك عوامل أخرى مثل الأدخنة ورائحة البارود النفاذة التي تنتشر بعد كل عملية قصف قريبة".
وتوضح، أن ما يساعدها عادة على التنفس في حالة الأزمة هو جهاز التنفس الخاص بحالتها، وهو يعمل بالكهرباء المنعدمة حاليا في قطاع غزة، كما أنه يحتاج لأدوية خاصة توضع داخله من أجل فتح الشعب الهوائية.
وتشير إلى أنها تذهب إلى بيت أحد الجيران خلال فترات النهار من الذين تتوفر لديهم الكهرباء من أجل استخدام الجهاز، إلا أن "فترات الليل هي الأسوأ" بسبب تعذر ذلك.
وتقول سعاد "الشعور مرعب في الليل في انتظار الموت اختناقا أو قصفا، وهناك تحذير على عبوة البخاخ أن الجرعة الزائدة عن الموصى به قد تؤدي لتأثير عكسي، أنا أواجه موتا ثلاثيا".
من جهة أخرى، تعاني أم موسى (61 عاما) من مرض السكري، وتتعامل معه من خلال حقن هرمون الأنسولين التي تعمل الجرعات المناسبة منه على تنظيم معدل السكر في الدم.
وتقول أم موسى لـ "عربي21”، لدي مخزون كان يكفيني لأكثر من شهر من الأنسولين، لكن بعدما تركت منزلي في شمال غزة "لم يسعفني الوقت إلا لأخذ عبوة وربع تقريبا من العلاج، إضافة لعدد بسيط من الإبر (حُقن)، الآن أعمل على استخدام نفس الإبرة أكثر من مرة، وهو أمر غير صحي".
وتضيف أن علاج الأنسولين نفسه يحب حفظهوفي وسط بارد للحفاظ عليه، وهو الأمر فير الممكن حاليا في قطاع غزة بسبب انقطاع الكهرباء شبه التام.
وتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ 25 على التوالي، وسط ارتكابه مجازر بحق المدنيين، باستهداف مباشر بصواريخ الطائرات وقذائف المدفعية، يقابل ذلك مواجهة شرسة على الأرض من جانب فصائل المقاومة.
ومنذ بدء العدوان بلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين، 8306 شهيدا بينهم 3457 طفلا و2136 سيدات، و397 مسنا، وإصابة 21048 آخرين.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن الطواقم الطبية لازالت تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة المرضى مستشفيات غزة مرضى مستشفيات الأمراض المزمنة المنظومة الصحية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة من أجل فی غزة
إقرأ أيضاً:
تامنصورت المدينة النموذجية التي أبعدوها عن الحضارة بسبب التهميش المتعمد من شركة العمران بجهة مراكش
شعيب متوكل
لا تزال شركة العمران الجهوية مراكش آسفي ، تواجه موجة من الانتقادات الواسعة من سكان مدينة تامنصورت وما يحيط بها من دواوير جماعة حربيل ، بسبب سياسة التهميش التي تنهجها الشركة مع الساكنة حيث أن التماطل في الوفاء بما وعدوا به هو شعار المرحلة الماضية وحتى الحاضرة .
وكما جاء على لسان سكان مدينة تمنصورت أن الشركة وعدتهم بحلول عاجلة لتيسير الخدمات الأساسية الضرورية للحياة، ممثلة في البنى التحتية للمنطقة، و المساحات الخضراء كمتنفس لهم، وملاعب كرة القدم، والمؤسسات التعليمية، والمواصلات العمومية….).
ليجد سكان المنطقة نفسهم أمام مدينة تحيطها مطارح النفايات وأصحاب الخرذة والدواوير العشوائية.
استيقظ سكان تامنصورت من الحلم جميل بجعل تامنصورت مدينة نموذجية بمواصفات رفيعة ، إلا أن الواقع يكشف المستور ويعكس الحقيقة، ليجد السكان نفسهم أمام غياب واضح للمساحات الخضراء وملاعب القرب التي هي من حق الساكنة ،و حتى الإنارة العمومية في حالة متدهورة بل غير موجودة في بعض الأماكن. دون رقابة من شركة العمران بمدينة مراكش.
حتى عدد الحافلات و سيارات الأجرة المخصصة للمنطقة غير كافية لعدد السكان المتواجدون. مما فسح المجال أمام وسائل النقل الغير المقننة لتملا الفراغ.
كل هذه المساحات التي اشترتها شركة العمران بمنطقة حربيل وعملت على جعلها مشروعا ناجحا بامتياز، باءت بالفشل الذريع، بسبب سوء التدبير من الشركة وضعف التواصل مع الساكنة من قبل مدير شركة العمران. الذي باع الوهم لفئة من الناس كانت تطمح للسكن في مدينة يتوفر فيها كل مقومات الحياة الأساسية على الأقل.
والدليل على هذا الفشل أن هناك عدة منازل داخل بعض الأشطر لا تزال مهجورة، لا يسكنها إلا المتشردون والمدمنون على المخدرات ليلا ليجعلوا منها مكانا للجلسات الخمرية وما يصاحبها.
والشكايات التي توصلت بها جريدة مملكة بريس تؤكد ذلك، مفادها أن بعص السكان تعرضوا للسرقة بالسلاح الأبيض مرارا وتكرارا، خصوصا في الصباح حين يضطرون للخروج باكرا للعمل بسبب قلة المواصلات والكثافة السكانية. وهذا جعلهم غير أمنين على أنفسهم وأولادهم في مكان أصبحوا يتمنون الرحيل منه.