لجريدة عمان:
2025-02-09@03:55:15 GMT

«شارع سقف السيل» .. نصوص سردية معدة للدراما

تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT

«شارع سقف السيل» .. نصوص سردية معدة للدراما

عمّان ـ العُمانية: يرسم الكاتب الأردني محمد عارف مشَّة في مجموعته القصصية الأخيرة «شارع سقف السيل»، مشاهد درامية متحركة بقلمٍ أقرب إلى ريشة الفنان، مقدمًا خمسًا وعشرين قصة تتدفَّق روحًا وحيوية، وتتناول الواقع بطريقة عبثية تتسم بالاحتراف والاقتدار. نقرأ من المجموعة الصادرة حديثًا عن «الآن ناشرون وموزعون»: «لا رغبة لمسعود بالكلام، لا رغبة له بالصمت، لا رغبة له في فعل أيّ شيء، حالة تنتابه كثيرًا ولا يجد لها تفسيرًا، ينثر الرجل الأوراق التي أمامه فتتطاير في الهواء بحركات بلهاء، يضحك لها الرجل وهو يقضم أظافر يده اليمنى بأسنانه، ينظر إلى المرآة التي أمامه فينفجر ضاحكًا على هيئته حتى يسقط على ظهره من كثرة الضحك.

نظر جواره فوجد الحذاء، صوَّب الحذاء باتجاه المرآة وقذفها به، فانهارت المرآة شظايا، ازدادت ضحكاته بعدد شظايا جسمه المنثور من المرآة». يكتب مشّة قصصه مستعينًا ببساطة التعبير وبالجمل القصيرة المكثَّفة والمركَّزة، كاشفًا عن جرأة على التجريب وصنع أخيلة مغايرة، وكأنه يصرّ على بث الحياة في كل شيء حوله، وعلى نحو خاص اللوحات الفوتوغرافية التي جمَّدها فنانوها في إطارات خشبية.

إذ استدعى أكثر من بطل من جدار اللوحة وأشركهم في أحداث قصصه، ففي قصة «ذات الرداء الأحمر» يقول: «حكَّ صديقي في اللوحة أنفه بإصبعه، وقد راقته الفكرة»، فقد بنى لقطة حوارية كاملة بينه وبين ذلك الواقف في اللوحة المعلقة على جدار المقهى، حتى إن ذلك الرجل/ اللوحة رد عليه: («أنا! كيف سأخرج من سجن اللوحة؟»، وأخرج لسانه استهزاءً بي، ثم أضاف: «بل اذهب أنت»)، حتى إنه صوَّر ضحكة ذلك الصديق/ اللوحة بأنها ضحكة عالية كاد يسمعها رجل الحراسة. وفي قصة «عجوز المقهى» صنع مشَّة لقطة رشيقة، إذ يقول: «أشارت البنت بإصبعها نحو امرأة الحزن في طرف اللوحة الجدارية، وأكملت: لا أريد أن أكون هذه المرأة التي نسيها الرسام في لوحته، بعد أن ثبَّتها على الحائط بمسمار كي لا تسقط عن الجدار، لتعتقد أنها في مأمن من غدر الزمان فماتت المرأة وبقي جسدها في اللوحة». وكأن اللوحات الجدارية هي عامل أساسي من عوامل تحريك الإبداع لدى الكاتب، إذ تضعه في تحديات عظيمة فتجعله يصنع مشاهد مغايرة تتفجر فيها سيماء الإبداع وكأنها مشاهد مرئية، لا فقرات مكتوبة.

وفي القصة نفسها، يستنطق الكاتب بطلَ اللوحة، كما في المقطع التالي: «تلفَّع العجوز بمعطفه الرثِّ على المقعد الحجري في اللوحة، زأرت الريح، تقصَّفت الأغصان، اهتزَّت اللوحة المعلَّق على الجدار، أيقظ العجوز البنت، احتضن يدها الصغيرة، اللوحة لا تتسع لهما، فمزَّق إطار اللوحة الضيق، خرج من ضيق اللوحة، فكان ضجيج المقهى، وصوت الأغاني، وأصوات الغالبين، وأصوات المغلوبين، وصوت نادل المقهى، وقرقرة الأراجيل ودخانها.. حطَّم العجوز إطار اللوحة، نزلا وسارا معًا باتجاه الخروج، فكان باب المقهى مغلقًا، والكل يصرخ وحيدًا. الضجيج يعلو، والمقهى صامت، والأبواب مغلقة، ولا أحد ينصت لضجيج الصمت، صمت الضجيج يعلو». تكشف المجموعة عن قاص يتقن العبث، ويقدم نصوصه بتتابعية درامية مرسومة ببراعة، ولقطات حوارية تضجُّ بالحياة، محاولًا أن يُسكنها على الورق إلى أن يأتي فنان آخر يحرِّرها ويحوّلها إلى مشاهد حية مصوَّرة بنفس سطورها الحوارية.. إنها لقطات معدَّة للتمثيل دون حذفٍ أو إضافة.

يُذكر أن مشّة يكتب القصة القصيرة جدًا منذ عام 1983، مما صدر له في القصة: «عصافير المساء تأتي سرًّا» (2019)، «شبابيك» (2017)، «بائعة الكبريت» (2008)، «الولد الذي غاب» (1995)، «همسة في زمن الضجيج» (1989)، «حبك قدَري» (1984).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی اللوحة

إقرأ أيضاً:

«طرق دبي» تطّلع على مقترحات سكان البرشاء

دبي: «الخليج»
عقد مجلس المتعاملين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي في حديقة بحيرة البرشاء، جلسة للنقاش والحوار مع أهالي منطقة البرشاء والاطلاع على مقترحاتهم، إلى جانب عرض مشاريع ومبادرات الهيئة لتطوير وتحسين الطرق وانسيابية حركة المركبات وتعزيز جودة الحياة للأهالي، وكان في استقبالهم عدد من المديرين التنفيذيين ومديري الإدارات والأقسام وموظفي المؤسسات والقطاعات المعنية في الهيئة.
ورحب أحمد محبوب المدير التنفيذي لمؤسسة الترخيص، رئيس مجلس المتعاملين بالأهالي، مؤكداً حرص الهيئة المتواصل على تنفيذ المزيد من المشاريع والمبادرات التي تعمل على الارتقاء بالخدمات وإسعاد السكان والمتعاملين فيما يخص مشاريع الطرق وتسهيل حركة مستخدمي المركبات.
وأكد حسين البنا، المدير التنفيذي لمؤسسة المرور والطرق، أن الهيئة تسعى إلى الوصول لأهالي المناطق السكنية والجمهور بكافة السبل وقنوات التواصل المتاحة، لتعزيز رضا المتعاملين بتقديم أفضل الخدمات في شبكة الطرق والبنية التحتية.
واستعرض حمد الشحي، مدير إدارة الطرق بالمؤسسة، أعمال الطرق والمشاريع التي نفذتها الهيئة خلال الفترة الماضية، والمبادرات التي تنفذ في الوقت الحاضر، وهي: تطوير شارع حصة من شارع الشيخ زايد إلى شارع الخيل، وتطوير شارع أم سقيم، إلى جانب عرض المشاريع المخطط تنفيذها في المرحلة المقبلة لتسهيل الحركة المرورية لسكان المنطقة.
وعبّر الحضور عن شكرهم للهيئة على الجهود المتواصلة طوال العام.

مقالات مشابهة

  • أوروبا حائرة.. من يدفع ثمن حماية أمن القارة العجوز؟
  • «طرق دبي» تطّلع على مقترحات سكان البرشاء
  • متى تتزوجين؟ بيع رابع أغلى لوحة في التاريخ بـ 300 مليون دولار .. ما قصتها
  • الذكاء الاصصطناعي يحول اللغة من الدماغ إلى نصوص مكتوبة
  • المسند يوضح متى يكون برد أيام العجوز
  • الصندوق السعودي للتنمية يشارك في افتتاح المشروع الإسكاني بوادي السيل والقلالي في البحرين
  • المبدعة أندريه شديد.. إنتاج أدبي غزير بالإنجليزية والفرنسية
  • «أكلت شعرها».. إزالة كرة ضخمة من معدة فتاة بريطانية والسر متلازمة نادرة
  • من الواقع للدراما.. ظهور يوسف عمر ووالدته في مسلسل شباب امرأة
  • تحدٍ فني في “توب شيف 8”: أطباق تعكس هوية كل مشترك!